clavier arabe

الأربعاء، 16 مارس 2011

نساء وفلاسفة و...مخابرات

حينما رسم أفلاطون ملامح جمهوريته لم يغفل دور النساء فيها ومن ذا الذى يغفل أدوارهن وجاءت آراءه واضحة فجعل المرآة مساوية له تماما الى درجة التطابق الكامل فى كل شىء حيث يقول" الدولة التى تسمح بأن تحكم حكما مثاليا ينبغى أن يتلقى النساء والرجال فيها نفس التعليم فى جميع مراحله ويتقاسموا كل المهام والمناصب سواء منها الحربية والسلمية " "ففى التعليم وفى كل شىء آخر النساء يجب أن يكن على نفس الخطا كالذكور "
بل ان الرجل تناسى الفارق البيولوجى الذى جعل من أجسادهن الغضة حديث الشعراء وترانيم العاشقين وأمر بأن يتعلمن مهارات الحرب والقتال حتى يتسنى لهن الدخول الى المعارك الملتهبة "دعنا نؤكد بأن النساء يجب ألا يهملن براعة القتال بأية حال ان تلك المهارات يجب على كل المواطنين أن يهتموا باكتسابها " وهذا يتضح بشكل جلى فى الألعاب الأوليمبية والتى يتناول فيها النسوة مستحضرات كيميائية جعلت وجوه الاناث تكتسى بأجسام الذكور
وهكذا فعل أفلاطون جعل النساء كالرجال انه جعل عدد الرجال مضاعفا ولكن روسو ما كان ليترك أفلاطون يعبث هكذا دون تدخل ففى كتاب روسو والمرأة للأستاذ امام عبد الفتاح ينقل لنا ما يرويه روسو عن نفسه "عندما وصلت الى باريس قال لى الأب كاستل اعلم أن المرء لا يستطيع أن يقوم بشىء ذى بال فى باريس الا بمساعدة النساء " ليس فى باريس وحدها يا روسو ان امرأة فرعون هى التى أبقت على موسى بن عمران ليكون لهم عدوا وحزنا
ثم يستمر الرجل رافضا ما ذهب اليه أفلاطون من قيام النساء بأداء النساء تمارين رياضية فى الشارع جنبا الى جنب مع رجال عاريات تماما ودون أن يشعرن بأى خجل هو مطلب غير معقول ولا يمكن أن يحدث الا اذا قمنا بتحويل النساء الى رجال "أنا على وعى تام أن أفلاطون فى محاورة الجمهورية قد حدد نفس التمرينات الرياضية للنساء والرجال معا فهو بعد أن تخلص من الاسرة لم يجد للنساء فى نظامه السياسى مكانا ومن ثم اضطر الى أن يحيلهن الى رجال وهكذا فانه لم يواجه المشكلات الحقيقية " بل ان الرجل أطلقها واضحة فى كتابه أميل الذى يضع دستورا لتربية الأطفال اناثا وذكورا "يجب أن تكون صوفيا امرأة كما يجب أن يكون اميل رجلا " "عندما يصبح اميل زوجك فانه سوف يصبح سيدك تلك هى ارادة الطبيعة ومن ثم فينبغى عليك طاعته " بل ان الرجل شط بشكل كبير وتجاوز كل الحدود عندما اختزل دور المرأة فى الجمال والتجمل متناسيا الدور الثقافى والمعرفى فى الارتقاء بها فيضيف الى رصيدها الفاتن ويرفع من لهب الجاذبية الأنثوى حيث يقول "اذا أنت دخلت الى غرفة امرأة فأى الأمرين أفضل عندك وأدعى الى احترامها أن تراها عاكفة على زينتها وتجميل نفسها كى تبدو فى أحسن حال أو أن تلقاها تكتب الشعر على منضدة زينتها تحيط بها الكتب من كل نوع أيها العقلاء اجعلوا الفتاة أنثى طوال حياتها " أو لا يمكن المزج بين الاثنين يا روسو وهكذا نجد أنفسنا بين رؤيتين متناقضتين بشكل رهيب أحدهما يرى النساء رجالا بلا شوارب أو لحى يصارعن الرجال وأخرى يحرمهن من كل شىء ويختزل دورها فقط فى الحوار مع لوح المرآة الزجاجى
أما اذا جئنا الى الخطاب الاسلامى المعاصر تجده ينظر الى المرأة بعين واحدة حسب الحديث الذى سوف تلقيه الحناجر على المنابر فالنساء فتنة ولكنه تناسى "استوصوا بالنساء خيرا " ان من أزواجكم واولادكم عدوا لكم وتناسى الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات صلاة المرأة فى مخدعها خير من صلاتها فى المسجد وتناسى طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة ان النساء يكن فتنة عندما يتم استخدامهان كسلاح فعال للتأثير على الرجال فى عملية تغيير الأفكار والسيطرة على العقول والتلاعب بها وتوجيهها لخدمة أغراض غير مقبولة هنا تصبح المرآة خصما يشكل خطرا محدقا على الرجل أما حين تكون عضدا له فى درب الخير فانها تكون اليه أقرب البشر وحبة القلب الناضرة وأجاز لها الاسلام التدرب على القتال للتصدى لجحافل الافساد فى الأرض والدفاع عن أسوار الدين لم يبخس الاسلام للنساء فضلا ولم يمنعهن حقا شريطة أن يكون كذلك
وهكذا فالاجهزة الاستخباراتية التى تبحث دوما عن طرائق للصيد لا يمكن لها أن تترك هذا السلاح الفعال دون استخدام ودون توجيه..... فتحركه من بعيد ...ان هرقل الذى اغتصب خمسين فتاة استطاعت امرأة أن تتلاعب به وتخضعه لها و شمشون استطاعت امرآة فلسطينية أن تجرده بسهولة من قوته وتشى به الى قومها من هنا كانت النساء سبيلا لا يمكن أن يترك ويتم التفريط فيه فوقعت المرآة فى مستنقع من الاستغلال والفهم الخاطىء استغلال استخباراتى شرير وفلاسفة ينشدون بريق الحقيقة وعقل يعجز عن فهم النصوص فمثلا القول بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج يتم فهمها بشكل يثير عواصف من حين لأخر وتجد السفهاء يكررونه على نحو مقزز والأمر يعنى ببساطة شديدة أنك لا تتعامل مع المرأة على منوال واحد أو وجه ثابت انك عندما تسير بسيارة فى طريق ويكون هناك منحنى فانك تميل معه حتى تتم القيادة الرشيدة دون خسائر أو اصابات وكذلك فيجب أن تستدير مع اعوجاج الضلع وانحناءته فلا تكون مع النساء حازما طول الوقت فيتلاعبن بك ولا تكن متوددا على الدوام فيتجرأن عليك ولكن لتكن الحازم المداعب والمتودد القوى واذا كان للمرأة أسلحتها فى الاغواء فللرجل أيضا أسلحته

ليست هناك تعليقات: