clavier arabe

الخميس، 25 يونيو 2009

العرب واسرائيل....جنبا الى جنب

لماذا لا يقبل العرب والمسلمون بدولة اسرائيل بين ظهرانيهم لماذا لا تكون العلاقة بين مصر واسرائيل كالعلاقة بين مصر وليبيا مثلا يذهب العمال ويأتون بين الفينة والأخرى وتسير الامور هينة سهلة نرسل اليهم انفلونزا الخنازير فيغدقون علينا بالطاعون و نتعاطى من هكذا السوط , أو تكون كالعلاقة بين مصر والسودان يجمعنا نيل واحد ألا يجمعنا ياسرائيل كويز واحد بل لو تعرض الرئيس الاسرائيلى لمضايقات أوكامبو لا نبخل عليه هو الاخر بالنصائح هذه أسئلة فعلا تجول بالخاطر المتفجر تطارد فكرك الحر بشراسة ولكن الاجابة فى جملة واحدة أكثر شراسة مستحيل انها الأيديولوجيا , الأيديولوجيا التى قامت عليها الدولة العبرية
لقد قامت دولة اسرائيل على فكرة مقاربة من ولاية الفقيه الايرانى وهو أن نبى اخر الزمان لم يبعث بعد وعلينا أن نتجمع فى أرض الميعاد لانجاز المهمة واعداد المسرح العالمى لمجىء هذا النبى والسيطرة على العالم
وهذه الاشكالية يبرزها النص التوراتى فى سفر ملاخى اخر نص فى التوراة {هأنذا أرسل اليكم ايليا النبى قبل مجىء يوم الرب العظيم والمخوف فيرد قلب الاباء على الأبناء ويرد قلب الأبناء على الاباء لئلا اتى فأضرب الأرض بلعن } ملاخى 5:4 وايليا كلمة عبرية تعنى "ختام الله " فايل تعنى الله باللغة العبرية وعندما بعث يحيى عليه السلام أرسل اليه علماء اليهود كما ينص على ذلك انجيل يوحنا يسألونه أايليا أنت قال لا وعندما جاء المسيح وجدوه يدعو الى تهذيب روحى لا يسمن معه اليهود ولا يغنى من جوع وبشارة لم تأت كما يحلمون فحاولوا استمالته لمحاربة الرومان فسألوه عن دفع الجزية فقال لهم ادفعوها وأنا معكم من الدافعين فدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله فأبوا الا كفورا وانطلق زمرة القوم الى جزيرة العرب ينتظرون نبى اخر الزمان وعندما خرج من العرب وسبقهم اليه الأنصار قالوا هى حرب حتى النهاية وعضوا على أيديهم الأنامل حنقا وحتى الان ينتظر اليهود ايليا ويتأهبون لاتباعه والمسير خلفه انهم يقتاتون السوف ويعيشون بالأمانى الكاذبة
ورغم أن صفات ايليا تلك تنطبق على محمد رسول الله حيث انه من علامات الساعة كما قال بعثت أنا والساعة كهاتين وهو قد رد قلب الاباء على الابناء فنهى عن قتل الأولاد من املاق أو خشية املاق كما أنه رد قلب الابناء على الاباء فلم تتحدث شريعة عن بر الوالدين كما تحدثت شريعة الاسلام وأما أنه سيمنع اللعنات على الأرض ألم يقل له المولى {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم }
وعلى ذلك فبيت يعقوب ثنى عطفه ليضل عن سبيل الله , لم يرض وقرر أن يسير فى طريق الغى يتخذوه سبيلا وأن يتحالف مع الشيطان ضد ارادة القدر
بينما العقيدة الاسلامية تقوم على أن نبى اخر الزمان قد بعث وأنه اتى بالشريعة السمحة وانتهى الامر
ولكن الأمر لم ينته عند بنى اسرائيل....... فهناك أيديولوجية صدامية بين اسرائيل والمسلمين


نحن لسنا ضد حق اليهود فى الحياة فقد عاشوا دهرا تحت راية الدولة الاسلامية وكادوا لها بلا تعب أو كلل
انهم سود الأكباد , ولكننا ضد الأيديولوجية الاسرائيلية التى تتتناحر مع المسلمين وتريد أن تمزقهم كل ممزق تبطش بهم وتنكل بلا رحمة بسبب رفضهم ما قضى به الاله عليهم

ولكن لماذا كان هذا المسلك هو درب بيت يعقوب ؟؟ من أسوأ ما يكتنف الطبيعة البشرية الكبر والذى يأتى دوما من الأسبقين على اللاحقين فبنو اسرائيل كان منهم الملوك والأنبياء أما العرب فلم يأت منهم أحد فكيف يكون منهم اخر الأنبياء ومؤسس السلطان الأخير على الأرض ان هى الا فتنتك تضل بها من تشاء , انها تشبه تماما خطئية الشيطان لقد قال لربه {أرء يتك هذا الذى فضلت على } يقول "هذا " بنوع من التعالى على ادم فهو خلق قبله وعبد الرب قبله ولم يك ادم شيئا فكيف يسجد له هكذا بكل بساطة تلك كاتت رؤية الشيطان بئس مايرى ألا يحق لمالك الكون أن يقضى فيه ما يشاء

