clavier arabe

الاثنين، 31 أغسطس 2009

سموم الدراما العربية

المعروف فى تراثنا الشرقى أن شهريار ذلك القاتل الدموى لم يردعه عن القتل الا قصص ألف ليلة وليلة تلك القصص التى تلقيها على مسامعه شهر زاد كل ليلة فتحول هذا القاتل الدموى الى طفل أبله ينتظر حواديت قيل النوم بشغف ونجحت الاميرة الماكرة فى ترويضه والسيطرة عليه وهذا ما تفعله الدراما بعقول تلك الأمة فهى وسيلة الالهاء الاولى فى العالم الاسلامى كى لا تعرف الخطر المحدق بها من كل جانب بل انها تلعب دورا خطيرا فى التلاعب بعقولها وتغيير مفاهيمها وأفكارها
تلجأ الدراما الى استخدام أدوات من الواقع ثم تقديم رؤية لهذا الواقع غالبا ما تكون مختلفة عما تعارف عليه الناس لاحداث صدمة مشحونة بالعواطف والانفعالات قد تكون حزينة أو كوميدية مضحكة ثم يحدث بعدها التحول الفكرى فيما يشبه التطهير خذ مثلا مدرسة المشاغبين تلك المسرحية الشهيرة التى أفسدت العلاقة بين التلميذ ومعلمه الذى يقوده الى دروب المستقبل ويرشده الى مقاليد الحياة فجعلته مثارا للسخرية وفتكت بمنظومة التربية فى المدرسة احدى النقاط الحصينة فى التصدى للغزو الفكرى الجارف فقد استخدمت الدراما أدوات من الواقع مدرسة , طلبة, مدرسة فلسفة , ناظر ضعيف ثم قدمت معالجة هزلية ممقوتة تنتزع الضحكات الصارخة من المتفرجين وتشيع جوا من البهجة يحاول الطلاب بعد ذلك استنساخه فى مدارسهم فى فصولهم لنكتشف فى النهاية عمق المأساة التى هوينا اليها بسذاجة مفرطة , فقد أفسدنا مؤسسة مقدسة مؤسسة التعليم , فيا حسرة على العباد
قد يقول البعض ان عملا دراميا لا يغير مجتمعا ولا أفكارا المفروض أنها راسخة ولكن تكرار تقديم العمل و تقليده بشكل متقارب فى أعمال أخرى يصل الى تلك النتيجة المؤسفة وكما يقال فى المثل الدارج ان القرع على الآذان أشد تأثيرا من السحر انه سحر الدراما الخادعة
كما يوجد حاليا هدف مشبوه وهو تشويه صورة الأطباء لوجود عدد كبير منهم بالحركات الاسلامية فترى مسلسل " العيادة " احد مسلسلات السيت كوم والذى يضم أفشل العاملين فى هذا الحقل وهو المناسبة بتمويل أمريكى ضخم يضرب الصورة الراقية الراسخة للأطباء فى أذهان المواطنين ودراما رمضان هذا العام مليئة بدنس فكرى رخيص واسفاف ثقافى مقزز سوف نتعرض له عندما يفرغ أؤلئك اللاهون من بضاعتهم الجوفاء فالدراما هى القوة الناعمة التى يلجأ اليها الغرب لتسويق عفنه الثقافى بعدما فشل عسكريا وسفهاء القوم لدينا ينفذون له أجندته
كما أن آلة الاعلام الفاسد تسوق الينا اؤلئك العابثون على أنهم أبطال ونجوم وأضفوا عليه صفات التمجيد والتضخيم والتعظيم يسألون هم فى برامجهم عما يأكلون وعما يشربون وكأنهم ليسوا بشر وأعطوهم ألقابا السندريللا العندليب قطة السينما كأنهم آلهة اليونان الجديدة عادت الينا تطل من جديد بدلا من أفروديت وأبوللوس وأثينا وأغدقوا عليهم اموال الشعب البسيط الذى يطاحن الحياة فتطحنه من أجل المتطلبات الاساسية المفروض طبقا لمفهوم الدولة الحديثة أن الشعب يتنازل عن حقه فى الثروات والموارد الطبيعية للحكومة لتحسن ادارتها لا لتعيد توزيعها بهذا الشكل المخل فتعطى عامل النظافة الذى أرى أن دوره أهم ما لا يسد رمقه فى حين تعطى بلا حساب لتلك الجراثيم الثقافية التى تدمر قيم المجتمع فبئس الدولة الحديثة تلك
بئس الدولة الحديثة تلك التى تتآمر على قيم شعبها بئس الدولة الحديثة تلك التى تفتح فنادقها وقاعاتها الفخمة لرموز الثقافة العارية فى حين يتمزق غالبية الشعب فى العشوائيات والمقابر
بئس الدولة الحديثة تلك التى ترفع الوضيع وتضع الرفيع
بئس الدولة الحديثة تلك التى تفتح ذراعيها لروح شيطانية خبيثة تمزق تراثها الثقافى الأشم

