clavier arabe

الأربعاء، 30 مارس 2011

فى فلسفة الخداع


أصبح الخداع صفة تتسم بالايجابية فى العلاقات الانسانية المعاصرة وكلما كانت لديك المهارة فى اتقان هذه الصفة أغدقت عليك كلمات المدح والاطراء من رؤسائك الأشرار وأصبح العالم كله يطفو على بحيرة من الخداع ترتكب الحماقة وتلصقها بالآخرين وأضحت كل المجالات لا تخلو من أصحاب هذا الفن الفاسد الجذاب فمثلا فى المجال الاقتصادى يقول المؤلف فورست أفهيلد فى كتابه اقتصاد يغدق فقرا الصادر عن سلسلة عالم المعرفة عن شركة Nike "لقد نقلت هذه الشركة الامريكية انتاجها الى اندونيسيا وهى تستخدم فى موطنها الجديد صبايا وفتيات فى مقتبل العمر لقاء أجر أدنى من الأجر الذى تحدده القوانين كحد أدنى وبحسب تقدير نشرته منظمة العمل الدولية تعانى 88% من العاملات من وطأة سوء التغذية واذا كانت تكاليف زوج الأحذية لا يتجاوز اثنا عشر سنتا أمريكيا فان زوج الأحذية هذا يباع فى الولايات المتحدة بسعر يتراوح بين ثمانين دولار ومائة "انهم يستغلون الرغبة الانسانية فى التفاخر وحب الظهور مع بعض الدعاية الضخمة ليجنوا من ورائك الأرباح الطائلة انهم فقط يشبعون تلك الرغبات الانسانية المتطلعة وكان الفيلسوف اليهودى الشهيرفيلو يقول عن بنى جلدته انهم سحرة النقود فهم يجيدون طرق الوصول اليها ولقد جاء فى الحديث أن اللعنات تطارد تلك الفئة منهم التى حرم عليهم الشحوم فاذا بهم يقومون ببيعها والتربح بأثمانها.... واذا حرم الله شيئا حرم ثمنه


انه غص فى حلوقهم أن يتركوها هكذا دون استغلال وأن يلقوا بها فى قارعة الطريق دون انتفاع انه ذكاء أن تستغل كل ما لديك من موارد ولكن يجب أن يكون فى اطار أخلاقى فالخداع لا يكون مقبولا الا على طريقة يوسف عليه السلام حين لم يأخذ اخوته فى دين الملك انه التزم بالضوابط الأخلاقية وقام بتحقيق غاية سليمة