لقد حاول اليهود الايقاع بين يحيى عليه السلام الذى ولد قبل المسيح وجاءته النبوة قبله أيضا فقد وجدوا أن تلاميذه يتركونه ويهرولون نحو المسيح حين بعث فكان لا بد من الصيد فى الماء العكر

فقالوا له ها هو الذى قمت بتعميده أصبح الان يعمد والجميع يأتون اليه { وقالوا له يا معلم هوذا الذى كان معك فى عبر الأردن الذى أنت قد شهدت له يعمد والجميع يأتون اليه أجاب يوحنا وقال لا يقدر انسان أن يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطى من السماء أنت أنفسكم تشهدون لى أنى قلت لست أنا المسيح بل انى مرسل أمامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح من أجل صوت العريس .....الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع } انجيل يوحنا 27:3 لله درك يا يحيى نعم الاستجابة لأمر الله لم تعنف تلاميذك ولم تستجب لالاعيب الشياطين ان مشايخنا يتقاتلون على عدد المستمعين والمريدين وكم الاتصالات التليفونية وكذلك حركاتنا الاسلامية انهم يشربون من مداد واحد , ولك أن تعرف أن أكبر تلامذة المسيح من حوارييه "سمعان بطرس " ويوحنا هما من تلاميذ يحيى عليه السلام
لم يقل يحيى يا رب أنا أكبر منه لم يقل يحيى يا رب أنا أولى منه ولكنه الاستسلام لأمر الله , انه الاسلام
وهذا يعرف فى القرآن بميثاق النبيين الذى أخذه عليهم ربهم فلو جاءكم نبى مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه فقالوا أقررنا
ان عمر المسيح حين أرسل ثلاثون عاما بينما كان عمر أصغر علماء اليهود يفوقه مرة أو مرتين لذلك قالوا بأى سلطان يفعل هذا
و المسيح حين ينزل الى الأرض سيصلى خلف رجل من أتباع محمد وسيحكم بشريعته رغم أنه بعث قبله

وهذه القضية ذاتها قالها سيف الله المسلول للجندى الرومى الذى أسلم قبل معركة اليرموك " ليست العبرة بمن سبق وانما العبرة بمن صدق" ولكن يا سيف الله ليس الأمر بالهين فالحى لا تؤمن عليه الفتنة

وهذا الأمر شرحه المسيح لأتباعه حين ضرب لهم مثلا برجل خرج فى الصباح لاستئجار العمال واتفق معم على دينار ثم خرج نحو الساعة الثالثة وأحضر عمالا اخرين بنفس القيمة دينارا و أحضر كذلك عمالا اخرين فى الساعة السادسة والتاسعة والحادية عشرة وعندما جاء وقت المكافأة بدأ بالاخرين الى الأولين فأخذ اخر مجموعة من العمال دينارأ وأول مجموعة أتت فأعطاها دينارا وحدا أيضا فتذمروا وقالوا { الأخرون عملوا ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر فأجاب وقال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك أما اتفقت معى على دينار فخذ الذى لك واذهب فانى أريد أن أعطى هذا الأخير مثلك أو ما يحل لى أن أفعل ما أريد بمالى لأنى أنا صالح هكذا يكون الاخرون أولين والأولون آخرين لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون } انجيل متى 1:20 اذن فالخالق يريد منا الاستسلام لأمره والرضا بقضائه فمن رضى رضى الله عنه ومن أبى فقد هوى بنفسه فى الفتنة
اذن فلم تكن العبرة أبدا بالسبق الزمنى انما بما قضى به الله فربك يخلق مايشاء ويختار ولكن ألا يعد هذا ظلما ألا يعد هذا جورا شديدا فى حق أؤلئك الأسبقين والاجابة نعم لا يعد ظلما ., ليس تحيزا أو استفزازا فكيف يكون الاختبار
فلو صدقوا لامنوا ولأتاهم ربهم أجرهم مرتين ألم يقل ذلك المولى فى حق عبد الله بن سلام



- مرة أخرى يجد الغرب نفسه فى مأزق غير مسبوق فهو فى حاجة الى مزورى الانتخابات الايرانية فى تلك المرحلة من أجل تكوين صحوات فارسية تتصدى لحركة طالبان لو حسمت أمرها مع الناتو وفى نفس الوقت ها هم الاصلاحيو ن الذين صدقوا شعاراته يقتلون فى الشوارع ولكن الغرب نسى ما كان يدعو اليه أيها الاصلاحيون لقد تخلى الغرب عنكم