الخميس، 27 أغسطس 2009

مدينة المسيح

ذلك الحلم المنشود والفردوس المفقود الذى يلهب الخيال الغربى منذ القدم فمنذ الماضى البعيد وأحلامهم تدور حول مدينة تحقق العدالة والسعادة لمن يستظل بها ويعيش تحت رايتها وخرجت الأدبيات السياسية توحى بها وتدعو اليها منذ الجمهورية الفاضلة لافلاطون ومدينة الله لاوغسطين و"ملسوس شمايم " أى مملكة سماوية شيوعية عند طائفة اليهود الاسينية المتشددة وملكوت السموات فى الانجيل بشارة المسيح واجتهادات هوبز وجون لوك وانتهازية ميكافيللى تضع الاساس الفلسفى لتلك المدينة مدينة المسيح ولكن اختلط الأمر عليهم فانحدر العالم وهوى وضل بن آدم وغوى فالعقل الغربى يعانى من أزمة فى الفهم واشكالية فى استيعاب المصطلحات والقيم وآلية تطبيقها فباسم المساواة تناحرت طبقات المجتمع وباسم الحرية انفلت زمام الانسانية وعمت الفوضى وتغول البشر و بين مملكة المسيح بن مريم وبين عهد الدجال حدث الخلل فالايديولوجية الغربية ليست تلك التى سيسير عليها المسيح
ربما لا يعلم الكثيرون أن التوراة حذرت اليهود من المسيح الدجال المنتظر بعبارات قاطعة لا تقبل التأويل وكلمات واضحة لا تحتمل اللبس فالامر ليس هينا فقد جاء فى اسفر التثنية الاصحاح الثالث عشر{اذا قام فيك نبى أو حالم وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت تلك الآية او الأعجوبة التى كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ولم تعبدها فلا تطع هذا النبى أو الحالم انما ذلكم الرب يمتحنكم لكى يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم من كل أنفسكم وراء الرب تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وبه تلتصقون } تثنية 1:13 لذلك أصاب اليهود حين سخروا من النصارى لأنهم عبدوا المسيح فليست النصارى على شىءكما جاء التحذير قويا فى سفر اشعياء فى الاصحاح التاسع {فيقطع الرب من اسرائيل الرأس والذنب الشيخ المعتبر هو الرأس والنبى الذى يعلم بالكذب هو الذنب } اشعياء 13:9 وفى سفر هوشع الاصحاح التاسع أيضا {جاءت أيام العقاب جاءت أيام الجزاء سيعرف اسرائيل النبى فخ صياد } اذن فاليهود يعلمون جيدا أمر الدجال ولكنهم وقعوا فى شركه
بل ان المسيح أخبر النصارى أيضا عنه وحذرهم منه فيقول فى انجيل يوحنا فى الاصحاح الخامس {ان أتى آخر باسم نفسه فأنتم تقبلونه كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا من بعضكم البعض والمجد الذى من الاله الواحد لستم تقبلونه } يوحنا 43:5 فما ناضل اليهود من أجله وما يتوق النصارى اليه ليس الا وهم أضاعو أعمارهم فيه سراب تلألأ اليهم فى الساعات القاسية ظن فاسد لا يغنى من الحق شيئافاذا بهم يهيئون العالم لقبول الدجال وليس للايمان بالمسيح
وسيخرج الدجال من خلة بين العراق والشام ومن ينظر الى خريطة العالم الاسلامى يدرك بقليل من الجهد أنها محافظة الأنبار فربما تكون الأنبار موطن الدجال ولكن هل يعنى هذا أنه ليست هناك مدينة المسيح الحق
بلى هناك مدينة المسيح و سيعود ليحكم العالم ولكنها فترة مؤقتة لن تتعدى سبع سنين وستكون فترة تخرج فيها الارض بركاتها وتنزل فيها الخلافة الأرض المقدسة ويعم الاسلام المعمورة كلها ان مدينة المسيح أشار اليها النص التوراتى فى سفر اشعياء فى الاصحاح الحادى عشر { ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله تحل عليه روح الرب وروح المعرفة وروح الحكمة وروح المشورة ومخافة الرب تكون لذته فى مخافة الرب لا يحكم بنظر عينيه ولا سمع أذنيه بل يقضى بالعدل لمساكين الأرض يحكم بالانصاف للبائسين ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منقة متنيه والامانة منطقة حقويه فيسكن الذئب مع الغنم ويربض النمر مع الجدى ......ويضع الفطيم يده فى جحر الأفعوان } اشعياء 1:11 اذن فهذه هى مملكة المسيح كما رسمتها التوراة يحكم بالعدل والمشورة ولا يقيم منظومة قانونية من عند نفسه أو مما يرى بهواه أليس هذا ما بشر به المسيح الحواريين كما جاء فى انجيل يوحناوهى تتفق فى كل ما أخبرنا به نبى الاسلام ولكن الغرب أقام صرح الدجال ولم يقم مدينة المسيح أشاع الظلم وسرق الثروات ولم يحيى العدل وغرس نمط حياة لم ينادى به المسيح
وأخبرنا نبى الاسلام عن تلك المدينة ما لم يعرفه الغرب حيث أوضح بأنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويبدو أن المسيح لا يؤمن بفكرة قبول الآخر