ان الخداع فى أمور الدين والسياسة أمر تنتهجه الدول والطوائف الدينية من أجل تسويق سياسات أو تحقيق منتفعات وذلك لما للدين والسياسة من توافق فى استهداف الجماهير والتأثير عليهم وللدين أثر عظيم فى شحذ الطاقة الروحية ودفعها للارتقاء وتوجيه مسيرة الفرد فلا ينفك السياسيون يستخدمون أية وسيلة لتحقيق التأثير المطلوب فجعلوا الدين وسيلة وليس غاية فى ذاته أصبح مطية وليس امتثالا لأوامر الهية ومنظومة تشريعية تقيم العدل وتحمى الحقوق وترشد العقول الى صحيح السبيل خاصة حينما تهب عليها عواصف التيه الهوجاء من كل مكان والادارة الأمريكية تجيد الاتجار بالدين ببراعة فيقول الكاتب السوفيتى ميران مشيدلوف فى كتابه الدين فى العالم اليوم ترجمة الاستاذ جمال السيد ويبدو أن الكاتب كان يعض الأنامل من الغيظ وهو يرى الشيوعية تندحر أمام الوحش الامريكى فكتب يقول "ويلجأ رجال السياسة البرجوازيين فى الولايات المتحدة مثل غيرهم فى البلدان الرأسمالية الأخرى الى محاولات الخداع الدينى من أجل تبرير أنشطتهم المعادية للشعب ويحظى هؤلاء بتأييد منظمات الكنيسة والتابعين لها من الأجنحة اليمينية " ويقول "ليس من قبيل الصدفة أن رجال الدين المسيحيين يحظون بتأييد الساسة الذين يلجأون الى الدين للحصول على تأييدهم للحصول على تأييده لسياساتهم المعادية للشعب وعلى أية حال فان الساسة يحصلون على ذلك التأييد بشكل أو بآخر" وهكذا فعندما كانت الشيوعية هى العدو الأول للسياسة الأمريكية فانه لجأت الى رجال الدين لمباركة توجهاتها ولكن الآن أصبحت المنظومة التشريعية الاسلامية هى العدو الأول للادارة الأمريكية لذا فهى لا تتورع عن استخدام بعض رجال الدين عندنا وعقد الصفقات مع بعض الجماعات لتضليل الشعوب وصرفها عن الطريق الصحيح والمتاجرة بالنصوص وفبركة بعض السيناريوهات التى يتم طبخها فى السراديب السرية لتشويه صورة الشريعة حين تخرج الى حيز التواجد بين الناس انه الخداع الذى يعيش بيننا منذ الأزل والذى أخذ الآن صفة منهجية يتم تدريسها واتقان فنونها يقول ميكافيللى "ان من يتقن فن الخداع يجد دائما من هم على استعداد لأن تنطلى عليهم خديعته وسنكتفى بذكر مثال واحد فى عصرنا فالبابا أليكسندر السادس لم يقم بأى عمل سوى خداع الآخرين ولم يكن يشغل تفكيره الا ذلك الأمر حيث كان يجد الفرصة دوما للنجاح فى خداع الآخرين ولم يوجد من يفوقه فى مهارة تقديم الوعود واغداق التأكيدات وكان يدعم ذلك بأليمان المغلظة فى الوقت الذى لم يكن هناك من هو أقل منه تمسكا بها وتمكن من تحقيق النجاح دائما فى خداعه " وةكان يرى أن غالب البشر من الدهماء الذين تنطلى عليهم تلك الخدع والدهماء دوما تغرهم المظاهر والأحداث فاذا كان ميكافيللى يرى الغالبية دهماء من السهل خداعها فان أفلاطون كان يرى دوما الجهلاء عبئا فى جمهوريته ويجب التخلص منهم وبين هذين المنطقين كان المنطق الاسلامى الذى يحمل كل فرد المسئولية التامة عن تصرفاته وأفعاله ولن يجديه نفعا أن يسوق مبررا أو أن يأتى بجملة من الأعذار فيقول "وكل انسان ألزمناه طائره فى عنقه " "بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " فليستفق كل شخص ويعلم جيدا أن يقف ولا يظن أن الامر اذا وضعه فى رقبة شيخ معمم أو سياسى مخضرم أنه أصبح مجردا من المسئولية وأنه قد أنهى مهمته فاننا نعيش فى زمن الثعالب المتكاثرة ان نتشار هذا النهج المخادع فى العالم جعل الحياة البشرية فى أكثر الاوقات صعوبة وأكبرها انحدارا واذا كان البعض يرى فيه وسيلة للتكسب دون النظر الى صحة الوسيلة المستخدمة فان البشرية قد خسرت الكثير وأصبح الجحيم واقعا حولنا ولكن وسط هذا الظلام الدامس كله سيخرج بريق النور ورحيق الخير وتعود الى الأرض مدينة العدل كما جاء فى سفر اشعياء فى الاصحاح الأول عندما تعود الى الأرض المقدسة المملكة الراشدة كما صح فى الروايات الاسلامية حيث يقول " لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل: آه إني أستريح من خصمائي وأنتقم من أعدائي وأرد يدي عليك، وأنقي زغلك كأنه بالبورق، وأنزع كل قصديرك وأعيد قضاتك كما في الأول، ومشيريك كما في البداءة ।بعد ذلك تدعين مدينة العدل، القرية الأمينة "



- المقال القادم بمشيئة الله تعالى علمى حيث يدور حول الزمن هل هو توقيت أم تأثير فى ضوء قوله تعالى " وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون" وقول الحوارى الأكبر "ان يوما عند الرب كألف سنة وان ألف سنة كيوم واحد "


