الأربعاء، 30 ديسمبر 2009
بين الادب والفلسفة والسياسة والجمال
ولكن هناك منظومة أخلاقية تدخل على هذا الكائن المرتجف تخرجه من طور الخوف الى رحابة الامن من حالة الهلع الى عالم الطمأنينة والسكينة يقول المولى سبحانه "الا المصلين " ثم يذكر مجموعة من الصفات ان ارتبطوا بها وارتبطت بهم تحقق المراد المنشود
ومن تلك الصفات رعوية العهد والامانة تخيل أن مديرا لاحد المخازن جاءه على حين غرة رجل يرتدى ملابس سوداء أنيقة ونظارة معتمة وقال له بصوت خفيض مخيف سنقوم بجرد الآن فان كان الرجل أمينا دفاتره سليمة فلن يهتز له جفن ولن يرتعش له ذراع أما لو كان الامر غير ذلك فحالة الهلع سترتسم على وجهه والتصبب عرقا سيحدث لا محالة بمجرد سماعه تلك الكلمات التى ستنزل عليه كأنها الصاعقة فى غير موعدها ان السياسة بلا أخلاق هى سياسة خائفة مرتعشة لا تثبت أمام العقبات أو النوازل والاختبارات ستنهار حين تحاكمها عدالة القدر و الرأسمالية العالمية تحت مظلة العلمانية جردت النفس البشرية من الاخلاق فأوقعتهم فريسة لسنابك أشباح الخوف الضارية
ان الانسان فى حاجة ماسة للمنظومة الاخلاقية ليس من أجل الآخرين ولكن من أجل راحته هو ولكن هذا لا يعنى أن الملائكة ستعيش على الأرض
-" وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها " هل بالفعل الفؤاد غير القلب فحين كان الحديث عن الفراغ العاطفى جاءت كلمة الفؤاد وحين كان الحديث عن الفعل والارادة جاءت كلمة القلب الفؤاد هو مستودع المشاعر والأحاسيس والانفعالات أما القلب فهو مركز الارادة والادراك ولكن طاقة الفؤاد الشعورية تنبع من حركة مضخة القلب المستمرة مادامت الروح تعانق الجسد فتلك الحركة ينتج عنها فيزيائيا طاقة يتم تسجيلها على اجهزة القياس وعندما تحدث الصدمات النفسية تنخفض دقات القلب عن طريق العصب الحائر The Vagus فيتنخفض الطاقة ويحدث الانقباض والاحساس بالفراغ العاطفى وعندما تحدث القرآن عن حال غير المؤمنين يوم القيامة قال "وأفئدتهم هواء "ليظهر كم نفوسهم وقتئذ مضطربة وهواء أفضل من خواء لأن حرف الهاء أعمق فى مخرجه من الخاء فالاضطراب والقلق بداخلهم أشد عمقا
- أختلف مع الادعاء بأن يوسف عليه السلام كان على عهد الهكسوس بل كان مبعوثا الى المصريين القدماء ألم يصف المولى الرجل الذى اشتراه بأنه من مصر وقال لاخوته ادخلوا مصر ان شأء الله آمنين " فكيف يتحقق الامن مع الاحتلال كما ان مؤمن سورة غافر قال للمصريين القدماء أن يوسف قد جاءهم من قبل بالبينات اذن فالصديق كان مبعوثا الى قدماء المصريين كما أن حديث مؤمن سورة غافر والذى لن تجده لا فى التوراة ولا فى الانجيل ولم يعثر عليه حتى الآن فى اى بردية ولكن القرآن الكريم خلد قصته فالكلمات الصادقة تبقى دوما خالدة ولا تذهب أبدا هباء يظهر الحالة الدينية عند المصريين حيث يتضح أنهم كانوا يعرفون قصة نوح والطوفان وقوم عاد كما يظهر معرفتهم بالحياة بعد الموت
وما دمنا تحدثنا عن نبى الله يوسف نلفت النظر الى حال النسوة حين نظرن اليه فقد استخدم القرآن اللفظ "أكبرنه " وهى تعنى لآينه فى أعينهن كبيرا وهى أولى درجات العشق عند النساء أن يرين الرجل كبيرا وهن صغارا اليه أما اولى درجات عند الرجل فقد استخد سبحانه مع نبى الاسلام لفظ "ولو أعجبك حسنهن " فالرجل يعجب بحسن المرأة والمرأة تكبر الرجل
- عندما عانى أحد تلاميذ كونفشيوس من خسارة شخصية ألمت به فك وثاق جوادا من جياد عربته وأهداه الى أسرة تلميذه وقال "اننى أكره ألا تكون دموعى يعقبها تعاطف عملى " اننا فى حاجة الى تجاوز مرحلة البكاء الى مرحلة الأفعال الصادقة الطيبة
الأحد، 13 ديسمبر 2009
الخلافة الاسلامية والامبراطورية الامريكية
ورغم ان السيد توملين لا يرى الامر يخلو من مبالغة الا انه يعلق قائلا ان هذا التحول ليس مستحيلا بل المستحيل حسب الطبيعة البشرية استمرار هذا الامر, وجاء التمزق من الخارج وليس من الداخل فقد أحس حكام الولايات الاخرى بالخطر فقد تسرى عدوى المطالبة بالفضيلة الى شعوبهم وقد ينادى المغلوبون على امرهم بانتهاج اسلوب كونفشيوس
فأرسل حاكم ولاية تسى Tsiثمانين مغنية شابة ومحظية ومائة وعشرين جوادا فعلم كونفشيوس بها ومنع ادخالها الى العاصمة الا أن احد موظفى القصر تسلل الى خارج العاصمة وعاد يروى رواية براقة وقدأفرط فى الوصفكثيرا , فاشتعل خيال الملك وتمكن منه لهيب الفضول والرغبة معا , ان التمزق من الخارج دوما لا بد أن تمد له ايد من الداخل العون والمساعدة واستسلم كونفشيوس لرغبة الملك وعادت الاحتفالات الى القصر ويبدو أن الامر فعلا كان يستحق ,, وتوقفت الاعياد الدينية حتى الاضحيات وآثر كونفشيوس الانزواء والنفى بعيدا وامتطى عربته واختار الرحيل
مما دفع الصينيون الى القول "ان الشهوات فى المقدمة والفضيلة خلفها " لم يا ترى انهار نموذج كونفشيوس الهش بهذه الطريقة البسيطة للغاية كيف أطاحت سيقان النساء بأسوار العدالة
ان الاسلام لا يصنع مع الشهوات ولهيبها صداما بل ينظمها ويحسن توجيهها مثنى وثلاث ورباع , ان عشق النساء ليس جريمة ولن يكون جريمة , بل صح عنه صلى الله عليه وسلم أنهن حببن اليه ولا يصبر عليهن ,
فالجريمة الا تكون فى اطار شرعى أو أن تكون سببا فى الحيد عن جادة الصواب والقعود عن القيام بالواجبات
ان النموذج الاسلامى أقامه رجال ذوى صفات معينة وان كان بن خلدون رآى فى مقدمته أن دولة الاسلام لا تخضع لقوانين لان نشأتها معجزة والمعجزات لا قوانين لها ولكن يحق علينا أن ندرس تلك المعجزة جيدا
لقد أوضحت سورة الفتح صفات أولئك الابطال بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم وكنت أتساءل اليس فى ذلك عنصرية وعداء لبعض بنى آدم و مع اخوة فى اطار الانسانية ولكن عندما نفكر قليلا يزول هذا الوهم فهؤلاء القوم كما وصفهم القرآن يحبهم ربهم ويحبونه والمرء عندما يرى شخصا يذكره بمحبوبه أو ذا صلة قرابة به يحتفى به ويحسن اليه انه يحرك شغاف القلب بالشوق الى من يحب واذا رآى شخصا يكن لمحبوبه بالكراهية والعداء لا يطيق رؤيته ولا التعامل معه هكذا المسلمون وربهم كما يبرون ويحسنوا الى من أحسن اليهم وان كان على غير هديهم
كذلك تختلف رؤية من ينظر الى الحياة كمرحلة منتهية ومن ينظر اليها على أنها ممر الى عالم آخر أكثر سعة ورحابة تؤثر تلك الرؤية فى أفكاره وتصرفاته وافعاله أفمن كان مؤمنا كم كان فاسقا ....لا يستون وفاسقا هنا تعنى غير مؤمن وليس عاصيا فكلنا نخطىء ولولم نفعل لذهب الله بنا لذلك جعلت هذه الآية على جهازى المحمول أستمع اليها كلما هاتفنى أحد ان المساواة المطلقة بلا ضوابط سذاجة فكر وسفاهة عقل لا تستقيم مع واقع البشر
لقد نشأ الاسلام فى جزيرة العرب كحركة سياسية ذات أساس عقدى فهؤلاء الرجال يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود فالاسلام حركة سياسية توحيدية أخلاقية وليست حركة تحرر بل أخلاق
هذه هى صفات الذين قامت على أكتافهم دولة الاسلام وهى بالمناسبة موجودة بالفعل فى التوراة الموجودة حاليا...
فما هى صفات الذين قامت على أكتافهم الامبراطورية الامريكية
الخميس، 10 ديسمبر 2009
عالم بلا مصداقية
- وحظرت سويسرا المآذن ولقد أثار الامر استغرابى ألا يمكن أن ينظر الى تلك المآذن على أنها طرز فنية معمارية راقية تعكس احترام الاسلام العالى للفنون ان ميادين اوروبا ومتاحفها ومدنها تحتفى بالحضارة الفرعونية بالمسلات برأس نفرتيتى بحجر رشيد فما لها لا تطيق الفنون الاسلامية كيف تتباهى بتماثيل الاغريق وآثار الرومان وتتآذى من سمو المآذن وشموخها كيف تتسع لاموال المسلمين الضخمة التى تنوء بالعصبة اولى القوة وتضيق بعمود خراسانى يعلو مساجدهم ما هذه الازدواجية الغربية وما هذه العين العوراء التى لا ترى الا أمرا واحدا وأحيانا لا ترى شيئا
- عندما سبق المصرى بن عمرو بن العاص وضربه لأنه سبق بن الأكرمين وحكم له عمر ووبخ عمرا فقد انتهج بن الخطاب مبادىء حضارية لم يصل لها الغرب بعد وربما لا يصل لم يمل الفاروق الى بن قبيلته وعرقه لم ينحاز الى من سار معه فى طريق الصعود السياسى لدولة الاسلام وبذلوا فيها الغالى والنفيس لم ينظر بن الخطاب الى ذلك كله وأعلى من قيمة العدل فوق كل الاعتبارات الاخرى و لكن عندما ننتقل كاميرا التاريخ الى عصر الفيفا والمنظمات الدولية المعاصرة نجد العجب العجاب ... فالعالم الآن لا يحكمه عمر , فلقد قرر الاتحاد الدولى البت فى تجاوزات مرتزقة الجيش الحزائرى وسدنة النظام المهترىء وسباب الاعلام الجزائرى السوقى الى فبراير ولا أدرى لم كان الفيفا فى عجلة من أمره الا اذا كان يقصد فبراير 2011 فهذا أمر آخر لقد استدعى الاتحاد الاوروبى منتخب الدانمارك عام 1992 فى بطولة اوروبا بدلا من اليوغوسلافيا وفازت الدانمارك بالبطولة فهل يفعلها الاتحاد الدولى مع منتخب الساجدين أم انه حقا عالم بلا مصداقية
- سبق الجاهليون العرب رغم انحرافهم العقدى والسلوكى وغلاظة طباعهم ادعياء الحضارة والتقدم فى الغرب حين توافقوا بينهم على رد الحقوق الى اهلها سبق قاطنو البداوة والتصحر فلاسفة العالم الحر حين أقاموا حلف الفضول فى دار بن جدعان وتعاهدوا على الوقوف بجوار المظلوم والسير معه حتى يسترد حقه سواء من قريش أو غيرها معان حضارية رغم جاهليتهم لا نرى اليوم لها وجودا لقد كان حلف الفضول أرقى من الامم المتحدة التى فشلت فى انهاء النزاعات فى العالم بل تغض الطرف عن مجازر غير مسبوقة وانتهاكات لا شبيه لها لم تعط يوما ذا الحق حقه لم يحدث التدخل فى البوسنة الا بعد خرابها ولم تدن يوما ما جرما فى الاراضى المقدسة بل كانت مطية رائعة للغزو العسكرى وحصان طروادة تختفى وراءه غايات مشبوهة واهداف ما كانت يوما ما مشروعة يا الهى لقد ملأت الامم المتحدة العالم جورا فمن يملأها الآن يا رب عدلا لقد أصبح عالم البشر أكثر وحشية من عالم الغاب يقال ان الفيلسوف الصينى الشهير كونفشيوس حين ارتحل عام 517 قبل الميلاد من ولاية لو Lu الى ولاية تسى Tsiالتقى هو وتلاميذه بامرأة تبكى عند قبر بعد ما أصابتها مصيبة ثلاثية فقد قتلت النمور حماها وزوجها وابنها فسألها كونفشيوس وهو يواسيها لم اختارت تلك البقعة للسكن فيها رغم خطورتها فقالت لأنه لا توجد فيها حكومة جائرة فالتفت الى تلاميذه وقال لهم دونوا " الحكومة الجائرة أشد وحشية من النمور "
السبت، 5 ديسمبر 2009
اصلاح النظام العالمى
واذا نظرنا الى استراتيجية منظمة التجارة العالمية ومزاياها نجد أن لها وجه آخر غير الذى تبشرنا به فاذا كانت استراتيجيتها أتاحت للدول الاوروبية توافر السلع المختلفة وفى غير مواسمها عبر الاستيراد من الدول المختلفة وتوافر منتجات ما كان لهم بها من عهد الا انها أفرزت سلبيات مدمرة مثل القضاء على التنوع البيولوجى فيقول مارتين اوروبان "ان الصين على سبيل المثال كان مزارعى البلاد يزرعون ما يزيد على عشرة آلاف نوع من الأرز الآن لا يتعدى الألف ومزارعى الهند كانوا يزرعون ما لا يزيد على ثلاثين ألف نوع من الرز فى مطلع القرن العشرين الان ما بين عشرة الى خمسة عشر نوع وأمريكا الجنوبية موطن البطاطس الاصلى اقتصرت على الانواع المستخدمة فى البطاطس المحمرة " بل ان الوضع امتد الى تدنى أحوال المزارعين كما تقول صحيفة sueddeutch zeitung عن المزارعين التايلنديين الذين ضاقت صدورهم وجيوبهم بالعولمة تقول "كلما أرهقوا أنفسهم ازدادوا فقرا " ان النظام العالمى يمر بأزمة ولا مناص من البحث عن حل
والحل فى رأيى بغض النظر عن القوة التى تحكم العالم حاليا أو التى ستحكمه بمشيئة الله عما قليل هو كالآتى
لا مانع مطلقا من الغاء الحواجز الجمركية بين البلدان بل هو مطلب رئيس للتعارف والتناغم بين الدول والشعوب فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه ولكن لا يستقيم الامر الا بالغاء العملة المركزية للعالم و الغاء تسعير المنتجات والسلع العالمية بعملة محددة بغض النظر عن ماهيتها فعندما تبيع الدولة منتجاتها ومواردها الاقتصادية عبر عملة غير عملتها المحلية فانها بذلك تقترف جريمة كبرى وخطيئة لا عقل لها انه نوع من الجنون , ومثلها كمثل من يبنى عمارة عالية فخمة فى أرض ليست ملكا له ان الحماقة أعيت من يداويها لأن الدولة صاحبة العملة المركزية ستقوم بطبع المزيد من تلك العملة فتفقد الدول الأخرى قيمة ما حصلت عليه
فالتعامل العالمى عبر عملة واحدة يدمر كل اقتصاديات الدول بما فيها الدولة صاحبة تلك العملة بغض النظر عن طبيعتها
ثانيا اذا كانت الولايات المتحدة تشترط ألا يقل الحد الأدنى للاجور عندها عن 887 دولارا شهريا فيجب على الدول أن تضع شروطا لحماية عمالتها ومستوى المعيشة لديهم مطبقين فى ذلك نموذج الفلاح والبقرة the farmer and the cow فالفلاح الذى لديه بقرة تدر عليه دخلا يعمل على رعايتها واطعامها جيدا بل حين يلم بها المرض فانها يسارع فى علاجها ربما على حساب أحد أطفاله ولكن ان أهملها ولم يطعمها جيد فعليه ألا ينتظر منها أى مردود اقتصادى كذلك وجود أجور مناسبة للعمال يجعلهم يشترون السلع بدلا من تراكمها فتتوقف المصانع والشركات
فحصول العمال على الاجور المناسبة يساهم فى تنشيط عجلة الاقتصاد وضخ النقود باستمرار فى الاسواق
أما بالنسبة لانتقال العمالة بين البلدان فلا يكون على حساب العمالة المحلية لأن العمالة الوافدة ستعمل على تنشيط الاقتصاد فى مواطنها القادمة منها من خلال التحويلات فتكون بتحديد نسبة معينة لا تزيد على عشرة بالمائة وفى تخصصات تعانى البلدان منها ندرة
ان الاقتصاد العالمى بمنظومته الحالية يساهم فى اضطرابات المجتمعات واثارة الفوضى فى ظل تحول السوق الى وحش ضخم لا تحكمه قواعد أخلاقية سيدمر كل من يشاركون فى صناعته فعدم المساواة سيدفع نحو حروب أهلية وفوضى عارمة ستأكل الأخضر واليابس لن يكون أحد بمنأى عن شظاياها