الخميس، 18 يونيو 2009

نتنياهو وأمن اسرائيل

فى عام 1996 تولى السيد بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية وأطلق شعارا جديدا الأمن مقابل السلام
بدلا من الشعار القديم الهزلى الأرض مقابل السلام و الذى كان يتشدق به العرب ويهرول اليه المطبعون وتروجه لنا السياسة الأمريكية فجاء نتنياهو ليغير قواعد اللعبة تماما
وفى عام 1999 خرج السيد نتنياهو من الحكومة بعد أن وقع اتفاقية واى بلانتيشن مع السيد عرفات ولم يكن فى الأفق ما يبدو بأنه يعكر أمن الدولة العبرية أو ...... هكذا تخيل دهاقنة السياسة فى اسرائيل
ودائما تخدع الاقدار البشر رغم حرصهم الشديد رغم حالة الحذر التى بداخلهم نحو ما هو قادم ولكن وهل هناك حذر يمنع قدرا , يظنون فى لحظات سكرة القوة ونشوة النصر الزائف أن لهم من الأمر شىء وأن كل الأمور تحت السيطرة ولكن تكون تلك هى اللحظة المرتقبة لتدخل أصابع القدر والأسفار المكتوبة سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

فكلمة نتنياهو مكونة من مقطعين عبريين " نتن " أى عطاء أو بر " ويهوه " بمعنى الرب أى أن اسم السيد نتنياهو يعنى " الرب برنا أو عطاءنا " وهو المشار اليه فى سفر ارمياء فى الاصحاح الثالث والعشرين {ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداوود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجرى فى الأرض حقا وعدلا فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل امنا وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا } ارميا 5:23 لذلك فقد استعانت الصهيونية العالمية بالسيد نتنياهو مرة أخرى عساه أن يجلب لها الأمن المنشود ويعيد الاستقرار للدولة العبرية الوليدة ولكن العجيب أنه فى صبيحة اليوم التالى لالقاء قسم حكومته قتل صبيان اسرائيليان بيد مقاتل فلسطينى مجهول ثم خرج علينا نتنياهو بعد ذلك بخطابه الأخير حول رؤيته للسلام فى المنطقة بلاءاته الشهيرة التى تعيد للأذهان لاءاته فى التسعينيات وقدم لنا الحل من وجهة نظره فى الاعتراف بيهودية الدولة والتعايش بيننا وبينهم مقابل الدولة المذبوحة المنزوعة السلاح وازدهار اقتصادى موعود أقرب الى الرشوة مقابل الأمن المفقود
ولكن السيد نتنياهو لقد تغير الزمن كثيرا
ثم جاء سفراء العالم الغربى الى المنطقة للضغط على حماس ومحاولة امرار بعض الصفقات معها - مثل الافراج عن عزيز الدويك واشادات كارتر - لتحقيق الأمن فى الفترة القادمة على الأقل حتى تزول تلك العاصفة التى تهدد سفينة الغرب المضطربة وأخشى أن تقدم حماس على ما لا يحمد عقباه وان كنت أحسن الظن بهم كثيرا
ولكننى بصراحة أرى الأمر لنتنياهو مختلفا كثيرا عن فترة التسعينيات فنتنياهو الذى صفق له الكونجرس الأمريكى أكثر من اثنين وعشرين مرة وهدد بحرق واشنطن ان أراد وقتها يختلف فعلا عن نتنياهو 2009 ليس فقط فى الظروف المحيطة والأوضاع الاقليمية المتوترة بل فى شخصية الرجل أيضا فنظرات عينيه زائغة وترى فيها ذعرا داخليا يحاول اخفاءه ورؤية ضبابية مشوشة تتغير معالمها كل يوم انهم يوقنون بالنهاية أكثر مما نتصور
ان الحل ليس فى اعتراف المسلمين بيهودية الدولة والموافقة على اغراءت السياسة الأمريكية الكاذبة الجديدة
التى تشبه السراب للعطاشى فى أيام الحر الشديد بل فى التراجع عما تقترفه أيادى الساسة من جرائم وما وقع فى دينكم من تلبيس وتدليس الحل هو العودة الى نور الشريعة التى أخبركم ربكم بمجيئها وأوصاكم بانتظارها ونصرة نبيها والا فالبديل مرعب فقد جاء فى سفر اشعياء موضحا وضع الدولة العبرية فى النهاية التى امتلأت بالكنوز والأسلحة التى لا نهاية لها
{يا بيت يعقوب هلم فنسلك فى نور الرب فانك رفضت شعبك بيت يعقوب لأنهم امتلأوا من المشرق وهم عائفون كالفلسطينين ويصافحون أولاد الأجانب وامتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم وامتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم } اشعياء 5:2 ايه يا بيت يعقوب ألم يحن الوقت بعد ايه يا بيت يعقوب ما كل هذا الذى تمتلىء به قلوبكم ايه يا بيت يعقوب فان القادم أدهى وأمر

