clavier arabe

الخميس، 26 فبراير 2009

انفجار الحسين وايمن انور

فى صبيحة يوم الاحد الثانى والعشرين من فبراير فى الساعة السادسة والنصف كانت الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثانى فرعون مصر القديم وفى مساء ذات اليوم فى نفس التوقيت تقريبا حدث انفجار الحسين فيا لسخرية القدر الفارق بينهما اثنا عشر ساعة ولكنه الفارق بينهما فى الواقع أكبر من ذلك بكثير انه تاريخ مصر كله وتجسيد للتغيرات التى طرأت على شعب مصر
فمنذ عهد رمسيس الثانى وحتى انفجار الحسين تقاطر على مصر الكثير والكثير امم ودول , شعوب واجناس فقد جاء الفرس والرومان والعرب والاتراك حكمنا عمرو وصلاح الدين , نابليون وكرومر , محمد على والحاكم بأمر الله , قامت الدولة الطولونية والاخشيدية والعبيدية والايوبية والمملوكية والدولة العثمانية والدولة العلمانية الحديثة
تاريخ طويل منذ عهد تعامد الشمس الى انفجار الحسين
ولم يحدث ان وصل العداء بين السلطة الحاكمة من ناحية وجموع الشعب وكل فئاته من ناحية أخرى الى هذه الدرجة حتى فى أصعب الظروف والاحوال ففى عام 2008 فقط ثلاثمائة اضراب فى طول البلاد وعرضها من الاسكندرية الى اسوان , فى سيناء فى الدلتا , لم تحدث هذه الاضرابات بهذا العدد فى عهد نابليون اوحتى المجاعة االمستنصرية لم يتمرد الشعب المصرى الخاضع عبر التاريخ الا قليلا
لقد سرت روح التمرد فيك يا مصر
وبغض النظر عن المواقف المختلفة من الانفجار الا اننا يجب ان نتفق على أمرين لا خلاف عليهما
أاولا ان الحكومة تتحمل المسئولية كاملة عما ألت اليه الامور فهى قد سدت جميع منافذ الاصلاح وقامت بتكبيل العمل السياسى بأشد القيود و أغلظها بمشورة سفير الموالد وانتهجت سياسة اقتصادية قاسية لا ترحم فقيرا او تنصف عاملا فأورثت فى النفوس الاحتقان والغبن وأحيانا الشعور بالتشفى في أى كارثة تحدث لها او لأقطابها وان نجاح الحكومة فى التصدى لما حدث فى عقد التسعينات واحتشاد الجماهير من حولها ليس بالضرورة ان يتكرر مرة أخرى فالوضع الاقليمى والظروف الاقتصادية ليست فى صالحها
وفى ذلك يقول ميكافيللى فى كتابه الامير { ان شخصين قد يعملان بأسلوب واحد وبطريقة متشابهة وقد ينجح أحدهما ويكون الفشل من نصيب الاخر وعلى هذا تتوقف ايضا التبدلات والتغيرات فى النجاح والازدهار فقد يحدث ان تكون الظروف المحيطة وعوامل الزمن ملائمة لشخص يعتمد على الحذر والروية وحسن التبصر فيجد النجاح فى النهاية ثم لا تلبث ان تختلف الظروف وعوامل الزمن فتجده وقد تحطت مشاريعه وأهدافه وذلك لأنه لم يلجأ الى تغيير طريقته فى العمل }
لقد فشل المسلمون الاوائل فى فتح القسطنطينية وقتل ابو ايوب الانصارى تحت ابوابها فى حين نجح بعد ذلك محمد الفاتح و فشل الفرنسيون فى مصر عسكريا فى حين نجح البريطانيون
ثانيا ان القوة الامنية الباطشة لن تستطيع ان تمنع تكرار العمليات مهما زادت من قوتها وقمعها بل على العكس قد يساهم اى رد فعل عكسى أحمق فى زيادة وتيرة الامر وشعور المصريين بالغبن والاستضعاف سيكون وقودا فعالا لها وكما قال ميكافيللى لولا شعور بنى اسرائيل فى مصر بالاستضعاف لما التفوا حول موسى عليه السلام .