فالتكاتف لبناء اقتصاد يؤصل للعدالة والرعاية سيكون سياجا يحمى الجميع أما الاصلاح على المستوى الاجتماعى والمنظومة التشريعية فله حديث آخر فى اطار البحث عن عقد اجتماعى كوكبى
الأربعاء، 25 نوفمبر 2009
الجيش الجزائرى بين المصريين والصينيين
ومحمد رسول الله الذى جاهد فى سبيل الله وغزا سبعا وعشرين غزوة كان ضحوكا وبساما كان يسابق زوجته ويصارع أصحابه وكان يشاهد ألعاب الصبية فى المسجد مع زوجته رضى الله عنها وأطلق قوله الرائع لتعلم اليهود أن فى ديننا فسحة فلم يضيق البعض أمرا أفسحه الله علينا وكنت أتساءل لم خص اليهود بذلك ما الذى أشرك اليهود وهو يشاهد عليه السلام ألعابا مثل الالعاب الاوليمبية فى المسجد فالشريعة اليهودية بها من التشدد ما يجعل اليهود أصلا يضيقون بها ذرعا
وكان اليهود يرون الالعاب الاوليمبية اليونانية والرومانية ولا يستطيعون مجاراتهم اما هذا الامر فى الاسلام فهو مباح وكم كانت فرحتى وأنا أرى انجازات مسلمى مصر فى اوليمبياد أثينا حين كانوا يسجدون لله بعد كل انتصار وتنتابنى حالة من التعجب كيف لتلك الالعاب التى اقيمت لتكريم الآلهة الاوليمبة الاثنى عشر واستدعتها الماسونية العالمية من جديد كيف أصبح السجود فيها لرب السموات لقد انقلبت الألعاب الاوليمبة على أصحابها وأصبح الاسلام يزحف عليها
اذن فرجاء الامر فى الاسلام فيه فسحة فعلينا ألا نضيق شيئا فيه من السعة الكثير اننى أخشى المتنطعين فى الدين كثيرا وأصحاب الادعاء الزائد بالتقوى خشية قد تزيد أحيانا عن المنحرفين عقيديا وسلوكيا
ولقد انتشر الاسلام قديما بالتجارة فلماذا لا ينتشر حديثا بالرياضة خاصة أنه قادرة على الحشد الجماهيرى الضخم
ان نهائى كأس العالم عام 2006 شأهده فى لحظة واحدة فى المنازل فى المقاهى فى الميادين فى أقطار مختلفة مليار ونصف شخص
ولكن الاشكالية تأتى مما فعله اليهود حين حولوا الاتحاد الدولى لكرة القدم الى نادى دولى للقمار تغلفه روائح المراهنات الفاسدة وتتلاعب فى مبارياته انهم يحشدون الجماهير ويستولون على أموالهم تماما كما يحدث فى سباق الخيل
لقد اعتقلت الشرطة الالمانية سبعة عشر شخصا تلاعبوا بنتيجة مائتى مبارة ولو كان نادى القمار الكروى محقا لقام بالتحقيق مع أسطورة اللعب بيليه الذى تعاون معهم فى بطولة كأس العالم عام 1998 فلم يرشح منتخبا الا ويخسر المباراة لقد كان دوره تضليل المتراهنين وصرفهم الى اتجاه آخر وما حدث من اللاعب بيير عيسى وكيف تم تدمير رونالدو عن طريق خطيبته سوزانا قبل نهائى كأس العالم عام 1998 انه بحق نادى القمار الكروى
ولكن ماحدث فى الخرطوم كان عجبا ودعونى أنظر اليه من زاوية أخرى فوسائل الاعلام العالمية التى جعلت العالم كله قرية صغيرة لم ترصد احداها ما حدث ووكالة الانباء الفرنسية التى قد تتحفنا بخبر عن مشاجرة بين شخصين فى حوارى الصعيد كيف لم تتحفنا بصورة عن مطاردة الالاف من المصريين على أيدى مرتزقة الجيش الجزائرى الذى ارتضى لنفسه أن يتحول الى مخلب قط للنهش فى بعض المشجعين يا أيها الاعلام العالمى ما أعمى بصرك أين ذهبت ميكروفوناتك الصارخة كيف تحول مرتزقة الجيش الجزائرى الى شركة أمنية تنقل خدماتها الى خارج البلاد وكيف تحولت أبواق الاعلام الجزائرية الممولة من الاستخبارات الفرنسية الى مستوى من السوقية ومنافسة نسوة المناطق الشعبية فى استخدام الالفاظ النابية كيف لم تتحرك تلك الحناجر الصارخة بالرجولة نحو فرنسا التى ترفض الاعتذار عن قتل شهدائكم الابرار كيف صمتت حين وصف ساركوزى اخوانكم بالحثالة ام أن تلك الحناجر المأجورة فى مثل هذه المواقف تختفى منها الكلمات
عندما قتل المسلمون فى الصين انطلقت الحناجر الجزائرية الفرنسية تدافع عن الجالية الصينية فى البلاد وخرجت الابواق تولول وتصرخ حفاظا عليها واندفع جنرالات الجيش الجزائرى المرتزقة يتصدون لمن يهاجمها فهل اتسعت الجزائر بلد المليون شهيد للصينيين الملحدين وضاقت بالمصريين الوحدين أى عصابة تلك التى اختطفت الجزائر واهلها
وليسجل التاريخ أنه اذا كان طبق مكرونة تسبب فى حفر قناة السويس ورقصة امرأة تسببت فى مقتل نبى الله يحيى ووجه فتاة مسلمة تسبب فى حرب بين المسلمين واليهود فان مباراة كرة قدم ستساهم فى اعادة تشكيل المنطقة من جديد اما الثمن الذى حصلت عبيه قطر وقناة الجزيرة مقابل الصمت فهو مباراة كرة قدم بين البرازيل وانجلترا فى الدوحة يوم السبت 14 نوفمبر نفس توقيت المباراة الاولى لقد سيقت العروبة الى الذبح تحت أقدام لاعبى انجلترا والبرازيل
الجمعة، 20 نوفمبر 2009
ان هذه أمتكم أمة واحدة
كان الناس أمة واحدة مجتمعين على مجموعة من القيم والمبادىء تكون دوما الكفر والضلال ومجموعة من السلوكيات الخاطئة فيأتى النبيون يدعونهم الى الهدى والحق فيختلفوا ويحدث الاستفطاب
الأربعاء، 11 نوفمبر 2009
البكاء على الجدران
الخميس، 29 أكتوبر 2009
سليمان وبلقيس
الجمعة، 23 أكتوبر 2009
بين هيكل وايران
-يخطىء النظام الايرانى ان اعتقد أن التهديدات وسيل التصريحات اللارادى من وقع المفأجأة سيحمى وجوده ويكون ساترا سميكا حوله ويخطىء ان ظن ان الاعدامات للمتظاهرين ستجلب له شرعية الاستمرار , فالحكم بالحديد والنار لا يستمر وستظل الشعوب حينئذ تحلم بالخلاص , فعلى النظام المهترىء ان بعترف ان هناك خللا وان هناك خطرا محدقا يسوق البلد -لا محالة -للانهيار فهناك من داخل ايران من شعر بالشماتة فى التفجير الاخيرالذى ضرب نصف قيادات الحرس الثورى , وعلى النظام أن يتصالح مع شعبه قبل أن تنجرف الامور الى نقطة اللرجوع وقد أوشكت , ورغم اننى أشعر بالتأفف حين أتكلم عن الشأن الايرانى فهو لا يستحق منى الالتفات الا انه نتيجة التهديدات الرعدية والتصريحات النارية سأقول لكم المزيد عن مصير الدولة الايرانية والذى لم أقله من قبل فأنا لا ألقى الاوراق كلها مرة واحدة يا قيادات ايران ان مركباتكم واسلحتكم التى تتفاخرون بها سيستولى عليها قوم آخرون
الأربعاء، 14 أكتوبر 2009
الاقصى ويوسف شالوم
الخميس، 1 أكتوبر 2009
قناديل فى ظلمات العولمة
- جاء فى كتاب تاريخ الامبراطورية الرومانية للاستاذ سيد الناصرى أن الامبراطور أغسطس {اوكتافيوس } أنه أدرك أهمية وسائل الدعاية والاعلام فكون لها جهازا خاصا أشرف عليه ماكيناس كانت مهمته التبشير ونشر ما يريد من أفكار فى رؤوس الجماهير بصرف النظر عن استعداد الناس السيكولوجى والفطرى لها وكانت وسيلة ماكيناس هى الادب والشعر لسهولة دخولها الى قلب الجماهير وعقلها ولجأ الى الفنون لأنها وسيلة المعرفة المنظورة التى تترك أثرا محفورا فى الجماهير وهذا ما يحدث فى عصر العولمة المعاصر وقد استبدلت العمارة بعناصر الصورة فى السينما والتليفزيون والشعر حلت محله القصة كما لجأ أغسطس الى النقود ووضع عليها ما يريد من شعارات وما يريد للناس أن يعرفوه لسهولة تداولها بين الناس ولكن هذا الزخم الاعلامى المعاصر سيتبخر أمام بصيص نور من نفحات الفجر بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فوسيلة الاعلام مهما بلغ انتشارها وتأاثيرها فان سحرها سيزول من صورة أو مشهد صادق بلا خداع العجيب أن لقب أغسطس يعنى المهيب فى اللغة الرومانية والعجيب أيضا أن شهر أغسطس الذى سمى على اسم ذلك الامبراور كان أكثر الشهور دموية فى أفغانستان هذا العام