الخميس، 20 أغسطس 2009

سقوط حركة حماس

حيرتنا جماعة الاخوان المسلمين كثيرا فهى ترفع راية ما يعرف بالاسلام الوسطى وهى تحت هذه الراية ترتكب من الجرائم ما يشيب له الولدان وتقترف من الأفعال ما تتأفف منه الشياطين
فأفعالها المشينة تتأرجح بين القرصنة السياسية فى الصومال فهى تسطو على جهد الآخرين وجهادهم وتريد أن تجنى ثمار كفاحهم وتذرف الدمع وتستنجد بالعلماء أين كانوا حين فروا من القتال ثم التخندق تحت راية المحتل الصليبى فى العراق والتكاتف يدا بيد مع الشيعة الوثنيين والتنكر لصفوف المعارضة التى تأذت من تزوير الانتخابات فى موريتانيا انها تسمى الخيانة براجماتية تبا لتلك البراجماتية
ثم كانت الفجيعة الكبرى بالاجرام الدموى فى غزة حيث قامت حركة حماس بهجوم بربرى وحشى على أناس احتموا ببيت الله قد تتفق معهم أو تختلف ولكن أبدا لا تحرمهم من حقهم فى الحياة وتم هذا أيضا تحت دعوى الاسلام الوسطى
فباسم الاسلام الوسطى تسامحت حركة حماس مع فتاة كانت تتسكع على شواطىء غزة وباسم الاسلام الوسطى قتلت حمسة وعشرين فى مسجدهم وبيوتهم باسم الاسلام الوسطى ترضخ بشكل مذل لرفض نقابة المحامين للحجاب وباسم الاسلام الوسطى تذبح بلا رحمة أناس ارتضوا بأحكام الشريعة بينهم قل بئسما تأمركم به وسطيتكم ....أيها الوسطيون
كنا نتوقع من حركة حماس فى غزة أن تقيم لنا نموذج عمر بن عبد العزيز فاذا بها تستنسخ الحجاج فيا اخوان الحجاج انه بعد ثلاثة عشر قرنا مازال سيف اللعن يلاحق الحجاج فى كتب التاريخ وما زالت دماء سعيد بن جبير توقد أذهان الأحرار
ثم خرجت بعد ذلك تصريحات قيادتها لتدل على جهالة سياسية غير مسبوقة وبلا نظير فهى تتهم تلك المجموعات بصلتها بالخارج وكأن حماس ليس لها ارتباطات خارجية ان ايران تول حماس شهريا بخمسين مليون دولار لتغطى مرتبات العاملين فى مؤسساتها وتحصل ايران مقابل ذلك على فقرة دعائية اعلامية فى قناة الجزيرةفلا تترك شاردة ولا واردة عنها أو عن ذيلها الا سلطت عليه الأضواء وأحاطته بهالة مقدسة فكثيرا ما تسمع بهلوان لبنان يهدد ويهدد وقناة الجزيرة تصفق وتصفق ولا ندرى متى ينتهى هذا العرض المسرحى العبثى ولكنى أنصحهم لا تظنوا أن أمريكا بغافلة عنكم بل هى تعلم ولكنها تغض الطرف لأنهها تريد لك أيها الطيبون أن تظلوا فى المربع الايرانى
ثم يخرج آخر يقول أن حركة حماس لا تفرض أيديولوجيتها على الناس فلماذا حاصرتم المسجد اذن اليس لفرض سلطتكم ورؤيتكم الاسلامية الخاصة أم أنكم تمارسون هواية القتل يوم الجمعة بعد الصلاة من أين جىء بهؤلاء القوم
سأحكى لجماعة الاخوان قصة علها تستفيق عام سبعون ميلادية ثار اليهود على الامبراطورية الرومانية الوثنية فى ذلك الوقت وكان اليهود موحدين يتوقون الى من يخلصهم من اؤلئك الوثنيين فلما رفع المسيح طال عليهم الأمد فثاروا جميعا وتجمع أكثر من ستمائة ألف ثائر مسلح من اليهود وانتفضوا واشتعلت الثورة فى كل أرجاء الأرض المقدسة واستمرت ثلاث سنوات انتهت بمقتل مئات الألاف يقدرهم يوسيفوس وهو مؤرخ يهودى بمليون وثلالثمائة ألف والبعض قدرهم بستمائة ألف وانتهى الأمر بسحق الثورة وهدم الهيكل اليهودى وبعد ذلك جاء أربعون ألف مقاتل فقط من المسلمين وسحقوا الامبراطورية الرومانية لماذا لأن سلامة المنهج هى التى تنتصر ولن تهزم الامبراطورية المعاصرة الا بنفس السلاح