وهذه حقيقة فلو ان فرعون مصر احتوى بنى اسرائيل بعد عودة موسى عليه السلام والله لما وجد موسى احدا يخرج معه ولخرج وحده , باستثناء أصحاب العقيدة طبعا وهم دوما قلة , ان قارون عندما وجد لقمة عيش له فى مصر بغى على قومه
وانظر الى قول بنى اسرائيل لموسى اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا لقد كانوا ينتظرونه ان يخلصهم
فوجدوا ان الامر لم يتغير ولكنهم التفوا حوله فليس امامهم حل أخر التفوا حوله ليس من أجل الاله بل من أجل الخلاص من الظلم لقد عبدوا الها اخر بعد النجاة , فما بالنا بأصحاب العقيدة , و انتصروا فى النهاية لأن فرعون لم يغير من سياسته الدموية ما زال يقول ما أريكم الا ما أرى حتى اختفى تحت امواج البحر


وعلى ذلك فان ايمن نور قد يكون هو الكارت القادم للادارة الامريكية ولكنه يعانى من مشكلة وهى زملاؤه القريبون منه فى السن الحاقدون عليه كما انه لا يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير وقد يتغلب عليها بالتحالف مع جماعة االاخوان المسلمين ولكنه فى حالة فوزه سيطلبون منه استحقاقات التحالف وهذا لن يرضى الادارة الامريكية
الا اذا فعل معهم كما فعل عبد الناصر وهذا أمر تكراره صعب وعلى ذلك يبدو المشهد المصرى بالنسبة اللادارة الامريكية فى غاية التعقيد

الخميس، 19 فبراير 2009

دعاة على ابواب جهنم


ينقل ول ديورانت مبينا فساد رجال الدين فى اوروبا فى العصور الوسطى عن احد الرهبان قائلا {ان اؤلئك الذين من واجبهم ان يكونوا اباء للفقراء يشتهون ألذ الطعام , ويستمتعون بنوم الضحى, ويمنون على الناس بحضورهم صلاة الصباح والقداس . ويقول اخر : ان رجال الدين اكثر تعلقا بالدنيا من رجال الدنيا } قصة الحضارة المجلد الحادى عشر الاصلاح الدينى , ما أشبه رجال الدين فيك يا أوروبا بأناس من جلدتنا
ونقل السيوطى فى كتابه تاريخ الخلفاء عن بن المبارك
ان مفتى الخلافة الاسلامية ايام الرشيد واسمه ابو يوسف كان يخرج الرشيد من كل ازمة يمر بها ومأزق لا يجد منه سبيلا فقد وقعت فى نفسه جارية لابيه فراودها عن نفسها
فأبت لأن اباه قد طاف بها من قبل فأرسل الى ابى يوسف قائلا أعندك فى هذا شىء فقال يأ امير المؤمنين او كلما ادعت امة شيئا ينبغى أن تصدق , لا تصدقها ياأمير المؤمنين فأنها ليست بمأمونة ,
فقال بن المبارك لاأدرى ممن أعجب من هذا الذى وضع يده فى دماء المسلمين واموالهم يتحرج عن حرمة ابيه , ام من تلك الامة التى رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين ام من هذا فقيه الأرض وقاضيها قال اهتك حرمة ابيك واقض شهوتك وصيره فى رقبتى} لو عشت يا بن المبارك فى عصرنا لنالك من العجب الكثير والكثير
لقد تحالف رجال الدين مع الانظمة العلمانية يا بن المبارك وكما يقول ميكافيللى ان أكثر المدافعين عن اى نظام هم جملة المنتفعين منه , فصار رجال الدين عندنا هم أقوى ركائز النظام العلمانى يدافعون عنه بكل ما اوتوا من قوة فلربما نظم الحكم الاسلامية لا تمنحهم ما يقترفون فهل هناك أعجب من ذلك ولتذهب كل الفلسفات والنظريات الى الجحيم