- العائدون الى المسيحية عنوان تصدر المواقع الاعلامية فى الفترة الماضية ....وما زال يتصدروهو عنوان مخفف لمصطلح المرتدون وقد لجأ النصارى فى مصر الى هذه الحيلة الساذجة لوقف النزيف الديموغرافى فى أعدادهم , فأرادوا أن يظهروا لعوامهم أن البعض بعد دخول الاسلام يعود للنصرانية مرة أخرى لاعادة الاعتبار للعقيدة المنهارة وهذا نوع من التلاعب بالعقائد والمقدسات لا يقبله ذو عقل واع أو خلق راق وهى حيلة قديمة لجأ اليها اليهود فى مجتمع المدينة الاول عندما قالوا لنؤمن بالذى أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار ثم يكفرون آخره لغاية خبيثة وهدف مشبوه وهو زعزعة العقيدة الراسخة فى النفوس لعلهم يرجعون ان حرية العقيدة تحت راية العولمة لا تعنى أن يتحول المعتقد الى قطعة من العلك يمضغها الفرد فترة ثم يلقيها وكأن شيئا لم يكن أو قد يلجأ اليه البعض بشكل متدن لعلاج خلل فى عقيدته نعلم جميعا أن النصرانية تعانى من مأزق ,من اشكالية كبرى ولكن الحل يكون بالمكاشفة بالمصارحة بعرض القضية على الاتباع بشفافية تامة لا باللجوء الى حيل متدنية تسىء الى أصحابها أكثر مما تسىء الى غيرهم
- كنت أتمنى التعرض الى قصة سليمان وبلقيس بشىء من التفصيل لعرض المراسلات بين الحكام والملوك فى عالم السياسة وتحليلها والتى تتبعها العولمة المعاصرة بشكل يقبت أن البشر هم البشر وان مرت القرون والسنون وتوالت عليهم رحى الايام ولكن لضيق الوقت وأشياء أخرى سنكتفى بعرض هذا المشهد من تلك القصة الرائعة فبعد أن أخرجت بلقيس قرار الحرب من حساباتها خوفا من المصير الغير مضمون على أيدى سليمان وجنوده فقد أصابها الضعف والخوار وقالت ان الملوك اذا دخلوا قرية وهم منتصرون فسيسحقون الطبقة الحاكمة الاخرى ويجعلونهم أذلة ...وكذلك يفعلون أى هذا ما سيقدم عليه سليمان وجنده لذلك لجأت الى اسلوب القوة الناعمة ومحاولة شراء سليمان وأن ترسل اليه هدية ثم تنظر رد الفعل ونتيجته من هذا الملك القوى فسليمان كان لها شخصية غامضة لا تعرف مداخله ومخارجه ما هى نقاط ضعفه حتى يمكنها أن تخضعه فكان قرار ارسال الهدية ولكن مثل سليمان لا يشترى فعندما رآها سخر قائلا أتمدوننى بمال عليك السلام يا نبى الله كم من دول ضاعت بهدايا وحقوق بشر انتهكت بأموال , ثم قال عليه السلام أن نعمة الله وفضله عليه خير مما لديكم ثم أطلق قولا أسأل الله أن يوضع شعارا على قصر الخلافة الاسلامية الكبرى ...بل أنتم بهديتكم تفرحون
السبت، 19 سبتمبر 2009
أوراق من فترة الحداد ...2
سلسلة مقالات اهداء الى امى
- على خطى نيرون يسير بيرلسكونى حذو الشبر والذراع يأبى ألا يحيد فكلاهما يهوى حياة اللهو والعبث ففى عام 56 ميلادية ظهر نيرون هلى المسرح الرومانى يغنى مما أغضب الطبقة الارستقراطية بشدة ليس امتعاضا من صوته بل اعتبرت ما حدث اهانة لها وشارك نيرون فى الألعاب الاوليمبية وتم تتويجه الف وثمانمائة مرة فالامبراطور دوما يجب أن يفوز بل انه عند وفاته أندب على العالم أنه سيفقد فنانا عظيما مثله وهاهو السيد بيرلسكونى اصبحت حياته العاطقية حديث العالم ولناديه ايه سى ميلان جمهور عريض بينما جنوده يقتلون بضراوة فهل كتب على روما ان يكون كل من يحكمها من خف عقله وانفلت عقاله سيد بيرلسكونى مادمت قد اخترت المسير على خطى نيرون .....اذن فلننتظر الحريق
- تصر ايران دوما على استفزاز العالم الاسلامى وعلى أن تصيبنا دوما بالغثيان فانتجت مسلسلا عن نبى الله يوسف يرتدى أحد الممثلين شخصه ويجسد تقاصيل حياته بل قام احد الممثلين الآخرين فى ذات المسلسل يتجسيد شخص جبريل عليه السلام اقترح على مبرمجى العقل الايرانى ان بقوموا بانتاج فيلم ستتضاءل امامه روائع السينما العالمية مثل حديفة الديناصورات وتيتانيك وذهب مع الريح فيلم يجسد حياة محمد ين الحسن العسكرى مهديهم المنتظر وقد خرج من السرداب وعمره خمس سنوات فالزمن ابدا لا يؤثر على المهدى فيقع ملالى ايران فى حيص وبيص كيف لطفل عمره خمس سنوات يقود الجيوش لانقاذ البشرية فيلجأ السيد نجاد الى اعلان الوصاية على المهدى حتى يبلغ سن الرشد ويتم تقديم اوراق المهدى فى احد دور الحضانة فى كى جى تو
- نظرا لأننى بدأت أشعر بالمللل من الفيلم السياسى الايرانى وما فيه من مط وتطويل كما ان ايران قدمت هدية للعالم الاسلامى فى عيد الاضحى بقتل صدام والذى لايشكل أى قدر من الاهمية بالنسبة لى ولكن مدلول الرسالة قى حد ذاته فقد قررت ان أرد الهدية للايرانيين فى عيد الفطر بأحسن منها وهى اننى سأوضح لهم بمشيئة الله كيف سيكون نهاية القرن الايرانى ستتعرض ايران الى هجوم من زوايا الارض الاربعة من الشمال والجنوب والشرق والغرب وسيتشتت الابرانيون قى كل بقاع الارض اننى لن أشعر بالشماتة فى الابرانيين فلأن يهدى بك الله رجلا خير من الدنيا وما فيها ولكننى سأشعر بالحزن على بنى البشر الذبن يرفضون الاستجابة لله والرسول اذا دعاهم لما يحييهم وتساءلت بينى وبين نفسى لم كتب الله تلك النهاية على الايرانيين وهى الضريات من زوايا الارض الاربعة
فلم أجد ردا سوى انهم ارتضوا الوقوف تحت راية الصليب
عزبزى القارىء معذرة سآخذ اجازة شهرا لارتباطى بامتحانات الزمالة والتى حددوا موخدها هذا العام 4 اكتوبر وارجوا الا تتدخل الايدى الشريرة فى النتيجة كما قعلت العام الماضى
السبت، 12 سبتمبر 2009
أوراق من فترة الحداد
سلسلة مقالات ...اهداء الى روح أمى
- تقوم فلسفة أى جهاز مخابرات فى العالم على أمرين الأول هو جمع المعلومات بخفة شديدة دون أن يلاحظ أحد أما الثانية فهى توجيه الفكر العام ولقد أشار القرآن الكريم الى تلك النقطتين فى سورة القصص فى قصة موسى حين طلبت أمه من أخته أن قصيه فقال المولى "فبصرت به عن حنب وهو لا يشعرون " فتقصت أحواله دون أن يشعر أحد ثم بعد ذلك قامت بتوجيه القوم ....هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم " فكان هذا هو توجيه الفكر ولكن فى المنتصف كانت هنالك الارادة الالهية وحرمنا عليه المراضع من قبل, , فالارادة الالهية هى التى ستحدد النجاح أو الفشل هى التى تساعد أو تحبط الامر كله والسؤال الآن مع من تكون الارادة الالهية الآن مع الشرق أم الغرب مع الاسلام أم أعدائه
