clavier arabe

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

حتى لا تضيع الحقائق

تجرى الآن أكبر عملية تحريف وتدليس فى التاربخ حبن يتم التسويق بأن أؤلئك المتجمعين فى ميدان التحرير هم الذين أسقطوا النظام المصرى وهذا محض هراء ويبدو انه يجب العودة قليلا الى الوراء لمعرفة الظروف التى أدت الى انهيار النظام اننا لن نسمح بتدليس التاريخ مرة أخرى
لقد انهار النظام المصرى بسبب تردى الأوضاع الامنية فى مصر فقام مجهولون باحراق مجلس الشورى و المسرح القومى واستهداف المعبد اليهودى وكلل الامر بتفجير كنيسة القديسين الامر الذى بعث رسالة الى الغرب بأن القبضة الامنية المصرية قد ضعفت واليد الحديدية قد أصابها الهوان لم تعد تخيف أحدا وخرج ساركوزى محذرا من وجود مخطط للقضاء على الأقلية المسيحية في الشرق الاوسط وانتابت اوروبا حالة متشنجة من القلق وأصيب الجهاز الامنى فى مصر بدوار أفقده توازنه لا يعرف من الذى ارتكب تلك العملية التى أطاحت بأجساد النصارى ليلة رأس السنة وفى خضم هذا الالتهاب لمسيرة التاريخ حدث ما لم يكن متوقعا فقد انطلق شلال هادر فى تونس على حين غرة من نظامها وعمت المظاهرات ربوع البلاد وخرج التونسيون يكسرون حاجزى الصمت والخوف معا ويبعثون برسالة مفادها أن عجلة التغيير فى الشرق الاوسط قد بدأت فى الدوران وهاهى شرارة الانطلاق تتلألأ فوق الاراضى التونسية أشبه بالالعاب النارية ليلة أعياد الميلاد
هنالك ادرك الغرب دون قدر من شك أن الانظمة العربية الاستبدادية قد أدت دورها المرحلى الوضيع ووصلت الى حافة الانهيار المحتوم فأسرع للقيام بتغييرها ويقطف الثمار قبل أن تسقط فى أيد أخرى
ان متظاهرى التحرير ليسوا سوى مجموعة من الكومبارس تمت الاستعانة بهم للتصوير أمام الكاميرات مرتزقة تدربوا فى أروقة المخابرات على ايد منظمات مشبوهة يتم توريدهم الى المظاهرات والاحتجاجات والتجمعات و الحفلات التنكرية

لذلك فأنا أتفق بشدة مع ما ذكره الكاتب الامريكى روبرت ساتلوف فى دراسة بعنوان واشنطن ومصر السياسة المتقلصة بشكل معقول فيقول "ان شركاء امريكا الحقيقيين فى الاطاحة بمبارك لم يكونوا ثوار التحرير الذين يعتقدون أنهم أجبروه على الرحيل وانما القادة العسكريون الذين أزاحوه "
ان قرار القيادة العسكرية بازاحة مبارك لم يكن سوى استجابة للرغبة الامريكية التى أدركت حتمية التغيير أما ادعاء جماعة الاخوان بأن موقعة الجمل كان لها الدور الرئيس فهذا محض دجل انهم يصورنها وكأنها موقعة بدر الكبرى ان ضحايا المواجهات التى تمت بين النظام المصرى وتنظيم الجماعة الاسلامية يفوق عشرات المرات ضحايا الجمل وكان فى طول مصر وعرضها وقتل فيها سياح كثر ومع ذلك لم يتغير النظام
كما أن المتابع الجيد للاحداث فى مصر يدرك أن ماجرى ليس ثورة ولم يصل الامر الى هذه الدرجة حتى الآن ان الثورة تكون فكرية يصنعها فلاسفة وعظماء ينتج عنها تغييرات اجتماعية تسبقها تغييرات فى بناء العقل وتكون مكللة بالقوة التى تحميها وتذود عنها وهو ما لم يحدث فى مصر بعد
ان موسى عليه السلام حين تصدى للفرعون عرض عليه أفكاره بوجود اله آخر ومعه عصا تكفيه شر الفرعون ومن معه و معجزات ترسل العذاب على المصريين لينتهى الامر كله بهلاك ذلك الفرعون وجنده ويحتضنهم البحر بأمواجه الهادرة واذا بالمستضعفين يرثون مشارق الارض ومغاربها التى باركنا فيها
ان الموضوعية واحقاق الحق يقتضى أن نكافىء اؤلئك المجهولين الذين حركوا الاحداث فى مصر وساهموا فى اضعاف القبضة الامنية وارتضوا لأنفسهم أن يظلوا مجهولين انهم الفرسان الحقيقيون فى عصر صعد فيه الاوغاد الى الصفوف الأولى ان الذين يتصدرون المشهد حاليا ليسوا سوى مجموعة من اللصوص يريدون سرقة كفاح وجهد آخرين ولكنهم أبدا لن يصلوا الى هذا المبتغى بمشيئة الله تعالى فمصر ستفتح بأيد أناس أخر ولا بد من اعداد قائمة بأسماء أؤلئك اللصوص تضاف الى قائمة علماء الضلالة التى وضعت على هذه المدونة فليس من المعقول أن يفلت الذين أضلوا الجماهير ويغيرون ألوانهم كل ساعة ليس من المعقول أن يفلتوا بغنائمهم الدنسة فهذا لن يحدث بمشيئة الله تعالى اننا لا بد أن نكتب التاريخ الصحيح ولن نسمح لاعلام فاسد أن يضيع الحقائق



الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

صفحات من تاريخ الاسكندرية

يحكى لنا مانفريد كلاوس فى كتابه عن مدينة الاسكندرية عندما قامت ثورة اليهود فى عام مائة وخمسة عشر فى عصر القيصر تراجان فيوضح لنا وضعهم المعيشى فى الاسكندرية وما اقترفته أيديهم بعد ذلك فيقول "وقد كان اليهود يشعرون قديما بالقهر منذ عدة عقود بسبب الأحداث التى وقعت فى فلسطين وتدمير المعبد وفرض الضرائب عليهم وبسبب التهكم عليهم بقصص ساخرة الى أقصى درجة وكانت تطل عليهم من بعيد ذكريات عصور أمجاد مضت كانوا فيها منتصرين ومن تلك الايام يسطع مصباح بسيط من الفخار على هيئة شمعدان له سبعة أذرع ويظهر رمزا قديما معروفا من الانجيل يصور لنا جالوت مسلحا بالرمح والدرع فى مواجهة داوود وهو يقذف بمقلاعه وهكذا حاول اليهود أصحاب المصباح بالاسكدرية أن يضعوا تصورا لمن يرغبون فى رؤيته فى هذه المعركة فى وضع جالوت هل اليونانيون أم الرومان أم المصريون أم السكندريون لقد تحمل اليهود طويلا من الهوان والضغوط التى تثقل كاهلهم والآن جاء دورهم ليردوا على ذلك وكان انتقامهم رهيبا وقد استرسل المؤلف اليونانى كاسيوس ديو فى وصف الفظائع وقال "بدأ اليهود بقتل اليونانيين والرومان وأكلوا لحمهم وصنعو لأنفسهم أحزمة لأحشائهم ودهنوا أجسادهم بدمائهم وصنعوا من جلدهم ملابس وفاقت أعمالهم كل تصور ع وحشية البشر " ويحكى الكاتب اليونانى أبيان كيف أفلت من فرقة يهودية بالقر من الفرما فى الدلتا وفى تقارير عدة تصف ما حدث من ترويع يأتى خطاب أم أحد الجنود تدعو ابوللونيوس وترجوه ليمنع اليهود من شواء ابنها فى النار وكان حربا أهلية اكتست فيها الاسكندرية بالحمرة ودمرت معابد عدة بأيدى اليهود ولكن الامر لم يدم طويلا ولم تستمر نشوة النصر الا فترة قليلةفقد استعادت الفرقة الرومانية المتمركزة فى الاسكندرية زمام الامر ووقع اليهود بالالاف ضحية المذابح وتناقصت أعدادهم بشكل كبير وكان المار يعانق الاسكندرية فصارت أطلالا فأمر القيصر باعادة بناءها من جديد ويحكى قائد رومانى فى مرسوم صدر عام مائة وخمسة عشر معركة كبرى بين اليهود والرومان وانتصر الرومان فيها

كانت الامور فى الاسكندرية لا تخلو من المشاحنات والتوترات العنيفة وكان لهب المواجهة ما ان يخمد حتى يندلع من جديد أشد ضراوة وقسوة فبعد ذلك بثلاثة قرون حدث أمر آخر جلل لا يقل ترويعا وارهابا حيث قام اليهود بعمل مذبحة ضد بعض النصارى فكلفوا عددا من رجالهم بالخروج الى الشوارع وهم يصيحون قائلين أنقذوا كنيسة الاسكندر أنقذوا كنيسة الاسكندر انها تحترق عند ذلك خرج المسيحيون من منازلهم فى فزع وأسرعوا الخطا نحو الكنيسة تسبقهم رغبات محمومة فى التضحية ومشاعر دينية مشتعلة وعندما اجتمع المسيحيون فى مكان واحد لم ينتظر اليهود و هجموا عليهم هجمة رجل واحد وأعملوا فيهم القتل والذبح وحتى لا يضار اليهود المهاجمون فانهم وضعوا حول أجسامهم غطاء غليظا من لحاء الأشجار حتى يتعرفوا على بعضهم البعض من خلاله وفى اليوم التالى انتفض المسيحيون وانطلقوا فى عاصفة هوجاء يتقدمهم البطريرك المسيحى كريل بنفسه وهجموا على منازل اليهود ونهبوها حتى لم يبق بها شىء نافع واتجهوا الى معابد اليهود وأوسعوها هدما وصارت خرابا عليهم وأصبحت حطاما ينعيها الحالمون بعودة المجد المفقود وبلغ الاسفاف مبلغه حتى ان المسيحيين أركبوا أحد اليهود الذى تظاهر بالمسيحية عله ينجو أركبوه حمارا أبيضا وداروا به على أنقاض المعابد اليهودية وكانت هذه المذبحة ضربة مدوية لتعايش الطوائف المختلفة فى مدينة الاسكندرية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

البرادعى و6 ابريل

حتى ندرك كيف يتم صناعة العملاء فى المطابخ الغربية نطالع ما يحكيه روبير سوليه فى كتاب " مصر ولع فرنسى " عن الظروف التى دفعت محمد على نحو الصدارة عقب الحملة الفرنسية على مصر فيقول "بعد انسحابها المهين عام الف وثمانمائة وواحد قامت فرنسا بتعزيز مركزها فى مصر بسرعة مذهلة وتم تعيين ماتيو ديلسبس والد المحرك الاول لمشروع قناة السويس قنصلا فى القاهرة وبرنارد دروفيتى مساعدا له فى الاسكندرية
وفى وسط بيئة تسودها الفوضى اذ يتصارع المماليك مع القوات العثمانية للسيطرة على البلاد قام القنصل الفرنسى ومساعده بالرهان على الحصان الجيد محمد على
انه عثمانى أصله من مدينة قولة بمقدونيا ويعمل قائدا للفرقة الألبانية وكان العلماء بتعضيد من السكان يتوجهون اليه من أجل اعادة الامن وقد اضطر الباب العالى الى الاعتراف بالأمر الواقع وعام الف وثمانمائة وخمس تم تعيين محمد على حاكما رسميا على مصر وكانوا فى باريس كما فى عواصم أخرى يسمونه نائب ملك وحينما غادر ديلسبس القاهرة فى عام الف وثمانمائة وأربع تاركا منصبه الى دروفيتى كان محمد على الرجل القوى فى وادى النيل قد أصبح بالفعل صديقا لفرنسا اذ يقدم له دروفيتى النصائح الثمينة وفى عام الف وثمانمائة وسبع انهزمت قوات بريطانيا صاحبة الجلالة وتمخضت هذه الهزيمة عن ازدياد نفوذ محمدعلى بصورة ضخمة وبعد مضى أربعة أعوام يقوم بترسيخ سلطته بصفة نهائية حين أقام فخا لكبار امراء المماليك الذين أفناهم فى قلعة القاهرة
ترى أى حصان تراهن عليه الادارة الامريكية فى مصر الآن ليتصدر المشهد من بين وجوه كثيرة تعرض نفسها بشكل مخز يبرز محمد البرادعى مدير وكالة الطاقة الذرية الاسبق رجل بلا كاريزما لا يحظى بقبول جماهيرى أداؤه الخطابى مهزوز ليست له فلسفة خاصة لم يقدم رؤيته حول تحقيق العدالة والعقد الاجتماعى بين الحاكم والشعب وطرق منع الاستبداد أقرب الى الموظف منه الى المفكر رغم أنف مجلة فورين بوليسى لذلك لا بد من انشاء طبقة مؤيدة له ومجموعة داعمة فكانت حركة السادس من أبريل لتكون أقرب الى المريدين الحالمين يرون فيه المخلص أو الزعيم المنتظر الذى سينتشلهم من حالة التخبط السياسة ومتاهات الحياة المظلمة نحو االفجر الموعود هكذا يروج له فى ميدان التحرير وهو أسلوب مكرر عانى منه المصريون كثيرا فى التاريخ المعاصر ,
حركة السادس من أبريل نشأت عقب اضراب غزل المحلة لها صلة وثيقة بالمخابرات الامريكية مجموعة من الشباب تتميز بالصوت العالى الاجوف على قدر كبير من الضحالة السياسية تقوم بطرح رؤاها بأسلوب صارخ يتجاوز كثيرا حدود الآداب العامة يساعدها فى ذلك كثير من وسائل الاعلام الموجهه فشلت فى التواصل مع الجماهير حيث ينظر اليها بكثير من الريبة المغلفة بالقلق ولكن هل ستنجح الادارة الأمريكية فى تحقيق غايتها تلك فليس كل ما يتمناه المرء يدركه وسيذهب كل ذلك أدراج الرياح وهذا ما سنوضحه فى الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى
- المقال القادم عن لبنان الحريق القادم بمشيئة الله تعالى




الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حزب النور السلفى

تحت عنوان قبس من المبادىء والاهداف وزعها حزب النور السلفى فى جنوب القاهرة يوضح حزب النور السلفى رؤيته السياسية لمصر ويقدم قراءة للدولة التى يريد اقامتها فتحدث عن ضرورة مكافحة ما يسمى بالارهاب والتطرف الفكرى ويقول"تأسيس العلاقات الخارجية مع الدول والشعوب الاخرى على الاحترام المتبادل والعلاقات المتكافئة والتعايش السلمى وحسن الجوار وعدم الاعتداء وحل القضايا العالمية والاقليمية عن طريق التفاوض وليس الصراعات المسلحة واحترام العهود والمواثيق المبرمة وعدم الزج بالبلاد فى نزاعات اقليمية أو تحالفات عالمية لا تحافظ على مصالح البلاد ونهضة الامة "
ويبدو أن هذا الحزب الذى انتشر بسرعة البرق فى فترة وجيزة وفتحت له المنابر الاعلامية لا يعرف شيئا عن السياسة الدولية وطبيعة ادارة الصراعات فالتعايش السلمى لم يوضح مع من هل مع الدولة العبرية مثلا التى تسطو على الغاز الطبيعى المصرى وتضرب اخوة الدين بغارات متكررة هل مع الانتهازية الغربية ومخالبها الشرسة فى الدفاع عن مصالحها وهل اقامة الدولة يكون على أساس تربية عسكرية لشعبها أم تربيتها على الخنوع والاستسلام يرى فرنسيس بيكون فى رؤيته للدولة أن "النقطة الرئيسة فى عظمة أى دولة هى أن يكون الجنس البشرى فيها عسكريا وليس العدد هو المهم فكما يرى الشاعر فرجيل أن كثرة الخراف لا تخيف الذئب " وميكافيللى كان يرى" الدولةاذا ما توقفت عن التوسع فانها تضمحل واذا فقدت الرغبة فى الحرب فقل عليها السلام و فترة السلم اذا طالت فوق مايجب فانها تؤدى الى الضعف والتفكك ولذلك كانت حرب تقوم بين الفينة والاخرى مقوية للقومية وتعيد للامة النظام والشدة والوحدة ولم يكن الرومانى يرى الفضيلة هى الذلة والرقة أو السلام بل كان يرى أنها القوة والرجولة والبسالة مضافة الى النشاط والذكاء " وهل يعرف الحزب المدعى أنه سيقيم شريعة اسلامية هل يعرف جهاد الطلب وجهاد الدفع وهما ركيزتان أساسيتان فى العلاقات الخارجية للدولة الاسلامية فعندما توقفت الخلافة العثمانية مثلا عن جهاد الطلب أتت جحافل الغرب تهتك أستار الدولة الاسلامية ومزقتها اربا وقطعا صغيرة انهم يدعون الى اسلام لا نعرفه "ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة "
اذن فحزب النور والذى ظهر فى ظروف شديدة الغموض يبدو أنه جاء للقيام بدور معين بالتنسيق مع جهات معينة
العجيب أن هناك تيارا سلفيا آخر يبدو أن الاستخبارات أنشأته شيخا وتلاميذ يروج لأفكار تتسم بشدة الجهل والحماقة فتيار السيد محمد سعيد رسلان يرى فى المظاهرات والاعتصامات وبعض الفنون كأليات للتغيير والمواجهة لقوى الظلم والبطش يرى أنها تقليد غربى ولا تجوز شرعا وباقتراض أن هذه الامور تقليد غربى وهذا ليس صحيحا فهل يعنى كونها تقليدا غربيا انه لا يجوز للمسلمين الأخذ بها والتعامل معها فلماذا مثلا وافق الرسول على حفر الخندق وهو تقليد فارسى ولماذا أنشأ عمر بن الخطاب ديوان الجند وهو تقليد فارسى أيضا وهل يعلم أن انشاء اسطول بحرى اسلامى هى فكرة مقتبسة من الروم الا يعلم هؤلاء أن كثير من اليات ادارة الدولة الاسلامية قد انتقلت اليها من تلك الامبراطوريتين بعد أن قامت على أنقاضهما من أين جىء بهؤلاء القوم
ان الانتخابات المصرية التى ستجرى ينضوى فى حلباتها تيارات ملتزمة بشروط اللعبة كما وضعتها الادارة الامريكية وان كانت مغلفة بقشرة اسلامية