حيث يقول بقية النص التوراتى محذرا { ادخل الى الحجر اختبىء وراء التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته توضع عينا تشامخ الانسان وتخفض رفعة الناس ويسمو الرب وحده فى ذلك اليوم فان لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال } اشعياء 10:2 حقا ان لرب الجنود يوما على كل الجبابرة على كل الطواغيت على كل
المفسدين فى الأرض ولا يصلحون ان لرب الجنود يوما ينتقم فيه للثكالى والأرمل للمعتقلين والمعذبين
ويبدو أن هذا اليوم قد أتى وأن تباشيره قد أطلت أسأل الله أن تكون هى الفجر الصادق المنتظر
فان الدخول الى الملاجىء لن يحمى والاختباء وراء الترسانة العسكرية لن يمنع عنكم انتقام ربكم فان ما فعلتموه لم ينج منه بيت فلسطينى أو مواطن عربى أو فرد مسلم لم تنج منه أم أو أب أو عابد أو فقيه
فهلا من عودة

{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
}

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

البحث عن السعادة


أخبرتنى الممرضة بأن شقيقتها قد ملت الحياة فى السويد وأنها تريد العودة الى مصر فأجبتها أجل لكى تقف فى طوابير العيش
هذا الحوار المقتضب أثار فى داخلى مشكلة البشر الحائرة وهى مشكلة السعادة لدى الجنس البشرى تلك الغاية التى ينشدها الجميع على الأرض تلك الغاية التى يلهث الشرق والغرب خلفها يريد أن يظفر بها فما هى السعادة وهل ستتحقق بالفعل على الأرض هل ستتحقق فى عالم يقاتل من أجل المتعة الشخصية المادية فما بال كل منا يمزقه القلق
وان لم يكن الذين يعيشون فى السويد يشعرون بالسعادة فمن يشعر بها اذن
هذا التساؤل قد قفز قبل ذلك الى خاطرى عندما سمعت عن تلك المرأة البلجيكية التى أنعم الله عليها بالاسلام ثم انطلقت لتقوم بعملية استشهادية فى العراق كيف لها أن تفعل ذلك ما الذى كانت تبحث عنه ما هو احساسها وهو تسرع كى تفجر حزامها الناسف فى القوات الأمريكية ما الذى وجدته فى عملها هذا ولم تنعم به فى بلجيكا لذلك فلنناقش هذا الامر بكل صراحة البحث عن السعادة


- يختلف تعاطى كل منا مع هذا الهدف تبعا لأفكاره وأهوائه و لكن ليس بالضرورة أن تكون صحيحة أو مشروعة وبالتالى ليس بالضرورة يحققها فبعدما يستجيب لأفكاره أو أهوائه التى غالبا ما ما تكون قاصرة لا يشعر بالسعادة قد يرى الروسى السعادة فى زجاجة فودكا ويراها الامريكى فى مواعدة فتاة فى حانة ويراها الانجليزى فى فوز مانشستر يونايتيد ويراها المصرى فى الفوز بفرصة عمل ولكنها سعادة لحظية وقتية لا تشبع نهما روحيا يبحث عن السكينة والهدوء
- ان السعادة هى احساس داخلى ينتاب المرء فيشعر فيه بالرضا والاطمئنان
يراها البعض فى اثبات الذات و ارضاء النرجسية النفسية والاحساس بالتعالى على الاخرين وميادين اثبات الذات تختلف من شخص لاخر من النساء أو المال أو الشهرة أو التفوق العلمى فترى الطاقات البشرية تتفجر لقوى دفع فى هذه المجالات المختلفة ولكن ويا للعجب بعد أن يصل الانسان الى مبتغاه يصاب بعدها بنوبة اكتئاب شديد

سألت نفسى يوما ان ممثلات هوليود ينعمن بكل شىء .. كل شىء أموال شهرة حياة صاخبة ومع ذلك تراهن يكافحن القلق القاتل والاحباطات المتكررة وقد يدفع بعضهن الى الانتحار فكيف لا يشعرن بالسعادة