السبت، 5 سبتمبر 2009
ماتت أمى ....يرحمك الله يا أمى
الاثنين، 31 أغسطس 2009
سموم الدراما العربية
الخميس، 27 أغسطس 2009
مدينة المسيح
الخميس، 20 أغسطس 2009
سقوط حركة حماس
الخميس، 13 أغسطس 2009
انهيار الامبراطورية الأمريكية
السبت، 8 أغسطس 2009
بولس والمسيح
لا أملك الا أن أسجل اعجابى بشخصية بولس أو شاول سابقا فالرجل على قدر كبير من الذكاء جيد المراوغة يستطيع الخروج من أى مأزق شغب جماهير يسيطر عليه عقاب رومانى ينجو منه محاكمة يهودية يعلم أن بعضهم يؤمن بالقيامة وآخرون لا فيقول انه يؤمن بالقيامة فيثير الشقاق بينهم ويستميل قلب بعضهم فى صفه كان يحارب أتباع المسيح بكل ضراوة ولكنه وجد أن أمرهم يتزايد يوما بعد يوم فقرر أن يغير التكتيك أن يخترقهم فزعم أن المسيح تراءى له وقرر أن يفسد أمر المسيح من الداخل ان لكل نبى عدو وبولس هو عدو المسيح وان لكل أمة بولس وبولس هذه الأمة عبد الله بن سبأ ولكن شتان بين الرجلين وشتان بين الكتابين ان اعجابى ببولس لا يعدو اعجابا بذكاء مجرم أو مهارة لص فعندما خطب فى الاثينيين استخدم عبارات قيلت فى حق الاله زيوس معبود الاثينيين من أنشودة لأحد رجال المدرسة الرواقية وهو اقلينش وهذا ما أورده و.ج. دى بورج فى كتابه تراث العالم القديم {ان الله لا يسكن فى هياكل مصنوعة وأنه صنع من دم واحد جميع أمم الناس ليسكنوا كل وجه الأرض }
ولد بولس فى طرسوس أحد مراكز المدرسة الأرفية و هى مدرسة يونانية نشأت على يد رجل غريب عنها أتى اليها من تراقيا فى القرن السادس قبل الميلاد وتعتقد تلك المدرسة بأأن الله الذى يعبدونه قد مات من أجلهم ثم قام من قبره وأنه اذا دعى بايمان حق وطقوس صحيحة استجاب لهم وأنجاهم من الجحيم وكما يقول ديورانت أن تلك الأديان الغامضة الخفية هى التى أعدت اليونان لاستقبال بولس
كان اليونانيون يعبدون الأصنام وجعلوا لكل شىء الها وربا كان كبير الآلهة عندهم هو زيوس ولكنه كان ذا مغامرات جنسية فتزوج اخته الالهة ريا وأنجب منها ابنته برسيفونى التى اغتصبها وأنجب منها ديونيسس اله المدرسة الأورفية والذى كان أحب أبناء زيوس الى نفسه و كانت تلك المدرسة منتشرة فى مدينة طرسوس مسقط رأس بولس ولكن هذا المعبود ديونيسس تآمرت عليه قوى الشر التيتان الجبابرة فحوله أبوه زيوس الى خروف ثم ثور ولكن التيتان كشفوه فأخذوه وعذبوه ومزقوه اربا اربا و سلقوه وأكلو لحمه ولكن أباه زيويس أهلكهم وأعاد ابنه الى الحياة مرة أخرى لذلك كان أبناء تلك المدرسة يقيمون عشاء ربانيا مقدسا ويأكلون فيه ثورا نيئا ويشربون دمه معتقدين أنهم سيتوحدون معه وكان يقام لديونيسس عيد فى اليونان وأعياد اليونان كانت تشبه الموالد عندنا وكان عيد ديونيسس يبدأ مع بداية الربيع ويحكى لنا ديورانت طقوس هذا العيد فى فصل آلهة اليونان فيقول {فتخرج نساء اليونان الى التلال حيث يزهر الكروم ليقابلن الاله حين يولد من جديد ويقضين يومين كاملين يحتسين الخمر بلا حساب ويرهفن آذانهن لسماع قصته التى يعرفنها جيدا حق المعرفة وما لاقاه الههن من عذاب وموت وبعث وكن أثناء احتسائهن الخمر يرقصن ويهتجن اهتياجا يتحللون فيه من كل شىء وكن يمسكن بماعز أو خروف أو رجل فى بعض الأحيان يرين أن الاله قد تقمصه ويمزقنه اربا وهو على قيد الحياة احياء لذكرى ديونيسس ويأكلن لحمه يتخذنه عشاء ربانيا مقدسا يعتقدن أن الاله سيدخل بهذه الطريقة الى أجسامهن ويستحوذ على أرواحهن ويصرن هن والاله شيئا واحدا وتسمى هذه الحالة ecstases أى النشوة واستسلم ديونيسس لوارثه المسيح } وقد انتقلت هذه الطقوس بكاملها الى النصرانية ولكن العجيب أن النص الانجيلى هنا يعانى من أزمة وهو لماذا لم يأكل الحواريون بالفعل المسيح ألم يكن بينهم قد يكون الأمر-كما يدعون - مقبولا لمن لم ير المسيح ولكن من عايشه وآمن به كان المفروض أن يفعل ذلك أما الادعاء بأن المسيح قدم لهم كسرة خبز وقال هذا جسدى وكأس وقال هذا دمى فهذا تنصل مما قاله بأن {جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق ..من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه } يوحنا 55:6 كما أن بطرس لم يثبت بل أنكر المسيح ثلاث مرات والحواريون هربوا وهو الأمر الذى دعا فولتير للسخرية من هذا المسمى العشاء المقدس قائلا{ الكاثوليك يصرحون بأنهم يأكلون الرب لا الخبزواللوثريون يلتهمون الرب والخبز كليهما معا والكلفنيون يأكلون الخبز فقط لا الرب واذا روى أحد شيئا من هذا الاسفاف والجنون بين الهوتنتوت والكفار لقلنا انه يخدعنا }
وورث ايسس ديونيسس وايسس هو المسيح عيسى بن مريم باللغة اليونانية ربما كان أيضا هذا التشابه الموسيقى فى الاسم سهل المهمة على بولس فعيسى بالعبرية يسوع ويترجمه ديورانت معين الله ولكنى أفضل ناصر الله وهذا هو اللفظ القرآنى من أنصارى الى الله ولينصرن الله من ينصره وناصر الله لا تعنى كما يروج السذج أن الله ضعيف يحتاج الى من ينصره ولكن تعنى أنه ينصر سبيل الله ودين الله ضد سبيل الشيطان فمن يفعل ذلك يدخله الله الجنة – اللهم اجعلنى منهم - ومن لا يفعل فهو مع الشيطان فى جهنم وترجمة ايسس الى العربية هى عيسى لأن اللسان الأعجمى ينطق العين المكسورة ألفا مكسورة وتحذف السين التى فى آخر الكلمة كما هى العادة فى الأسماء اليونانية ويا ليت الأمر توقف عند المسيح وفقط
بل ان أعمال الرسل تقص علينا أمرا عجيبا وهو أن بولس توجه الى مدينة أفسس لأن الجماهير هناك كانت تعبد أرطاميس وكانت الأعياد اليونانية تشبه كما قلت ما يعرف حاليا بالموالد حيث كان هناك صناع يصنعون لها التماثيل وتجار وبشرمريدين و مستهلكين من كل آسيا أى حركة اقتصادية كاملة فوجدوا أن تجارتهم سوف تبور فحدث شغب من أجل أرطاميس ولكن الحقيقة من أجل مكتسباتهم فحدث اضطراب فى المدينة وأخذوا يصرخون {عظيمة هى أرطاميس الأفسيين } أعمال الرسل 34:19 وأرطاميس تلك كانت عند اليونانيين الهة الصيد العذراء التى ليس لديها وقت لحب الرجال وكانت نساء اليونان وآسيا يستعينون بها عند آلام الولادة فتخفف عنهم آلام الوضع وكانت فى مدينة أفسس تلك المذكورة هى الهة الاخصاب والأمومة فاختلطت فكرة العذراء بالأم ويقول ديورانت {أن الكنيسة حولت عيد الحصاد الذى كان يقام لارطاميس فى منتصف أغسطس الى عيد انتقال العذراء الى السماء }
أى أن عبادة أرطاميس تحولت الى عبادة مريم لذلك كانت الآية القرآنية {ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى الهين من دون الله قال سبحانك }
ان ما فعله بولس هو أنه ألبس ديونيسس معبود اليونانيين ثوب المسيح وأعطاه الى اليونانيين من جديد ...