بمشيئة الله تعالى



الخميس، 24 مارس 2011

الحواريون .....الجزء الثانى

واستشهد الحوارى بطرس فى عام اربع وستين ابان حريق روما حيث ألصقت به التهمة وسيق نحو المقصلة ولكن بعد ذلك بثلاث قرون حدث أمر جلل
ففى عام ثلاثمائة وخمس وستين ميلادية حدث فى الاسكندرية ما أطلق عليه المؤلف الألمانى مانفريد كلاوس فى كتابه عن الاسكندرية ما أسماه يوم الفزع
فقد حدث زلزال مدمر أحدث تسونامى هائل غير معالم المنطقة تماما فى الحادى والعشرين من يوليو وينقل الرجل عن مؤرخ يدعى أميان قوله "
بعد شروق الشمس بقليل وبعد أن توالى البرق والرعد بشدة اهتزت الأرض الثابتة وارتجت ثم ارتد البحر بأمواجه الهادرة وتراجع عن اليابسة وعندما انفتحت هاوية الأعماق ظهرت الكائنات البحرية على اختلاف ألوانها وهى تتمرغ فى الوحل وأصبحت الوديان السحيقة والمرتفعات التى طالما أخفتها الامواج معرضة للشمس ॥لقد بدت الكثير من السفن هنا وكأنها سقطت على اليابسة والبعض الآخر من هذه السفن راح يتحرك على المياه الصغيرة التى تشبه المستنقعات وراح من كانوا فوق هذه السفن الصغيرة يجمعون الاسماك والحيوانات البحرية بأيديهم ثم تعود الامواج الغاضبة بعد ذلك تتحرك فى الاتجاه المعاكس ضاربة الجزر الصغيرة والمدن محطمة الألاف من المبانى مسببة الكثير من الخراب والغرقى مغيرة وجه الأرض تماما لقد غرق الكثير من السفن فى هذا المد والجزر القاسى وأصبح طبيعيا أن يرى المرء موتى محمولين على ظهور الأحياءوأخرين طافية أجسادهم فوق سطح الماء ووجوههم مطمورة الى أسفل فى المياه "
وهنا تباينت ردود الفعل واستغل كل طرف الأمرلحسابه الخاص حيث رآى بعض الرهبان أن الامر كان عقابا الهيا للامبراطور الرومانى الذى غير عقيدته واستغلتها بعض الطوائف المسيحية لتصفية حسابهم ضد خصومهم من أصحاب المذاهب الأخرى بل ان الامر لم يخل من مبالغة حيث ادعى البعض أن احد الرهبان قام بفتح الانجيل واستقبل به أمواج البحرالهادرة فصد الامواج عن المدينة
ولكن الامر لم يكن سوى نبوءة تحدث بها هذا الحوارى ولكن لم يكن هذا وقتها حينئذ

فيقول الرجل فى رسالته الثانية الاصحاح الثالث "ولكن سيأتي يوم الرب كلص فى الليل الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض " فالعقيدة النصرانية كانت تتحدث دوما عن حدوث دمارسيحل على الأرض قبل ظهور مدينة العدل أدخلها ذلك فى صراعات مستمرة مع الامبراطورية الرومانية ولم يكن اضطهاد دقلديانوس لهم الا فى هذا السياق بعد اشتعال النيران فى قصره مرتين متتاليتين ....وقد أثر هذا الاعتقاد فى العقلية الامريكية فكان هذا محركا لها لالقاء القنبلتين الذريتين على اليابان رغم أنها كانت قد استسلمت بالفعل ولكن بسبب التأثر بهذه العقيدة كان اتخاذ القرار فقد قال وقتها الرئيس الأمريكى ترومان "اذا لم يقبلوا بشروطنا فستأتيهم أمطار من الخراب تأتيهم من الهواء لم يرها أحد من قبل على هذه الأرض "
وكان هذا الدمار ولكن مدينة العدل لم تأت واذا بالنظام العالمى يزداد شراسة ووحشية واذا بالاف البشريعانون من استبداد وقمع ووسط هذا كله حدث تسونامى اليابان الجديد والذى فأجا العالم فى الحادى عشر من مارس واشتعلت المفاعلات النووية كانت الحرائق و تغيرت معالم جزر ومدن بشكل كبيروتتابعت الهزات والزلازل

ولكن بالعودة الى كلمات الحوارى الكبير تجده يتحدث عن انحلال العناصر فهل هذا يشير الى هذا الكم الهائل من الاشعاعات النووية المتسربة وهل نحن الآن على أبواب مدينة العدل أم ماذا تخبىء لنا الأقدار