- ذات يوم رأيت الناس مجتمعين على أحد المقاهى يتابعون احدى مباريات كرة القدم ولم يتبق الا دقائق معدودة والدورى يكاد يضيع الكل يترقب الجميع قد حبس أنفاسه المختلطة برائحة الدخان المنبعثة من أحجار الشيشة وفى الدقيقة 93 جاءهم الامل عبر هدف قاتل صرخ الجميع هلل الجميع هتف الجميع ثم بعد ذلك عاد الجميع الى أحزانهم يا الهى أين تكون السعادة اذن ان ما كانوا فيه نوع من الهروب من الواقع المحبط الى شىء يتم فيه افراغ الطاقات الهائلة دون ملاحقات أمنية وهذا ما يسمى بالالهاء الذى كا ن يعنيه باسكال { الالهاء هو تحويلنا عن التفكير فى أنفسنا وفى وضعنا البشرى وأيضا عن الطموحات الرفيعة وعن معنى الحياة والأهداف الأسمى } هذا لا يعنى ألا تشاهد مباريات كرة القدم بل الترويح مطلوب وهو المباح كما فعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان يشاهد ألعاب صبيان الجبشة ولكن لا يتحول الترويح الى الهاء مذموم يكون سبيلا لخداع البشر وصرفهم عن التفكير فى حياتهم اليومية الكئيبة
ولكننا لم نصل بعد الى مفاتح السعادة
- يحدثنا جاك الول صاحب كتب خدعة التكنولوجيا عن النموذج البشرى المثالى الذى ينبغى أن يسود العالم ويقول انه ليس هناك فلاسفة أوعلماء اجتماع أو علماء نفس يخبروننا عن كنه النموذج البشرى المثالى الذى علينا اعادة انتاجه بواسطة أساليبنا التقنية نحن نعرف كيف ننتجه لكن من هو؟؟ وفى النهاية يصل الى أنه سيكون مجرد نموذج مبرمج على ما سيكونه كما أراد الذين أوجدوه وليس كما يريد هو أى أنه لن يتمتع بالحرية والحرية أمر غال وهل باستطاعة أى فرد أن يكون مثاليا دونها }
وهذا أمر هام ما هو النموذج البشرى المرتقب هل هو النموذج المستهلك على الطريقة الرأسمالية لا هم له الا ارضاء الغرائز والرغبات الملحة فما لمشاهير العالم الرأسمالى فى العيادات النفسية
أم النموذج الاسلامى الذى يرى فى الحياة فترة انتقالية لغاية أكبر و أن له دورا نحو المحيطين به والساكنين معه
على هذا الكوكب
هل النموذج الرأسمالى الغربى يتمتع بالحرية رغم كثرة الحديث عنها أم أنه ينصاع دون أن يدرى الى ما يمليه عليه الاعلام الموجه والمدفوع من بعض القوى والاتجاهات
أم النموذج الاسلامى الذى لا يرى سلطانا على الانسان الا خالقه ولا حاكما له الا كتابه

- تقول الأبحاث الغربية الحديثة أن الانسان يشعر بالسعادة عندما ينفق من ماله ويعطى الاخرين أو يعيش لهدف اخر أكبر من نفسه وهذه حقيقة فهل الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وتخلفوا عن القيام بأدوارهم الحقيقية فى سبيل متاع زائل أو هدف رخيص هل يشعرون بالسعادة بالطبع لا
لذلك فان الكفاح من أجل الحرية سعادة وفى رأيى أكبر من الحصول على الحرية ذاتها لأنه بعد الحصول عليها ستشعر بعدها بفترة من الفتور والملل وقد تشتاق نوعا ما الى أيام الاستبداد وألاعيب الحزب الوطنى لتكافح من جديد هذه حقيقة فبعد الوصول الى الهدف قد تبحث عن هدف جديد فان لم تجد فان أنياب الملل ستقتلك فيا أيها المكافحون من أجل الحرية استمتعوا بكفاحكم أما أؤلئك الخانعون فلا سعادة لهم البتة

- عندما تأملت حال القاعدين عن غزوة تبوك الذين تخلفوا عن رسول الله يصف لنا القرأن الكريم حالتهم النفسية بقوله {فرح المخلفون } نعم انهم يشعرون بفرح ولكنه مؤقت فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا فحال الفرح العارض سيتبدل الى بكاء وحزن دائم , قد يكون سبب قعودهم وتخاذلهم هو الحرص على الدنيا , منصب كبير سيارة فخمة , أولاد لهم مستقبل باهر فيقول لنا المولى {ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله أن يعذبهم بها فى الدنيا } فى الدنيا نعم فى الدنيا ستجد السعى وراء المال يرهقه و تربية الأولاد غمة عليه ووبالا ما له من مناص فما للمتدافعين على الدنيا يتقاتلون على السراب فالخانعون والمتخاذلون ليس لهم الا الشقاء الأبدى

- كنت أفكر كثيرا بعد أن يدخل المسلمون الجنة ويتقلبون فى نعيمها ويتكئون على أريكها ألا يصاب بعضهم بالملل دون وجود قضية يدافعون عنها أو يتسلل الى بعضهم الحقد بسبب الاختلاف الطبقى فى الجنة فانها درجات فوجدت الاجابة على السؤالين بين يدى كتاب الله فيحدثنا المولى عنهم بأنهم فى شغل فاكهون ويعلمنا بأنه نزع ما قلوبهم من غل اخوانا على سرر متقابلين وكما قال بن الجوزى فى صيد الخاطر لو لم ينزع المولى ما فى صدورهم من غل لما اسمتعوا بنعيم الجنة