بل ان بن المبارك يذكر قصة طريفة أخرى فيقول قال الرشيد لابى يوسف لقد اشتريت جارية واريد ان اطأها قبل الاستبراء فهل عندك من حيلة قال نعم هبها لبعض ولدك ثم تزوجها , كما أفتاه ليلا ذات مرة فأمر له بمائة الف درهم فقيل ان الخازن فى بيته والابواب مغلقة فقال لقد كانت مغلقة قبل مجيئى ثم فتحت } وهكذا فان فساد رجال الدين هو افة كل عصر وكل حين فقد كان يحيى عليه السلام قاسيا أشد القسوة على علماء اليهود وكذلك كان المسيح فقد كان يعيب عليهم الاهتمام بالمظهر والجوهر ملىء بالدنس , اؤلئك الذين يحبون اماكن الصدارة بين الناس , ويعيب عليهم المسيح الفتاوى الفاسدة فمن حلف بالهيكل فليس عليه شىء ومن حلف بذهب الهيكل فان كل الاثم عليه الا يذكرك هذا بالفتاوى العجيبة التى تصدرها المؤسسات الدينية لدينا ورجال الدين عندنا فهذا يفتى بحرمة قيادة المرأة للسيارة وفى نفس الوقت يجيز الاستاعنة بالقوات الامريكية واخر يقيم الدنيا ويقعدها لأن امرأة منتقبة تظهر عبر الفضائيات وكان يتوارى من القوم ابان احداث غزة فيا للعجب انها سنن الذين من قبلنا شبرا بشبر وذراعا بذراع فأذا كان فى المسيحية صك الغفران والتى دفعت البعض الى ان يقول {لست ابالى كم ارتكب من الذنوب امام الله لأن من السهل على أن اتخلص من كل ذنوبى نظير اربع سنتات } فانه يقابله فى الاسلام الفتوى مدفوعة الاجر الذين يبيحون لك اى فعل ويبررون لك اى موقف تزوير انتخابات تحريم مظاهرات ربا بنوك ليس هناك أدنى مشكلة
يقول الخطابى فى معالم السنن متحدثا عن هؤلاء الفقهاء {هذا وقددس عليهم الشيطان حيلة لطيفة وبلغ منهم مكيدة بليغة فقال لهم هذا الذى فى ايديكم علم قصير وبضاعة مزجاة لا تفى بمبلغ الحاجة والكفاية فاستعينوا عليه بالكلام وصلواه بمقطعات منه واستظهروا بأصول المتكلمين يتسع للمرء مذهب الخوض ومجال النظر فصدق عليهم ابليس ظنه وأطاعه كثير منهم فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين فيا للرجال ويا للعقول اين يذهب بهم وأين يخدعهم الشيطان عن حظهم وموضع رشدهم }
حقا فتراهم يرتدون ثوب الخشوع ويتفوهون بالاياطيل انظر الى فتاوى كل المؤسسات الدينية قلما ترى فيها اية او حديث بل كلمات انشائية بلا دليل لا تختلف عن اراء العوام
ويقول باسطور فى كتابه تاريخ البابوات الجزء السابع {ان من اسباب سقوط الكنيسة الالمانية ثراءها الفاحش الذى كانت زيادته الغير مشروعة مما أثار حسد وغيرة رجال الدين كما كان له اسوأ الاثر فيهم انفسهم }
ان أكثر الناس غيرة وحسدا لبعضهم البعض هم رجال الدين اننا ننادى بالثورة على رجال المؤسسة الدينية لا على الدين اننا نريد ان نحمى الدين من فساد رجال الدين
لو كان هؤلاء صادقين مع انفسهم لفعلوا كما فعل يحيى عليه السلام حين راودته سالومى عن نفسه ليعلن نفسه النبى المنتظر ويقود اليهود لقتال الامبراطورية الرومانية ولكنه رفض
وهذا تفسير قوله تعالى سيدا وحصورا فكان يحيى الى الابد
او يفعلون كما فعل المسيح حين قال له الشيطان ان لى ممالك الارض اسجد لى وأهبها لك فقال لله وحده تسجد وتعبد
فما لهم يسجدون للدرهم والريال , او فعلوا كما فعل محمد رسول الله حين عرضوا عليه ملكا او مالا كان من الممكن ان يرضى ويتخلى عن أصحابه ويسوق لهم اى مبرر
ولكنه أبى ولو وضعوا الشمس فى يمينه والقمر فى يساره ما ترك امره حتى يظهره الله او يهلك دونه لقد رضوا بأقل القليل يا نبى الله انك لا تدرى ماذا أحدثوا بعدك