- ليس من حق الشرطة معاقبة الممتنعين عن التصويت فهذا يتناقض مع أبسط مبادىء الحرية


الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

حصان طروادة الجديد

نود أن نؤكد لشركائنا التجاريين والاقتصاديين ولكل الجهات الفاعلة والمستثمرين بأننا نأمل أن يتحقق لدينا قريبا جدا الاستقرار و الظروف الصحيحة للاستثمار فى تونس " هكذا تحدث الجلاصى عضو المكتب التنفيذى لحزب النهضة عقب الفوز فى الانتخابات التونسية كانت الرسالة الاولى موجهة للاقتصاديين والمستثمرين وما سماها بالجهات الفاعلة ولم تكن الرسالة موجهة الى الشعب التونسى صاحب الانجاز العظيم فهل يا ترى تقع الشعوب العربية فى أسر جهات فاعلة جديدة و تشكل تلك الجهات الفاعلة المنتوج السياسى للربيع العربى أم تحدث تحولات أخرى غير متوقعة
من المعروف أن جهات الضغط هى التى تشكل المشهد السياسى بصورته النهائية وهى التى تحدد وتختار من ينوب عنها لتنفيذ مصالحها الخاصة يقول كريستيان دولا كامبانى فى كتابه الفلسفة السياسية اليوم "محترفو السياسة يمرون بأزمة هوية فهم يشعرون أنهم مضطرون فى تزايد للاستجابة للضغوط التى تمارسها عليهم جماعات الضغط اى اللوبى بالمعنى الامريكى هذه الجماعات تمثل مصالح خاصة ضخمة سواء مصالح اقتصادية أو مصالح قطاعات مختلفة .....لم تعد السياسة فى هذه الظروف الا شكل من أشكال العروض الترفيهية لم يعد رجل السياسة سوى ممثل فى لعبة من ألعاب الفيديو ما يفعله أقل بكثير مما يعتقد مشاهدو التليفزيون أنه فعله " وعندما تحدث تغييرات كبرى تكون تلك الجماعات هى المستهدف الاول من أجل بث الطمأنينة
لقد ذكرنى تصريح الجلاصى بالتصريح الذى صدر عن السادات فى السابعة صباح الثالث والعشرين من يوليو حين تحرك الجيش فجاء فى التصريح الاول كما ينقله روبير سوليه فى كتاب مصر ولع فرنسى "اننى حريص بنوع خاص على طمأنة اخوتنا الأجانب وعلى التأكيد لهم بأن الجيش يعتبر نفسه مسئولا مسئولية كاملة عن أشخاصهم وممتلكاتهم ومصالحهم "
ويستمر سوليه متسائلا " من هم هؤلاء الضباط الاحرار من أين يخرجون انهم لم يرونهم ولم يخالطوهم من قبل ان اللواء نجيب الباسم طيب القلب هو الوحيد الذى يتصدر الصفوف ويشيع بغليونه البريطانى وعصاه التى تحت ذراعه الطمأنينة وسرعان ما يدركون أنهم لم يشركوه فى الانقلاب الا فى آخر لحظة من أجل اشاعة الطمأنينة تحديدا " انها الطمأنينة اذن تلك التى يهرع اليها الجميع فى تونس وفى مصر فحين ننظر الى المشهد السياسى المصرى ترى التننازلات أيضا جماعة الاخوان تسير على خطى حزب النهضة , أحد الأحزاب السلفية التى كانت تأبى المشاركة الانتخابية تستعين بشيخ مشهور ليروج لهم استراتيجيتهم وسط جموع المتدينين لبث الطمأنينة ولكن هل تغيير الافكار يتطلب بث الطمأنينة ام اثارة حالة من الجدل والصخب حتى توضع الفواصل بين الجماعات المختلفة وأصحاب الرؤى الفكرية المتناحرة ان محمد رسول الله حينما كان فى مكة جاءه الكفار يعرضون عليه المال يعرضون عليه الملك كان من الممكن تحت وطأة الضغوط الرهيبة وشدة التعذيب المتصاعدة أن يقبل ان صرخات خباب لا تزال تهز أرجاء مكة ثم بعد ذلك يقوم بالتغيير التدريجى ولكنه أبى فهناك ثوابت لا يمكن أن تحيد عنها
ان الاستخبارات الامريكية فى المنطقة الآن تبحث عن حصان طروادة جديد تختفى خلفه ويدير مصالحها باخلاص عن حراس جدد بعما ضجت من حراسها القدامى الذين يجلبون لها المشاكل وعدم الاستقرار فمن يا ترى يكون حصان طروادة الجديد





السبت، 29 أكتوبر 2011

الشخصية الرومانية

عندما امتزجت الشخصية الرومانية بالشخصية اليهودية انتقلت اليها بعض الصفات الغير مقبولة والتصقت بها سمة لا خلاقية أثرت كثيرا فى حروبها الخارجية هذه السمة أشار لها المسيح ورسم ملامحها ببراعة مثل دليل السفر الشاق فى غياهب صحراء يعرف طرقها المتشعبة جيدا,

وحيث أن الحياة اليومية صارت ساحة حرب فانك سترى تلك السمة فى المصالح الحكومية فى المعاملات الخاصة فى وجوه تعرفها جيدا هذه السمة هى عندما يكون المرء فى مأزق ويعانى من ضائقة وله حاجة يلتمسها بين يديك يتقرب ويتودد ويجهد ينابيع الدمع ليحرك وقود العاطفة ويشعل فؤادك الغض وعندما تتغير الأحوال والظروف ويصبح فى وضعية قادرة على أن يتخذ القرارات بحرية تامة يتلاشى كل ذلك ويذهب ويصبح شيئا آخر, فيضرب مثلا بملك يحاسب عبيده واذا بأحدهم مديون بعشرة ألاف وزنة فيبكى ويتوسل الى سيده فيتحنن قلبه عليه ثم اذا بهذا العبد الشرير بعدما يخرج يجد رفيق له مديون له بمائة دينار فقط فأمسك بعنقه وقال أوفنى ما عليك فبلغ ذلك الملك فقال له "أيها العبد الشرير كل ذلك تركته لك لأنك طلبت الى أفما كان ينبغى أنك أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفى ما كان له عليه " ان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم هكذا كانت احدى أهم سمات الشخصية الرومانية التى تظهر جليا فى حروبها الخارجية ولكن هناك سمات أخرى يقول و।ج।دى بورج فى كتابه تراث العالم القديم ترجمة الأستاذ زكى سوس وهو صادر عن مكتبة الأسرة موضحا سياسة الرومان فى الحرب فيقول

" وفى مجال التسلح والقتال كان الرومان على استعداد لأن يتعلموا من أعدائهم وكانت الهزيمة اشارة بالقيام بالاصلاح الذى كان يعاونهم على الخروج من الحرب وقد عقدوا لواء النصر فقد استعاروا الرمح من الاسامنيين و كما تعلموا بناء السفن العظيمة من القرطاجنيين وفى نهاية الحرب الفونية الثانية أوقعوا الهزيمة بهانيبال بالخيالة التى كات الأداة التى استخدمها فى انتصاراته الأولى وعلى غرار الانجليز كانوا يقومون بحروبهم وقد أخذ منهم التخبط وهى عبارة تشير الى انتصار المثابرة السلالية والقدرة على استغلال الهزيمة كوسيلة للنصر "

اذن فالرومان يبدأون حروبهم بالهزيمة ثم التعلم ثم النصر من بعد غلبهم سيغلبون وعندما نقوم باسقاط ما قاله المؤلف على حروبهم مع المسلمين نجد أنها بدأت بوبال غير مسبوق فقد مزقت كل ممزق وأصبحت أحاديث تلوكها الألسنة وبكاء على الأطلال فى أعين مصدومة ثم حدث بعد ذلك فى أوروبا ثورة فكرية فى نظم الحكم والادارة تأثر بالامبراطورية الاسلامية الوافد الجديد للعالم واستخدموا سلاح رجال الدين عندنا كسلاح موجه ضدنا بدلا من ايقاظز الوعى وتبصير الأمة وقد نجحوا فى البداية ولكن لا بد أن ونوضح لهم سياسة الحرب عند المسلمين انها تبدأ بنصر مدوى ثم كبوة لتتمايز الصفوف ولتسقط الأقتعة ويحدث التمحيص ثم يأتى اكليل النصر فى النهاية يتبختر تحمله سواعد الفرسان ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس فالذين أبهروا العالم وسحقوا الممالك فى عقود قليلة استطاع الصليبيون أن يقيموا ممالك فى الشام وأثخنوا فيهم الجراح وأعملوا فيهم القتل فينتهى الامر الى صفوة مختارة تثأر وتعيد الى الامر عنفوانه وقوته مرة أخرى والذين وصلت رماحهم الى الصين جاءهم التتار فأساموهم سوء العذاب فتأتى الصفوة المختارة لتكسر شوكتهم وتعيد بريق الحقيقة ليشع فى العالم من جديد

ان سياسة الحرب عند المسلمين نصر مدوى ثم كبوة للتمحيص ثم نصر ساحق انه حق على الله ولكن هناك سمة أخرى من سمات السياسة الرومانية الحربية وهى التصلب والعناد والمضى قدما فى سبيل العنت لا يردها عنه شىء هذه السمة انتقلت الى أحد حكام المنطقة كان يصم أذنيه يرفض الاستماع يأبى الاستجابة الى نور الحقيقة والنتيجة أن أحد ذراعى الحكم لديه قد انكسرت ويبدو أن الذراع الأخرى ستلقى نفس المصير فقد جاء فى سفر حزقيال فى الاصحاح الثلاثين من احدى وعشرين الى ست وعشرين يقول "يا بن أدم انى كسرت ذراع فرعون ملك مصر و ها هى لن تجبر بوضع رفائد ولا بوضع عصابة لتجبر فتمسك بالسيف مرة أخرى ها أنذا على فرعون ملك مصر فأكسر ذراعيه القوية والمكسورة وأسقط السيف من يده وأشتت المصريين بين الامم وأذريهم فى الاراضى وأشدد ذراعى ملك بابل وأجعل سيفى فى يده وأكسر ذراعى فرعوون فيئن أمامه أنين الجريح وأشدد ذراعى ملك بابل أما ذراعا الفرعون فيسقطان فيعلمون أنى أنا الرب حين أجعل سيفى فى يد ملك بابل فيمده على أرض مصر وأشتت المصريين بين الأمم وأذريهم فى الأراضى فيعلمون أنى أنا الرب " لقد جلب الفرعون الخراب لشعبه

الأربعاء، 6 يوليو 2011

الحياة الجديدة


" الحياة الجديدة " قصة قصيرة
الشمس ترسل آشعتها الحارقة فى تأفف مشوب بالغيظ النسمات الباردة أعلنت اضرابا عن الهبوب الناس تتصبب عرقا فى الشوارع الحوائط والجدران تئن تريد أن تستريح نزل هو من سيارته المكيفة فى هدوء شديد يرتدى نظارة شمسية سوداء
يحمل حقيبة فى يده ألقى التحية على بعض الجيران فى الشارع بابتسامة صعد السلالم ليصل الى الشقة
فاجأه البواب أن زوجته وطفليه وأشقاءها قاموا بنقل الأثاث بعد خروجه للعمل فى الصباح مباشرة دخل الشقة فوجدها فارغة تماما ا أخذ يتحسس الغرف لا يوجد أى أثر لأى قطعة أثاث فى الردهة فقط الثلاجة, زر التكييف اليدوى معطل أخذ يبحث عن الريموت دون جدوى , أخرج مجلة من الحقيبة وضعها على الأرض وأسند ظهره للحائط , الشمس ترسل آشعتها اليه عبر النافذة لم يلق لها أى اهتمام , لقد صفع زوجته أمس بعدما احتد بينهما النقاش اتهمته بالسادية وأنه يتلذذ بتعذيب الأطفال انه لا يعطى الأطفال مصروفا يومين فى الاسبوع ولكن للامر فلسفة فان ادخروا من مصروفههم شىء لهذين اليومين فقد تعلموا فضيلة الادخار وان لم يكن فليتذوقوا بعض الظروف القاسية الخشنة فى الحياة فان النعمة لا تدوم انه أيضا يشترط أن يذهبا الى المدرسة يوما فى الاسبوع بمواصلات عامة حتى يحتكوا بالآخرين من الشعب ويعلموا أن هناك فئات أخرى تعانى ضيق الحياة و يتعلموا عند النضج كيف يمكن التعامل معها ولكنها ترى أن ذلك يسبب لها احراجا أمام النسوة فى العمارة
انه تذكرنى بأفلاطون حينما تحدث عن الطفل الذى ينشأ فى خلاف بين والدته التى تتصادم مع منطق أبيه فى التربية فيجذبه هو الى نور العقل وتدفعه هى نحو الماديات فينشأ متأرجحا بين جهتين متضادتين, ان الا نقسام عرفته البشرية منذ الأزل منذ قابيل وهابيل تحدث عنه المسيح ما جئت لأضع على الأرض سلاما بل انقساما داخل البيت الواحد تجد خمسة أفراد ينقسمون , اثنين على ثلاث وثلاث على اثنتين , يبدو أن الفيفا اتخذ هذا المثل شعارا له يقولها وهو يبتسم وهكذا ينقسم الولد على أبيه والاب على ابنه والاسرة كلها يعتريها الخلاف تجد الاشقاء فى الاسرة الواحدة يأكلون من طبق واحد ينشأون فى ظروف متشابهة وتجذب الحياة كلا منهم الى طريق أخر ترى ما السبب هل هو العلم نعم انه المشعل الذى يضىء لنا الطريق ولكن هناك من أضله الله على علم, اذن الاخلاص انه عامل آخر لا بد من تعميق الرقابة الذاتية تبتعد عن الخطأ وهو لا ينتظر أن يراه أحد وهو يعمل الامر الصحيح جرس الهاتف المحمول يرن يفتش جيوبه بسرعة لا يجده انه فى الحقيبة يخرجه انه زميله فى العمل يسأله عن بعض الأوراق يجيبه باقتضاب وينهى المكالمة , يقوم الى الثلاجة يبحث عن شىء هناك بعض العصير رائع أنها تركت شيئا يتناول بعضه ويقف فى الشرفة ينظر الى الشارع المزدحم ان تربية المجتمعات مثل زراعة الأرض من يتعهدها جيدا بالرعاية فان الناتج يكون جيدا وهكذا تقل معدلات الفشل ولكننا فى الحياة غير مسئولين الا عن أنفسنا فلا ينال منا انكسار البعض أو سقوطه فى درب الكفاح تلك هى ساحة معركة الحياة و ذاك هو الاختبار عاد الى الجلوس مرة أخرى انها أيضا فى الفترة الأخيرة بدأت تمارس بعض الامتناع والمتناع غير التدلل انه يعنى أن خزان العاطفة قد بدأ فى النفاد أو أنها بدأت تستغل لهب العاطفة لتحقيق مكاسب خاصة هنالك يكون الانفصال هو الخيار الأمثل حرارة الشمس انكسرت سيئا قليلا بعض النسمات الباردة تراجعت وعادت للهبوب قرر أن يتناول وجبة الغداء فى أحد المطاعم ويتوجه الى منزلها لانهاء الامر بالكلية
يفتح الباب يجدها أمامه ومعها الطفلان وفى يدها الريموت نظر اليها بأعين تنطق بغيظ مكتوم ثمة ضجيج على السلم أشقاؤها يوجهون عمالا يحملون أثاثا فاخرا ينظر اليها بأعين مندهشة تحمل الكثير من الاسئلة الحائرة الملحة
قالت وهى تبتسم
أثاث جديد.......... من أجل حياة جديدة