وأخرج أتباعه من نور التوحيد الى ضلالات الثقافة الهلينية
لذلك كان بولس هو عدو المسيح
الاثنين، 3 أغسطس 2009
أزمة العالم الفكرية
كان فولتير يعتقد أنه لا حاجة للدين فى المجتمع ولما اتسعت خبرته بالأهواء البشرية بدأ يسلم أنه أمر لا بد منه فلا يوجد قانون أخلاقى يمكن أن يكبح الغرائز البدائية فى النفس البشرية الا اذا دعمه ايمان شعبى عام بأن هذا القانون صادر عن اله بصير يثيب ويعاقب و فى كتاب الملحد والحكيم يقول الحكيم {سأفترض أن الانجليز كلهم ملحدون وأذهب الى أن هناك بعض مواطنين مسالمين هادئين بطبعهم أثرياء الى حد يمكن أن يكونوا معه أمناء يلتزمون مبادىء الشرف ويراعون قواعد السلوك الى حد أنهم يسعون جهدهم ليعيشوا معا فى المجتمع ولكن الملحد الفقير المعوز سيكون غبيا ان لم يقتل أو يسرق ليحصل على المال فهل تنفصم كل عرى المجتمع وروابطه وتطغى كل الجرائم الخفية على العالم وتنتشر مثل الجراد على الأرض .....اذن يكون اليمان باله يثيب على صالح الاعمال ويعاقب على الشرور ويغتفر ما دون ذلك من الأخطاء اليسيرة من أنفع الأشياء للانسان } ول ديورانت قصة الحضارة المجلد التاسع عشر
اذن لا بد أن نتفق مبدئيا على أهمية وجود منظومة أخلاقية تحكم المجتمع وتهذب غرائز البشر المتأججة وطباعهم الفوضوية حتى لا تتفلت الروابط بين عناصره وكما ينصح ميكافيللى دائما الحكام بضبط أخلاق رعيتهم ولكن هل المنظومة الأخلاقية تلك تقوم على أسس عقلية تعرف من خلالها قيمة الالتزام الخلقى ولكن العقل يضعف أمام لهيب الرغبة أم تكون على أسس قانونية و تشريعية قاسية ترهب الفرد وكل من تسول له نفسه الخروج على القانون ولكن النفس البشرية تستطيع أن تلتف وتتحايل على أى قانون أم تقوم المنظومة الأخلاقية على أسس دينية , منظومة منبعها ايمان باله خالق يحاسب الناس على تصرفاتهم وأفعالهم لتحمى كل فرد من تجاوزات الآخرين , الاجابة لا بد من وجود الثلاثة معا وهذا تجده قى دين الاسلام فتجد لقمان يربى ابنه ويوضح له حكمة كل خلق بطريقة عقلانية ويجعل أساس تربيته ثلاثة أركان علاقة الولد بربه لا تشرك علاقة الولد بأبويه ان اشكر لى ولوالديك وعلاقة الولد يالمجتمع والناس لا ترفع صوتك لا تمش مختالا ويوضح فى كل منها الفائدة , وشريعة عقابية تردع الأنفس الشاردة بلا وعى , واله عادل يثيبك عليه وكما قال نبى الاسلام أنا زعيم بيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه
وعلى ذلك فالأيديولوجية العلمانية الغربية لا تكفى لتهذيب طبائع النفوس والسيطرة عليها والتى أدت الى تخبط العالم أخلاقيا وتشريعيا
كما ان العالم يتخبط فى نمط الحياة الذى ينبغى أن يسود فالنمط الغربى انحاز الى المدرسة الابيقورية اليونانية القديمة والتى تختلف عن المدرسة الرواقية فكلا المدرستين تحاول أن تقدم الهداية لروح الفرد كيف يعيش وكيف يصل الى السكينة والهدوء النفسى بمعزل عن العالم المضطرب أو العواصف النفسية الداخلية فكما جاء فى كتاب تراث العالم القديم للمؤلف و.ج.دى بورج يقول أن الرواقى يرى تحقيق ذلك باتباع الفضيلة واخضاع العواطف والزهد فى مباهج الحياة وهذا النموذج الذى تأثرت به النصرانية فابتدعت الرهبانية التىلم تكتب عليهم فنشأت نتيجة تصارع الأساقفة على المناصب الكنسية العليا لما تدره عليهم من ربح وكما قال سيريان ان أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم فنشأ لذلك رد فعل عكسى مغاير تماما وخرجت طائفة تتمرد على هذا التناحر الدنيوى واتبعت سنة الرواقيين اليونانية فخرج بولس الناسك الى الصحراء المصرية معتزلا وعام 275 قضى راهب مصرى يدعى أنطونيوس ربع قرن من العزلة وعمت شهرته الآفاق وعمرت الصحراء بالنساك المنافسين له والذى يتابع الخطاب الدينى الاسلامى عبر الفضائيات يلاحظ أنها تتبع هذا الجانب الانعزالى عن المجتمع وعدم مناقشة قضاياه ويركز على جانب العبادات ألا يعلمون أن من سار فى حاجة أخيه حتى قضاها كاعتكاف شهر فى مسجدى هذا وأن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذى جيرانها فهى فى النار
أما نمط الحياة الابيقورى على النقيض منها تماما والذى يرى الاستجابة الكاملة لكل الرغبات الانسانية لتحقيق اللذة والسعادة وهو النموذج الذى اختاره الغرب ليكون أساس الامبراطورية المعاصرة واذا كان الابيقوريين كانوا يعيشون على مبدأ{دعنا نأكل دعنا نشرب لأن غدا نموت } فهم كانوا يرون أن خوف الناس من حياة مستقبلية فى أرض الأرواح المخيفة الأخروية هو مصدر القلق والألم على الناس فى الحياة وهذا يتفق مع المبدأ الأمريكى . enjoy your self ولكننا أوضحنا أن الناس كلهم لو عاشوا على هذا المبدأ الأبيقورى فانه انتحار للبشرية فاطلاق العنان لتلك الرغبات مدمرللنفس الانسانية ذاتها حيث بعد فترة يعتريها الملل و القلق وتكتشف أن هناك ظمأ روحيا يفتك بها كما أنه مدمر للتنظيم الاجتماعى لأن الرغبات الانسانية متقاطعة ومتناقضة مثل شبكة المرور فلابد لها من تنظيم حيث تكثر تعديات الأفراد بعضهم على بعض ويحدث كما أوضحنا سالفا انفراط عقد المجتمع خاصة أن البشرية حتى الآن لم تستطع أن تفرق بين ثلاثة أشياء الاستطاعة والرغبة والحق فليس كل ما تستطيعه حق لك وليس كل ما ترغبه حق لك فالاستطاعة مثلا يمكن لأى مسجل خطر أن يهددك بسلاح ويستولى على ما معك ولكن هل هذا حق له
تستطيع اسرائيل فى الظرف الحالى أن تبنى مستوطنات فى الضفة الغربية فى ظل معاونة اخوانهم من حركة فتح ولكن هل هذا حق لها كذلك الرغبة قد ترغب المرأة فى اظهار مفاتنها واثارة النظر اليها ولكن هل هذا حق لها
وفى السياسة قد ترغب اثيوبيا بناء سد لها يمنع مياه النيل فى مصر فهل هذا حق لها ولكن هل مافعلته د. مروة الشربينى حق لها هنا نقول نعم لأنه انقياد لمنظومة أخلاقية أمرها بها الدين تحمى المجتمع ولا تؤذى مشاعر أحد
ان عدم وجود معايير ثابتة وواضحة بين تلك المفاهيم الثلاثية يؤدى الى الفوضى لذلك فالنمط الأبيقورى لا يحكمه قانون الا قانون اللذة الشخصية فتتحول حياة البشر الى حلبة مصارعة يخسر فيها الجميع أما نمط المعيشة الذى يقدمه الاسلام فهو وسط بين الرواقية والأبيقورية فقال انكحوا ما طاب لكم من النساء وقال غضوا من أبصاركم قال ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة وقال لا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تجعل يدك مغلولة وقال لا تبسطها كل البسط قال امشوا فى مناكبها وقال سارعوا الى مغفرة من ربكم قال لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وقال كتب عليكم الصيام انه نمط فريد فى الحياة نمط يحقق المتعة والفضيلة السعادة والسكينة يحقق اللذة والرضا