فهاهم القضاة حصن العدالة يبيعون استقلالهم من أجل الفتات رضوا بأن يدخلوا الى المصيدة من أجل قطعة من الجبن
ان الذى يدافع عن قضيته وعقيدته ليستمتع بركوب العربات الكارو اكثر من ركوب الجاجوار , فانها أشياء لا ترى انها أشياء لا تشترى
فما قيمة الحياة لو ربحت العالم كله وخسرت نفسك

السبت، 14 فبراير 2009

يا أهل الغرب ........هو النبى محمد


من حين لاخر تخرج الالة الاعلامية الغربية المجحفة تتبعها ابواق الضلال لتنال من شخص نبى الاسلام محمد بلا عقل او معرفة تحركها احقاد دفينة ونار غيظ لم تهدأ يوما فمن انت يا محمدلنبحر سويا فى ثنايا شخص محمد صلى الله عليه وسلم الذى يقض مضاجع الغرب ويهدد عروشهم الهشة والذى كان مبعثه لحظة فارقة فى تاريخ البشرفعندما اتأمل شخصية نبى الاسلام وتعامله مع العوام وتحمله لتجاوزاتهم وشطحاتهم واختلاف مستوى العقول بينهم لا املك الا ان اعترف بارتقاء شخصية الانبياء عن باقى بنى البشر رغم انهم مثلهم بشر وكنت اسأل نفسى دوما - ومن حقى ان اسأل لمعرفة الحكمة لا العلة - لماذا يا رب اخترت محمدا عليه السلام دون غيره من ابناء ادم لحمل تلك الرسالة الالهية لماذا اصطفيته هو ليكون سيد الخلق حاملا خاتم النبوة وعهد السماء الاخير الى اهل الارض فاذا بمواقفه عليه السلام ترد على بكل قوة .. لماذا كان محمد ؟ فالتعامل مع عوام البشر من اصعب المهام و التجاوب مع طبائع بنى الانسان اشق مهمة من تسلق نتوءات الجبال يأتيه رجل ويجذبه من ثوبه يقول يا محمد اعطنى فانك لا تعطنى من ما ل ابيك لو فعلها واحد مع احدنا هذه الايام لكانت فرصة سانحة ليخرج ما حفظته جعبتنه من احط الالفاظ ومشاجرة عنيفة تنقلها ذرات الهواء الى اسماع البشر ولكنه صلى الله عليه وسلم يحتوى الرجل بالرحمة والرفق ويجزل له العطاء , يعلم الناس ان الله قد كتب عليهم الحج ليحجوا فيسأله احد الجالسين افى كل عام يا رسول الله فيسكت النبى لعل الرجل يقلع ولكنه يستمر موغلا فى الحاحه أفى كل عام يا رسول الله ؟ فيسكت النبى و الرجل ماض , افى كل عام يا رسول الله فيقول له لو قلت نعم لوجبت ذرونى ما تركتكم , يريد الا يحمل النفوس فوق طاقتها ولكن النفوس تأبى الا المجادلة , يحدثهم عن سبعين الفا من امته سيدخلون الجنة بلا حساب فيقول عكاشة انا منهم يا رسول الله فيقره , يسأله اخر وانا يا رسول الله فيجيب اجابة عبقرية فلو قال نعم لفتح الباب على مصراعيه ولو قال لا لتضايق الرجل ولكن حكمته عليه السلام تجعله يقول سبقك بها عكاشة ... فمن انت يا محمد ؟ يمضى نحو الطائف يدعو الناس يريد ان يحررهم من معبودات الارض واغواء الشيطان وخرافات البشر فيجرؤون عليه سفهاءهم ليقذفوه بما تطوله ايديهم بلا وخزة ضمير فاذا به يدعو لهم , بل اكثر من ذلك لم يناشد ربه لم لم تمنعنى من البداية يا رب - وانت تعلم الغيب - حتى لا اواجه اولئك الحمقى والجهلاء ولكنه يتوجه اليه طالبا منه الصفح والمغفرة .... وينبغى هنا ان نشير الى نقطة هامة وهى ان الرسول عاد مرة اخرى الى الطائف بعد تسع سنوات وفتحها عنوة فالذى خرج منها يتقاذفه السفهاء بالحجارة عاد ومعه الاف المقاتلين محملين بالسيوف تماما كما فعل موسى عليه السلام فالذى خرج من مصر خائفا يترقب عاد اليها بعصا تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر وابدا لا يفلح الساحر حيث اتى كما ينبغى ان نشير انه فى لحظات الاستضعاف يجب ان تكون ثابتا راسخا على مبادئك حتى تنا ل تعاطف الجماهير اما فى حالة القوة ينبغى ان تكون عادلا لتحصل على نفس التعاطف ونشير ايضا ان استضعاف الرسول لم يمنعه من ان ينتقد المؤسسة الحاكمة فى مكة وان يكون قاسيا فى وصفها