الخميس، 13 أغسطس 2009

انهيار الامبراطورية الأمريكية

هذا المقال قديم نشر من قبل على موقع اخوان اون لاين ولكنه لم يأخذ حقه من النشر كما تعرض لتغيير العنوان وها نحن نعيد نشره بعد بعض الاضافات
على أبواب جامعة هارفارد التي تأسَّس فيها فكرُ المحافظين الجُدُد كُتبت هذه العبارةُ من سفر أشعياء (افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارَّة الحافظة الأمانة ذوو الرأي الممكن تحفظه سالمًا؛ لأنهم عليك توكلوا, توكلوا على الرب إلى الأبد) (أشعياء: 26-2).ان الأمة الأمريكية تتكون من أعراق شتى وأجناس مختلفة كلها تنصهر- أو هكذا تبدو أنها تنصهر- تحت راية القيم الأمريكية.. أمة تتكون من ولايات عديدة يجمعها نظام حكم فيدرالي يأتمر بأمر الباب العالي في واشنطن البيت الأبيض لا يحق لأحد أن يعترض فالامبراطورية الأمريكية التى تتحدث ليلا ونهارا عن الليبرالية ليست ليبرالية فلو تعارضت قوانين الولاية مع القوانين الفيدرالية تقدم عليها القوانين الفيدرالية دون نقاش وتعتبر تلك المادة فى الدستور الأمريكى هى العروة الوثقى التى تحمى الامبراطورية من انفراط العقد ألا يتعارض ذلك مع الليبرالية وحرية الولاية الا يتعارض ذلك وحرية الفرد وحمايته من براثن المجتمع ولكنها شعارات تتوارى وتضمحل حين تطل المصلحة برأسها بل ان مصالح المجتمعات الأخرى والدول تزول أمام الرغبة الأمريكية التوسعية ان العالم يعيش فى وهم كبير اسمه سيادة الدولة ولقد أخرج بنو اسرائيل تلك الامبراطورية من العدم كبديل لأمة الخلافة الإسلامية التي تملأ صفاتها ونعوتها صفحات التوراة.. أمة البر والأمانة والتوكل على الله.وقرَّروا أن يلتفُّوا على نصوص كتبهم ويلوون ألسنتهم فكتبوا على الدولار العبارة الماسونية الشهيرة we trust in god أي: نحن نتوكل على الله ولا أدرى أى اله يتوكلون عليه هل المسيح الذى تبرأ منهم {ان رئيس العالم قد أتى وليس له فى شىء } أم الخالق رب السماوات الذى يحاربون شرائعه بشراسة عجيبة والأعجب أنهم بعد ذلك وقدموا الأمة الأمريكية للعالم على أنها معسكر الخير وحامل لواء العدالة، ولكن كما ذكرت بعد ذلك السيدة أولبرايت بأن حرب أمريكا في العراق قد أفقدتها منطق الخيرية، فاتضح للماسونيين أن أمريكا هي حامل لواء الشر في العالم، وأن رايتها هي راية الشيطان وإن ادَّعَت غير الحقيقة.إن دولةً تنادي بقيمٍ ضدَّ قيمِ الخير وتدعم الضالين فكريًّا وعقديًّا في مجتمعاتنا وتُناصرهم ولا تبخل عليهم بالدولارات والمعونات وحاصرت العراق وقتلت من أهله الآلاف وشرَّدت الملايين، وسرقت نفطَه وثرواتِه، ودمَّرت آثارَه ومتاحفَه.. ليست دولةَ خيرٍ، بل إنها تغدق على المرتزقة الإثيوبيين ليقاتلوا أهل الصومال، لا لشيءٍ إلا أنهم احتكموا للشريعة، فلا يوجد عندهم نفطٌ ولا ثرواتٌ، لم تنقم أمريكا عليهم إلا لأنهم ارتضَوا بنورِ الشريعة حكمًا بينهم، وأمريكا دولة تنشر الظلم والجور في الأرض بقراراتها وتصرفاتها وتدخلاتها و"فيتوها"، هل من الممكن أن تكون رايتها رايةَ الخير؟!إن صفة أمريكا في التوراة هي تلك التي تلَت هذا النص بخمس كلمات فقط، خمس كلمات فقط تفصل بين صفة أمة الإسلام وصفة قرية الكفر والعلو في الأرض.. القرية التي عتَت عن أمر ربها ورسله، فتناصر الدين العلماني البشري للتمكين له في الأرض.. القرية المتغطرسة التي أوضحت توراتُهم- ويا للعجب!!- أنها ستُهزَم.. ستُلصَق بالتراب.. ستدوسها أقدام المستضعفين والمساكين، فيقول سفر أشعياء في نفس الإصحاح (لأنه يخفض سكان العلاء يضع القرية المرتفعة.. يضعها إلى الأرض.. يلصقها بالتراب.. تدوسها الرجل رجلا البائس أقدام المساكين) (أشعياء: 26-5).لقد قضى عليك يا أمريكا أن تلتصقى بالتراب ان من يزرع خيرًا يحصد خيرًا، ومن يزرع الشوك لا يجني إلا ما اقترفته يداه؛ لذلك فإن هذا التنِّين الذي خرج إلينا من البحر نشر الظلام في الدنيا منذ خروجه إليها، أفسد الأرض وزرع الخراب، وزيَّن الباطل، وحاصر أمة الإسلام، ولكن الله حارسها ماذا سيجني (في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان الحية الهاربة.. لوياثان الحية المتحوية، ويقتل التنين الذي في البحر) (أشعياء: 27-1).. فلا تعجل يا أقصى

