clavier arabe

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

البرادعى و6 ابريل

حتى ندرك كيف يتم صناعة العملاء فى المطابخ الغربية نطالع ما يحكيه روبير سوليه فى كتاب " مصر ولع فرنسى " عن الظروف التى دفعت محمد على نحو الصدارة عقب الحملة الفرنسية على مصر فيقول "بعد انسحابها المهين عام الف وثمانمائة وواحد قامت فرنسا بتعزيز مركزها فى مصر بسرعة مذهلة وتم تعيين ماتيو ديلسبس والد المحرك الاول لمشروع قناة السويس قنصلا فى القاهرة وبرنارد دروفيتى مساعدا له فى الاسكندرية
وفى وسط بيئة تسودها الفوضى اذ يتصارع المماليك مع القوات العثمانية للسيطرة على البلاد قام القنصل الفرنسى ومساعده بالرهان على الحصان الجيد محمد على
انه عثمانى أصله من مدينة قولة بمقدونيا ويعمل قائدا للفرقة الألبانية وكان العلماء بتعضيد من السكان يتوجهون اليه من أجل اعادة الامن وقد اضطر الباب العالى الى الاعتراف بالأمر الواقع وعام الف وثمانمائة وخمس تم تعيين محمد على حاكما رسميا على مصر وكانوا فى باريس كما فى عواصم أخرى يسمونه نائب ملك وحينما غادر ديلسبس القاهرة فى عام الف وثمانمائة وأربع تاركا منصبه الى دروفيتى كان محمد على الرجل القوى فى وادى النيل قد أصبح بالفعل صديقا لفرنسا اذ يقدم له دروفيتى النصائح الثمينة وفى عام الف وثمانمائة وسبع انهزمت قوات بريطانيا صاحبة الجلالة وتمخضت هذه الهزيمة عن ازدياد نفوذ محمدعلى بصورة ضخمة وبعد مضى أربعة أعوام يقوم بترسيخ سلطته بصفة نهائية حين أقام فخا لكبار امراء المماليك الذين أفناهم فى قلعة القاهرة
ترى أى حصان تراهن عليه الادارة الامريكية فى مصر الآن ليتصدر المشهد من بين وجوه كثيرة تعرض نفسها بشكل مخز يبرز محمد البرادعى مدير وكالة الطاقة الذرية الاسبق رجل بلا كاريزما لا يحظى بقبول جماهيرى أداؤه الخطابى مهزوز ليست له فلسفة خاصة لم يقدم رؤيته حول تحقيق العدالة والعقد الاجتماعى بين الحاكم والشعب وطرق منع الاستبداد أقرب الى الموظف منه الى المفكر رغم أنف مجلة فورين بوليسى لذلك لا بد من انشاء طبقة مؤيدة له ومجموعة داعمة فكانت حركة السادس من أبريل لتكون أقرب الى المريدين الحالمين يرون فيه المخلص أو الزعيم المنتظر الذى سينتشلهم من حالة التخبط السياسة ومتاهات الحياة المظلمة نحو االفجر الموعود هكذا يروج له فى ميدان التحرير وهو أسلوب مكرر عانى منه المصريون كثيرا فى التاريخ المعاصر ,
حركة السادس من أبريل نشأت عقب اضراب غزل المحلة لها صلة وثيقة بالمخابرات الامريكية مجموعة من الشباب تتميز بالصوت العالى الاجوف على قدر كبير من الضحالة السياسية تقوم بطرح رؤاها بأسلوب صارخ يتجاوز كثيرا حدود الآداب العامة يساعدها فى ذلك كثير من وسائل الاعلام الموجهه فشلت فى التواصل مع الجماهير حيث ينظر اليها بكثير من الريبة المغلفة بالقلق ولكن هل ستنجح الادارة الأمريكية فى تحقيق غايتها تلك فليس كل ما يتمناه المرء يدركه وسيذهب كل ذلك أدراج الرياح وهذا ما سنوضحه فى الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى
- المقال القادم عن لبنان الحريق القادم بمشيئة الله تعالى




الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حزب النور السلفى

تحت عنوان قبس من المبادىء والاهداف وزعها حزب النور السلفى فى جنوب القاهرة يوضح حزب النور السلفى رؤيته السياسية لمصر ويقدم قراءة للدولة التى يريد اقامتها فتحدث عن ضرورة مكافحة ما يسمى بالارهاب والتطرف الفكرى ويقول"تأسيس العلاقات الخارجية مع الدول والشعوب الاخرى على الاحترام المتبادل والعلاقات المتكافئة والتعايش السلمى وحسن الجوار وعدم الاعتداء وحل القضايا العالمية والاقليمية عن طريق التفاوض وليس الصراعات المسلحة واحترام العهود والمواثيق المبرمة وعدم الزج بالبلاد فى نزاعات اقليمية أو تحالفات عالمية لا تحافظ على مصالح البلاد ونهضة الامة "
ويبدو أن هذا الحزب الذى انتشر بسرعة البرق فى فترة وجيزة وفتحت له المنابر الاعلامية لا يعرف شيئا عن السياسة الدولية وطبيعة ادارة الصراعات فالتعايش السلمى لم يوضح مع من هل مع الدولة العبرية مثلا التى تسطو على الغاز الطبيعى المصرى وتضرب اخوة الدين بغارات متكررة هل مع الانتهازية الغربية ومخالبها الشرسة فى الدفاع عن مصالحها وهل اقامة الدولة يكون على أساس تربية عسكرية لشعبها أم تربيتها على الخنوع والاستسلام يرى فرنسيس بيكون فى رؤيته للدولة أن "النقطة الرئيسة فى عظمة أى دولة هى أن يكون الجنس البشرى فيها عسكريا وليس العدد هو المهم فكما يرى الشاعر فرجيل أن كثرة الخراف لا تخيف الذئب " وميكافيللى كان يرى" الدولةاذا ما توقفت عن التوسع فانها تضمحل واذا فقدت الرغبة فى الحرب فقل عليها السلام و فترة السلم اذا طالت فوق مايجب فانها تؤدى الى الضعف والتفكك ولذلك كانت حرب تقوم بين الفينة والاخرى مقوية للقومية وتعيد للامة النظام والشدة والوحدة ولم يكن الرومانى يرى الفضيلة هى الذلة والرقة أو السلام بل كان يرى أنها القوة والرجولة والبسالة مضافة الى النشاط والذكاء " وهل يعرف الحزب المدعى أنه سيقيم شريعة اسلامية هل يعرف جهاد الطلب وجهاد الدفع وهما ركيزتان أساسيتان فى العلاقات الخارجية للدولة الاسلامية فعندما توقفت الخلافة العثمانية مثلا عن جهاد الطلب أتت جحافل الغرب تهتك أستار الدولة الاسلامية ومزقتها اربا وقطعا صغيرة انهم يدعون الى اسلام لا نعرفه "ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة "
اذن فحزب النور والذى ظهر فى ظروف شديدة الغموض يبدو أنه جاء للقيام بدور معين بالتنسيق مع جهات معينة
العجيب أن هناك تيارا سلفيا آخر يبدو أن الاستخبارات أنشأته شيخا وتلاميذ يروج لأفكار تتسم بشدة الجهل والحماقة فتيار السيد محمد سعيد رسلان يرى فى المظاهرات والاعتصامات وبعض الفنون كأليات للتغيير والمواجهة لقوى الظلم والبطش يرى أنها تقليد غربى ولا تجوز شرعا وباقتراض أن هذه الامور تقليد غربى وهذا ليس صحيحا فهل يعنى كونها تقليدا غربيا انه لا يجوز للمسلمين الأخذ بها والتعامل معها فلماذا مثلا وافق الرسول على حفر الخندق وهو تقليد فارسى ولماذا أنشأ عمر بن الخطاب ديوان الجند وهو تقليد فارسى أيضا وهل يعلم أن انشاء اسطول بحرى اسلامى هى فكرة مقتبسة من الروم الا يعلم هؤلاء أن كثير من اليات ادارة الدولة الاسلامية قد انتقلت اليها من تلك الامبراطوريتين بعد أن قامت على أنقاضهما من أين جىء بهؤلاء القوم
ان الانتخابات المصرية التى ستجرى ينضوى فى حلباتها تيارات ملتزمة بشروط اللعبة كما وضعتها الادارة الامريكية وان كانت مغلفة بقشرة اسلامية