سنعود بمشيئة الله لكتابة المقال يوم الخميس من كل أسبوع


الأربعاء، 10 يونيو 2009

يا قوم ....لقد خدعنا أوباما

وجاءنا القيصر الرومانى الجديد جاءنا بوجه اخر غير وجه سلفه جاء ليبحث عن المصالح المشتركة بيننا
وألقى خطابا بالفعل كان تاريخيا فى أرض الكنانة ومن القاهرة
قليلة هى تلك الخطابات التاريخية التى تدفعها الاوضاع الساخنة والملتهبة المحيطة بها الى قمة الحدث الزمنى فتكون قطعة بارود تتطاير شظاياها فى كل اتجاه تكون لحظة فارقة تدير عجلة التاريخ المقود عندها لتصنع واقعا جديدا فمن تلك الخطابات التاريخية خطاب نابليون فى القاهرة وخطاب التنحى لعبد الناصر وخطاب التطبيع للسادات وخطاب اوباما فى القاهرة ويحاول كتبة تلك الخطابات الفارقة أن يستحضروا كل ما تجود به قريحة أذهانهم من عبارات وجمل لاحداث أكبر قدر من التأثير ولكن ويا للعجب دوما يأتى عكس ما يتوقعون فخطاب نابليون لم يحل دون خروجه من مصر فى زى امرأة ومقتل خليفته كليبر وخطاب التنحى ولو حدثت عشر الاف نكسة ما كان عبد الناصر سيفعل أعقبه مقتل عبد الحكيم عامر وانفجار القاهرة بالمظاهرات ثم وفاة عبد الناصر وخطاب السادات قاده الى مصرعه ان أحداث التاريخ تضحك منكم أيها المحادعون
وذلك لأن تلك الخطابات تكون مثل قرص مخدر لمستمعيها ما ان تنتهى حالة النشوة وتعود الى أرض الواقع المظلم حتى تصبح أكثر شراسة
لقد جمع كاتبو خطاب القيصر كل شىء بذلوا جهدا خرافيا حتى يتحقق الانبهار ولكنى معذرة لن أنبهر
لن أنبهر بأوباما وان قرأ القران كله مرتلا
لن أنبهر بأوباما وان صفق له السفهاء الحاضرون ألف مرة
لن أنبهر بأباما وان دافع عنه اخوان المعلم يعقوب على صفحات الجرائد ومواقع الانترنت وان أقسمت له كل ابواق الدعاية والاعلام أن له سحرا
لن أنبهر بأوباما وان ابتسمت له الشمس وتحدث اليه القمر وداعبته الريح وأنصت له الحجر
كيف أنبهر بمن يريد أن يجرد المسلمين من القوة فى مواجهة المشروع الصليبى اليهودى
كيف أنبهر بمن يريد أن يجعل الشعوب الاسلامية كلها أفراد صحوة تحت دعوى الشراكة انهم يضحكوننى كثيرا
كيف أنبهر بمن يساند الانظمة المستبدة التى تسحل المتظاهرين والمعارضين بلا رحمة ما دامت تحمى الحدود الاسرائيلية
كيف أنبهر بمن يرى الانتخابات النزيهة فى لبنان انتصارا و فى مصر عيب وقلة أدب لأنها تخالف تقاليدنا أى تقاليد
لو أردنا أن نجمل خطاب أولاما فى جملة واحدة فهى على المسلمين أن يتخلوا عن القوة لمواجهة الاحتلال فى العراق وفلسطين وتعذيب الانظمة المستبدة لهم مقابل .... مقابل لا شىء فالتنمية الاقتصادية فى ظل فساد الانظمة لن يشم رائحتها الشعوب المطحونة التى أنهكها الجوع ولن يترفل بنعيمها الا جوقة الفساد والافساد
فكيف نرفض أيها القيصر مقاومة جرائم جنودك ولا نتحرك تجاوزات حلفائك ونصمت هل تريدنا أن ندير لهم الخد الاخر
ان خطاب أوباما به من الاخطاء العلمية التى سنرد عليها والتى تظهر مدى السذاجة السياسية التى يتمتع بها ومن معه وانى لأعجب كيف لمجموعة الاربعين التى كتبته تقع فيها
انه يريد منا أن نتخلى عن العنف { القوة } فى التصدى لزلات رجالات البيت الابيض وجنود الاحتلال الصهيونى وأن نتنكر لتضحيات رجالنا وأن ننسى الماضى كله هكذا بكل سهولة هل تلك هى الصفحة الجديدة انها صفحة دنسة عار علينا ان كتبنا بها حرفا عار علينا ان تقاسمناها سويا
أيها القيصر الجديد ان أى منظومة أخلاقية لا بد لها من قوة تحميها تدافع عنها فى وجه الأشرار والقساة القلوب الذى لا يتورعون عن اقتراف كل الموبقات كل الخسائس مقابل مصالحهم, عروشهم, منتفعاتهم فالبشر ليسوا سواء يقول ميكافيللى فى كتابه الأمير عن حال أى مصلح جديد { يأتى مصلح جديد فيواجه بخصومه الممتلئين بحماسة المواطنين محاولين النيل منه بينما يتوارى عنه أنصاره واذا دافعوا يكون دفاعهم خائرا ضعيفا وبالتالى يجد نفسه فى وسط دوامة هائلة من المشاكل والقلاقل ويتعرض الى خطر عظيم وينبغى اذا أردنا أن نحقق هذه المسألة تحقيقا دقيقا أن نفحص ونتبين ما اذا كان هؤلاء المجددون مستقلين أى أنهم من الكفاءة والمهارة بحيث يصلون الى أهدافهم دون مساعدة من أحد أو أنهم يعتمدون على غيرهم هل يتحتم عليهم أن يرجو غيرهم أو انهم قادرون على فرض ارادتهم بالقوة أما بالنسبة الى الحالة الاولى فانهم يفشلون ولا يستطيعون أن يصلوا الى مرادهم الذى يبغونه وأهدافهم التى يسعون الى تحقيقها واذا اعتمدوا على أنفسهم وتمكنوا من استخدام القوة فانه يندر أن يلحق الفشل بهم وبذلك تثبت الايام أن الأنبياء المسلحين قد احتلوا وانتصروا بينما فشل الانبياء غير المسلحين بالاضافة الى ذلك هناك طبيعة الشعوب التى تختلف من شعب لاخر فقد يسهل اقناعها بأمر من الامور ولكن من العسير والشاق ابقاءها على هذا الاقتناع لذلك يصبح من الضرورى فرض الامور عليها بالقوة } ميكافيللى كتاب الامير فصل الممالك المحتلة بقوة السلاح اذن فالقوة لا بد من توافرها للمسلمين من أجل التصدى لأصحاب المشاريع الهدامة ودعاة الانحراف وللتصدى لقوى الغطرسة والاحتلال
فكيف تريد المقاومة أن تتخلى عن سلاحها وكما استشهدت بالقران يقول المولى { ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة }
وأما حديثك عن الدولتين فانه مضحك لأن الدولة الفلسطينية الناشئة لن تعدو أن تكون مثل مجلس محلى حى حلوان وذلك لأمان الشعب اليهودى ستكون منزوعة السلاح والقوة ومرتبطة حياتيا باسرائيل حتى اذا أرادت أن تخنقها تفعل ولاحرج أو حتى تتوسع على حسابها يقول ميكافيللى {واذا ما وقفت الدولة عن التوسع فانها ستأخذ فى الاضمحلال} وهذه حقيقة فالدولة الاسلامية بعد توقفت عن التوسع بعد غزوة بلاط الشهداء اقتطعت منها الأندلس المتسامحة ثم تم تمزيقها كليا بل ان مصر فى الماضى كان كل حاكم يحكمها يصل الى منابع النيل لتأمينها والى بلاد الشام لحمايتها أما الان فاننا نواجه دعاوى النوبة وتمرد النصارى يقول ميكافيللى {والدولة اذا فقدت الرغبة فى الحرب فقل عليها السلام والسلم اذا طالت فوق ما يجب تؤدى الى الضعف والتفكك لذلك كانت تقوم حرب بين الفينة والفينة مقوية للقومية تعيد الامة للشدة والنظام والوحدة وكان جنود الرومان دوما مستعدين للحرب }