الأربعاء، 15 يونيو 2011

حيث تجتمع النسور

"حيث تجتمع النسور " قصة قصيرة
فى ليلة يزين فيها اكتمال القمر جبين السماء وحفيف الأشجار يوقظ الاعين المتثاقلة تجعل الارق هو الزائر الاوحد لهذا الليل ولكنهم جميعا ... كانوا فى انتظار زائر آخر كان واقفا مع مجموعة من الرفاق ذوى أعين حادة تنظر من خلال لثام يغطى الوجه يعرفهم كلهم الا شخصا واحدا انضم الى المجموعة فى اللحظات الأخيرة الجميع فى انتظارها أن تجىء

يعود بالذاكرة ستة أشهر الى الوراء على مقعد وثير فى شقة فاخرة فى لندن كان يجلس يتناول شراب التفاح بجواره صديقته الايطالية , كان يقلب فى قنوات التلفاز , ثمة خبر عاجل طائرات معادية تدك عاصمة بلاده بلا رحمة المبانى تتحول الى كومة أشلاء مبعثرة لا يدرى هل هو حطام المبنى أم ذاك حطام الوطن , أعمدة الدخان تتصاعد النيران تندلع فى كل مكان صديقته الايطالية تستأذن فى التوجه الى الحمام أذن لها دون أن ينظر اليها , الغارات تتواصل التيار ينقطع , الناس تهرع الى الملاجىء , تبحث عن ملاذ آمن, صديقته الايطالية تستأذن فى الانصراف أذن لها دون أن ينظر اليها الدماء تملأ الشوارع صرخات الاستغاثة تتصاعد أليس هذا هو الوطن الذى لفظه ودفعه الى الهجرة والهروب هاهو الآن يدمر كنتيجة حتمية لتصرفات نظام سياسى أهوج
توجه الى مقهى شهير فى لندن فى زاوية من المقهى يقابل صديقا له دفعته ريح الوطن النافرة هو الاخر الى الخروج بادره بالسؤال
- هل أفزعتك المشاهد الدامية التى بثتها وكالات الأنباء اليوم
الصديق : كلها أفزعتنى الا مشاهد الجنود وهم يفرون لقد كانوا أعمدة لنظام قمعى يعادى المواطنين, يكرههم
- حقا فقد كانت غاية النظام هو طرد كل العناصر المتميزة وكان لديه اصرار غريب على تفريغ البلاد من كل العقول المستنيرة رغم أن افلاطون كان يقول الاكفاء يجب أن يحكموا الا أن هؤلاء طردوا كل الكفاءات
الصديق : ان الامبراطورية الامريكية زرعت اسرائيل فى المنطقة وكما هو الحال مع العضو المزروع يتم اعطاء المريض عقاقير لاضعاف جهاز المناعة حتى لا يرفض العضو الجديد كذلك يجب تفريغ الدول المحيطة من كل الكفاءات حتى تبقى الدولة العبرية على قيد الحياة
- ولكن هل باع السياسيون الأوطان هكذا بكل هذه السهولة وهل بلغ التدنى الى هذه الدرجة
الصدسق: هذا أمر فكرت فيه كثيرا , انهم نماذج بشرية غرائزها الشخصية أهم من المصلحة العامة بكثير انهم تربوا فى فناء أم عامر
- ومن أم عامر تلك
الصديق : أم عامر هو حيوان الضبع معروف عنه الغدر وسوء الخلق, أحب أن أطلق هذا اللقب كثيرا على أروقة المخابرات
- أم عامر ....أحسنت , ولكن قل لى أيها الابن الضال ألا تنوى العودة الى الوطن هل سنترك المواطنين يواجهون مصيرهم القاسى بمفردهم
الصديق وهو يتلعثم : ما زلت أفكر ولم أتخذ قرارا بعد
- اذن سأمضى أنا.... لاتابع أخبار أبناء أم عامر الاخيرة

عاد الى شقته يقلب التلفاز ثمة خبر عاجل غارات جديدة ضحايا أمن الأطفال غارات تقصف مسجد العاصمة الكبير انه المسجد الذى شهد أيام الطفولة والصبا كم سمع فيه أصواتملائكية شجية تناجى السماء وتراتيل نورانية تتصاعد أوقات الصلاة قبل أن تجرفه موجات الضياع وتشتته متاهات السبل لقد
تهدمت المئذنة وتهشمت احدى الحوائط الكتب تملأ الصحن شعوره بالضيق والضجر يتزايد توجه الى الحمام يغتسل هل أخطأ حين اتخذ قرارا بالرحيل هل كان يجب البقاء وينادى بالصلاح ويتحمل فاتورة التغيير قطرات الماء تتناثر على جسده فتخرج معبأة بأدران الجسد والروح يشعر أنه يولد الآن , انه يخرج الى الحياة مرة أخرى لا بد من اعادة بناء المئذنة خرج يحزم حقائبه انه الآن هنا

هاهى أقبلت من بعيد انها عربات المحتل بأعينها الصفراوية السقيمة التى تخدش أستار الليل وحيثما تكون الجثة تجتمع النسور انها تقترب , أعطى الاذن بتفجير عبوة ناسفة المركبات تحترق حدث اشتباك مع بعض الجنود , الجنود يتساقطون كأوراق الخريف اللاتى ضاقت بها الأشجار ثمة فوهة بندقية موجهة الى رأسه أحد الجنود استدار من خلف
أشجار النخيل الجندى يبتسم ساخرا, يحرك اصبعه ليضغط على الزناد طلقة تحمل رسالة الموت ....تعاجل الجندى فأردته قتيلا أطلقها ذلك الملثم الذى لا يعرفه انتهت المعركة بسلام أسرع نحوه كى يتعرف اليه ويشكر صنيعه الحسن خلع اللثام شيئا قليلا انها صديقته الايطالية قالت بأعين خجلى لم يعهدها من قبل ..... نادنى سلمى .....هذا هو اسمى الجديد

- مقال " سيف ملك بابل " تم تأجيله نذرا قليلا لأن الاحداث فى مصر ترتبط بأحداث جسام فى العالم ان العالم على أعتاب أعظم انقلاب اجتماعى فى التاريخ المعاصر بمشيئة الله تعالى "ان الودعاء سيرثون الارض ويتلذذون فى كثرة السلامة" بمشيئة الله تعالى
وكما جاء فى المزمور السابع والثلاثين " لأن سواعد الاشرار تنكسر والصديقين عاضدهم الرب الرب عارف أيام الكملة وميراثهم الى الأبد يكون لا يخزون فى زمن السوء وفى أيام الجوع يشبعون لأن الأشرار يهلكون وأعداء الرب كبهاء المراعى فنوا كالدخان فنوا الشرير يستقرض والصديق يترأف ويعطى لأن المباركين منه يرثون الارض والملعونين منه يقطعون......أما الاشرار فيبادون جميعا عقب الأشرار ينقطع أما خلاص الصديقين فمن قبل الرب حصنهم فى زمان الضيق و يعينهم الرب وينجيهم ينقذهم من الأشرار ويخلصهم لأنهم احتموا به " حقا احتموا به ..... حقا الملعونين منه يقطعون وكما قال المسيح هيا يا مباركى الرب رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم اننا جميعا فى انتظار الخير القادم للعالم ......قريبا بمشيئة الله تعالى







الأربعاء، 8 يونيو 2011

صاحب السلطة

" من يستطيع أن يعدد المزايا التى يتمتع بها الجندى المحظوظ أنت ايها الجندى السعيد لا يجرؤ مدنى من أن يمد يده اليك بسوء بل العكس أنت االذى تضرب وجهه وتجرح حاجبه وتجعل هالات زرقاء حول عينيه ان المدنى يخاف من عقابك اذا ذهب بعد ذلك الى القاضى شاكيا ان ما يتبقى للمدنى بعد ذلك هو أمل ضعيف فى أن يعالج الطبيب ما أصابه " ان ما سبق ليس رصدا للواقع المأساوى الذى يعيشه المدنيون فى عصرنا الحالى بل انها وثيقة ايطالية تعود الى القرن الثانى الميلادى تشرح ما كان يفعله الجنود الرومان بمدينة الاسكندرية أوردها مانفريد كلاوس عن مدينة الاسكندرية انه نفس الواقع المزرى الذى نحياه الآن ان الظلم ظلم سواء الذى ارتكبه فرد أو ارتكبه جماعة ان التعدى على القثانون وانتهاك حقوق البشر لا ينال الشرعية لأن الايدى الآثمة التى اقترفته أيد جماعية لقد تحول الحراس الى ذئاب يهاجمون الغنم بدلا من بذل قصارى الطاقات للدفاع عنها
وكان الشعب السكندرى وقتها يخضع للحكام الرومانيين الذى جعلوا نفسهم آلهة فأطلقوا على نيرون مثلا "حارس العالم جالب الخصب والنماء" و وجهوا له الدعوة لزيارة المدينة الساحرة وصنعوا حمام سباحة خصيصا له ولكن حاكم الاسكندرية استخدمه قبله فعوقب بالنفى هكذا كان الحال فى الاسكندرية جنود أوغاد أقرب الى المرتزقة منهم الى جيش ذى عقيدة فكرية قتالية وامبراطور جعل نفسه معبودا يرضخ له الجميع وتقدم له الذبائح هكذا كانت الامبراطورية الرومانية

ان أغسطس مؤسس تلك الامبراطورية جعل عائلته التى ينتسب اليها من سلالة الاله ابوللو بل انه أوحى الى الرعية انه الاله ابوللو فى صورة البشر فصنعت له المعابد واقيمت له التماثيل وقدمت له القرابين فى كل ولايات الامبراطورية
يقول الاستاذ سيد على الناصرى فى كتابه عن التاريخ السياسى للامبراطورية الرومانية "ويكاد الدارس يجد وجها كبيرا للشبه بين أغسطس وبين الربة روما لقد كانت الربة روما قديما تتميز بشراستها وحبها للقتال ولكنها فى العهد الجديد ارتدت رداء السلام وأصبحت ربة الاخاء تعمل من أجل البشر فانتقاها أغسطس وألصق بها اسمه وأصبح أغسطس روما" تماما كما فعل الفراعنة فنسبوا أنفسهم الى الاله آمون
وعلى الجانب الآخر كانت الاسرة الساسانية تحكم فارس وجعلت نفسها فى مقام الاله والدماء المقدسة تسرى فى سلالتها وحظيت بمقام الالهة فى وسط الرعية ولكن فى خضم كل هذا الظلام ظهر وميض فى جزيرة العرب فعندما جاء معاذ بن جبل الى محمد رسول الله سجد له ايه يا بن جبل فما جاء محمد رسول الله لأجل هذا انه ذلك النبى الذى جاء يحمل قنديل المعرفة الخالد جاء ليرسخ المبدأ الاعظم فى نظم الحكم "بشر مثلكم " فالحاكم " بشر مثلكم" وان كان نبيا أرسلته السماء " بشر مثلكم " وان كان فرعونا يحرك بذراعيه آلاف الجنود وآلاف المركبات لقد أحدث الاسلام زلزالا فكريا فى النظم السياسية التى سحقت البشر أزمانا عديدة وجاء بفجر جديد وظلت اوروبا دهرا طويلا تكافح حتى تخرج الحكام من مصاف الألهة وتنزلهم الى مراتب البشر ظلت تناضل قرونا طوال حتى تتخلص من بقايا هوميروس وآثار جوبتر وصكوك الغفران ونجحت ولكنها على مستوى التشريعات والنظم الاخلاقية فشلت فى اعادة بناء الشخصية الرومانية فما زالت تتخبط تغوص فى جهالات لا تعرف منها فكاكا تخرج من ظلمة لتهوى فى شاكلتها فشلت فى أن تمنح النفس الحائرة لذة الطمأنينة و بريق الروح المبصرة ...فشلت فى تحقيق عدالة اقتصادية وبناء تنظيم اجتماعى راق و أن تصل الى مرتفع تتطلع من خلاله الى مناحى النفس البشرية وتفك طلاسمها فأخذتنا الى صحراء الاغتراب نتلمس فيها الطريق نبحث فيها عن بئر المحبة والاخاء وعن أعشاب السكينة ان ثوب أوروبا السياسى الجديد يخفى الشخصية الرومانية القديمة وهكذ اكتست الانظمة المعاصرة بنفس الصبغة
ان أفلاطون وضع فى جمهوريته ما يعرف "بالمجلس الليلى " أو " المجلس الساهر" وهيئة أعلى هى

" هيئة فاحصى القانون" لحماية المنظومة التشريعية ولقوانين التى تحكم البلاد فمجلس الامن القومى فى مصر يسير على نفس الخطى ولكن لا بد من ايضاح أى منظومة تشريعية يتكفل هو بحمايتها ويسهر الليل من أجل الذود عنها ان صاحب السلطة فى الاسلام هى تلك المنظومة التشريعية والاخلاقية المنزلة من السماء و التى يجب أن يخضع لها الجميع دون استثناء فان سار البعض فى وجهة على خلاف تلك المنظومة ابدا لن نسير معه ولن نخوض غمار الحياة فى هذا السبيل
الرائع أن عمرو بن العاص حين فتح الاسكندرية ونشر فيها العدالة الاسلامية وتخندق معه المصريون أرسل الى الفاروق عمر "لقد فتحت مدينة النور ومعقل المسيحية ...لا أستطيع أن أصف لك جمالها وروعتها "
لقد خلصها من ظلم جنود الرومان ذوى الامتيازات المتعددة الذين جعلوا أنفسهم فوق القانون..... لله درك يا عمرو




الأحد، 29 مايو 2011

قريبا بمشيئة الله تعالى
فى السادس من أبريل عام ستمائة واحد وأربعين ميلادية اقتحمت قوات عمرو بن العاص حصن بابليون وأعطت الرومان مهلة ثلاثة أيام لتوفيق أوضاعهم والانسحاب ولكن لأن القلوب الرومانية يغمر الحقد جنباتها فانها أضاعت يوما من هذه المهلة فى تصرف ينافى كل القيم الانسانية حيث هرعت الى التنكيل بالأسرى المصريين واذاقتهم صنوف رهيبة من العذاب فى تصرف تخجل منه كائنات أقل فى الحياة الأرضية انه تصرف يظهر طبيعة تلك النفوس انها تحتاج الى اعادة تأهيل نفسى
ان ماحدث معى أمس فى احدى المراكز الطبية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين أمر محير ما زلت أحاول اخضاعه للمنطق العقلى ولكن أنى هذا فكل المحاولات تبوء بالفشل , انه تصرف دون عقل البشر , فقد أرسلت الى الأجهزة الامنية المصرية من يتعدى على باللفظ وقام بسب الدين بل وأخرج مسدسا يهددنى باطلاق النار ما هذا السخف انهم استخدموا معى فى الفترة الاخيرة غاز الخردل أو المعروف باسم غاز المسطردة قلت لا بأس انهم يجربون أسلحتهم ويرون كيف سأتعامل معها بفضل الله تعالى, وضعوه فى زيت الطعام قلت لا يهم , ولكن أن تصل الامور الى هذه الدرجة من الحماقة انه حقا أمر يدعو للدهشة لقد كنت مع كل تصرف أحمق وكل فعل مثير للاستغراب يلح على هامس الفضول يعلو صوته شيئا فشيئا أريد أن أعرف من العبقرى الذى وضع هذا السيناريو؟ من هو ذا العقل الفذ الذى سولت له نفسه اعطاء الاشارة بالانطلاق نحو التنفيذ ؟
ان الاجهزة الامنية المصرية اختارت طريق الهلكة واندفعت فيه بقوة هذا شأنها لكن ليس من حقها أن تحاول اجبار الأخرين على السير معها
اننى كلما رآيت تلك المضايقات التى لا تنتهى وهذه الأفعال المتدنية من حولى وكأنى بذاك الشخص الذى أشار له المزمور السادس والخمسين من مزامير داوود انه الشخص الذى يتربص به الأعداء طوال اليوم ينصبون له الشراك دون انقطاع ويصنعون له الفخاخ دون لحظة توقف يراقبون حياته وملابسه يحرفون كلماته دونأن يعتريهم تأنيب من ضمير ويصرفونها عن معانيها حيث يقول "تهممنى أعدائى اليوم كله يقاوموننى بكبرياء فى يوم خوفى أنا عليك أتكل الله أفتخر بكلامه فلا أخاف ماذا يصنعه بى البشر اليوم كله يحرفون كلامى على كل أفكارهم بالشر يجتمعون يختفون يلاحظون خطواتى عندما ترصدوا نفسى, على اثمهم جازهم " ويستمر "حينئذ ترتد أعدائى الى الوراء فى يوم أدعوك فيه هذا قد علمته لأن الله لى , الله أفتخر بكلامه , الله أفتخر بكلامه على الله توكلت فلا أخاف ماذا يصنع بى الانسان اللهم على نذورك أوفى ذبائحك لى لأنك نجيت نفسى من الموت نعم ورجلى من الزلق لكى أسير قدام الله فى الاحياء " حقا ماذا يصنع بى الانسان
اننى محتجز فى مصر على أيدى الاستخبارات الامريكية وبمساعدة حلفائها لذلك فانهم ملزمون بالطعام والشراب وكونى أعمل فهذا كرم منى للغاية وكم ذا بمصر من كرام لقد أقسمت أننى على استعداد لأكل أوراق الشجر كما فعل أصحاب محمد رسول الله حين حوصروا فى شعب أبى طالب ولكننى لن أعبد ماتعبدون ولن أسجد لما تسجدون
لذلك فسوف ننشر فى الايام القادمة ما سيحدث فى أرض الكنانة من أحداث النهاية بالتفصيل كهدية منى متواضعة رغم شيمة الكرم
بدءا من الاربعاء القادم
بمشيئة الله تعالى