الأربعاء، 23 مارس 2011

الحواريون

تنتاب دوما جسدى رجفة كلما تعقبت نضالهم تتوهج فى فضاء البصيرة شمعة كلما جال خاطرى فى اثرهم هم أناس صعد نبيهم الى السماء وتركهم وحدهم يحملون على كواهلهم الضعيفة عبء ايصال الكلمة ونشر البشارة بقدوم المملكة الراشدة حيث يرفل العدل فى جنباتها كان المجتمع حولهم قاسيا غليظا لا يقبل تواجدهم والامبراطورية الحاكمة الغاشمة لا تتورع عن المطاردة العنيفة فكانوا كحملان وديعة يطاردها أبناء أبى مذقة "أحد أسماء الذئب "
وصلت أعدادهم بعد فترة وجيزة الى مائة وعشرين لم يكن أحد وقتها يستشعر خطورتهم فى سنوات قلاقل وصلت الى عدة آالاف فقاموا بتنظيم أنفسهم واتسعت دوائر تأثيرهم فرآى المحيطون أن شرارات الخطر بدأت تتطاير فاذا بجحافل المردة تتحرك فكانت المحاكمات والمطاردات وكانت أصابع الشر تحوم حولهم فكتب بعضهم رسالات يتواصون بها على صحيح السبيل والتمسك بالميادىء فكانت رسالتى بطرس حوارى المسيح الأكبر ذلك الحوارى الثائر الذى سطر بعينى الراصد الثاقب أحوال المجتمع من حوله ولم يكن يدرى وقتها أنه يسطر أيضا معالم وتفاصيل المشهد القاتم فى هذا العصر كان المشهد يتأرجح بين أناس يتشدقون بالحرية يقدمون أنفسهم على أنهم كهنتها المدافعين عنها وأناس آخرين يتاجرون بالنصوص المقدسة فيسوقون القوم نحو طريق أعوج فيقول الرجل فى رسالته الاولى الاصحاح الثانى " لأنه هكذا مشيئة الله أن تفعلوا الخير لتسكتوا جهالة الناس الأغبياء كأحرار ولكن ليس الحرية عندهم كستار للشر بل كعبيد لله " فكانت الحرية هى غطاء الشر الذى يتوارى خلفه فرسان الجهالة فيميلون مع الهوى حيثما يميل يخرجون من ظلمة لينغمسوا فى أخرى ويبدو أن الامر كان على درجة من الشيوع دفعت الرجل الى الاشارة اليهم مرة أخرى فى رسالته الثانية فى الاصحاح الثانى "واعدين اياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد " ثم يستدير الرجل الى الصنف الآخر واذا به يوضح لنا كيف خرجت الفرق الضالة فى التاريخ النصرانى والعقيدة الاسلامية كيف خرج عبد الله بن سبأ وواصل بن عطاء والجهم بن صفوان فيقول " ولكن، كان أيضا في الشعب أنبياء كذبة، كما سيكون فيكم أيضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا
وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق
وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة " حقا أؤلئك الذين يدسون الاقوال الباطلة ويلبسونا بهالة من النصوص المقدسة فيعلمون الناس الاباطيل ويقدمونها على أنها من صحيح السبيل فاذا انتقلنا الى مشهد الاستفتاء المصرى على التعديلات الدستورية الأخيرة تجد العجب العجاب يخرج علينا البعض بالقول " الله هو الذى أسقط النظام " وأن هذه الثورة صنعها الله " وهى كلمة حق لم يرد بها ولم يرد الا من خلالها الباطل فالامر كله لله ولكنهم يرددون هذا القول للسطو على جهد الآخرين وسرقة ثمرات تضحياتهم فغزوة بدر صنعها الله فهل مقاتلو بدر لا يؤجرون ولا يكون لهم ما قال الرسول فى حقهم "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اصنعوا ما شئتم " والنصر ما هو الا من عند الله فهل لاهذا يعنى أنم نبخس المقاومة العراقية البطلة حقها و يهدر أؤلئك الخانعون الخاضعون الأذلاء حقها ما هذا الهراء أيها الكذبة ؟ مثل هؤلاء كمثل لص سطا على أموال رجل فصرخ المسكين أيها اللص مالى ....مالى أيها اللص فنظر اليه الرجل باستغراب شديد : ايه يا أخى لا تكفر ان المال هو مال الله ألم تقرأ قوله تعالى "وأنفقوا من مال الله الذى آتاكم " انه مال الله الذى آتاك اياه
ان التعديلات الدستورية تتعارض مع عالمية الاسلام انها تحرم عمرو بن العاص وصلاح الدين الايوبى من تولى زمام الامر فى مصر فكيف يقال أن نعم من عند الله أى تدليس هذا الذى يتفوه به أؤلئك المتقهقرون لقد أرادوا أن يخدعوا الناس فجعلوا نعم اسلامية ولا علمانية
ثم يتوجه هذا الحوارى المتألم لأصحابه ناصحا ومحذرا من الوقوع فى شرك الشيطان الذى يتجول بيننا بحثا عن صيد ثمين يعود به أو هدف يطمح الى السيطرة عليه فيقول فى رسالته الاولى الاصحاح الخامس