ولأن الانهاك أصاب جنودك فما دعواك تلك الا وسيلة لالتقاط الأنفاس تستعيد فيها قواتكم عافيتها ودولتك اقتصادها ثم تعاودون علينا الكرة من جديد
وأما ادعاؤك عن معاناة اليهود واضطهادهم طوال ثمانية عشر قرنا فهو من عند أنفسهم بما كسب أيديهم لأنهم ابتعدوا عن وصايا الرب
فقد جاء فى سفر التثنية تحذير الرب لهم ووعيده اياهم لو أنهم ضلوا عن طريقه وابتعدوا عن
جادة الصواب { ولكن ان لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التى أنا أوصيك بها اليوم تأتى عليك جميع هذه اللعنات وتدركك ملعونا تكون فى المدينة وملعونا تكون فى الحقل .................يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر ......يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك وتكون قلقا فى جميع ممالك الأرض ......بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الأيام تدفع أغنامك الى أعدائك وليس لك مخلص ..... وتكون دهشا ومثلا وهزأة فى جميع الشعوب التى يسوقك الرب اليهم .....وتأتى عليك جميع اللعنات لأنك لم تسمع لصوت الرب الهك وتحفظ وصاياه وفرائضه التى أوصاك بها } تثنية الاصحاح 28 من 15 حتى 46 اذن فهذا غضب الله عليكم فما ذنبنا نحن
التشتت والتشرذم والانسحاق فعزتكم مع ربكم واتباع ماجاء فى الكتاب كله وليس بعضه واتباع محمد رسول الله نبى اخر الزمان ولكنكم لم تفعلوا
فما ذنب كل من قتلتوهم ويتمتوهم ألم يأمركم ربكم بالاحسان الى الغريب واليتيم والأرملة
فبكاؤك على معاناة اليهود ليست فى محلها وعدم تسامحك أيها المتسامح مع من ينكر المحرقة أو يشكك فيها فانه يكشف ويفضح عوار خطابك