الأربعاء، 25 مايو 2011

المكتب المستدير

مسرحية من فصل واحد
الشخصيات الضابط والمتهم
المكان مركز من مركز التحقيق الضابط يجلس على مقعد أمامه مكتب مستدير بالقر ب منه يجلس المتهم على مقعد آخر من الناحية الأخرى وموضوع غمامة على عينيه
الضابط :هل ما زلت مصرا على انكار التهمة الموجهة اليك
المتهم :أى تهمة يا سيدى
الضابط :مقاومة القوات أثناء القيام بعملهم
المتهم :وما هو عملهم
الضابط:حفظ الامن والقانون ..." يقولها بصوت عال "
المتهم :وما هو القانون
الضابط وهو يصك على أسنانه من الغيظ : الذى يطرح الـأسئلة هنا أنا ولست أنت
المتهم :لا بد أن أعرف طبيعة التهمة الموجهة الى
الضابط : حسنا القانون هو الوسيلة التشريعية التى تحقق الانضباط و تضمن الحقوق للمواطنين
المتهم : ان قوانينكم ليست سوى فرمانات قاسية لم تنبع من مقتضيات الناس وحاجاتهم المعيشية بل هى لتكريس مصالح ومكتسبات لكم وللسلطة المستبدة انت أول من تتنكرون للقانون ...هل تسمع عن الأديب الامريكى رالف وولدو ايمرسون
الضابط :لا لم أسمع عنه من قبل
المتهم : ان له مقولة هى تجسيد للقانون فى العالم اليوم يقول "ليس الخير والشر الا مجرد اسمين يمكن اطلاق الواحد منهما على الآخر على هذا الشىء أو ذاك والواقع أن الصواب هو كل ما يوافق مزاجى والخطأ هو ما لا يوافقه
الضابط : لا لا نحن لسنا كذلك
المتهم :انكم تعاقبون كل من يقول لكم لا
الضابط :لا تدع بطولة زائفة ان الشيطان أيضا قال لا وكانت عقوبته .....الطرد .... "يقولها وهو يرفع حاجبه "
المتهم ان الشيطان قال لا للعدالة لقد كان مصطفا مع الملائكة حين طلب منهم معرفة أسماء الأشياء ولكنه لم يتفوه بحرف فلماذا أبى السجود اذن
الضابط :ولكنكم أقلية والمفروض أن يصغى الفرد لرأى الجماعة وينقاد الى مسار المجتمع
المتهم :لو كان هذا صحيحا لما ظهر الانبياء والفلاسفة وةالمصلحون ولما مرت البشرية بطفرات فكرية قادتها الى الحضارة والتمدن
هل كان أبو بكر محقا حين خالف جماعة المدينة وقرر التصدى لمانعى الزكاة
الضابط : بالطبع نعم
المتهم :اذن ليس بالضرورة أن يكون رأى الجماعة صائبا أتدرى أيها الضابط ما هو أعظم استثمار ...انه الاستثمار فى بناء الانسان

الضابط : "وكأنه يحاول الاستيعاب

الاستثمار فى بناء الانسان .... ولكن كثيرا من الذين شردوا عن الجماعة لفظهم التاريخ وتعرضوا للاقصاء فما الفيصل اذن
المتهم : الفيصل هو موافقتهم التعاليم الدينية للقيم الانسانية للفطرة السليمة لذلك فقد عاشت أفكار بن تيمية بينما ولدت أفكار الحلاج وهى تحتضر تقاسى النزع الأخير ....لم تعرف طريقها الى قلوب البشر
الضابط يشعل سيجارا ويخرج من صدره نفسا عميقا يوجهه ببطء نحو المتهم لينقل اليه الاحساس بالاختناق الذى يكتنفه

الضابط :ولكنكم هكذا تثيرون روح التمرد فى المجتمع تضربون الاستقرار هل من المعقول أن نضيع الجماعة من أجل فرد
المتهم :لقد أهلك الله ثمود من أجل ناقة وأعلن محمد رسول الله الحرب على قريش حين فقط أشيع مقتل عثمان وكانت البيعة وعندما أراد اليهود التخلص من المسيح أنجاه الله وجعل عليهم الهيكل خرابا وأوقع السيف بينهم ...ايها الضابط دعنى أسألك سؤالا
الضابط : تفضل ....يقولها بتثاقل
المتهم :هل أنت راض عن عملك
الضابط : بصراحة كثيرا ما أشعر بالضيق من هذا العمل خاصة حين أرى نظرات الخوف فى عيون أحدكم أو نظرات عتاب ممزوجة برغبة جامحة فى التشفى أو نظرة وعيد ملتهب يكاد شرره يحرق الملابس هل تعرف لماذا نضع تلك الغمامة على أعينكم ليس فقط حتى لا تتعرفوا علينا ......" يقولها وهو يبتسم " ولكن أيضا لتكون حاجزا بيننا ووبين رسائل أعينكم القاسية
"يقولها وهو يرتجف رجفة خفيفة "
المتهم : ومن الذى وضع هذا الحاجز بيننا
الضابط : الذى وضع هذا الحاجز ....تتغير نظرة عينية ونبرة صوته وكأنه يستفيق من لحظة سكر ॥أعمالكم المزرية فى حق الوطن والقانون
المتهم :مرة أخرى ستقول القانون ان شعاراتكم قد بالت من كثرة التداول انها تشبه قطعة العلك التى تمزقت من كثرة المضغ فى أفواه متعددة ان الشعارات تئن وهى فى أفواهكم
الضابط : ما اسم هذا الأديب الامريكى الذى ذكرته

المتهم :ايمرسون ...رالف وولدو ايمرسون
الضابط :يبدو انه كان محقا .... ان مقولته هى قانون العالم الآن
صوت رصاصة مدوى يخترق مركز التحقيق
النور ينقطع فجأة الظلام يسود المكان
فترة صمت
فترة صمت
فترة صمت
النور يعود مرة أخرى
المتهم يجلس على مقعد الضابط والضابط و الغمامة تتربع على عينيه .....يجلس على مقعد المتهم وأمامهما المكتب المستدير
المتهم :هل ما زلت مصرا على انكار التهمة الموجهة اليك
الضابط :أى تهمة يا سيدى ؟؟؟؟





الأربعاء، 18 مايو 2011

بيت العنكبوت

أخرج لنا القرن الامريكى النموذج البشرى الأسوأ عبر التاريخ الانسانى نموذج يجعل الاعين تنظر الى السماء تتساءل فى حسرة ممزوجة بالأسى الهى أى ذنب اقترفناه حتى نصطدم بتلك المسوخ المشوهة من حولنا ... يبدو أننا لم نتطهر بعد نموذج يجعل الانفس ذات الشهية المفتوحة تصاب بالغثيان يرتكبون الاخطاء بسذاجة ويدافعون عنها بغطرسة ... يخلطون الحقيقة بألاف من الأكاذيب أمور تجعلك تخاطب الاحلام الوردية فى أسى وهى تسبح فى عالم الخيال ليس هذا هو العالم الذى ننشده يابنيتى .... انه لم يأت بعد
يرسم لنا سفر اشعياء الاصحاح التاسع والخمسون الملامح الشائنة لذاك النتاج والمنتوج البشرى بصورة رائعة يغوص فى مكامنها خفاياها فيبرزها واضحة للناظرين للمبصرين فيقول "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع لأن ايديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالاثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا اثما فقسوا بيض لأفعى ونسجوا خيوط العنكبوت .....أعمالهم أعمال اثم فعل الظلم فى أيديهم أرجلهم الى الشر تجرى و تسرع الى سفك الدم الذكى " يا الهى كيف صارت تلك الجنة الأرضية المنشودة حلم المتدينين فى عصور ما قبل كولومبوس كيف صارت هكذا موطنا للشر تنصب عليها اللعنات السماوية تطاردها دعوات المستضعفين بالهلاك وشكاوى المسحوقين تتعالى تنادى يد الأقدار بالمحاكمة ويبدو ان الايام القادمة بمشيئة الله تعالى ستشهد تلك الاراضى الجديدة فصلها الوحيد و ستحدث حركة نزوح كبيرة وفرار من جنسيات متعددة فكما جاء فى سفر الرؤيا فى الاصحاح الثامن عشر يخاطب الرب ساكنيها "ثم سمعت صوتا أخرا من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبى لئلا تشتركوا فى خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها لأن خطاياها لحقت السماء "
كيف صارت الارض الجديدة هكذا ما الذى أصابها أى روح آثمة تلك التى لم تصغ الى ترنيمة الحياة أى روح شاردة تلك التى اختطفتها يد الشيطان فكتبت تلك النهاية المأساوية على حلم ممتع كان يداعب الخيال فتحول الى كابوس مزعج تفزع منه النفوس
فى سورة الكهف جاءت قصة صاحب الجنتين ذلك الرجل الذى اجتمعت اليه الظلال الوارفة و أشجار النخيل المبتهجة التى تعلو تناغى سحاب السماء و وتفتحت له الثمار الناضجة الباسمة كل هذا السحر وكل ذاك الجمال أدار رأسه واستدار بها وامتدت سكرة البصر لتخنق نور العقل فأخذ يردد "ما أظن أن تبيد هذه ابدا " ولكنها ويا للعجب بادت وفى فترة وجيزة وتأتى الريح بما لا يهوى الركبان ومثل هذا الكلام تردد على لسان احدى المسئولين فى ذلك العالم الجديد الذى ولد فى منتصف النهار ويبدو أنه سيرحل قبل الغروب فيقول الاصحاح ردا عليها "لأنها تقول فى قلبها أنا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أرى حزنا من أجل ذلك ستأتى ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الذى يدينها قوى " ويوصى الرب الصديقين قائلا "جازوها كما هى أيضا جازتكم وضاعفوا لها ضعفا نظير أعمالها فى الكأس التى مزجت فيها امزجوا لها ضعفا بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنا " فى سورة الكهف يقول المولى "وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا " نعم هناك سيكون عرض لجهنم كما العروض العسكرية ولكن مع الفارق بالطبع ستعرض على الملأ على أعين الناس انظروا هاهو لهبها زفيرها انظروا ها هى شجرة الزقوم ..ها هي عيون الحميم كذلك سيكون هناك عرض عالمى حيث يقول الاصحاح " وسيبكى وينوح عليها ملوك الأرض ..حينما ينظرون دخانها حريقها واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لأنه فى ساعة واحدة جاءت دينونتك وسيبكى تجار الأرض وينوحون لأن بضائعهم لا يشتريها أحد " ولن يكونوا هم فقط المنتحبون بل والربان والملاحون والبحارة لأنه فى ساعة واحدة خرب كل هذا الغنى وتلاشى كل هذا الثراء "وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين وقائلين المدينة العظيمة التى فيها استغنى جميع الذين لهم سفن فى البحر من نفائسها لأنها فى ساعة واحدة خربت افرحى ايتها السموات والرسل والقديسون والأنبياء لأن الرب دان دينونتكم "
لقد قال أحد أدبائكم يوما " ستتبدد أحلام المؤسسين ولن يأتى الغد الا بما جاء به الأمس " ان الامبراطورية التى أقامت علاقات متشعبة فى كل العالم ونسجت خيوطا معاملات كانت كنسيج العنكبوت لا تقوم على أسس تتسم بالمتانة فكان البيت واهنا ضعيفا رغم أنه كان يبدو غير ذلك "كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت ...لو كانوا يعلمون "





الاثنين، 9 مايو 2011

أسامة بن لادن

يقال أن التاريخ ظلال للرجال العظماء وتلك حقيقة جلية يتغنى بها فم الزمان فمدينة يثرب قبل أن يهاجر اليها محمد رسول الله لم تكن ذات ثقل أو تأثير كان متوارية خلف ركام التاريخ ولكن ما ان وطأتها قدماه حتى دبت فيها الحياة
واذا بأسماء كانت مجهولة لو عاشت ألف عام ما شعر بهم أحد ما التفت اليهم أحد ولكن اذا بها تقفز الى أماكن الصدارة وتغير مجرى الأحداث وتتناقل الألسن خطاها جيلا وراء جيل بل ان محمد رسول الله لو قبل عرض مشركى مكة بالثراء الفاحش فلن يكون وقتها سوى ثرى من أثريائهم ولظلت جزيرة العرب فى غياهب النسيان ولكن المواقف الرجولية والحكمة المنزلة هى التى تولد رحم التاريخ وتعجل بالمخاض المنتظر وتدير المؤشر نحو العظماء
بعيدا عن أى اعتبارات أيديولوجية لا أخفيكم سرا كم أنا أجل هذا الرجل كنت أستمع الى صوته الخفيض الذى ينطق بعناء الكفاح ومشقة النضال المتواصل وأرى ملامح وجهه الوديعة وابتسامته الصافية التى يظهر معها نظرة أعين عنيدة لا تلين لا تعرف الى الرضوخ سبيلا كنت حين أرى وجهه أتساءل أى شىء مس شغاف قلبك ..أى صوت دافىء يسوق سفينة فكرك فى هذا البحر المتلاطم أى شراع ذاك الذى كنت تأوى اليه ....سيدى من أنت

ان معظم البشر يطمحون الى التوجه نحو الشمال يتوقون شوقا الى شد الرحال الى الغرب وزخارفه المعيشية ولكن الرجل اختار المسير نحو الجنوب يتمنى كل رجال الاعمال التجارة مع الشركات الغربية ان تنظر اليهم بعين مشبعة بالرضا أن يحصل على توكيل لاحدى شركاتها الجشعة أو تغدق عليه الامبراطورية المتصلبة بمشروع فى قطعة أرض ما رغم شحها المتعارف عليه انها لاتعطى دولارا الا وتجنى من خلفه الكثير ان الجميع كان يتوق للمتاجرة مع أمريكا ولكن الرجل اختار المتاجرة مع ربه فهل يخذله ان يداه مبسوطتان