"اصحوا واسهروا। لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه، راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم "



الأربعاء، 16 مارس 2011

نساء وفلاسفة و...مخابرات

حينما رسم أفلاطون ملامح جمهوريته لم يغفل دور النساء فيها ومن ذا الذى يغفل أدوارهن وجاءت آراءه واضحة فجعل المرآة مساوية له تماما الى درجة التطابق الكامل فى كل شىء حيث يقول" الدولة التى تسمح بأن تحكم حكما مثاليا ينبغى أن يتلقى النساء والرجال فيها نفس التعليم فى جميع مراحله ويتقاسموا كل المهام والمناصب سواء منها الحربية والسلمية " "ففى التعليم وفى كل شىء آخر النساء يجب أن يكن على نفس الخطا كالذكور "
بل ان الرجل تناسى الفارق البيولوجى الذى جعل من أجسادهن الغضة حديث الشعراء وترانيم العاشقين وأمر بأن يتعلمن مهارات الحرب والقتال حتى يتسنى لهن الدخول الى المعارك الملتهبة "دعنا نؤكد بأن النساء يجب ألا يهملن براعة القتال بأية حال ان تلك المهارات يجب على كل المواطنين أن يهتموا باكتسابها " وهذا يتضح بشكل جلى فى الألعاب الأوليمبية والتى يتناول فيها النسوة مستحضرات كيميائية جعلت وجوه الاناث تكتسى بأجسام الذكور
وهكذا فعل أفلاطون جعل النساء كالرجال انه جعل عدد الرجال مضاعفا ولكن روسو ما كان ليترك أفلاطون يعبث هكذا دون تدخل ففى كتاب روسو والمرأة للأستاذ امام عبد الفتاح ينقل لنا ما يرويه روسو عن نفسه "عندما وصلت الى باريس قال لى الأب كاستل اعلم أن المرء لا يستطيع أن يقوم بشىء ذى بال فى باريس الا بمساعدة النساء " ليس فى باريس وحدها يا روسو ان امرأة فرعون هى التى أبقت على موسى بن عمران ليكون لهم عدوا وحزنا
ثم يستمر الرجل رافضا ما ذهب اليه أفلاطون من قيام النساء بأداء النساء تمارين رياضية فى الشارع جنبا الى جنب مع رجال عاريات تماما ودون أن يشعرن بأى خجل هو مطلب غير معقول ولا يمكن أن يحدث الا اذا قمنا بتحويل النساء الى رجال "أنا على وعى تام أن أفلاطون فى محاورة الجمهورية قد حدد نفس التمرينات الرياضية للنساء والرجال معا فهو بعد أن تخلص من الاسرة لم يجد للنساء فى نظامه السياسى مكانا ومن ثم اضطر الى أن يحيلهن الى رجال وهكذا فانه لم يواجه المشكلات الحقيقية " بل ان الرجل أطلقها واضحة فى كتابه أميل الذى يضع دستورا لتربية الأطفال اناثا وذكورا "يجب أن تكون صوفيا امرأة كما يجب أن يكون اميل رجلا " "عندما يصبح اميل زوجك فانه سوف يصبح سيدك تلك هى ارادة الطبيعة ومن ثم فينبغى عليك طاعته " بل ان الرجل شط بشكل كبير وتجاوز كل الحدود عندما اختزل دور المرأة فى الجمال والتجمل متناسيا الدور الثقافى والمعرفى فى الارتقاء بها فيضيف الى رصيدها الفاتن ويرفع من لهب الجاذبية الأنثوى حيث يقول "اذا أنت دخلت الى غرفة امرأة فأى الأمرين أفضل عندك وأدعى الى احترامها أن تراها عاكفة على زينتها وتجميل نفسها كى تبدو فى أحسن حال أو أن تلقاها تكتب الشعر على منضدة زينتها تحيط بها الكتب من كل نوع أيها العقلاء اجعلوا الفتاة أنثى طوال حياتها " أو لا يمكن المزج بين الاثنين يا روسو وهكذا نجد أنفسنا بين رؤيتين متناقضتين بشكل رهيب أحدهما يرى النساء رجالا بلا شوارب أو لحى يصارعن الرجال وأخرى يحرمهن من كل شىء ويختزل دورها فقط فى الحوار مع لوح المرآة الزجاجى
أما اذا جئنا الى الخطاب الاسلامى المعاصر تجده ينظر الى المرأة بعين واحدة حسب الحديث الذى سوف تلقيه الحناجر على المنابر فالنساء فتنة ولكنه تناسى "استوصوا بالنساء خيرا " ان من أزواجكم واولادكم عدوا لكم وتناسى الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات صلاة المرأة فى مخدعها خير من صلاتها فى المسجد وتناسى طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة ان النساء يكن فتنة عندما يتم استخدامهان كسلاح فعال للتأثير على الرجال فى عملية تغيير الأفكار والسيطرة على العقول والتلاعب بها وتوجيهها لخدمة أغراض غير مقبولة هنا تصبح المرآة خصما يشكل خطرا محدقا على الرجل أما حين تكون عضدا له فى درب الخير فانها تكون اليه أقرب البشر وحبة القلب الناضرة وأجاز لها الاسلام التدرب على القتال للتصدى لجحافل الافساد فى الأرض والدفاع عن أسوار الدين لم يبخس الاسلام للنساء فضلا ولم يمنعهن حقا شريطة أن يكون كذلك
وهكذا فالاجهزة الاستخباراتية التى تبحث دوما عن طرائق للصيد لا يمكن لها أن تترك هذا السلاح الفعال دون استخدام ودون توجيه..... فتحركه من بعيد ...ان هرقل الذى اغتصب خمسين فتاة استطاعت امرأة أن تتلاعب به وتخضعه لها و شمشون استطاعت امرآة فلسطينية أن تجرده بسهولة من قوته وتشى به الى قومها من هنا كانت النساء سبيلا لا يمكن أن يترك ويتم التفريط فيه فوقعت المرآة فى مستنقع من الاستغلال والفهم الخاطىء استغلال استخباراتى شرير وفلاسفة ينشدون بريق الحقيقة وعقل يعجز عن فهم النصوص فمثلا القول بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج يتم فهمها بشكل يثير عواصف من حين لأخر وتجد السفهاء يكررونه على نحو مقزز والأمر يعنى ببساطة شديدة أنك لا تتعامل مع المرأة على منوال واحد أو وجه ثابت انك عندما تسير بسيارة فى طريق ويكون هناك منحنى فانك تميل معه حتى تتم القيادة الرشيدة دون خسائر أو اصابات وكذلك فيجب أن تستدير مع اعوجاج الضلع وانحناءته فلا تكون مع النساء حازما طول الوقت فيتلاعبن بك ولا تكن متوددا على الدوام فيتجرأن عليك ولكن لتكن الحازم المداعب والمتودد القوى واذا كان للمرأة أسلحتها فى الاغواء فللرجل أيضا أسلحته