أما أزمة العالم على مستوى الحكم والسياسة فمريعة تحت رعاية القطب الواحد الذى لم يرع الا مصالحه الخاصة وأباح لنفسه كل شىء
لقد قال نبى الاسلام أنه نصر بالرعب مسيرة شهر ولكن هل هذا يعنى أن يفتك بالناس لا بل اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فرغم قوة الرعب تخرج فضيلة العدل ورغم جحافل الجيش يخرج سيف الرحمة وقال بين الناس ولم يقل بين المسلمين فلا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ...اعدلوا هو أقرب للتقوى وهذا ما لم تفعله الامبراطورية الرومانية المعاصرة فما ان عادت لها القوة حتى اشتعل بداخلها ثأر الماضى فسحقت ميزان العدالة دون أى اعتبار
يقول أحد العلماء النابهين ان معظم ما يواجهه التاريخ هو مشكلتان الأولى كيف نفسر قيام الدولة الرومانية والثانية كيف نفسر سقوطها والأمر ليس بالصعوبة كما يراه هذا العالم , فالامبراطورية الرومانية لم تشيد فى يوم بل أكثر من ثلاثة قرون ولكنها انهارت فى بضع سنين كما هزمت هى الفرس فى بضع سنين فكانت غزوة مؤتة عام ثمانية هجرية وانسحب خالد بن الوليد ليعود مرة أخرى بعد سبع سنوات فى معركة اليرموك ثم تفتح بعدها الشام ومصر انهيار غريب وسقوط مفاجىء لن أفسر سببه , ولكننى سأفسر له لماذا ستسقط الامبراطورية الرومانية المعاصرة فى جملة واحدة وهى أن " استراتيجيتها أنها تفسد الآخرين لا أن تصلح من شأنها"
أما يعلمون أن الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها الى الأبد
- عزيزى القارىء معذرة بعد المقالة القادمة بمشيئة الله والتى ستكون بعنوان " بولس والمسيح " سأحصل على اجازة الصيف شهرا كاملا
الخميس، 30 يوليو 2009
النصرانية والطوائف الضالة
الأربعاء، 22 يوليو 2009
المسلمون شعب الله المختار
الأربعاء، 15 يوليو 2009
النصارى والشيعة وحرية العقيدة
0يصدع النصارى أدمغتنا بالحديث عن حرية الاعتقاد وفى الواقع هم آخر من يتحدث عنه لأن ما اقترفته أيديهم فى صفحات التاريخ تفضح دعاواهم الكاذبة وادعاءاتهم الصارخة ان أحد اشكاليات النصرانية الخالصة أو النصرانية المغلفة بغلاف علمانى هى تناقض التطبيق مع منابع الفكر الأصلى فالمسيح عيسى بن مريم حين انفضت عنه الجموع الا من الحواريين الاثنى عشر لم يحزن ولم ينتحب لم يذهب معتكفا فى الهيكل حتى يعيدوا الناس اليه لم يستقو بالخارج بل تركهم لحال سبيلهم بل عرض على الحواريين أيضا أن يتركوه ان أرادوا ذلك وترك لهم حرية الاختيار فيقول انجيل يوحنا { من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء ولم يعودوا يمشون معه فقال للاثنى عشر ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا } انجيل يوحنا 66:6 فلماذا يصرخ النصارى ويولولون كلما تركهم شخص أو انفض عنهم تابع أليست تلك هى ارادة الرب
ولكن ما فعله النصارى والتى سطرته أوراق التاريخ بالدم الحار لا يزال ينطق حتى اليوم لن أتحدث عن هيباتيا الوثنية بل سأتحدث عن آريوس أحد أتباع المسيح والذى كان يرى أن المسيح هو عبد لله فما كانوا منه الا قتلوه غيلة ومزقوا بطنه باسم المسيحية السمحة واذا الذين نصحهم المسيح بأحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم يحرقون بكراهيتهم بعضهم البعض ويقتلون من اختلف معهم فى الرأى بدم بارد لا يعرف الرأفة ان أتباع المسيح لا يحب بعضهم بعضا , وان كان هذا لم يمنع من اكتساح الاريوسية للامبراطورية الرومانية بعد ذلك ,
وعندما ترى الطوائف المسيحية المتناحرة فى أوروبا والتى تأججت بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة فترى حروب البروتستانت والكاثوليك وأنهار الدماء التى تجرى بأيد متبتلة وألسنة تتحدث عن المحبة وكذلك الصراع المستشرى حاليا بين الطوائف المسيحية فى أرض الكنانة على ضآلة أعدادهم وأصبحت كل طائفة تحذر أتباعها من أفكار الطوائف الاخرى مما يعرى زعمهم عن حرية الاعتقاد الطروادية وهذا ما قاله ديورانت فهو يحدثنا عن التناقض الرهيب فى النصرانية فيقول فى المجلد الحادى عشر من قصة الحضارة بعنوان الاصلاح الدينى يقول {ولو أن الدين المسيحى احتفظ به كما صدر عن مؤسسه لكانت دول العالم المسيحى أكثر اتحادا وأعظم سعادة مما هى عليه الان وليس أدل على ضعفه من أن أقرب الناس الى الكنيسة الرومانية التى هى صاحبة السلطة العليا فى هذا الدين هم أقل الناس تدينا وأن من يمعن النظر فى المبادىء التى قام عليها هذا الدين ويرى ما بين هذه المبادىء وبين شعائرها الحاضرة وعباداتها من فرق كبير ليحكم من فوره بأن انهيارها أو يوم القصاص منها لات عن قريب } وكذلك الامر بالنسبة حاليا لمنظومة القيم الغربية التى تعانى فجوة كبير بين التطبيق على أرض الواقع والدعاوى التى قامت عليها فلذلك قد تنساق أيضا الى نفس المصير
ان أزمة العقل النصرانى فى مصر هى أمران الاول أنه لا يريد أن يصدق أنهم أقلية ضئيلة وأما الثانية فهى أنهم يريدون ممارسة الطقوس النصرانية بتعاليم الاسلام فحد الردة موجود فى الاسلام وهذه خصوصية لتلك العقيدة ينبغى احترامها بينما حد الردة غير موجود فى النصرانية , الصلوات فى الاسلام خمس فى اليوم والليلة وصلاة الجماعة خير من صلاة الفرد أما النصرانية فالصلاة مرة واحدة يوم الأحد وهى كلمات تقال فى دقيقتين وانتهى الأمر لذلك فالدور الموكول لدور العبادة فى الديانتين مختلف ولكن العقل النصرانى يأبى السير وراء ما قاله المسيح
ان ما يرضى المسيح ليس هياكل خراسانية صماء أو معابد من حجارة ان ما يرضى المسيح أن يتبع النصارى تعاليمه ويتمسحوا بنسمات المحبة ولكنهم ما رعوها حق رعايتها وعلى ذلك فلا بد للعقل النصرانى أن يستوعب الاختلافات الموجودة بين تعاليم الدين الاسلامى وتعاليمهم فلكل أمة جعلنا منسكا ومنهاجا