ان الطريقة الدرامية التى قتلت بها الامبراطورية الامريكية الشيخ أسامة بن لادن ستسعر العالم نارا وتعطى وقودا لا يخمد من الاحداث الضخمة المتوالية انها ستدفع عجلة التاريخ المتثاقلة بسرعة شديدة نحو الهدف المنشود بشكل لم يكن يتوقعه أكثر الناس معرفة ان أتباع أسامة بن لادن سيمرون بمراحل ثلاث الاولى مرحلة الذهول الثانية مرحلة الثأر الثالثة مرحلة الحنين فمرحلة الذهول بسبب تلك المفاجأة التى جاءت بشكل مريع دون توقع ثم سيحاولون امتصاص الصدمة وتضميد جراح أنفسهم لينطلقوا نحو مرحلة الثأر والتى ستأتى بشكل خال من أى جوانب تعرف الرحمة ودون تراجع ثم مرحلة الحنين بعدما يهدأ فتيل أنفسهم المشتعل وتخبو قليلا نيران الثأر فى دواخلهم لتأتى لحظات من الشرود يتذكرون فيها الرجل ومواقفه المشرفة ويشتاقون الى لحظات صحبته فاذا بلهيب الشوق يوقظ فيهم رغبة أخرى من أجل الانتقام المتواصل تهون بجوارها أى رغبة فى مباهج الحياة ان دماء الرجل ستظل ملهمة لأرواحهم المتوقدة ان ما اقترفته الايادى الامريكية يتسم بالغباء الذى عانيت منه طويلا لا يقدرون الحقائق والامور بشكل جيد يقول الكاتبان اريك موريس والان هو فى كتابهما الارهاب التهديد والرد عليه " واذا اتسم رد السلطات بالعنف فان هذا سيكون عاملا مساعدا على تعزيز الفانتازيا والتشبع بالاساطير وتزداد الجماعة تماسكا وهكذا ينصح عالم النفس باتباع استراتيجيات مضادة للارهاب لا تركز على الاستجابات العنيفة التى تؤدى بالتبعية الى تعزيز الفانتازيا " ولكن ليس هذا فقط هو السبب فى وصف الفعل الامريكى بالحماقة بل ان السبب أكبر وأكثر عمقا ان الامبراطورية المتوحشة أرادت لذلك الرجل الوديع أن يتحمل هو كل أوزارها وأثامها أن يحمل هو تبعاتها وجرائمها عبر التاريخ والصاق كل النقائص بالرجل حتى تلك التى تأبى أن تلتصق وما كان اختيار بحر العرب الا لتعميق تلك الدلالة ان الامبراطورية الحمقاء أرادت أن تكون هى ذاك الملاك الذى يلقى بالشرير فى البحر كما فى سفر الرؤيا لتمنع عن نفسها الدمار القادم ....الحتمى ان المهاجرين الاوائل حين انطلقوا الى الأراضى الامريكية لم يجدوا الا القفار والبرارى..... الارض والسماء لم يجدوا تاريخا أو مبانى أو حضارا لم يجدوا شيئا ملهما ويبدو أن الامور سوف تعود كما كانت أول مرة ...انها تهرول اليه فقد جاء فى الاصحاح الثامن عشر فى سفر الرؤيا
"
21 ورفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة، ورماه في البحر قائلا: هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد
22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق، لن يسمع فيك في ما بعد. وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد. وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد
23 ونور سراج لن يضيء فيك في ما بعد. وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد. لأن تجارك كانوا عظماء الأرض. إذ بسحرك ضلت جميع الأمم
24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين، وجميع من قتل على الأرض
"
لعل بحر العرب يشكر ربه أن حباه بأن يحوى بين مياهه رفات هذا الرجل دون غيره وأحسب أن مياهه تتعالى على البحار الأخرى بهذا الشرف المبجل وهذا المجد ... انه مجد لا يعرف قدرا من حدود ان النار التى ستسوق الناس الى أرض المحشر ستخرج من مياه هذا البحر
لقد صار بحر العرب ..........بحر بن لادن











الأربعاء، 4 مايو 2011

هذه الحياة الدنيا

هل تقوم الحياة على الصراع أم تقوم على التعاون أم انها تقوم على الاثنين معا تعاون يغذى الصراع وصراع يدفعك الى التعاون دفعا دعونا نوضح الامور أكثر
ذكرتنى الانباء الواردة من الجنوب الأمريكى عن تلك الأعاصير التى تمارس هوايتها فى حصد الأرواح ويد الردى التى تأبى أن تمضى دون أن تصحب معها المئات ذكرنى ذلك بما ذكره ول ديورانت فى قصة الحضارة عما حدث فى الاول من نوفمبر عام الف وسبعمائة وخمس وخمسين فى التاسعة وأربعين دقيقة فى احتفال عيد كل القديسين حينما امتدت أصابع القدر الى القشرة الأرضية فى لشبونة فاهتزت واهتزت معها القلوب والمبانى فى ست دقائق فقط هدمت ثلاثين كنيسة وألف منزل وقتل خمسة عشر ألف شخص وأصيب مثلهم بجراح خطيرة وتصاعدت المناوشات اللفظية وكثر اللغط والتساؤل لم اختارت أياد القدر تلك المدينة ولم تلك الساعة لتفاجئها بهذا الزلزال الرهيب فقال البعض انه عقاب السماء على الرذيلة المتفشية فأجاب البعض الأخر ان الذين قضوا هم من المتواجدين فى المعابد لا المراقص ان معظم القتلى من القساوسة المتبتلين والراهبات ويقول ديورانت وربما هلل المسلمون لما حدث بسبب أهوال محاكم التفتيش ولكن المسجد الكبير فى الرباط والذى يحمل اسم المنصور تهدم أيضا ولكن يا سيد ديورانت انها اشارة السماء الى أؤلئك الذين تقاعسوا عن نصرة اخوانهم الذين أثخنتهم محاكم التفتيش ورفعوا شعارات لا تتواجد على الواقع بشكل فعلى.... ان الله يدافع عن الذين أمنوا فبعدما سكنت آهات المعذبين وبالت عظام الضحايا وظن الجميع أن الغيوم قد انقشعت وأضحت السماء صافية جاء عقاب الأقدار .....ان موسى قال لفرعون ...لا يضل ربى ولا ينسى هنا لك انتفض فولتير وهبت على عقله نسمات من الحكمة المغلفة ببعض الشوائب فقال ما ذنب أؤلئك الاطفال الذين سالت دماؤهم وهم فى أحضان أمهاتهم و هل رذائل لندن وباريس أقل من رذائل لشبونة ان لشبونة قد دمرت ولكن باريس لا تزال ترقص ثم قال وصفا رائعا للدنيا القاتمة كما رآتها عيناه
" ان الصقر الضارى ينقض على فريسته المخلوعة الفؤاد ويتلذذ بالتهام أوصالها الدامية وكل شىء يبدو فى نظره على ما يرام ولكن سرعان ما يأتى نسر كاسر ويلتهم بمنقاره الحاد الصقر بدوره ثم يعاجل الانسان النسر المتكبر بطلقة تصيب منه مقتلا ويتوسد الانسان التراب على أرض المعركة ينزف الدم وقد أثخنته الضربات وسط كومة من الموتى وهكذا تئن الدنيا بكل من فيها حيث ولدت لتشقى وتعانى ويكون مصيرها الموت المتبادل ...ان العناصر والحيوان والانسان كلها فى صراع فلنعترف بأن الشر ملأ الأرض واستشرى فيها "
وأقول هكذا تقوم على الحياة على الصراع ولكنه الصراع المتوازن ان أى حلقة مفقودة في تلك الدائرة ستجعل احد الكائنات يفرض سيطرته على الأرض ويعيث فيها فسادا ان النفس البشرية حين تستقيم لها الامور وتسير وفق ما تبغى فانها تركن الى الراحة والمتعة وحين يأمن الانسان من الخوف فانه ينصرف الى اشباع الغرائز ويغط فى سكرة الهوى لا يستفيق منها الا بأحداث جسام تهز الرؤوس المخمورة لعلها تعود الى صحيح الطريق وما يسرى على الافراد يسرى على الدول والامم والحضارات من زلزال اليابان الى بركان أيسلندا الى أعصار كاترينا ان هناك يدا أعلى تدير الكون
فى سورة الحديد يوضح الرب أن أى مصيبة تحدث هى مسطورة فى كتاب قبل أن ترى حيز الوجود وقبيل خروجها الى الواقع المنظور ويبين العلة "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " فالأحداث حين تأتى تهدف الى تقويم السلوك البشرى
ولكن وسط هذا الصراع المرير توجد مظاهر للتعاون بعضها يؤتى بثمار تتلذذ بها الاجواء كما فى النبات الذى يمد الكوكب بالطاقة وهناك تعاون أخر يأتى بثمار كريهة تصب عليها اللعنات كتلك الطيور التى تنظف أسنان التمساح ليستعد لالتهام فريسة أخرى وتنذره بالخطر حين يقترب
هكذا تقوم الحياة على صراع وتعاون وتدير دفته يد القدر التى تأبى الا اقامة العدل وتحقيق الخير للبشرية جميعا
ولذلك فان الاعاصير سوف تستمر فى الاندفاع وريح الدمار لن تتوقف عن الهبوب

الثلاثاء، 3 مايو 2011

قريبا بمشيئة الله تعالى
رؤية لفلسفة الحياة
فى مقال بعنوان "هذه الحياة الدنيا "
قريبا بمشيئة الله تعالى

الأربعاء، 20 أبريل 2011

فى فلسفة التملق

كان روسو محقا حين أبى أن يكون معهم حين رفض أن يختار درب الفلاسفة الفرنسيين فرفض التملق والتذلل وأطلق نداء الثورة المدوى فى كل أنحاء أوروبا وكما يقول ول ديورنت فى قصة الحضارة فى مجلد بعنوان " روسو والثورة "فى فصل روسو الفيلسوف " وبينما كان فولتير، وديدرو ودالامبير، ينحنون للملوك أو الإمبراطوريات، أطلق روسو على الحكومات القائمة صرخة احتجاج قدر لها أن تسمع من أقصى أوربا إلى أقصاها। وبينما اقتصر جماعة الفلاسفة، الغارقين في "الحالة الراهنة" على الدعوة لإصلاح تدريجي لشرور معينة، هاجم جان-جاك النظام الاقتصادي
، والاجتماعي، والسياسي بحملته، وبشمول بدا معه كل علاج مستحيلاً إلا على الثورة। ثم أعلن أنها آتية: "محال أن تعمر ممالك أوربا الكبرى أكثر مما عمرت। لقد كان لكل منها فترة مجدها، ومآلها بعدها إلى الاضمحلال...إن الأزمة تقترب، ونحن على شفا ثورة" ان التملق هو داء لا يغتفر حيث الكائنات الطفيلية التى تتقرب وتتزلف الى الاباطرة بغية الوصول الى مكتسبات لا يعود مردودها الا على فئة قليلة لذلك كان يعتب روسو على منتديات باريس التى لا يهمها الا المظاهر الخادعة انهم يرسمون لأنفسهم صورا مصطنعة مختلقة تلك التى يتمنى أن يراهم الناس بها لا صورتهم الحقيقية فأبى أن يتملق معهم

لقد كان روسوا يطارد الأحلام حيثما ذهبت وأينما تحط وكان فى كل ذلك صادقا مخلصا لها لذلك كانت قدم روسو فى ميدان السبق أسرع رغم جهدهم المذهل
وكان بن خلدون يرى أؤلئك المتملقين من ذوى الامكانيات المتواضعة هم الذين يحظون بالسعادة بينما قضى على أصحاب الكفاءات ومن أوتوا حظ المعرفة أن يعانوا الكد وشظف العيش لأن احساسهم الداخلى بالذات وتنسمهم لرائحة الحرية العطرة يحول دون هذا التملق فينعم أؤلئك الوصوليون بالرغد الرغيد بينما يحرم منها الآخرون ويتلظون بلهيب العيش ولكن ثلج السعادة الأبيض لن يعرف الى صدور أؤلئك القوم طريقا فلا يربح من يكسب العالم كله ويخسر فى ميدان الحياة نفسه يقول بن القيم فى كتاب الرائع اغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ناقما على تلك الفئة وأن ما يتقلبون فيه ما هو الا خداع الشيطان لهم فيفرطون فى ركائز الأمور وأساسياتها الصحيحة من أجل اعتبارات اجتماعية حمقاء لن تحقق أبدا ما تربو اليه أنفسهم فيقول فى فصل بعنوان كيده للانسان باعزاز النفس وصونها " ومن مكايده أنه يأمرك باعزاز نفسك وصونها حيث رضا الرب تعالى فى اذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر فيخيل اليك أن ذلك تعريض لنفسك لمواطن الذل وتسليط الأعداء وطعنهم فيك فيزول جاهك فلا يسمع منك ويأمرك باذلالها وامتهانها حيث تكون المصلحة فى اعزازاها وصيانتها فيأمرك بالتبذل لذوى الرياسات واهانة نفسك لهم ويخيل انك بذلك ترفع قدرها بالذل لهم " ان الكلمة حينما تكون صادقة فانها تزلزل أسماع الآفاق تهز جنباته دون ترفق وتنشرها ذرات الهواء... تحملها فى نشوة مضيئة وتمضى بها الى كل ربوع الأرض هكذا قاسى الفلاسفة المصلحون وهكذا عم تأثيرهم.... وظلالهم ثم يعرض الرجل فى فصل تال كيف كان محمد رسول الله يذهب الى السوق ويشترى حاجياته بنفسه وكيف كان أبو بكر يحمل الثياب ويبيع ويشترى وكيف كان أبو هريرة يحمل الحطب وهو أمير على المدينة ويقول " أفسحوا لاميركم أفسحوا لأميركم" انها نماذج بشرية حقيقية لم تنبت فى فضاء الخيال حين ترى أوروبا تحاكيها تشعر بالانبهار وترى سكرة الاعجاب تتلاعب برأسك رغم أنها بضاعتنا التى تنكرنا لها أفرزتها صرخات روسو المطارد وعقل فولتير المتوهج بينما انزلقت أقدامنا الى نقيضها المرذول ترى البعض تغمره السعادة حين يفسح له فى المجالس و يسارع البعض الى تقبيل أياديهم وهى بالمناسبة اجراءات متعمدة للحصول على تصريحات وآراء تخدم سياسات وأهداف معينة فيبيع فى سوق النخاسة نفسه دون أن يدرى ويهوى فى منحدر لا يعرف منه الفكاك ولكنه زمن التطهيرالملتهب الذى تتجلى فيه المعادن وتظهر فيه حقائق النفوس وكوامنها المتوارية جاء فى سفر دانيال يحدثنا عن هذا الزمن فى الاصحاح الحادى عشر


32 والمتعدون على العهد يغويهم بالتملقات. أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون
33 والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين. ويعثرون بالسيف وباللهيب وبالسبي وبالنهب أياما
34 فإذا عثروا يعانون عونا قليلا، ويتصل بهم كثيرون بالتملقات
35 وبعض الفاهمين يعثرون امتحانا لهم للتطهير وللتبييض إلى وقت النهاية. لأنه بعد إلى الميعاد " نعم انه التطهير والتبييض
ولكن لفظ " النهب" بصفة خاصة مس بداخلى جرحا غائرا........ لأنهم يبيعون لى السلع أغلى من أثمانها الحقيقية












الأربعاء، 13 أبريل 2011

الانسان والزمن و.....وعقاقير المخابرات

ترى لو كان آدم عليه السلام يعيش بيننا فى شباب وقوة هل سيكون عامل الزمن ذلك الهاجس المقلق أم ان الزمن سيفقد أهميته كعامل مؤثر فى حياة البشر لنقرب الامر أكثر كان الأنبياء دوما يطرحون الأسئلة ويسوقون المناشدات فيقدم لهم الخالق بلا تقريع أو لوم تجربة عملية تراها أعينهم لا تقبل التشكيك فمثلا يسأل ابراهيم ربه عن احياء الموتى ويناشد موسى ربه أن يراه بينما يتساءل الحواريون هل من الممكن أن نرى مائدة من السماء أحد أولئك الذين طرحوا الأسئلة كان العزير وهو أحد أنبياء بنى اسرائيل فيتساءل كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها فتكون التجربة العملية فى أروع ما تكون التجارب يموت هو ومعه الطعام والشراب والحمار ثم يتم البعث بعد مائة سنة ثم يطلب اليه أن يمعن النظر الى جسده الى طعامه الى حماره ويسأله الرب كم لبثت فيكون احساس الزمن اليه هو فقط يوما أو جزء من هذا اليوم هنا نحن أمام ثلاثة أجسام العزير لم يؤثر الزمن عليه الطعام والشراب وكأن شيئا لم يكن بينما الحمار قد مات وتحللت عظامه لقد وقع هو فقط تحت تأثير الزمن أما الباقون فلم ينل منهم عامل الزمن شيئا ان الزمن هنا تأثير وليس توقيت انه لم يؤثر على أهل الكهف اذن فالزمن يؤثر على الجسد البشرى والكائنات الأخرى لأن هناك عوامل فى الحياة على الأرض هى التى تجعل لمرور الوقت تأثيرا وبالتعامل معها يمكن تقليل تأثير الزمن فما تلك العوامل يا ترى سنتحدث عن عاملين فقط وسنتكتم على العوامل الأخرى لأسباب خاصة والعاملان هما الحرارة والبرودة وما يحدثانه من تأثير فى الجسد البشرى والمواد الأخرى على كوكب الأرض كلنا يذكر جيدا تلك العبارة العلمية الشهيرة التى نرددها بشكل ساخر " أن الاجسام تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة" كما أن مناخ الأرض يتأرجح بين مناطق حارة ومناطق أخرى باردة وفصول السنة تجتاحها نفس المتغيرات فشتاء قارص وربيع مشرق وصيف قاس وخريف حزين مما يحدث تغيرات فى كافة أنماط الحياة فيها وفى سلوكيات وأشكال البشر ولكنه لا يحدث تغيرا فى مفهوم القيم الانسانية فالخير والعدل والأمانة والمعاملة الحسنة لا يختلف مدلولها فى الشمال عن الجنوب فى المناطق الحارة عن المناطق الباردة فالقيم أبدا لا تتغير والجسد البشرى به جهاز داخلى لتنظيم الحرارة ليتأقلم مع تغيرات المناخ ترى لو كان المناخ حولنا نمطا واحدا لا يتغير هل تأثير الحرارة على أجسادنا سيكون له دور أم أنه سيتلاشى يقول المولى عن حياة الجنة "لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " ان الحياة فى الجنة فصل واحد لا تغيرات مناخية تتلاعب بالجسد البشرى وتخرجه من حالة الى أخرى