الأربعاء، 9 مارس 2011

أمن الدولة ....ورقصة الفلامنكو

لم تكن رقصة الفلامنكو الاسبانية الشهيرة الا تخليدا لمحاكم التفتيش وأساليب التعذيب الرهيبة التى اقترفتها الايادى الهمجية فى حق الموريسكيين انها تبدأ بطرقات على الأرض تشبه تلك الطرقات التى كانت تقرع الابواب ثم يخرج الغناء كأنه الصراخ والعويل ولم يكن هذا سوى صرخات اولئك المسحوقين الذين افتضح أمرهم والمضطهدين بسبب أدائهم للطقوس الدينية لقد جعلوا أوجاعنا نغمات يتراقصون عليها ... يا الهى وكأنى أرى الآن أحدهم يبكى من هول الروع والتعذيب ان مباحث أمن الدولة فى مصر كان يسير على هذا النهج الأعوج وهذا الدرب المقزز لقد اختار الجهاز لنفسه أن يقوم بدور الشرطى الشرير وقام بتأديته ببراعة شديدة انه يرضى بعض الغرور النفسى المريض يعطيك نفوذا غير مسبوق وصكا على بياض لتقترف ما تبغى يديك الملوثة دون مساءلة فهل هناك كرم يضاهى هذا الكرم
لقد كان يشبه ما يمكن أن يطلق عليه " السلخانة السياسية " التى تقوم بتصفية الحسابات مع المعارضين فيسطون على منازلهم فى ظلام الليل يستخفون تحت أجنحة الدجى يخشون وميض النور تماما جلودهم الشمعية اذا ما صادفها نور الفجر فانه يجعلها تنصهر.. تذوب ينطلقون كما كان يفعل المجرمون جنود فرناندو وايزابيلا فيهتكون أستار الأسر ويرهبون الأهل والأطفال ولا أدرى من أين استمد أولئك اللصوص شرعية أفعالهم