اى رجل انت يامحمد ؟
وعندما اتأمل حال الفلاسفة وما اتى بهم عقلهم الضعيف وفكرهم المظلم عن الحياة والكون والخلق تفيض العيون من الدمع الحمد لله ان بعث محمدا فتجد ان مالبرانش استاذ الفلسفة الجبرية يقول { ان الله هو الطاقة الكلية للكون وهو القوة الوحيدة وكل ما يتحرك ويفكر انما يفعل هذا لأن القوة الالهية تعمل من خلال العمليات البدنية او العقلية والحركة هى الله فى أشكال مادية والتفكير هو الله يفكر بداخلنا } اى انه يؤسس للحلول والاتحاد وبرأ الانسان من حمل الاوزار انه خلاص على الطريقة الكاثوليكية ولكنه بعيون الفلاسفة وجاء سبينوزا ورفاقه من بعده يؤسسون لاحلال ماكينة العالم محل العناية الالهية وجعلوا الله هو الطبيعة والطبيعة هى الله و استدعى اخرون نظريات ازلية المادة والية الكون وان الكون يسير الان بمفرده ضمن قوانين ارتضتها له الطبيعة ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ولكنهم لم يوضحوا لنا كيف تسيطر الطبيعة على الكون وكيف لتلك السيطرة ان تستمر؟ ان الالة التى يخلقها الانسان بيديه كثيرا ما يفقد السيطرة عليها وتتمرد على قوانينه ولكن لماذا الشمس اليوم تشرق فى نفس التوقيت الذى اشرقت فيه من الف عام من الفى عام دون اختلاف فمن الذى يحكم تلك السيطرة بلا خلل وكيف جعلت للشتاء محاصيل تختلف فى مكوناتها وفوائدها عن محاصيل الصيف ؟ بل لماذا لا يعجل الصيف يوما موعد مجيئه كلعبة تفاجئنا بها الطبيعة بدلا من هذا الروتين الممل وهل الزلازل والاعاصير لهو من الطبيعة مع بنى البشر
ولكننا فى هذه الظلم ينبلج لنا النور فنجد فى ايات القران المنزلة ما يهدم كل تلك الهرطقات العبثية فى اية واحدة , اية واحدة تمحو من العقل خرافات الفلاسفة { الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل } فالله خالق كل شىء تنفى ازلية المادة , وهو على كل شىء وكيل تنفى ان الكون يسير بطريقة الية بل يد الله تقوم عليه فى كل لحظة فلا يختل...... اى اعجاز هذا يا رب
الحمد لله ان بعثك بالقران يا محمد
وعندما نتأمل تلك المعركة التى نشأت بين الفلاسفة حول الطفل حين يولد هل لديه قدر من المعرفة ام لا ورأى سقراط فى انه يولد عارفا ونظريته المعروفة { التوليد } حيث يقوم بتوليد المعانى من الشخص الذى امامه من خلال طرح الاسئلة عليه فيقول سقراط " ان المعرفة فطرية فى النفس وان مهمة المعلم تتلخص فى مساعدة الاخر على استخراج الكامن عنده وليس فى اضافة شىء جديد " ... وهذا محض هراء ,
كما رأى فلاسفة الثورة الفرنسية ان عقل الانسان يولد خاليا من اى معرفة او مفاهيم وانه يولد صفحة بيضاء خالية من اى رسم او نقش وان اشياء الكون الموجودة فى عقل الانسان انما هو نابع من تصوره لها من خلال الحواس وليست بالضرورة حقيقة وجودها وطبيعتها