السبت، 8 أغسطس 2009

بولس والمسيح


لا أملك الا أن أسجل اعجابى بشخصية بولس أو شاول سابقا فالرجل على قدر كبير من الذكاء جيد المراوغة يستطيع الخروج من أى مأزق شغب جماهير يسيطر عليه عقاب رومانى ينجو منه محاكمة يهودية يعلم أن بعضهم يؤمن بالقيامة وآخرون لا فيقول انه يؤمن بالقيامة فيثير الشقاق بينهم ويستميل قلب بعضهم فى صفه كان يحارب أتباع المسيح بكل ضراوة ولكنه وجد أن أمرهم يتزايد يوما بعد يوم فقرر أن يغير التكتيك أن يخترقهم فزعم أن المسيح تراءى له وقرر أن يفسد أمر المسيح من الداخل ان لكل نبى عدو وبولس هو عدو المسيح وان لكل أمة بولس وبولس هذه الأمة عبد الله بن سبأ ولكن شتان بين الرجلين وشتان بين الكتابين ان اعجابى ببولس لا يعدو اعجابا بذكاء مجرم أو مهارة لص فعندما خطب فى الاثينيين استخدم عبارات قيلت فى حق الاله زيوس معبود الاثينيين من أنشودة لأحد رجال المدرسة الرواقية وهو اقلينش وهذا ما أورده و.ج. دى بورج فى كتابه تراث العالم القديم {ان الله لا يسكن فى هياكل مصنوعة وأنه صنع من دم واحد جميع أمم الناس ليسكنوا كل وجه الأرض }
ولد بولس فى طرسوس أحد مراكز المدرسة الأرفية و هى مدرسة يونانية نشأت على يد رجل غريب عنها أتى اليها من تراقيا فى القرن السادس قبل الميلاد وتعتقد تلك المدرسة بأأن الله الذى يعبدونه قد مات من أجلهم ثم قام من قبره وأنه اذا دعى بايمان حق وطقوس صحيحة استجاب لهم وأنجاهم من الجحيم وكما يقول ديورانت أن تلك الأديان الغامضة الخفية هى التى أعدت اليونان لاستقبال بولس
كان اليونانيون يعبدون الأصنام وجعلوا لكل شىء الها وربا كان كبير الآلهة عندهم هو زيوس ولكنه كان ذا مغامرات جنسية فتزوج اخته الالهة ريا وأنجب منها ابنته برسيفونى التى اغتصبها وأنجب منها ديونيسس اله المدرسة الأورفية والذى كان أحب أبناء زيوس الى نفسه و كانت تلك المدرسة منتشرة فى مدينة طرسوس مسقط رأس بولس ولكن هذا المعبود ديونيسس تآمرت عليه قوى الشر التيتان الجبابرة فحوله أبوه زيوس الى خروف ثم ثور ولكن التيتان كشفوه فأخذوه وعذبوه ومزقوه اربا اربا و سلقوه وأكلو لحمه ولكن أباه زيويس أهلكهم وأعاد ابنه الى الحياة مرة أخرى لذلك كان أبناء تلك المدرسة يقيمون عشاء ربانيا مقدسا ويأكلون فيه ثورا نيئا ويشربون دمه معتقدين أنهم سيتوحدون معه وكان يقام لديونيسس عيد فى اليونان وأعياد اليونان كانت تشبه الموالد عندنا وكان عيد ديونيسس يبدأ مع بداية الربيع ويحكى لنا ديورانت طقوس هذا العيد فى فصل آلهة اليونان فيقول {فتخرج نساء اليونان الى التلال حيث يزهر الكروم ليقابلن الاله حين يولد من جديد ويقضين يومين كاملين يحتسين الخمر بلا حساب ويرهفن آذانهن لسماع قصته التى يعرفنها جيدا حق المعرفة وما لاقاه الههن من عذاب وموت وبعث وكن أثناء احتسائهن الخمر يرقصن ويهتجن اهتياجا يتحللون فيه من كل شىء وكن يمسكن بماعز أو خروف أو رجل فى بعض الأحيان يرين أن الاله قد تقمصه ويمزقنه اربا وهو على قيد الحياة احياء لذكرى ديونيسس ويأكلن لحمه يتخذنه عشاء ربانيا مقدسا يعتقدن أن الاله سيدخل بهذه الطريقة الى أجسامهن ويستحوذ على أرواحهن ويصرن هن والاله شيئا واحدا وتسمى هذه الحالة ecstases أى النشوة واستسلم ديونيسس لوارثه المسيح } وقد انتقلت هذه الطقوس بكاملها الى النصرانية ولكن العجيب أن النص الانجيلى هنا يعانى من أزمة وهو لماذا لم يأكل الحواريون بالفعل المسيح ألم يكن بينهم قد يكون الأمر-كما يدعون - مقبولا لمن لم ير المسيح ولكن من عايشه وآمن به كان المفروض أن يفعل ذلك أما الادعاء بأن المسيح قدم لهم كسرة خبز وقال هذا جسدى وكأس وقال هذا دمى فهذا تنصل مما قاله بأن {جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق ..من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه } يوحنا 55:6 كما أن بطرس لم يثبت بل أنكر المسيح ثلاث مرات والحواريون هربوا وهو الأمر الذى دعا فولتير للسخرية من هذا المسمى العشاء المقدس قائلا{ الكاثوليك يصرحون بأنهم يأكلون الرب لا الخبزواللوثريون يلتهمون الرب والخبز كليهما معا والكلفنيون يأكلون الخبز فقط لا الرب واذا روى أحد شيئا من هذا الاسفاف والجنون بين الهوتنتوت والكفار لقلنا انه يخدعنا }
وورث ايسس ديونيسس وايسس هو المسيح عيسى بن مريم باللغة اليونانية ربما كان أيضا هذا التشابه الموسيقى فى الاسم سهل المهمة على بولس فعيسى بالعبرية يسوع ويترجمه ديورانت معين الله ولكنى أفضل ناصر الله وهذا هو اللفظ القرآنى من أنصارى الى الله ولينصرن الله من ينصره وناصر الله لا تعنى كما يروج السذج أن الله ضعيف يحتاج الى من ينصره ولكن تعنى أنه ينصر سبيل الله ودين الله ضد سبيل الشيطان فمن يفعل ذلك يدخله الله الجنة – اللهم اجعلنى منهم - ومن لا يفعل فهو مع الشيطان فى جهنم وترجمة ايسس الى العربية هى عيسى لأن اللسان الأعجمى ينطق العين المكسورة ألفا مكسورة وتحذف السين التى فى آخر الكلمة كما هى العادة فى الأسماء اليونانية ويا ليت الأمر توقف عند المسيح وفقط