لذلك فان جهاز أمن الدولة وغيره من الأجهزة الأخرى ليس مجرد مقار تحرق ومبانى تقتحم انه منظومة أخلاقية متدنية تغلغلت فى المجتمع المصرى بشكل اخطبوطى ترقب نظرات المواطنين تتنصت على أنفاسهم تحلل كلماتهم وتثير الوقيعة بين لحمة المجتمع المتراصة انها استراتيجية الشيطان... انه يحوم حولك يدور॥ ويدور॥ يبحث عن نقاط الضعف عن مداخل يمكن من خلالها الايقاع بك والتأثير عليك يقوم باستفزازك واثارة مشاعر الضيق حتى يحل بك الوهن والضعف ومن ثم تصبح ألعوبة فى يده وتقع فى قتام الخضوع تنفذ ما يريد دون مناقشة و مقابل وعود بمنصب وهمى أو رغبات واهية انها تلك الاستراتيجية التى أشار اليها القرآن فى قوله تعالى فى سورة الاسراء "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الاموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا" ان أمن الدولة كان يمارس الرقص مع الشيطان
أعطى الحق للبواب فى أن يراقب سكان العمارة وللمخدومة أن تنقل أسرار مخدوميها أثار سحابات الرعب الدخانية بين الناس حتى يخافوا من الحديث من ممارسة التنفس بالكلمات من ترديد ترانيم الحرية من الاستمتاع بالمحاورات البناءة ان أخطر ما يخشاه أمن الدولة هو حرية الكلمة هو انتشار الثقافة الحقوقية هو التحرر من أشباح الخوف أن يعرف الشعب كلمة تسمى فى القاموس الانسانى الكرامة
من مستنقع الاذلال على الجميع أن يتجرع من بئر المهانة لابد أن تنال نصيبا مفروضا ان جهاز أمن الدولة وغيره من الاجهزة لم يكن يوما مبانى أو مقار انها منظومة حكم ترى فى الشعب هو العدو وفى المنظومة الاسلامية هى الخصم اللدود الذى يقاتل بكل شراسة فى أى خندق تحتشد يا أمن الدولة الطريف انهم الآن يتحدثون عن اعادة هيكلة هذا الجهاز الآثم ويقولون أن دوره فقط سيكون فى مكافحة الارهاب تلك الكلمة الفضفاضة التى لا تحمل معانى محددة والتى تعطى من الصلاحيات ما لا تمنحه كلمة أخرى فتبيح كل شىء انها الغلاف الواقى الذى يتحرك تحته المفسدون انهم يبغون حماية الشعب والدفاع عن مقدرات الوطن وتحت هذه المظلة الخرقاء يتم انتهاك كل الحقوق ببرود شديد والعصف بكل القيم وتدمير كل موارد الدولة وتوجيهها نحو هذا الوحش المسخ ...فلا ترى الا انهيارا تلو انهيار
ان أمن الدولة فى حاجة الى اعادة تقويم سلوكى وتحديد الاهداف وقبل كل ذلك اجراء محاكمات حقيقية لكل من ارتكب الفظائع والجرائم فى حق المختلفين معه فكريا وأن تكون تلك المحاكمات حقيقية والعقوبات تتم بشكل علنى كنت أتساءل دوما لم قام الاحتلال البريطانى فى حادث دنشواى بهذه الوحشية المفرطة وجعل العقوبات على مرآى ومسمع من المواطنين انها رسالة تهدف الى بث الرعب ولكن الأهم ان كثيرا من العقوبات يتم التصريح بها ولكنها لا تدخل فى حيز التنفيذ يتم نشرها على صفحات الاعلام ولا تكون الا حبرا على ورق ولكن البريطانيين يريدون أن يكون تنفيذ العقوبة فى حد ذاته رسالة و ليس فقط الاعلان عنها لذلك فالمرء يطارده العجب وينغص عليه تلك الدعاوى السافرة التى تتغنى بالعفو والتسامح انها جريمة تقترف فى حق المستقبل رسالة الى كل سارق الى كل مجرم فى حق الوطن والشعب ألا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون استمروا فى طريقكم الدنس فالشعب طيب القلب يتم خداعه بعبارت عاطفية ممزوجة بالشجن انها أخلاق الثعلب من أجل الفكاك من الفخ .. من أجل تجنب الوقوع فى الشراك
..... اننا لا نريد لبنى وطنى ثعالب جديدة