- ليس من حق الشرطة معاقبة الممتنعين عن التصويت فهذا يتناقض مع أبسط مبادىء الحرية


الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

حصان طروادة الجديد

نود أن نؤكد لشركائنا التجاريين والاقتصاديين ولكل الجهات الفاعلة والمستثمرين بأننا نأمل أن يتحقق لدينا قريبا جدا الاستقرار و الظروف الصحيحة للاستثمار فى تونس " هكذا تحدث الجلاصى عضو المكتب التنفيذى لحزب النهضة عقب الفوز فى الانتخابات التونسية كانت الرسالة الاولى موجهة للاقتصاديين والمستثمرين وما سماها بالجهات الفاعلة ولم تكن الرسالة موجهة الى الشعب التونسى صاحب الانجاز العظيم فهل يا ترى تقع الشعوب العربية فى أسر جهات فاعلة جديدة و تشكل تلك الجهات الفاعلة المنتوج السياسى للربيع العربى أم تحدث تحولات أخرى غير متوقعة
من المعروف أن جهات الضغط هى التى تشكل المشهد السياسى بصورته النهائية وهى التى تحدد وتختار من ينوب عنها لتنفيذ مصالحها الخاصة يقول كريستيان دولا كامبانى فى كتابه الفلسفة السياسية اليوم "محترفو السياسة يمرون بأزمة هوية فهم يشعرون أنهم مضطرون فى تزايد للاستجابة للضغوط التى تمارسها عليهم جماعات الضغط اى اللوبى بالمعنى الامريكى هذه الجماعات تمثل مصالح خاصة ضخمة سواء مصالح اقتصادية أو مصالح قطاعات مختلفة .....لم تعد السياسة فى هذه الظروف الا شكل من أشكال العروض الترفيهية لم يعد رجل السياسة سوى ممثل فى لعبة من ألعاب الفيديو ما يفعله أقل بكثير مما يعتقد مشاهدو التليفزيون أنه فعله " وعندما تحدث تغييرات كبرى تكون تلك الجماعات هى المستهدف الاول من أجل بث الطمأنينة
لقد ذكرنى تصريح الجلاصى بالتصريح الذى صدر عن السادات فى السابعة صباح الثالث والعشرين من يوليو حين تحرك الجيش فجاء فى التصريح الاول كما ينقله روبير سوليه فى كتاب مصر ولع فرنسى "اننى حريص بنوع خاص على طمأنة اخوتنا الأجانب وعلى التأكيد لهم بأن الجيش يعتبر نفسه مسئولا مسئولية كاملة عن أشخاصهم وممتلكاتهم ومصالحهم "
ويستمر سوليه متسائلا " من هم هؤلاء الضباط الاحرار من أين يخرجون انهم لم يرونهم ولم يخالطوهم من قبل ان اللواء نجيب الباسم طيب القلب هو الوحيد الذى يتصدر الصفوف ويشيع بغليونه البريطانى وعصاه التى تحت ذراعه الطمأنينة وسرعان ما يدركون أنهم لم يشركوه فى الانقلاب الا فى آخر لحظة من أجل اشاعة الطمأنينة تحديدا " انها الطمأنينة اذن تلك التى يهرع اليها الجميع فى تونس وفى مصر فحين ننظر الى المشهد السياسى المصرى ترى التننازلات أيضا جماعة الاخوان تسير على خطى حزب النهضة , أحد الأحزاب السلفية التى كانت تأبى المشاركة الانتخابية تستعين بشيخ مشهور ليروج لهم استراتيجيتهم وسط جموع المتدينين لبث الطمأنينة ولكن هل تغيير الافكار يتطلب بث الطمأنينة ام اثارة حالة من الجدل والصخب حتى توضع الفواصل بين الجماعات المختلفة وأصحاب الرؤى الفكرية المتناحرة ان محمد رسول الله حينما كان فى مكة جاءه الكفار يعرضون عليه المال يعرضون عليه الملك كان من الممكن تحت وطأة الضغوط الرهيبة وشدة التعذيب المتصاعدة أن يقبل ان صرخات خباب لا تزال تهز أرجاء مكة ثم بعد ذلك يقوم بالتغيير التدريجى ولكنه أبى فهناك ثوابت لا يمكن أن تحيد عنها
ان الاستخبارات الامريكية فى المنطقة الآن تبحث عن حصان طروادة جديد تختفى خلفه ويدير مصالحها باخلاص عن حراس جدد بعما ضجت من حراسها القدامى الذين يجلبون لها المشاكل وعدم الاستقرار فمن يا ترى يكون حصان طروادة الجديد