بل ان أعمال الرسل تقص علينا أمرا عجيبا وهو أن بولس توجه الى مدينة أفسس لأن الجماهير هناك كانت تعبد أرطاميس وكانت الأعياد اليونانية تشبه كما قلت ما يعرف حاليا بالموالد حيث كان هناك صناع يصنعون لها التماثيل وتجار وبشرمريدين و مستهلكين من كل آسيا أى حركة اقتصادية كاملة فوجدوا أن تجارتهم سوف تبور فحدث شغب من أجل أرطاميس ولكن الحقيقة من أجل مكتسباتهم فحدث اضطراب فى المدينة وأخذوا يصرخون {عظيمة هى أرطاميس الأفسيين } أعمال الرسل 34:19 وأرطاميس تلك كانت عند اليونانيين الهة الصيد العذراء التى ليس لديها وقت لحب الرجال وكانت نساء اليونان وآسيا يستعينون بها عند آلام الولادة فتخفف عنهم آلام الوضع وكانت فى مدينة أفسس تلك المذكورة هى الهة الاخصاب والأمومة فاختلطت فكرة العذراء بالأم ويقول ديورانت {أن الكنيسة حولت عيد الحصاد الذى كان يقام لارطاميس فى منتصف أغسطس الى عيد انتقال العذراء الى السماء }
أى أن عبادة أرطاميس تحولت الى عبادة مريم لذلك كانت الآية القرآنية {ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى الهين من دون الله قال سبحانك }
ان ما فعله بولس هو أنه ألبس ديونيسس معبود اليونانيين ثوب المسيح وأعطاه الى اليونانيين من جديد ...
وأخرج أتباعه من نور التوحيد الى ضلالات الثقافة الهلينية
لذلك كان بولس هو عدو المسيح