الأربعاء، 30 مارس 2011

فى فلسفة الخداع


أصبح الخداع صفة تتسم بالايجابية فى العلاقات الانسانية المعاصرة وكلما كانت لديك المهارة فى اتقان هذه الصفة أغدقت عليك كلمات المدح والاطراء من رؤسائك الأشرار وأصبح العالم كله يطفو على بحيرة من الخداع ترتكب الحماقة وتلصقها بالآخرين وأضحت كل المجالات لا تخلو من أصحاب هذا الفن الفاسد الجذاب فمثلا فى المجال الاقتصادى يقول المؤلف فورست أفهيلد فى كتابه اقتصاد يغدق فقرا الصادر عن سلسلة عالم المعرفة عن شركة Nike "لقد نقلت هذه الشركة الامريكية انتاجها الى اندونيسيا وهى تستخدم فى موطنها الجديد صبايا وفتيات فى مقتبل العمر لقاء أجر أدنى من الأجر الذى تحدده القوانين كحد أدنى وبحسب تقدير نشرته منظمة العمل الدولية تعانى 88% من العاملات من وطأة سوء التغذية واذا كانت تكاليف زوج الأحذية لا يتجاوز اثنا عشر سنتا أمريكيا فان زوج الأحذية هذا يباع فى الولايات المتحدة بسعر يتراوح بين ثمانين دولار ومائة "انهم يستغلون الرغبة الانسانية فى التفاخر وحب الظهور مع بعض الدعاية الضخمة ليجنوا من ورائك الأرباح الطائلة انهم فقط يشبعون تلك الرغبات الانسانية المتطلعة وكان الفيلسوف اليهودى الشهيرفيلو يقول عن بنى جلدته انهم سحرة النقود فهم يجيدون طرق الوصول اليها ولقد جاء فى الحديث أن اللعنات تطارد تلك الفئة منهم التى حرم عليهم الشحوم فاذا بهم يقومون ببيعها والتربح بأثمانها.... واذا حرم الله شيئا حرم ثمنه


انه غص فى حلوقهم أن يتركوها هكذا دون استغلال وأن يلقوا بها فى قارعة الطريق دون انتفاع انه ذكاء أن تستغل كل ما لديك من موارد ولكن يجب أن يكون فى اطار أخلاقى فالخداع لا يكون مقبولا الا على طريقة يوسف عليه السلام حين لم يأخذ اخوته فى دين الملك انه التزم بالضوابط الأخلاقية وقام بتحقيق غاية سليمة


ان الخداع فى أمور الدين والسياسة أمر تنتهجه الدول والطوائف الدينية من أجل تسويق سياسات أو تحقيق منتفعات وذلك لما للدين والسياسة من توافق فى استهداف الجماهير والتأثير عليهم وللدين أثر عظيم فى شحذ الطاقة الروحية ودفعها للارتقاء وتوجيه مسيرة الفرد فلا ينفك السياسيون يستخدمون أية وسيلة لتحقيق التأثير المطلوب فجعلوا الدين وسيلة وليس غاية فى ذاته أصبح مطية وليس امتثالا لأوامر الهية ومنظومة تشريعية تقيم العدل وتحمى الحقوق وترشد العقول الى صحيح السبيل خاصة حينما تهب عليها عواصف التيه الهوجاء من كل مكان والادارة الأمريكية تجيد الاتجار بالدين ببراعة فيقول الكاتب السوفيتى ميران مشيدلوف فى كتابه الدين فى العالم اليوم ترجمة الاستاذ جمال السيد ويبدو أن الكاتب كان يعض الأنامل من الغيظ وهو يرى الشيوعية تندحر أمام الوحش الامريكى فكتب يقول "ويلجأ رجال السياسة البرجوازيين فى الولايات المتحدة مثل غيرهم فى البلدان الرأسمالية الأخرى الى محاولات الخداع الدينى من أجل تبرير أنشطتهم المعادية للشعب ويحظى هؤلاء بتأييد منظمات الكنيسة والتابعين لها من الأجنحة اليمينية " ويقول "ليس من قبيل الصدفة أن رجال الدين المسيحيين يحظون بتأييد الساسة الذين يلجأون الى الدين للحصول على تأييدهم للحصول على تأييده لسياساتهم المعادية للشعب وعلى أية حال فان الساسة يحصلون على ذلك التأييد بشكل أو بآخر" وهكذا فعندما كانت الشيوعية هى العدو الأول للسياسة الأمريكية فانه لجأت الى رجال الدين لمباركة توجهاتها ولكن الآن أصبحت المنظومة التشريعية الاسلامية هى العدو الأول للادارة الأمريكية لذا فهى لا تتورع عن استخدام بعض رجال الدين عندنا وعقد الصفقات مع بعض الجماعات لتضليل الشعوب وصرفها عن الطريق الصحيح والمتاجرة بالنصوص وفبركة بعض السيناريوهات التى يتم طبخها فى السراديب السرية لتشويه صورة الشريعة حين تخرج الى حيز التواجد بين الناس انه الخداع الذى يعيش بيننا منذ الأزل والذى أخذ الآن صفة منهجية يتم تدريسها واتقان فنونها يقول ميكافيللى "ان من يتقن فن الخداع يجد دائما من هم على استعداد لأن تنطلى عليهم خديعته وسنكتفى بذكر مثال واحد فى عصرنا فالبابا أليكسندر السادس لم يقم بأى عمل سوى خداع الآخرين ولم يكن يشغل تفكيره الا ذلك الأمر حيث كان يجد الفرصة دوما للنجاح فى خداع الآخرين ولم يوجد من يفوقه فى مهارة تقديم الوعود واغداق التأكيدات وكان يدعم ذلك بأليمان المغلظة فى الوقت الذى لم يكن هناك من هو أقل منه تمسكا بها وتمكن من تحقيق النجاح دائما فى خداعه " وةكان يرى أن غالب البشر من الدهماء الذين تنطلى عليهم تلك الخدع والدهماء دوما تغرهم المظاهر والأحداث فاذا كان ميكافيللى يرى الغالبية دهماء من السهل خداعها فان أفلاطون كان يرى دوما الجهلاء عبئا فى جمهوريته ويجب التخلص منهم وبين هذين المنطقين كان المنطق الاسلامى الذى يحمل كل فرد المسئولية التامة عن تصرفاته وأفعاله ولن يجديه نفعا أن يسوق مبررا أو أن يأتى بجملة من الأعذار فيقول "وكل انسان ألزمناه طائره فى عنقه " "بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " فليستفق كل شخص ويعلم جيدا أن يقف ولا يظن أن الامر اذا وضعه فى رقبة شيخ معمم أو سياسى مخضرم أنه أصبح مجردا من المسئولية وأنه قد أنهى مهمته فاننا نعيش فى زمن الثعالب المتكاثرة ان نتشار هذا النهج المخادع فى العالم جعل الحياة البشرية فى أكثر الاوقات صعوبة وأكبرها انحدارا واذا كان البعض يرى فيه وسيلة للتكسب دون النظر الى صحة الوسيلة المستخدمة فان البشرية قد خسرت الكثير وأصبح الجحيم واقعا حولنا ولكن وسط هذا الظلام الدامس كله سيخرج بريق النور ورحيق الخير وتعود الى الأرض مدينة العدل كما جاء فى سفر اشعياء فى الاصحاح الأول عندما تعود الى الأرض المقدسة المملكة الراشدة كما صح فى الروايات الاسلامية حيث يقول " لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل: آه إني أستريح من خصمائي وأنتقم من أعدائي وأرد يدي عليك، وأنقي زغلك كأنه بالبورق، وأنزع كل قصديرك وأعيد قضاتك كما في الأول، ومشيريك كما في البداءة ।بعد ذلك تدعين مدينة العدل، القرية الأمينة "



- المقال القادم بمشيئة الله تعالى علمى حيث يدور حول الزمن هل هو توقيت أم تأثير فى ضوء قوله تعالى " وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون" وقول الحوارى الأكبر "ان يوما عند الرب كألف سنة وان ألف سنة كيوم واحد "


بمشيئة الله تعالى



الخميس، 24 مارس 2011

الحواريون .....الجزء الثانى

واستشهد الحوارى بطرس فى عام اربع وستين ابان حريق روما حيث ألصقت به التهمة وسيق نحو المقصلة ولكن بعد ذلك بثلاث قرون حدث أمر جلل
ففى عام ثلاثمائة وخمس وستين ميلادية حدث فى الاسكندرية ما أطلق عليه المؤلف الألمانى مانفريد كلاوس فى كتابه عن الاسكندرية ما أسماه يوم الفزع
فقد حدث زلزال مدمر أحدث تسونامى هائل غير معالم المنطقة تماما فى الحادى والعشرين من يوليو وينقل الرجل عن مؤرخ يدعى أميان قوله "
بعد شروق الشمس بقليل وبعد أن توالى البرق والرعد بشدة اهتزت الأرض الثابتة وارتجت ثم ارتد البحر بأمواجه الهادرة وتراجع عن اليابسة وعندما انفتحت هاوية الأعماق ظهرت الكائنات البحرية على اختلاف ألوانها وهى تتمرغ فى الوحل وأصبحت الوديان السحيقة والمرتفعات التى طالما أخفتها الامواج معرضة للشمس ॥لقد بدت الكثير من السفن هنا وكأنها سقطت على اليابسة والبعض الآخر من هذه السفن راح يتحرك على المياه الصغيرة التى تشبه المستنقعات وراح من كانوا فوق هذه السفن الصغيرة يجمعون الاسماك والحيوانات البحرية بأيديهم ثم تعود الامواج الغاضبة بعد ذلك تتحرك فى الاتجاه المعاكس ضاربة الجزر الصغيرة والمدن محطمة الألاف من المبانى مسببة الكثير من الخراب والغرقى مغيرة وجه الأرض تماما لقد غرق الكثير من السفن فى هذا المد والجزر القاسى وأصبح طبيعيا أن يرى المرء موتى محمولين على ظهور الأحياءوأخرين طافية أجسادهم فوق سطح الماء ووجوههم مطمورة الى أسفل فى المياه "
وهنا تباينت ردود الفعل واستغل كل طرف الأمرلحسابه الخاص حيث رآى بعض الرهبان أن الامر كان عقابا الهيا للامبراطور الرومانى الذى غير عقيدته واستغلتها بعض الطوائف المسيحية لتصفية حسابهم ضد خصومهم من أصحاب المذاهب الأخرى بل ان الامر لم يخل من مبالغة حيث ادعى البعض أن احد الرهبان قام بفتح الانجيل واستقبل به أمواج البحرالهادرة فصد الامواج عن المدينة
ولكن الامر لم يكن سوى نبوءة تحدث بها هذا الحوارى ولكن لم يكن هذا وقتها حينئذ

فيقول الرجل فى رسالته الثانية الاصحاح الثالث "ولكن سيأتي يوم الرب كلص فى الليل الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض " فالعقيدة النصرانية كانت تتحدث دوما عن حدوث دمارسيحل على الأرض قبل ظهور مدينة العدل أدخلها ذلك فى صراعات مستمرة مع الامبراطورية الرومانية ولم يكن اضطهاد دقلديانوس لهم الا فى هذا السياق بعد اشتعال النيران فى قصره مرتين متتاليتين ....وقد أثر هذا الاعتقاد فى العقلية الامريكية فكان هذا محركا لها لالقاء القنبلتين الذريتين على اليابان رغم أنها كانت قد استسلمت بالفعل ولكن بسبب التأثر بهذه العقيدة كان اتخاذ القرار فقد قال وقتها الرئيس الأمريكى ترومان "اذا لم يقبلوا بشروطنا فستأتيهم أمطار من الخراب تأتيهم من الهواء لم يرها أحد من قبل على هذه الأرض "
وكان هذا الدمار ولكن مدينة العدل لم تأت واذا بالنظام العالمى يزداد شراسة ووحشية واذا بالاف البشريعانون من استبداد وقمع ووسط هذا كله حدث تسونامى اليابان الجديد والذى فأجا العالم فى الحادى عشر من مارس واشتعلت المفاعلات النووية كانت الحرائق و تغيرت معالم جزر ومدن بشكل كبيروتتابعت الهزات والزلازل

ولكن بالعودة الى كلمات الحوارى الكبير تجده يتحدث عن انحلال العناصر فهل هذا يشير الى هذا الكم الهائل من الاشعاعات النووية المتسربة وهل نحن الآن على أبواب مدينة العدل أم ماذا تخبىء لنا الأقدار