الأربعاء، 2 مارس 2011

العلمانية والمدنية

فى تدليس غير مسبوق وفى كذب صراح تقدم العلمانية نفسها على أنها أصل المدنية وصانعة الحضارة والوريث الأوحد للعلوم والمعارف الانسانية.... أيتها العير انكم لسارقون
ان العلمانية تقدم نفسها على أنها التى تعنى وحدها بالعلوم بينما الشرائع الأخرى لا تلقى لها بالا ونسيى هذا المذهب السياسى الأهوج الذى أدخل العالم فى خضم حروب غير مسبوقة مشوبة بتوجهات دينية تارة وعصبيات قومية ذات شرورانتهازية تارة أخرى وأسالت من الدماء ما لا يذكر التاريخ أنه قدر رآى مثله ..نسى هذا المذهب انه كان فى الميدان متسابقون أخر كللوا العلوم بالقيم والسياسة بالأخلاق فكان البناء أشد رسوخا
ان الحضارة والمدنية والعلوم لم يكونوا يوما ما حكرا على العلمانية وحدها فلو عدنا خطوات قليلة الى الوراء فى ذاكرة التاريخ لاتضحت الصورة جلية بلا رتوش فالهولنديون لو تحلوا ببعض من الموضوعية لرفعوا لنا القبعات فى تقدير كبير فقد جعل الله قرطبة الأندلس سبيل الهولنديين الى الخروج الى الحياة يحكى ج।ج। كرواثر فى كتابه قصة العلم "واما بالنسبة الى طواحين الهواء فقد أشار الها هيرو السكندرى فى القرن الأول الميلادى ومع ذلك فالصينيون هم أول من صممها واستخدمها بالفعل ثم تطورت بعد ذلك على أيدى المسلمين المجددين الذين أدخلوها الى أسبانيا فى القرن العاشر ثم اعتمدت عليها أوروبا المسيحي فى القرن الثانى عشر الميلادى فى طحن الحبوب ورفع المياه من ينابيعها العميقة وكانت الطاحونة الهوائية وراء خلق بلاد جديدة تماما فالجانب الأكبر من هولندا ظهر الى الوجود بعد شفط المياه من المستنقعات الواسعة وضخها فى نهر الراين عن طريق مضخات تكتسب طاقتها من طواحين الهواء " كم للمسلمين من أفضال تغمرك يا أوروبا هكذا كانت النظرة الاسلامية للمعرفة السعى نحوها وتطويرها وتعميم نشرها فى الآفاق دون عصبية انه الخير يتدفق الى البشرية دون انقطاع ليس هذا فحسب
ان التطعيم ضد الأمراض الذى أدخله الى أوروبا هم المسلمون ففى الوقت التى كان الجدرى يفتك بأهلها دون ترأف كانت الدولة العثمانية تنعم بالأمان منه يحكى ول ديورانت فى هذا الامر فى الجلد التاسع عشر بعنوا أوروبا الوسطى أن النسوة الشركسيات يخزن الجسم بابر مست بسوائل الجدرى للتحصين منه مما دفع الليدى مارى العائدة لتوها من الآستانة فى رحلة استكشافية أن تقول "ان الجدرى ذلك المرض الشديد الفتك والانتشار بيننا نحن البريطانيين قد جعله اختراع التطعيم سليم العاقبة تماما وفى كل عام تجرى العملية أى التطعيم لألوف الناس وليس هناك حال واحدة لشخص مات منها وقد تصدق أننى مطمئنة جدا لسلامة التجربة اذا علمت أننى أنوى تطبيقها على ولدى الصغير الحبيب" فتلقف فولتير الأمر بالترحاب لقد أضأنا ظلامك يا أوروبا بنور المعرفة والآن ها أنت تردين لنا الجمائل لقد كانت كلية الطب فى باريس تعارض التطعيم حتى عام
1763
ان المفكرين والعلماء الذى يتفكرون فى العلوم والطبيعة و يوجهون أعينهم نحو ظواهر الكون أسماهم القرآن أولى الألباب الذى يتفكرون فى خلق السموات والأرض فى السحاب المسخر فى أمم الطير وأسباب الحياة جعلهم الاسلام درة المجتمع وزمرته الراقية التى تحمل النور فى أيديها فتقود البشرية الى التوحيد...... حين أمر الله المؤمنين بالتقوى قال "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " وحين توجه الى تلك الرموز المضيئة قال "فاتقونى يا أولى الألباب "