الاثنين، 3 أغسطس 2009

أزمة العالم الفكرية

أزمة العالم الفكرية
كان فولتير يعتقد أنه لا حاجة للدين فى المجتمع ولما اتسعت خبرته بالأهواء البشرية بدأ يسلم أنه أمر لا بد منه فلا يوجد قانون أخلاقى يمكن أن يكبح الغرائز البدائية فى النفس البشرية الا اذا دعمه ايمان شعبى عام بأن هذا القانون صادر عن اله بصير يثيب ويعاقب و فى كتاب الملحد والحكيم يقول الحكيم {سأفترض أن الانجليز كلهم ملحدون وأذهب الى أن هناك بعض مواطنين مسالمين هادئين بطبعهم أثرياء الى حد يمكن أن يكونوا معه أمناء يلتزمون مبادىء الشرف ويراعون قواعد السلوك الى حد أنهم يسعون جهدهم ليعيشوا معا فى المجتمع ولكن الملحد الفقير المعوز سيكون غبيا ان لم يقتل أو يسرق ليحصل على المال فهل تنفصم كل عرى المجتمع وروابطه وتطغى كل الجرائم الخفية على العالم وتنتشر مثل الجراد على الأرض .....اذن يكون اليمان باله يثيب على صالح الاعمال ويعاقب على الشرور ويغتفر ما دون ذلك من الأخطاء اليسيرة من أنفع الأشياء للانسان } ول ديورانت قصة الحضارة المجلد التاسع عشر
اذن لا بد أن نتفق مبدئيا على أهمية وجود منظومة أخلاقية تحكم المجتمع وتهذب غرائز البشر المتأججة وطباعهم الفوضوية حتى لا تتفلت الروابط بين عناصره وكما ينصح ميكافيللى دائما الحكام بضبط أخلاق رعيتهم ولكن هل المنظومة الأخلاقية تلك تقوم على أسس عقلية تعرف من خلالها قيمة الالتزام الخلقى ولكن العقل يضعف أمام لهيب الرغبة أم تكون على أسس قانونية و تشريعية قاسية ترهب الفرد وكل من تسول له نفسه الخروج على القانون ولكن النفس البشرية تستطيع أن تلتف وتتحايل على أى قانون أم تقوم المنظومة الأخلاقية على أسس دينية , منظومة منبعها ايمان باله خالق يحاسب الناس على تصرفاتهم وأفعالهم لتحمى كل فرد من تجاوزات الآخرين , الاجابة لا بد من وجود الثلاثة معا وهذا تجده قى دين الاسلام فتجد لقمان يربى ابنه ويوضح له حكمة كل خلق بطريقة عقلانية ويجعل أساس تربيته ثلاثة أركان علاقة الولد بربه لا تشرك علاقة الولد بأبويه ان اشكر لى ولوالديك وعلاقة الولد يالمجتمع والناس لا ترفع صوتك لا تمش مختالا ويوضح فى كل منها الفائدة , وشريعة عقابية تردع الأنفس الشاردة بلا وعى , واله عادل يثيبك عليه وكما قال نبى الاسلام أنا زعيم بيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه
وعلى ذلك فالأيديولوجية العلمانية الغربية لا تكفى لتهذيب طبائع النفوس والسيطرة عليها والتى أدت الى تخبط العالم أخلاقيا وتشريعيا