الأربعاء، 23 مارس 2011

الحواريون

تنتاب دوما جسدى رجفة كلما تعقبت نضالهم تتوهج فى فضاء البصيرة شمعة كلما جال خاطرى فى اثرهم هم أناس صعد نبيهم الى السماء وتركهم وحدهم يحملون على كواهلهم الضعيفة عبء ايصال الكلمة ونشر البشارة بقدوم المملكة الراشدة حيث يرفل العدل فى جنباتها كان المجتمع حولهم قاسيا غليظا لا يقبل تواجدهم والامبراطورية الحاكمة الغاشمة لا تتورع عن المطاردة العنيفة فكانوا كحملان وديعة يطاردها أبناء أبى مذقة "أحد أسماء الذئب "
وصلت أعدادهم بعد فترة وجيزة الى مائة وعشرين لم يكن أحد وقتها يستشعر خطورتهم فى سنوات قلاقل وصلت الى عدة آالاف فقاموا بتنظيم أنفسهم واتسعت دوائر تأثيرهم فرآى المحيطون أن شرارات الخطر بدأت تتطاير فاذا بجحافل المردة تتحرك فكانت المحاكمات والمطاردات وكانت أصابع الشر تحوم حولهم فكتب بعضهم رسالات يتواصون بها على صحيح السبيل والتمسك بالميادىء فكانت رسالتى بطرس حوارى المسيح الأكبر ذلك الحوارى الثائر الذى سطر بعينى الراصد الثاقب أحوال المجتمع من حوله ولم يكن يدرى وقتها أنه يسطر أيضا معالم وتفاصيل المشهد القاتم فى هذا العصر كان المشهد يتأرجح بين أناس يتشدقون بالحرية يقدمون أنفسهم على أنهم كهنتها المدافعين عنها وأناس آخرين يتاجرون بالنصوص المقدسة فيسوقون القوم نحو طريق أعوج فيقول الرجل فى رسالته الاولى الاصحاح الثانى " لأنه هكذا مشيئة الله أن تفعلوا الخير لتسكتوا جهالة الناس الأغبياء كأحرار ولكن ليس الحرية عندهم كستار للشر بل كعبيد لله " فكانت الحرية هى غطاء الشر الذى يتوارى خلفه فرسان الجهالة فيميلون مع الهوى حيثما يميل يخرجون من ظلمة لينغمسوا فى أخرى ويبدو أن الامر كان على درجة من الشيوع دفعت الرجل الى الاشارة اليهم مرة أخرى فى رسالته الثانية فى الاصحاح الثانى "واعدين اياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد " ثم يستدير الرجل الى الصنف الآخر واذا به يوضح لنا كيف خرجت الفرق الضالة فى التاريخ النصرانى والعقيدة الاسلامية كيف خرج عبد الله بن سبأ وواصل بن عطاء والجهم بن صفوان فيقول " ولكن، كان أيضا في الشعب أنبياء كذبة، كما سيكون فيكم أيضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا
وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق
وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة " حقا أؤلئك الذين يدسون الاقوال الباطلة ويلبسونا بهالة من النصوص المقدسة فيعلمون الناس الاباطيل ويقدمونها على أنها من صحيح السبيل فاذا انتقلنا الى مشهد الاستفتاء المصرى على التعديلات الدستورية الأخيرة تجد العجب العجاب يخرج علينا البعض بالقول " الله هو الذى أسقط النظام " وأن هذه الثورة صنعها الله " وهى كلمة حق لم يرد بها ولم يرد الا من خلالها الباطل فالامر كله لله ولكنهم يرددون هذا القول للسطو على جهد الآخرين وسرقة ثمرات تضحياتهم فغزوة بدر صنعها الله فهل مقاتلو بدر لا يؤجرون ولا يكون لهم ما قال الرسول فى حقهم "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اصنعوا ما شئتم " والنصر ما هو الا من عند الله فهل لاهذا يعنى أنم نبخس المقاومة العراقية البطلة حقها و يهدر أؤلئك الخانعون الخاضعون الأذلاء حقها ما هذا الهراء أيها الكذبة ؟ مثل هؤلاء كمثل لص سطا على أموال رجل فصرخ المسكين أيها اللص مالى ....مالى أيها اللص فنظر اليه الرجل باستغراب شديد : ايه يا أخى لا تكفر ان المال هو مال الله ألم تقرأ قوله تعالى "وأنفقوا من مال الله الذى آتاكم " انه مال الله الذى آتاك اياه
ان التعديلات الدستورية تتعارض مع عالمية الاسلام انها تحرم عمرو بن العاص وصلاح الدين الايوبى من تولى زمام الامر فى مصر فكيف يقال أن نعم من عند الله أى تدليس هذا الذى يتفوه به أؤلئك المتقهقرون لقد أرادوا أن يخدعوا الناس فجعلوا نعم اسلامية ولا علمانية
ثم يتوجه هذا الحوارى المتألم لأصحابه ناصحا ومحذرا من الوقوع فى شرك الشيطان الذى يتجول بيننا بحثا عن صيد ثمين يعود به أو هدف يطمح الى السيطرة عليه فيقول فى رسالته الاولى الاصحاح الخامس

"اصحوا واسهروا। لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه، راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم "



الأربعاء، 16 مارس 2011

نساء وفلاسفة و...مخابرات

حينما رسم أفلاطون ملامح جمهوريته لم يغفل دور النساء فيها ومن ذا الذى يغفل أدوارهن وجاءت آراءه واضحة فجعل المرآة مساوية له تماما الى درجة التطابق الكامل فى كل شىء حيث يقول" الدولة التى تسمح بأن تحكم حكما مثاليا ينبغى أن يتلقى النساء والرجال فيها نفس التعليم فى جميع مراحله ويتقاسموا كل المهام والمناصب سواء منها الحربية والسلمية " "ففى التعليم وفى كل شىء آخر النساء يجب أن يكن على نفس الخطا كالذكور "
بل ان الرجل تناسى الفارق البيولوجى الذى جعل من أجسادهن الغضة حديث الشعراء وترانيم العاشقين وأمر بأن يتعلمن مهارات الحرب والقتال حتى يتسنى لهن الدخول الى المعارك الملتهبة "دعنا نؤكد بأن النساء يجب ألا يهملن براعة القتال بأية حال ان تلك المهارات يجب على كل المواطنين أن يهتموا باكتسابها " وهذا يتضح بشكل جلى فى الألعاب الأوليمبية والتى يتناول فيها النسوة مستحضرات كيميائية جعلت وجوه الاناث تكتسى بأجسام الذكور
وهكذا فعل أفلاطون جعل النساء كالرجال انه جعل عدد الرجال مضاعفا ولكن روسو ما كان ليترك أفلاطون يعبث هكذا دون تدخل ففى كتاب روسو والمرأة للأستاذ امام عبد الفتاح ينقل لنا ما يرويه روسو عن نفسه "عندما وصلت الى باريس قال لى الأب كاستل اعلم أن المرء لا يستطيع أن يقوم بشىء ذى بال فى باريس الا بمساعدة النساء " ليس فى باريس وحدها يا روسو ان امرأة فرعون هى التى أبقت على موسى بن عمران ليكون لهم عدوا وحزنا
ثم يستمر الرجل رافضا ما ذهب اليه أفلاطون من قيام النساء بأداء النساء تمارين رياضية فى الشارع جنبا الى جنب مع رجال عاريات تماما ودون أن يشعرن بأى خجل هو مطلب غير معقول ولا يمكن أن يحدث الا اذا قمنا بتحويل النساء الى رجال "أنا على وعى تام أن أفلاطون فى محاورة الجمهورية قد حدد نفس التمرينات الرياضية للنساء والرجال معا فهو بعد أن تخلص من الاسرة لم يجد للنساء فى نظامه السياسى مكانا ومن ثم اضطر الى أن يحيلهن الى رجال وهكذا فانه لم يواجه المشكلات الحقيقية " بل ان الرجل أطلقها واضحة فى كتابه أميل الذى يضع دستورا لتربية الأطفال اناثا وذكورا "يجب أن تكون صوفيا امرأة كما يجب أن يكون اميل رجلا " "عندما يصبح اميل زوجك فانه سوف يصبح سيدك تلك هى ارادة الطبيعة ومن ثم فينبغى عليك طاعته " بل ان الرجل شط بشكل كبير وتجاوز كل الحدود عندما اختزل دور المرأة فى الجمال والتجمل متناسيا الدور الثقافى والمعرفى فى الارتقاء بها فيضيف الى رصيدها الفاتن ويرفع من لهب الجاذبية الأنثوى حيث يقول "اذا أنت دخلت الى غرفة امرأة فأى الأمرين أفضل عندك وأدعى الى احترامها أن تراها عاكفة على زينتها وتجميل نفسها كى تبدو فى أحسن حال أو أن تلقاها تكتب الشعر على منضدة زينتها تحيط بها الكتب من كل نوع أيها العقلاء اجعلوا الفتاة أنثى طوال حياتها " أو لا يمكن المزج بين الاثنين يا روسو وهكذا نجد أنفسنا بين رؤيتين متناقضتين بشكل رهيب أحدهما يرى النساء رجالا بلا شوارب أو لحى يصارعن الرجال وأخرى يحرمهن من كل شىء ويختزل دورها فقط فى الحوار مع لوح المرآة الزجاجى
أما اذا جئنا الى الخطاب الاسلامى المعاصر تجده ينظر الى المرأة بعين واحدة حسب الحديث الذى سوف تلقيه الحناجر على المنابر فالنساء فتنة ولكنه تناسى "استوصوا بالنساء خيرا " ان من أزواجكم واولادكم عدوا لكم وتناسى الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات صلاة المرأة فى مخدعها خير من صلاتها فى المسجد وتناسى طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة ان النساء يكن فتنة عندما يتم استخدامهان كسلاح فعال للتأثير على الرجال فى عملية تغيير الأفكار والسيطرة على العقول والتلاعب بها وتوجيهها لخدمة أغراض غير مقبولة هنا تصبح المرآة خصما يشكل خطرا محدقا على الرجل أما حين تكون عضدا له فى درب الخير فانها تكون اليه أقرب البشر وحبة القلب الناضرة وأجاز لها الاسلام التدرب على القتال للتصدى لجحافل الافساد فى الأرض والدفاع عن أسوار الدين لم يبخس الاسلام للنساء فضلا ولم يمنعهن حقا شريطة أن يكون كذلك
وهكذا فالاجهزة الاستخباراتية التى تبحث دوما عن طرائق للصيد لا يمكن لها أن تترك هذا السلاح الفعال دون استخدام ودون توجيه..... فتحركه من بعيد ...ان هرقل الذى اغتصب خمسين فتاة استطاعت امرأة أن تتلاعب به وتخضعه لها و شمشون استطاعت امرآة فلسطينية أن تجرده بسهولة من قوته وتشى به الى قومها من هنا كانت النساء سبيلا لا يمكن أن يترك ويتم التفريط فيه فوقعت المرآة فى مستنقع من الاستغلال والفهم الخاطىء استغلال استخباراتى شرير وفلاسفة ينشدون بريق الحقيقة وعقل يعجز عن فهم النصوص فمثلا القول بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج يتم فهمها بشكل يثير عواصف من حين لأخر وتجد السفهاء يكررونه على نحو مقزز والأمر يعنى ببساطة شديدة أنك لا تتعامل مع المرأة على منوال واحد أو وجه ثابت انك عندما تسير بسيارة فى طريق ويكون هناك منحنى فانك تميل معه حتى تتم القيادة الرشيدة دون خسائر أو اصابات وكذلك فيجب أن تستدير مع اعوجاج الضلع وانحناءته فلا تكون مع النساء حازما طول الوقت فيتلاعبن بك ولا تكن متوددا على الدوام فيتجرأن عليك ولكن لتكن الحازم المداعب والمتودد القوى واذا كان للمرأة أسلحتها فى الاغواء فللرجل أيضا أسلحته

الأربعاء، 9 مارس 2011

أمن الدولة ....ورقصة الفلامنكو

لم تكن رقصة الفلامنكو الاسبانية الشهيرة الا تخليدا لمحاكم التفتيش وأساليب التعذيب الرهيبة التى اقترفتها الايادى الهمجية فى حق الموريسكيين انها تبدأ بطرقات على الأرض تشبه تلك الطرقات التى كانت تقرع الابواب ثم يخرج الغناء كأنه الصراخ والعويل ولم يكن هذا سوى صرخات اولئك المسحوقين الذين افتضح أمرهم والمضطهدين بسبب أدائهم للطقوس الدينية لقد جعلوا أوجاعنا نغمات يتراقصون عليها ... يا الهى وكأنى أرى الآن أحدهم يبكى من هول الروع والتعذيب ان مباحث أمن الدولة فى مصر كان يسير على هذا النهج الأعوج وهذا الدرب المقزز لقد اختار الجهاز لنفسه أن يقوم بدور الشرطى الشرير وقام بتأديته ببراعة شديدة انه يرضى بعض الغرور النفسى المريض يعطيك نفوذا غير مسبوق وصكا على بياض لتقترف ما تبغى يديك الملوثة دون مساءلة فهل هناك كرم يضاهى هذا الكرم
لقد كان يشبه ما يمكن أن يطلق عليه " السلخانة السياسية " التى تقوم بتصفية الحسابات مع المعارضين فيسطون على منازلهم فى ظلام الليل يستخفون تحت أجنحة الدجى يخشون وميض النور تماما جلودهم الشمعية اذا ما صادفها نور الفجر فانه يجعلها تنصهر.. تذوب ينطلقون كما كان يفعل المجرمون جنود فرناندو وايزابيلا فيهتكون أستار الأسر ويرهبون الأهل والأطفال ولا أدرى من أين استمد أولئك اللصوص شرعية أفعالهم

لذلك فان جهاز أمن الدولة وغيره من الأجهزة الأخرى ليس مجرد مقار تحرق ومبانى تقتحم انه منظومة أخلاقية متدنية تغلغلت فى المجتمع المصرى بشكل اخطبوطى ترقب نظرات المواطنين تتنصت على أنفاسهم تحلل كلماتهم وتثير الوقيعة بين لحمة المجتمع المتراصة انها استراتيجية الشيطان... انه يحوم حولك يدور॥ ويدور॥ يبحث عن نقاط الضعف عن مداخل يمكن من خلالها الايقاع بك والتأثير عليك يقوم باستفزازك واثارة مشاعر الضيق حتى يحل بك الوهن والضعف ومن ثم تصبح ألعوبة فى يده وتقع فى قتام الخضوع تنفذ ما يريد دون مناقشة و مقابل وعود بمنصب وهمى أو رغبات واهية انها تلك الاستراتيجية التى أشار اليها القرآن فى قوله تعالى فى سورة الاسراء "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الاموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا" ان أمن الدولة كان يمارس الرقص مع الشيطان
أعطى الحق للبواب فى أن يراقب سكان العمارة وللمخدومة أن تنقل أسرار مخدوميها أثار سحابات الرعب الدخانية بين الناس حتى يخافوا من الحديث من ممارسة التنفس بالكلمات من ترديد ترانيم الحرية من الاستمتاع بالمحاورات البناءة ان أخطر ما يخشاه أمن الدولة هو حرية الكلمة هو انتشار الثقافة الحقوقية هو التحرر من أشباح الخوف أن يعرف الشعب كلمة تسمى فى القاموس الانسانى الكرامة
من مستنقع الاذلال على الجميع أن يتجرع من بئر المهانة لابد أن تنال نصيبا مفروضا ان جهاز أمن الدولة وغيره من الاجهزة لم يكن يوما مبانى أو مقار انها منظومة حكم ترى فى الشعب هو العدو وفى المنظومة الاسلامية هى الخصم اللدود الذى يقاتل بكل شراسة فى أى خندق تحتشد يا أمن الدولة الطريف انهم الآن يتحدثون عن اعادة هيكلة هذا الجهاز الآثم ويقولون أن دوره فقط سيكون فى مكافحة الارهاب تلك الكلمة الفضفاضة التى لا تحمل معانى محددة والتى تعطى من الصلاحيات ما لا تمنحه كلمة أخرى فتبيح كل شىء انها الغلاف الواقى الذى يتحرك تحته المفسدون انهم يبغون حماية الشعب والدفاع عن مقدرات الوطن وتحت هذه المظلة الخرقاء يتم انتهاك كل الحقوق ببرود شديد والعصف بكل القيم وتدمير كل موارد الدولة وتوجيهها نحو هذا الوحش المسخ ...فلا ترى الا انهيارا تلو انهيار
ان أمن الدولة فى حاجة الى اعادة تقويم سلوكى وتحديد الاهداف وقبل كل ذلك اجراء محاكمات حقيقية لكل من ارتكب الفظائع والجرائم فى حق المختلفين معه فكريا وأن تكون تلك المحاكمات حقيقية والعقوبات تتم بشكل علنى كنت أتساءل دوما لم قام الاحتلال البريطانى فى حادث دنشواى بهذه الوحشية المفرطة وجعل العقوبات على مرآى ومسمع من المواطنين انها رسالة تهدف الى بث الرعب ولكن الأهم ان كثيرا من العقوبات يتم التصريح بها ولكنها لا تدخل فى حيز التنفيذ يتم نشرها على صفحات الاعلام ولا تكون الا حبرا على ورق ولكن البريطانيين يريدون أن يكون تنفيذ العقوبة فى حد ذاته رسالة و ليس فقط الاعلان عنها لذلك فالمرء يطارده العجب وينغص عليه تلك الدعاوى السافرة التى تتغنى بالعفو والتسامح انها جريمة تقترف فى حق المستقبل رسالة الى كل سارق الى كل مجرم فى حق الوطن والشعب ألا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون استمروا فى طريقكم الدنس فالشعب طيب القلب يتم خداعه بعبارت عاطفية ممزوجة بالشجن انها أخلاق الثعلب من أجل الفكاك من الفخ .. من أجل تجنب الوقوع فى الشراك
..... اننا لا نريد لبنى وطنى ثعالب جديدة