وهذا صحيح نوعا ما وليس بالكلية لذلك كان نعيم الجنة الموصوف لنا تقريبا وليس تحديدا ولكنهم لم يوضحوا لنا كيف ينشأ الوجدان والانفعال البشرى
ولكن ماذا يقول القران الذى نزل على محمد يوضح القرأن الكريم ان الطفل يولد لا يعلم شيئا بل هو صفحة بيضاء تماما ثم من خلال حاستى السمع والبصر يبدأ فى تلقى المعلومات عن هذا الكون الفسيح وحاستى السمع والبصر محدودة بقياسات معينة لذلك كانت المعرفة البشرية محدودة بتلك القياسات فأعظم البشر فينا بصرا لا يرى اشعة اكس واعظم البشر فينا سمعا لا يسمع الموجات الفوق صوتية كما أشار القرأن الى شىء اخر خلقه الله للانسان وهو الفؤاد وهو الوجدان او مستودع الانفعالات والمشاعر { وهو الذى أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة } اذن فالفؤاد هو مستودع الانفعالات والعواطف البشرية فترى الطفل يحزن ويبتسم يبكى ويضحك ويشعر بفقدان امه وهنا يبرز السؤال الاهم لاولئك الفلاسفة هل الطبيعة لديها احساس ام مجرد الة صماء جامدة فان قالوا انها الة صماء فكيف خلقت العواطف والانفعالات لبنى البشر ففاقد الشىء لا يعطيه فان قالوا انها تغضب وترضى اذن فابحثوا عما يغضبها واجتنبوه وابحثوا عما يرضيها وافعلوهوالفؤاد يتأثر بما يسمع وبما يبصر فاذا تم خداع البصر وتزييف السمع يتلوث الفؤاد ويتعكر الوجدان لذلك { ان السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا }وعلى ذلك فكل جيل من البشر يظهر للوجود مجردا من كل شىء ليبدأ رحلة اختبار وابتلاء له على ارض المعمورة له فيها مطلق الاختيار وتحديد الطريق الذى يركن اليه كما ان المهارات البشرية تكتسب وليست فطرية كما فى الحيوانات والحشرات لذلك كان الانسان يتميز بالبيان الذى يمكنه من تخزين تلك المهارات والعلوم ليكون تراثا تراكميا للبشرية تستفيد منه جيلا بعد جيل حتى اجل مسمى لذلك يبنى الحضارة { الرحمن خلق الانسان علمه البيان } لذلك كانت اهمية العلم ووصية الاسلام به فكيف حال امة انشغل الوالدان فيها عن ابنائهما وتركاهما فريسة سهلة لاعلام مضلل يزيف الوجدان ويتلاعب بالافكاروعلى ذلك فالمولود البشرى يولد مجردا تماما من العلم الا من الفطرة التى تهتدى الى الخالق وهذه مشكلة اخرى ..هل يولد الطفل وبداخله المعرفة بالله ام انها تكتسب من البيئة المحيطة هل الانسان يولد فطريا ملحدا جاهلا بربه ام يولد عارفا ربه فقال ديكارت ان فكرة الله اصيلة فينا اما جون لوك فينكر هذا الرأى لتغير الصور عن الالهة بين القبائل والشعوب المختلفة بدرجة كبيرة لدرجة اننا نرفض فكرة وجودها فينا بالفطرة او السليقة فماذا يقول القرأن الذى انزل على محمدالقرأن اثبت ولادة الطفل عارفا بربه وهذا هو ما يعرف فى علم العقيدة بميثاق الذر حين اخذ من بنى ادم من ظهورهم من ذريتهم واشهدهم على نفسه سبحانه الست بربكم قالوا بلى ثم يفسر سبب اختلاف صورة الاله بين الشعوب والقبائل فى حديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه اى ان الايمان بالله فطرة متأصلة فى النفس البشرية وتصورنا للاله ينتج عن البيئة المحيطة التى تغذى افكارنا ..... لله درك يا محمد فهل رأيتم اعظم مما بعث به محمدوفى التوراة تجدها تنطق بمحمد تتسابق الى البشارة