كما ان العالم يتخبط فى نمط الحياة الذى ينبغى أن يسود فالنمط الغربى انحاز الى المدرسة الابيقورية اليونانية القديمة والتى تختلف عن المدرسة الرواقية فكلا المدرستين تحاول أن تقدم الهداية لروح الفرد كيف يعيش وكيف يصل الى السكينة والهدوء النفسى بمعزل عن العالم المضطرب أو العواصف النفسية الداخلية فكما جاء فى كتاب تراث العالم القديم للمؤلف و.ج.دى بورج يقول أن الرواقى يرى تحقيق ذلك باتباع الفضيلة واخضاع العواطف والزهد فى مباهج الحياة وهذا النموذج الذى تأثرت به النصرانية فابتدعت الرهبانية التىلم تكتب عليهم فنشأت نتيجة تصارع الأساقفة على المناصب الكنسية العليا لما تدره عليهم من ربح وكما قال سيريان ان أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم فنشأ لذلك رد فعل عكسى مغاير تماما وخرجت طائفة تتمرد على هذا التناحر الدنيوى واتبعت سنة الرواقيين اليونانية فخرج بولس الناسك الى الصحراء المصرية معتزلا وعام 275 قضى راهب مصرى يدعى أنطونيوس ربع قرن من العزلة وعمت شهرته الآفاق وعمرت الصحراء بالنساك المنافسين له والذى يتابع الخطاب الدينى الاسلامى عبر الفضائيات يلاحظ أنها تتبع هذا الجانب الانعزالى عن المجتمع وعدم مناقشة قضاياه ويركز على جانب العبادات ألا يعلمون أن من سار فى حاجة أخيه حتى قضاها كاعتكاف شهر فى مسجدى هذا وأن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذى جيرانها فهى فى النار
أما نمط الحياة الابيقورى على النقيض منها تماما والذى يرى الاستجابة الكاملة لكل الرغبات الانسانية لتحقيق اللذة والسعادة وهو النموذج الذى اختاره الغرب ليكون أساس الامبراطورية المعاصرة واذا كان الابيقوريين كانوا يعيشون على مبدأ{دعنا نأكل دعنا نشرب لأن غدا نموت } فهم كانوا يرون أن خوف الناس من حياة مستقبلية فى أرض الأرواح المخيفة الأخروية هو مصدر القلق والألم على الناس فى الحياة وهذا يتفق مع المبدأ الأمريكى . enjoy your self ولكننا أوضحنا أن الناس كلهم لو عاشوا على هذا المبدأ الأبيقورى فانه انتحار للبشرية فاطلاق العنان لتلك الرغبات مدمرللنفس الانسانية ذاتها حيث بعد فترة يعتريها الملل و القلق وتكتشف أن هناك ظمأ روحيا يفتك بها كما أنه مدمر للتنظيم الاجتماعى لأن الرغبات الانسانية متقاطعة ومتناقضة مثل شبكة المرور فلابد لها من تنظيم حيث تكثر تعديات الأفراد بعضهم على بعض ويحدث كما أوضحنا سالفا انفراط عقد المجتمع خاصة أن البشرية حتى الآن لم تستطع أن تفرق بين ثلاثة أشياء الاستطاعة والرغبة والحق فليس كل ما تستطيعه حق لك وليس كل ما ترغبه حق لك فالاستطاعة مثلا يمكن لأى مسجل خطر أن يهددك بسلاح ويستولى على ما معك ولكن هل هذا حق له
تستطيع اسرائيل فى الظرف الحالى أن تبنى مستوطنات فى الضفة الغربية فى ظل معاونة اخوانهم من حركة فتح ولكن هل هذا حق لها كذلك الرغبة قد ترغب المرأة فى اظهار مفاتنها واثارة النظر اليها ولكن هل هذا حق لها
وفى السياسة قد ترغب اثيوبيا بناء سد لها يمنع مياه النيل فى مصر فهل هذا حق لها ولكن هل مافعلته د. مروة الشربينى حق لها هنا نقول نعم لأنه انقياد لمنظومة أخلاقية أمرها بها الدين تحمى المجتمع ولا تؤذى مشاعر أحد
ان عدم وجود معايير ثابتة وواضحة بين تلك المفاهيم الثلاثية يؤدى الى الفوضى لذلك فالنمط الأبيقورى لا يحكمه قانون الا قانون اللذة الشخصية فتتحول حياة البشر الى حلبة مصارعة يخسر فيها الجميع أما نمط المعيشة الذى يقدمه الاسلام فهو وسط بين الرواقية والأبيقورية فقال انكحوا ما طاب لكم من النساء وقال غضوا من أبصاركم قال ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة وقال لا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تجعل يدك مغلولة وقال لا تبسطها كل البسط قال امشوا فى مناكبها وقال سارعوا الى مغفرة من ربكم قال لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وقال كتب عليكم الصيام انه نمط فريد فى الحياة نمط يحقق المتعة والفضيلة السعادة والسكينة يحقق اللذة والرضا
أما أزمة العالم على مستوى الحكم والسياسة فمريعة تحت رعاية القطب الواحد الذى لم يرع الا مصالحه الخاصة وأباح لنفسه كل شىء
لقد قال نبى الاسلام أنه نصر بالرعب مسيرة شهر ولكن هل هذا يعنى أن يفتك بالناس لا بل اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فرغم قوة الرعب تخرج فضيلة العدل ورغم جحافل الجيش يخرج سيف الرحمة وقال بين الناس ولم يقل بين المسلمين فلا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ...اعدلوا هو أقرب للتقوى وهذا ما لم تفعله الامبراطورية الرومانية المعاصرة فما ان عادت لها القوة حتى اشتعل بداخلها ثأر الماضى فسحقت ميزان العدالة دون أى اعتبار
يقول أحد العلماء النابهين ان معظم ما يواجهه التاريخ هو مشكلتان الأولى كيف نفسر قيام الدولة الرومانية والثانية كيف نفسر سقوطها والأمر ليس بالصعوبة كما يراه هذا العالم , فالامبراطورية الرومانية لم تشيد فى يوم بل أكثر من ثلاثة قرون ولكنها انهارت فى بضع سنين كما هزمت هى الفرس فى بضع سنين فكانت غزوة مؤتة عام ثمانية هجرية وانسحب خالد بن الوليد ليعود مرة أخرى بعد سبع سنوات فى معركة اليرموك ثم تفتح بعدها الشام ومصر انهيار غريب وسقوط مفاجىء لن أفسر سببه , ولكننى سأفسر له لماذا ستسقط الامبراطورية الرومانية المعاصرة فى جملة واحدة وهى أن " استراتيجيتها أنها تفسد الآخرين لا أن تصلح من شأنها"
أما يعلمون أن الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها الى الأبد

- عزيزى القارىء معذرة بعد المقالة القادمة بمشيئة الله والتى ستكون بعنوان " بولس والمسيح " سأحصل على اجازة الصيف شهرا كاملا