واذا انتقلنا الى الجانب الشيعى فنجد أن ايران تقمع أهل السنة فيها وتحارب أهل الاسلام بعداوة ضارية فى حين أنها تتعامل بلين ورفق مع الطوائف الأخرى ففى الوقت الذى يتم فيه العفو عن الصحفية الأمريكية من أصل ايرانى روكسانا صبرى والتى اتهمت بالعمالة " للشيطان الأكبر " يتم فيه اعدام ثلاثة عشر من المسلمين فى ايران بلا رحمة ثم يأتى دجال أصفهان ليحاول تسجيل نقاط فى قضية شهيدة الحجاب مروة الشربينى ألا لعنة الله على الكاذبين
نعم أنا لم أر الشيعة يوما مذهبا وهل تكفير ابى بكر وعمر أمر يذهب أحد اليه بل هو كفر بواح ولكن ليس من المعقول أن يصل الأمر الى أن يكون لليهود والنصارى فى ايران معابدهم أما المسلمون هناك فلا مساجد لهم
انه تجاوز لكل الحدود
اننى أعلم نهاية ايران جيدا وآخرون فى الغرب يعلمونها كذلك ها هى أمامى اننى أقرأها الان انها قوية , مفجعة .... انهم سيتشردون فى بقاع الأرض أجل ..جزاء وفاقا انها دولة أيديولوجية كل انجازاتها سب وكذب وقتل آثم فى العراق وبطولات مدعاة زائفة , انهم لم يقوموا بالأعمال الطيبة والا لكان الامر قد تغير وكما يقول وليم شكسبير فى قصته تاجر البندقية "ان الاعمال الطيبة مثل الشموع تضىء باشعتها هذا العالم الاحمق " وأنا أقول " ان الأحقاد الفارسية مثل نيران النيروز ستحرق بلهيبها سياسة ايران الحمقاء "
الأربعاء، 8 يوليو 2009
رئيس المؤسسة والسيارةالهامر
أخبره سكرتيره الخاص بأن مراسلا لاحدى الوكالات الأجنبية يريد لقاءه بصفته رئيسا لواحدة من المؤسسات الصحفية العريقة لمعرفة رأيه فى قضايا الساعة الشائكة , فأمر بأن يدخله بعد خمس دقائق أسرع الى المرآة ليصلح هندامه الكرافتة الباريسية الناعمة , البدلة السيلفر من أكبر دور الأزياء العالمية , أخرج سيجارا كوبيا فاخرا من جيبه فوقعت ورقة قديمة بالية على الأرض, مال اليها ليلتقطها بيد مرتعشة انها منشور سياسى قديم ينتقد النظام بشدة كان يقوم بتوزيعه على زملائه ابان الدراسة الجامعية ألقى عينيه فى ثناياها وهو يبتسم لا يدرى لماذا يصر على الاحتفاظ بها , هل هو جزء من ماض يريد ألا ينساه أو بالأحرى يتمنى ألا ينساه , انها ورقة التوت التى يستتر بها أمام نفسه كلما أوجعه صوت الضمير , ولكن ثمة شىء يراقبه انها عينا صورة الزعيم التى تعلو مكتبه بدا عليه الارتباك , أدار عينيه فى المكان يتفحصه كأنه يراه لأول مرة ...ولكن فى مكتب فخم مثل هذا لا مكان لتلك الأوجاع , أطبق على الورقة بيده كأنه يخنقها حشرها , بين أصابعه لا يريد لها ألا تتنفس , دخل مراسل الوكالة الأجنبية استقبله بدبلوماسية شديدة سأله المراسل عن رأيه فى التعديلات الدستورية فأجابه انها علامة فارقة فى تاريخ البلاد تدل على مدى حكمة السيد الزعيم ..وأطلق لنفسه العنان و استفاض ببلاغة لا تقاوم فى الدفاع عن كل التوجهات الحكومية انتهى اللقاء وقد بدت عليه علامات الرضا فقد كانت اجاباته أكثر من رائعة ستنال الرضا وتحقق المطلوب , أخرج ولاعته الذهبية وأخرج الورقة القديمة من براثن يده ليعطيها بعض الهواء
وميض لهب يبكى ودخان خفيف يتطاير
...لقد آن لتلك الورقة أن تحترق
-2-
استقل سيارته المرسيدس وركب خلف السائق أخذ يقلب فى بعض الأوراق التى تحمل أفكارا لتطوير المؤسسة الكوبرى مزدحم والاشارة مقفولة والطريق تصطف عليه مئات السيارات شعر بتململ شديد ليس بسبب الحر الشديد هذا اليوم فالعربية مكيفة ولكنها سآمة الانتظار فهو دوما يكرهه
استغل تلك اللحظات فى تفقد وجوه المواطنين التى تغدو وتروح على الكوبرى وجوه بائسة, أجساد نحيلة عيون زائغة ..حائرة .. تائهة , أشباح تتحرك تظن نفسها على قيد الحياة
أحدهم يحمى رأسه بجريدة المؤسسة .... انها أحد مآسيكم يا مسكين, لفت نظره بائع الترمس على الكوبرى رجل قتلته الشمس الحارقة بلا رحمة انه لم يكن بنفسه رفيقا فكيف ترفق هى به , ملابسه رثة و ولهيب الجوع فى وجهه يناطح لهيب الشمس , الذباب يحوم حول بضاعته, يدفعه بعيدا ولكنه يعود اليه , كان البائع يستمع الى شريط للشيخ الفضائى الشهير ينصح ابناء الشعب المطحون المسروقة ثرواتهم أن يصبروا وأن يرضوا بقضاء الله فالدنيا فانية , لم يشعر برنين المحمول الا والسائق يناوله اياه مخبرا بأنه الوزير على الهاتف , أمد يده بتعال شديد لم يضع السماعة على هاتفه مرة واحدة بل انتظر ثانية أو ثانيتين نعم يا سيادة الوزير ...التعديلات الدستورية انها علامة فارقة فى تاريخ البلاد ...المعارضة .. يضحك ساخرا ثم يستدير , وفحيح مكر يبرق فى عينيه المعارضة يا سيادة الوزير مثل خيال الظل ..الجميع يتحرك بعصا من خلف ستار , الرجال القادرون على التغيير لا يجلسون فى مقاعد البرلمان ,الرجال القادرون على التغيير يقبعون دوما داخل السجون
سيادة الوزير لا تضع المعارضة فى اعتبارك .. .....هنالك انفتحت الاشارة
-3-
أمر السائق بأن يتوجه الى أحد المدارس الخاصة الشهيرة فعليه اليوم أن يصحب ابنه لشراء هدية عيد الميلاد فالولد العنيد أصر أن يختارها بنفسه توقف أمام باب المدرسة خلف عربة هامر أثارت فضوله حاول أن يعرف من بداخلها دون جدوى دافع الفضول يتحرك داخل صدره كبندول الساعة لا يريد أن يتوقف , نقر خفيف على زجاج السيارة ليفاجأ بوجه ضخم يطل عليه انه مدير المدرسة وأحد كوادر الحزب وعضو بالبرلمان ما ان علم بوجوده بالخارج حتى أصر على الخروج اليه ودعوته الى فنجان قهوة فى مكتبه فتح الباب وسلم عليه بحرارة شديدة ولكنه اعتذر عن فنجان القهوة لارتباطه بمواعيد هامة سأله عن التعديلات الدستورية فقال انها علامة فارقة فى تاريخ الوطن, دار فى خلده أن يسأله عن صاحب السيارة الهامر ولكنه تراجع فى اخر لحظة, أغلق الباب وعاد الى كرسيه الوثير أخيرا ظهر ابنه ومعه صديق له قام بتوديعه بطريقة عبثية فتح الولد السيارة وألقى التحية على والده وارتمى جالسا بجواره , ربت على رأس ابنه بحنان بالغ وهنأه على عيد ميلاده الرابع عشر وهاهو ينفذ وعده بشراء الهدية التى يرغب فيها مهما كان ثمنها , لاحظ أن صديق ابنه قد استقل السيارة الهامر فاشتعلت جذوة الفضول لديه من جديد وسأله عن زميله هذا فأجاب انه بن الشيخ الفضائى الشهير وأن والده ينتظره داخل السيارة
فعلت الدهشة وجهه ثم انفجر ضاحكا وبينما السائق يستدير عائدا الى البيت لمح مدير المدرسة عضو الحزب وهو يمازح الشيخ الفضائى الشهير .....داخل سيارته الهامر