ببزوغ فجر الحق والنور المنزل على محمد ففى سفر التثنيةيخاطب الرب لاوى والذى كانت لديه التوراة مستأمنا عليها ان تمام امر الله ونوره لرجل لم ير اباه وامه وليس لديه اولاد وهو الذى سيعلم هو واتباعه الذين صانوا عهده واتبعوا شريعته بنى اسرائيل احكام الرب وتشريعاته وتدعو نصوص التوراة له بالنصر فيقول {وللاوى قال تميمك واوريمك لرجلك الصديق الذى جربته فى مسة وخاصمته عند ماء مريبة الذى قال عن ابيه وامه لم ارهما وباخوته لم يعترف واولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك يعلمون يعقوب احكامك واسرائيل ناموسك ...بارك يا رب قوته وارتض عمل يده احطم متون مقاوميه ومبغضيه حتى لا يقوموا } تثنية الاصحاح 33:8 فيا اهل الغرب هذا هو محمد

الخميس، 5 فبراير 2009

لماذا سقطت الخلافة 2


من اهم الاشكاليات التى واجهت المشروع السياسى الاسلامى هى من سيتولى الحكم بعد الخليفة وهى اشكالية على درجة كبيرة من الخطورة ليس فى الاسلام فحسب بل فى كل نظم الحكم التى ظهرت عبر التاريخ لدرجة ان الفيلسوف الانجليزى هوبز نصح بأن يكون الحكم وراثيا وان يحدد الملك ولى العهد من بعده للحفاظ على استقرار المملكة , وهو النظام المتبع فى معظم الدول العربية , الم تر كيف ترك الملك حسين سرير مرضه فى الولايات المتحدة الامريكية ويعود الى الاردن ليغير ولاية العهد ثم عاد مرة اخرى ليكمل رحلته مع الموت , ولكن هل عدم استقرار الامارة لعدم وجود نظام محدد لاختيار الحاكم هو مادار فى ذهن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه حين أشار على معاوية بأن يجعل الامر ليزيد من بعده فقد رأى رضى الله عنه ما حدث بعد مقتل عثمان رضى الله عنه من فتنة ورأى مقتل كبار الصحابة طلحة و عبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر ربما , وان كان الامر ادى ايضا الى اقتتال داخلى اخر , لذلك انا أرفض رأى الحسن البصرى فى المغيرة و الذى اورده السيوطى فى كتابه تاريخ الخلفاء , و هذا التقليد السياسى التوريثى الذى نرفضه قد تسلل الى الاسلام من نظم الحكم الاخرى الفاسدة من فارس والروم ولكن هذا لن يعنى انه ان كان لديهم ما يفيد ان نعرض عنه , الم يدخل عمر الدواوين ويقوم عبد الملك بن مروان بصك عملة اسلامية جديدة فالحكمة ضالة المؤمن , لذلك نرى ان الحل لهذه المعضلة هو تكوين مؤسسة { الشورى والمراقبة } منتخبة من الرعية لا مختارة من قبل الخليفة فولاء المرء لمن يختاره و تهدف الى اختيار الخليفة القادم وتزكيه وتعرضه على الرعية وقد يكون شخصا واحدا او اكثر من شخص الم يزك بوش ماكين وكلينتون قد زكى اوباما , وعند حدوث نزاع بين المؤسسة والخليفة وهو بالتأكيد سيحدث يكون الحكم فيه للشريعة ألم تقرأ قوله تعالى بعد الحديث عن الامر والطاعة لاولى الامر {فان تنازعتم فيه من شىء فردوه الى الله والرسول } واذا كانت الديمقراطية هى سيادة القانون وهذا ادعاء كاذب فان دولة الاسلام هى سيادة الشريعة كما ان امر السمع والطاعة المطلقة للحاكم لن يتكرر مرة أخرى , فقد يستغل الاعداء مكامن الضعف فى النفس والبشرية من مال ونساء وهدايا , ويسيطروا على الحاكم ومن ثم يسيطروا على الدولة , ان الخطاب دوما فى القرأن الكريم للذين امنوا وليس للحكام فدولة الاسلام هى دولة الرعية هى دولة الشعب
وعندما نأتى الى الاخطاء المنهجية التى ارتكبتها مؤسسة الخلافة فى عهود الاسلام المختلفة نجد التالى
ففى عهد بنى امية رغم انهم قاموا بجهاد الطلب على أكمل وجه الا انهم اتبعوا اسلوبا من القسوة المفرطة مع الرعية لترسيخ اسس حكمهم الوراثى مما افقدهم اى رصيد فى القلوب ولم يتبعوا مبدأ { القوة العادلة } فعندما اعمل الحجاج في الرعية السيف ضجت وتذمرت وكثرت حوادث الخروج عليهم وكان اخر خلفائهم مروان بن محمد يلقب فى كتب التاريخ بالحمار لكثرة الخارجين عليه فيا ليت الامبراطورية الامريكية تقرأسيرته انهم يرون ان العالم الاسلامى هو الذى يقود التمرد فى النظام العالمى الجديد وهو الذى يرفض المنظومة الدولية التى تقودها واشنطن ولكن ها هو موجابى يرفض وامريكا الجنوبية تتمرد وروسيا تبدى تململا من حين لاخر بل ان اوروبا وهذا سوف يحدث وسنذكره بمشيئة الله فيما بعد ستتخلى عنها , لقد انتهجت القوة الغاشمة , و القوة مهما بلغت شدتها لن تكون أبدا هى صمام امن الحكم بل يجب ان تمتزج بأنشودة العدل , وبالرغم من ان حجاج بنى امية توفى عام 97 هجرية الا ان الامر لم يستغرق اكثر من خمسة وثلاثين سنة حتى جاء بنو العباس ويقتلون اى شخص ينتسب الى بنى امية , وأصبحت جريمته هى نسبه , فالقسوة المفرطة مع الرعية مصحوبة بالظلم تؤجج الطاقات الغضبية فى النفوس وتشعل حمم الانتقام ولن ينفع معها مباريات او حفلات فالامبراطورية الرومانية القديمة كما ذكر ول ديورانت كانت تلجأ الى اقامة المنافسات الاوليمبية لامتصاص الطاقة الغضبية لدى الشعوب فلا ينصرفون نحو الاهتمام بشئون الحكم
اما الخلافة العباسية فقد ورثت الخلافة الاموية بكل حدودها وريعها ولكنها تقاعست عن جهاد الطلب فلم تحدث فى عهدها سوى مناوشات اغلبها دفاعية مثل الرشيد ونوكفور والمعتصم وعمورية وحيث ان الطبيعة السياسية البشرية قائمة على التدافع فعندما تتخاذل انت يتجرأ الاخرون عليك لذلك فقد اتاها الصليبيون فى الشام , والعبيديون من الغرب وجحافل التتار من الشرق , وصار المسلمون الذين ينتصرون بالرعب يصابون هم بالرعب والهلع حين يذكر امامهم حديث التتار, لقد اصابهم الوهن احبوا الدنيا ولكنها لم تحبهم . اذن فالامارة التى تتقاعس عن جهاد الطلب سيأتيها الغزو لا محالة وستتداعى عليها ذئاب البشر فليس بأمانيكم ولا امانى اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به
اما الخلافة العثمانية فقد ارتكبت حماقة الامتيازات الاجنبية وصار للاجانب بدءا من عام 1569 كما يقول روبير سوليه من الحقوق ما يفوق حقوق العثمانيين وكان هؤلاء كمثل عيون ترصد احوال الامة ومكامن الضعف فيها ووقت الهجوم المناسب عليها لم يقم العثمانيون عقيدة الولاء والبراء فجاءهم الغضب الالهى من الاستعمار الحديث وتقاسموا تركة الرجل المريض فيما بينهم وكذلك ضاعت الاندلس عندما كان الاخ المسلم يستعين بالنصارى لقتال اخيه الاخر فطردوا جميعا بايديهم قبل ايدى غيرهم
وعلى ذلك فتلك الاخطاء المنهجية الثلاث التى ارتكبتها كل خلافة واقترفتها كل مملكة - فضلا طبعا عن خطيئة التوريث - كانت سببا فى سقوط الخلافة على هذا النحو وهى خريطة الطريق لسقوط اى امارة اخرى