clavier arabe

الخميس، 16 سبتمبر 2010

هوامش فى دفتر التاريخ

- فى عام 1120 ميلادية تنكر راهب انجليزى يدعى ادلارد الباثى فى شخصية طالب مسلم وذهب الى قرطبة ليعود بصيد ثمين ترجمة كتاب "الاصول "لاقليدس والذى استفادت منه اوروبا على مدى أربعة قرون ولم يكتف هذا الراهب المغامر بذلك بل ترجم أيضا كتاب "الهندسة التحليلية " للخوارزمى وبعدها بأكثر من عشرين عاما ترجم روبرت أوف سنتر كتاب "الجبر والمقابلة " وسار على الدرب الايطالى جيرارد الكريمونى فترجم المجسطى لبطليموس واعمال أرشميدس وارسطو والان فان هناك فروعا من العلوم تحظر اوروبا على المسلمين دراستها هكذا يكون رد الجميل

- من يتابع قصص الانبياء فى القرآن يجد أن معظمهم يتم الحديث عنه بشكل مباشر مثل هود وصالح وشعيب أما الحديث عن موسى وعيسى فيأتى بتحليل الظروف والبدايات التى سبقت مجىء كل منهم ومعرفة الاحوال السياسية التى مهدت الى ابتعاثهم
فمثلا هناك شخصية لم يرد ذكرها فى أى انجيل ولكن القرآن لم يغفل عن ذكرها انها أم مريم تلك المرأة التى كانت تعيش ابان عهد هيرودوس الاكبر كانت تحلم بابن تهبه لله محررا خالصا للخدمة فى الهيكل الجديد الذى بناه هيرودوس متأثرا بالعمارة اليونانية تلحظ فى مناجاتها الى ربها أنها كانت من طرف واحد فلم يأتها وحى على طريقة الالهام الداخلى كما حدث مع أم موسى أو تحدثها الملائكة بشكل مباشر كما حدث مع ابنتها تشتم فى تلك المناجاة رحيق الاخلاص الكامل للاله ثم ترى الروع يظهر عليها حين اكتشفت أن المولود انثى وليس ذكرا ثم الاستدراك القرآنى بأن الله يعلم ما وضعت لقد كانت تلك ارادة الهية ورغم أنها ماتت بعد ذلك وكذلك زوجها وتركا تلك الطفلة اليتيمة الناشئة مريم بمفردها الا ان الرب تكفل بها رغم ان الظاهر أن زكريا عليه السلام هو الذى تحمل المسئولية " "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا وتولت الملائكة تربيتها وتوجيهها ونصحها بأن تلزم الصحبة الطيبة " يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين "

- من أكثر ما كان يجذب خيالى للتساؤل والتحليق فى فضاء التاريخ هزيمة عبد الله بن الزبير رغم أنه كان الأقرب الى الشرعية كيف استطاع الحجاج أن يفعلها وينكل بالرجل وبعد تفكر وبحث كانت الاجابة فى هذا الموقف الذى حدث بينه وبين امه وقد طاف بذهنه ما كان لرأس الحسين لقد عرف الفزع منفذا الى قلبه ويبدو أنه قد ظهر عليه أمام الجنود رغم ان الامور كلها سواء... مهما تعددت الطرق و كان فى هذا الوقت قد تسلل الى الهيكل الادارى للدولة الاسلامية أنماط من شخصيات من امم أخرى كانت تنظر الى الحاكم على أنه معبود مقدس وآخرون يعملون فى جماعات سرية موتورة تريد اسقاط الدولة الصاعدة من الداخل وكانت تستخدم ابشع الوسائل فى التنكيل بالخصوم بشكل لم يعهده الصحابة أو اوائل التابعين
لقد نجح الحجاج فى الحرب النفسية ضد بن الزبير وحسم المعركة قبل البدء وكان هذا لابد أن يحدث لأن التجارب البشرية لم تكن نضجت بعد فى مرجل التاريخ ولكن الحجاج لم يحقق النجاح السياسى المأمول
لقد كان مقاتلا بارعا ولكنه كان سياسيا قمعيا وفاشيا يصاحبه الفشل والتمرد اينما حل فليس بالخوف وحده يحكم الانسان

- لو خيرت القرون أى الثياب ترتدى لاختار القرن الفائت أن يتشح بالسواد ولو كان للقرون أفواه تنطق لاكتفى القرن العشرين بالصراخ
ولو كانت تملك القرون حق الاختيار قبل المجىء لاختار القرن الماضى التنحى انه القرن الذى شهد فوران الغرب الاكبر لقد أطلق فرنسيس بيكون على نفسه لقب " نافخ البوق " حيث بشر بعصر جديد مداده المعرفة فى القرن العشرين دوى البوق فى كل الآفاق ولكن رغم كل هذا التقدم العلمى فقد أدار الغرب العالم بعقلية الامبراطورية الرومانية القديمة فقد وصف ديورانت هيردوس الاكبر بأنه مثل اوكتافيوس مؤسس الامبراطورية الرومانية "اذكياء بلا أخلاق أقوياء قادرين بلا ضمير شجعان مجردون من الشرف "
- تأسست أول جمعية سرية فى مصر عام 1911 وكان اسمها جمعية التضامن الاخوى تلتها جمعية التعاون الاخوى التى قمت بقتل بطرس غالى ثم جمعية الرابطة الاخوية
ويقول الاستاذ محمد جبريل فى كتابه مصر فى قصص ادبائها المعاصرين
"أنه بعد قتل بطرس غالى أصدر الاحتلال الانجليزى قرار بتجريم الانضمام الى الجمعيات السرية وامتد العقاب الى أقارب الناشطين سياسيا وأصدقائهم وأقام الانجليز جهاز الخدمة السرية لجمع المعلومات عن الناشطين سياسيا والذى تطور الى جهاز الالقسم السياسى وادارة الضبط وتمخض عنها ذلك الجهاز الرهيب البوليس السياسى كل ذلك بفضل الكونت الانجليزى جورست " وبعد حركة يوليو وتسليم السلطة استمرت نفس السياسة وأصبح الشعب كله تحت المراقبة

- كنت قد كتبت عام 2002 قصة بعنوان "السراب " تخيلت العالم وقد توصل الى علاج لظاهرة الشيخوخة وتأثير ذلك على الحياة المعيشية وقد خلت المساجد الا قليلا من فتية امنوا بربهم فزادهم هدى .. ولهو يتسابق نحوه الجميع والآن أتساءل هل يمكن فعلا ذلك ان تحقيق الخلود على الارض مستحيل ولكن تحسين الحالة الصحية والجسدية فى مرحلة الشيخوخة أمر ممكن ولكن البشر حاليا لا يستحقون





الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

تهنئة بالعيد

كان جاك جان روسو يقترح تنظيم أعياد عامة فى أوروبا لتنمية الروح الجمعية ولالهاب الاحساس بالفرح والنشوة العامة بين المواطنين وتعزيز ذوبان الفرد فى المجموع ويصبح الفرد وحدة كسرية فى بناء الوطن وان كنت دوما أفضل مفردة " العضو الجسدى" فهو أكثر تعبيرا عن التلاحم بين البنيان المجتمعى .... وعن وحدة الغاية والمصير ان الاعياد عندنا تأتى بعد شعيرة روحية نتحلل فيها من مباهج الحياة الخادعة وتوحد الافراد فى الفعل والتصرف ففى الصوم مثلا نمتنع جميعا عن الطعام فى وقت واحد وننقض عليه فى وقت واحد ويطعم بعضنا بعضا انها ليست شعارات طنانة تطلق فى الفراغ انها معايشة كاملة على أرض الواقع
ونظرا لأننى مشاغب وأعشق المشاغبة حتى وانا أرسل برقيات التهنئة فان الواقع القضائى فى مصر أصبح طريفا للغاية فأى منظومة تشريعية تلك التى تأتى بهذه الاعاجيب محاميان يدافعان عن كرامتهما فيتم الزج بهما خلف أسوار السجون وشقيقة احدى الممثلات يتم ضبطها فى قضية مخدرات تحصل على البراءة
الى أين تريد أن توجهنا البوصلة القضائية
من أطرف ما كان يحدث فى القضاء ما كان يقوم به الفيلسوف الشهير فرانسيس بيكون كان يحصل على رشوة من الطرفين ثم يحكم بالعدل


نلتقى بعد العيد بمشيئة الله تعالى