الأربعاء، 2 مارس 2011

العلمانية والمدنية

فى تدليس غير مسبوق وفى كذب صراح تقدم العلمانية نفسها على أنها أصل المدنية وصانعة الحضارة والوريث الأوحد للعلوم والمعارف الانسانية.... أيتها العير انكم لسارقون
ان العلمانية تقدم نفسها على أنها التى تعنى وحدها بالعلوم بينما الشرائع الأخرى لا تلقى لها بالا ونسيى هذا المذهب السياسى الأهوج الذى أدخل العالم فى خضم حروب غير مسبوقة مشوبة بتوجهات دينية تارة وعصبيات قومية ذات شرورانتهازية تارة أخرى وأسالت من الدماء ما لا يذكر التاريخ أنه قدر رآى مثله ..نسى هذا المذهب انه كان فى الميدان متسابقون أخر كللوا العلوم بالقيم والسياسة بالأخلاق فكان البناء أشد رسوخا
ان الحضارة والمدنية والعلوم لم يكونوا يوما ما حكرا على العلمانية وحدها فلو عدنا خطوات قليلة الى الوراء فى ذاكرة التاريخ لاتضحت الصورة جلية بلا رتوش فالهولنديون لو تحلوا ببعض من الموضوعية لرفعوا لنا القبعات فى تقدير كبير فقد جعل الله قرطبة الأندلس سبيل الهولنديين الى الخروج الى الحياة يحكى ج।ج। كرواثر فى كتابه قصة العلم "واما بالنسبة الى طواحين الهواء فقد أشار الها هيرو السكندرى فى القرن الأول الميلادى ومع ذلك فالصينيون هم أول من صممها واستخدمها بالفعل ثم تطورت بعد ذلك على أيدى المسلمين المجددين الذين أدخلوها الى أسبانيا فى القرن العاشر ثم اعتمدت عليها أوروبا المسيحي فى القرن الثانى عشر الميلادى فى طحن الحبوب ورفع المياه من ينابيعها العميقة وكانت الطاحونة الهوائية وراء خلق بلاد جديدة تماما فالجانب الأكبر من هولندا ظهر الى الوجود بعد شفط المياه من المستنقعات الواسعة وضخها فى نهر الراين عن طريق مضخات تكتسب طاقتها من طواحين الهواء " كم للمسلمين من أفضال تغمرك يا أوروبا هكذا كانت النظرة الاسلامية للمعرفة السعى نحوها وتطويرها وتعميم نشرها فى الآفاق دون عصبية انه الخير يتدفق الى البشرية دون انقطاع ليس هذا فحسب
ان التطعيم ضد الأمراض الذى أدخله الى أوروبا هم المسلمون ففى الوقت التى كان الجدرى يفتك بأهلها دون ترأف كانت الدولة العثمانية تنعم بالأمان منه يحكى ول ديورانت فى هذا الامر فى الجلد التاسع عشر بعنوا أوروبا الوسطى أن النسوة الشركسيات يخزن الجسم بابر مست بسوائل الجدرى للتحصين منه مما دفع الليدى مارى العائدة لتوها من الآستانة فى رحلة استكشافية أن تقول "ان الجدرى ذلك المرض الشديد الفتك والانتشار بيننا نحن البريطانيين قد جعله اختراع التطعيم سليم العاقبة تماما وفى كل عام تجرى العملية أى التطعيم لألوف الناس وليس هناك حال واحدة لشخص مات منها وقد تصدق أننى مطمئنة جدا لسلامة التجربة اذا علمت أننى أنوى تطبيقها على ولدى الصغير الحبيب" فتلقف فولتير الأمر بالترحاب لقد أضأنا ظلامك يا أوروبا بنور المعرفة والآن ها أنت تردين لنا الجمائل لقد كانت كلية الطب فى باريس تعارض التطعيم حتى عام
1763
ان المفكرين والعلماء الذى يتفكرون فى العلوم والطبيعة و يوجهون أعينهم نحو ظواهر الكون أسماهم القرآن أولى الألباب الذى يتفكرون فى خلق السموات والأرض فى السحاب المسخر فى أمم الطير وأسباب الحياة جعلهم الاسلام درة المجتمع وزمرته الراقية التى تحمل النور فى أيديها فتقود البشرية الى التوحيد...... حين أمر الله المؤمنين بالتقوى قال "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " وحين توجه الى تلك الرموز المضيئة قال "فاتقونى يا أولى الألباب "


الخميس، 24 فبراير 2011

مصر الجديدة

شئنا أم أبينا مصر هى بوابة العالم وهى حاضرة التاريخ هى مفتاح أى امبراطورية هذا ما كتبته الأقدار عليك يا بنة النيل ولكن كان لهذا الامر ضريبة أخرى جعل العالم كله يتوق للهيمنة عليها يقول ول ديورانت فى قصة الحضارة مجلد قيصر والمسيح "كان خليقا بمصر أن تكون أسعد بلدان الآرض قاطبة لأن النيل يرويها ويغذيها لأنها أكثر بلدان البحر المتوسط قدرة على الاكتفاء بخيراتها فهى غنية بالحب والفاكهة ... ورغم هذه الاسباب وربما لهذا الاسباب لم ينعموا بالحرية يوما واحدا فقد أغرت ثرواتها الطغاة والفاتحين واحدا اثر واحد على مدى خمسين قرنا من الزمان وكانوا يستسلمون لهؤلاء الطغاة والفاتحين ولم تكن مصر ولاية تابعة الى روما بل كانت تعد من أملاك الامبراطور نفسه "
ويقول روبير سوليه عن رؤية الفرنسيين لمصر "ليس للمصريين القدرة على حكم أنفسهم بأنفسهم وقد برهنوا على ذلك خلال أحداث عرابى لا ريب أنه يوجد مصريون متميزون ومتفوقون لكنهم عاجزون عن ادارة الشئون العامة فى مصر طوعا وبمفردهم لا يمكن لمصر المنبثقة عن العمل الاوروبى من نصف قرن ان تستغنى عن المساهمة الاوروبية " للأسف هذه هى النظرة الغربية للشعب المصرى شعب غير ناضج يحتاج دوما للوصاية ويجب عليه الخضوع للهيمنة وهى نظرة بالطبع خالية من أى موضوعية لأنها تخفى فى ثناياها رغبات استعمارية تخشى لتلك الدولة المتميزة جغرافيا و حضاريا وقدرات ابنائها العقلية متميزة عبر العصور تخشى لها استقلالية القرار فهى أرض الحكمة ومنبع الفلسفة والعلوم اما مقولة الاستسلام للفاتحين فهى مغالطة كبرى حيث ان الفرنسيين عادوا يجرون أذيال الخيبة ومن قبلهم الصليبيون وانكسر قرن التتار على مداخلهم ورضخ البطالمة لمعبوداتهم وكانت الاسكندرية ابان فترة النصرانية عاصمة النواح والالم قطعة من جهنم من يعبر بها سمع لها تغيظا وزفيرا وفى النهاية رضخت لها روما
ولكن الغرب أدار مصر من وراء ستار من طرف خفى أحيانا كما فى عهد محمد على أو بوجه سافر كما فى الاحتلال البريطانى حتى وصلنا للحظاتنا الراهنة أدار البلد بطريقة قمعية متشنجة تعادى المظاهر الاسلامية وترفض التسامح مع المنظومة الاسلامية بتعنت ممقوت رغم أن النظام العالمى يتسامح مع المتطرفين اليهود ومع الاقليات النصرانية فكانت النتيجة ذلك المشهد المأساوى الذى انتهت اليه الخريطة السياسية المصرية فأصبحت ملامحها كالتالى سياح غربيون لهم من الامتيازات ما يفوق أصاحب البلاد الاصليين أقلية نصرانية فى حماية فرنسا ثم الادارة الامريكية نفايات علمانية تتحرك تحت درع واق من الغرب يقدم لها الدعم والمساندة وأغلبية مسلمة لا يبكى عليها أحد ما لها فى النظام العالمى من ولى ولا نصير فدخلت البلاد فى حمام من الدم والمواجهة وتحولت ظاهرة ما يعرف بالارهاب من اشكالية محلية الى مواجهة عالمية هذا هو المشهد المصرى الذى يجب توضيحه حتى نعلم ما الذى نريده لمصر الجديدة
ان مصر الجديدة لا بد أن تتحرر من الوصاية الغربية ومن الرضوخ المهين ويصبح قرارها السياسى نابع من ارادة الجماهير ومتوافقا مع معتقدها
ان مصر الجديدة تضع فى اعتباراتها مبادىء نظم الحكم الرشيد الحرية والتى تعنى أن المنظومة التشريعية لا تنبع من مصالح لعدة أفراد أو هوى شخصى وأن يكون تطبيقها على الجميع دون محاباة ان الحرية تعنى طاعة القانون من كل فرد لا أن يتم تطبيقه على طائفة دون أخرى على أفراد دون آخرين على أجهزة ويتم استثناء أجهزة أخرى تعمل فى الخفاء من أى مساءلة
ان مصر الجديدة تقام فيها الكرامة الانسانية "ولقد كرمنا بنى آدم " تحت اطار عقد اجتماعى يقيم العدالة فيتم توفير الحقوق الاساسية لكل فرد ان المساءلة فى الاسلام أوصلها عمر للبغال فمال للبشر فى بلادى يئنون من لهيب الجوع ومخالب الفقر ....ان مصر الجديدة يتم فيها تهذيب الشعب أخلاقيا والارتقاء بالسلوك المجتمعى فتدنى الأخلاق فى الشارع المصرى ليس عفويا أو أمرا اعتباطيا بل هو سياسة مقصودة متعمدة استراتيجية ممنهجة وليد جهد فاسد انتشر أمدا طويلا ...لتصبح البلاد طاردة لابنائها نافرة منهم ويظن أولئك المخطئون السفهاء أنهم يؤدون للوطن الخدمة الكبرى
ان مصر الجديدة يتم فيها اعادة تأهيل الحركات الاسلامية التى لا تعى من الواقع العالمى الا النذر اليسير فى صحيح مسلم يحكى صحابى اسمه الشريد أنه كان رديف لمحمد رسول الله فقال له النبى هل معك من شعر أمية بن أبى الصلت شىء فقال له بيتا فقال هيه فقال له بيت آخر فقال له هيه فآخذ يقولها له حتى وصل لمائة بيت وأمية بن ابى الصلت كان كافرا ومحمد هو رسول الله الذى يتنزل عليه الوحى من السماء الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه كيف يستمع لشعر امرىء كافر وليس بيتا واحدا أو اثنين بل مائة بيت ...ان الحكمة ضالة المؤمن ولكنك ترى من الحركات الاسلامية من ترفض رأى عالم مسلم ينطق الشهادتين لأنه حليق اللحية رغم أن الحق ربما يكون فى حوزته أو لأنه ليس عضوا فى جماعتهم ويظنون أنهم هكذا من المتقين ما هذه الحماقة التى لا تعرف للخجل حمرة ؟ هناك من الحركات الاسلامية من يخاصم الواقع وينكفىء على نفسه يحلقون فى عالم ضبابى مشبع بالوهم يرون السياسة دنس يجب التطهر منه والعلوم الحديثة يمكن الاستغناء عنها ...من أين جىء بهؤلاء القوم ؟
ان مصر الجديدة لا ترى المدنية مصطلح يضاد الدين فكما قال ميكافيللى أن الدين أكبر مساند للمجتمع المدنى ان المدنية ان كانت تعنى العمران والحضارة فالذين أقاموا المدن المتلألئة بغداد وسامراء الفسطاط والقيروان ومن أوقدوا مشاعل الأندلس هم مسلمون انطلقوا من خلفية دينية تقول لو قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا يقوم اليها حتى يغرسها فليفعل
ان مصر الجديدة هى البناء المنتظر والذى نريده ...ينهى أوجاع المصريين عبر السنين حتى يعرف فمك العذب طريق الضحكات يا بنة النيل



الأربعاء، 23 فبراير 2011

شذرات من الحياة ... الجزء الثانى

- بعد تخرجى عملت مفتشا للصحة ألقى نظرة على الجثث المتوفية وأكتب تقريرا عن حالتها كانت هذه الفترة ذات أثر كبير فى نظرتى للموت والحياة و الخداع الذى يتقلب فيه معظم البشر ورآيت نماذج من الحياة شديدة الغرابة وتجارب
بشر تنتهى نهايات مأساوية أتذكر هذا اليوم جيدا حين توجهت الى المكتب فى الصباح فوجدت انتدابا من النيابة لتوقيع الكشف الطبى على احدى الجثث فى احدى المستشفيات فتوجهت لأجد العشرات فى انتظارى وبينما أهم بالدخول الى المشرحة اقتربت منى فتاة على قدر كبير من الجمال تستأذن فى الدخول معى
ان المتوفى هوزوجها ولقد مضى على زواجهما فقط شهرين وكانت فى انتظاره بالامس لتخبره كما أخبرها الطبيب أنهما فى انتظار حادث سعيد ولكنه لم يأت ...ولن يأتى أبدا انها تريد أن تحتفظ بخاتم الزواج معها فأذنت لها هنالك علا صوت أحد المتواجدين وقال بصوت جهورى ...لا يجوز لقد أصبح محرما عليها ...يا الهى لقد ضقت ذرعا بأولئك الذين ينطقون بغير علم ويتكلمون بصوت عال فى تبجح منفر أشرت له بالصمت ,أدخلتها لكى تلقى عليه نظرة وتحصل على خاتم الزواج الذى انتهى مبكرا وكان للموت فيه يد السبق كم هى مخادعة تلك الحياة ولكن هذا اليوم الآخر لا يمكن أن أنساه فقد تم الاتصال بى قبل الغروب لوجود حالة أخرى أسرعت الى المكتب ودخلت واضعا يدى فى جيبى راسما علامات التجهم لابداء بعض المهابة على ملامح وجهى الطفولى فوجدت وجوها أظن أننى أعرفها وقبل أن أجهد نفسى فى التذكر بادرنى أحدهم" هل كنت طالبا فى مدرسة زهراء حلوان الثانوية بنين " فأجبت بالايجاب فقال ان مدرس التربية الوطنية قد توفى فأسرعت بانهاء أوراقهم بأقصى سرعة ثم خلوت الى نفسى أتذكر هذا المدرس الهمام الذى كان ينصحنا دوما بالقراءة ويضع فينا قيما عليا كان مدرسا على قدر كبير من التبجيل ولكننى تساءلت هل كان يعلم أن شهادة وفاته سيسطرها أحد التلاميذ الجالسين أمامه هل كان يدرك هذا الامر جيدا عجيبة تلك الاقدار

- عندما كنت طالبا فى القصر العينى كنت أتوجه قبل الامتحانات بفترة طويلة أراجع ما أستطيع مراجعتهوأذكر جيدا فى احدى المرات بينما كنت منهمكا فى المذاكرة والتسميع أن جاءت فتاتان نصرانيتان بكوب من المياه الغازية دون سابق معرفة بينناورغم أنه كان من النوع الذى لا أفضله الا اننى لم أشأ احراجهما وبعد تخرجى بينما كنت فى أحد المراكز الطبية أعمل كطبيب استقبال فى احدى شهور رمضان وقبل الافطار بدقائق قليلة دخل شخصان يحملان طفلا دون العاشرة مصاب بجرح قطعى فى الساق يحتاج الى عشر غرز على الاقل وأثناء قيامى بذلك الامر اذا بهما يطلبان منه رقم الهاتف فهما لا يعرفانه وليس بينهما صلة وكان الطفل نصرانيا وهما مسلمان دقائق معدودة وجاءت ام الطفل واطمأن قلبها على وليدها.... ان التصرفات الهوجاء التى أتت الينا من الغرب أفسدت الكثير من العلاقات التى كانت تحتمى بروابط دينية عميقة

- أرى فى حياتى رؤى كثيرة وهذه رؤيا أقصها لأول مرة ففى يوم الاربعاء الذى كتبت فيه مقال الحرب العالمية الثالثة الجزء الثانى فى صبيحة هذا اليوم رآيت هذه الرؤيا ؟؟؟هناك فى حلوان شارعان شهيران أحدهما اسمه شارع منصور والآخر اسمه شارع عبد الرحمن رآيت وكأننى انتهيت من عملى ومتوجه الى شارع منصور فوجدت نفسى فى متاهة أبحث عن الطريق فسرت فى الطريق الاول فاذا به يؤدى الى حديقة وتعرض الى بعض الاطفال فابتعدت عنهم فتعرض الى قطيع من الخنازير فابتعدت عنه .....وذهبت ابحث عن طريق آخر فوجدت مغلقا والناس يقفزون من فوق الاسوار فأبيت أن اقفز معهم ثم ذهبت أبحث عن طريق ثالث فاذا بى فى منطقة شديدة الفقر والاوضاع فيها صعبة للغاية واذا بى معى شخصان فسألنا فتاة عن الطريق الى شارع منصور أو شارع عبد الرحمن فقالت "اصنع من موقفك هذا رقم سبعة وسر فى اى من الطريقين " فسرنا فى أحد الطريقين فاذا به ممهد بشكل غير مسبوق تكسوه خضرة رائعة ورأينا بائع خضريبيع كل أنواع الخضر ويبيع الدواجن أيضا ولفت نظرى وجود ديك رومى لديه فالتفت اليهما وقلت من الرائع أن ضللنا الطريق حتى نرى تلكم المشاهد شديدة الفقر...ثم سرنا فى الطريق.... نحوشارع منصور

- المقال القادم بمشيئة الله تعالى بعنوان مصر الجديدة