بل هنالك ما هو أشد أن يزحف عليكم جنود الرب يحاصرونكم ويدمرون حصونكم حيث يكمل الرب عقابه عليهم قائلا
ايها القيصر الجديد { يجلب الرب عليك أمة من بعيد من أقصاء الأرض كما يطير النسر لا تفهم لسانها أمة جافية الوجه لا تهاب الشيخ ولا تحن الى الولد فتأكل ثمرة بهائمك وثمرة أرضك حتى تهلك ولا تبقى لم قمحا ولا خمرا ولا زيتا ولا نتاج بقرك ولا اناث غنمك وتحاصرك فى جميع أبوابك حتى تهبط أسوارك الشامخة الحصينة التى أنت تثق بها فى كل أرضك تحاصرك فى جميع أبوابك وأرضك التى يعطيك الرب الهك }
تثنية الاصحاح 28 :49 انظر الى لا تتفهم لسانها والى قوله حصونك التى تثق بها لأن الغرب يثق فى عقليته أكثر من أى شىء
انهم أمة محمد رسول الله ذلك مثلهم فى التوراة لا تتعبوا أنفسكم فا خدعتم المسلمين فى الشرق الأوسط سيأتى بهم الرب من أمريكا الجنوبية من شوارع استراليا من أدغال أفريقيا
يا بيت يعقوب لقد اقتربت الساعة القاسية يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب يا بيت يعقوب لا تعاند لا تكابر ارجعوا الى ربكم يرجع ربكم اليكم
وهذه يا سيادة القيصر الجديد رؤيتى للسلام فى المنطقة ومعذرة ان لم أنبهر فأنت كما قال أحد البسطاء أوباما أوهاما

الأربعاء، 3 يونيو 2009

مأزق زيارة أوباما

تعانى الولايات المتحدة الامريكية من اشكالية كبرى تجسد بشكل صادق أزمة زيارة أوباما الى المنطقة وهى الحفاظ على أمن الدولة العبرية وواجبها الدينى والتاريخى لحماية دولة اسرائيل وبين قيمها وحقوق الانسان فى المنطقة فهى ان أطلقت سراح شعوب المنطقة وأعطتهم حق تقرير المصير فسوف تأتى أنظمة حكم تدخل فى صراع مباشر مع الدولة العبرية وان قامت بدعم نظم الاستبداد وتخلت لقيمها فانها ستفقد مصداقيتها فى المنطقة
فيتزايد العداء والكراهية لها تلك هى بحق الاشكالية الكبرى وحيث اننا هنا نطلق دوما دعوة للعقل والفكر سنناقش بهدوء شديد هذه الاشكالية وسبل الخروج منها فدعم تلك الانظمة لا يعنى بالضرورة الأمان لدولة اسرائيل لأن وجود هذه الأنظمة هو السبب الرئيس لنشأة ما يسمى بالارهاب وما دامت هذه الأنظمة موجودة ستظل جمرة الارهاب متقدة تنتظر الوقت المناسب للاشتعال والانتشار يقول اريك موريس والان هو فى كتاب "الارهاب التهديد والرد عليه " والكتاب صادر عن مكتبة الاسرة ترجمة الاستاذ أحمد حمدى محمود فى فصل سيكولوجية الارهاب
يقول المؤلفان {ان الارهاب يهدف الى اضعاف الثقة التى يشعر بها المواطنون تجاه مقدرة الحكومة القائمة على توفير بيئة امنة بمقدور الناس أن يحيوا فى ظلالها حياة هانئة دون خوف على أرواحهم أو سبل عيشهم وهكذا ينصب الارهاب أساسا على الثقة انه هجوم على معنويات المواطنين ويعمل فى مستوى انسانى أساسى فما لم يتم اشباع الحاجات الاساسية للنفس البشرية وبخاصة الامان والسلامة سيتعذر على الانسان التطلع للقيام بنشاط أسمى مثل اكتساب المعرفة والحالة العظيمة والأهمية الخاصة بتحقيق الذات التى يشعر فيها الفرد بالتناغم هو وبيئته ويحقق فيها ممكناته كاملة } ان قانونا مثل قانون الطوارىء فى مصر لا يحقق الامن للمواطن بل يعامل به المواطنون كأنهم مجموعة من النعاج واذا بالقانون الذى يشرع للوقاية مما يسمى الارهاب يكون هو سببا فيه ومدعاة لانتشاره واذا كان القانون يدفع البعض الى الخوف والركون فانه سيدفع البعض الاخر للاندفاع بلا تعقل أو حدود قد يقول البعض ان القانون هو رد فعل لما يقوم به من تسميهم الحكومات بالارهابيين ولكن بنظرة موضوعية صادقة سنكتشف أن هذا سراب لأن قانون الطوارىء سيدفع الأنظمة الى المبالغة فى ردود أفعالها مما يفقدها الشعبية والتعاطف الجماهيرى وهكذا ستصير الامور فى حلقة مفرغة

والامان الاقتصادى لن يتحقق فى ظل سياسة الاقتصاد الحر و تخلى الدولة عن دورها وأكرر دورها فى رعاية مواطنيها والتكفل برعايتهم صحيا واجتماعيا لأن المواطنين يتنازلون عن حقوقهم فى الثروة العامة التى هى ملك للشعب مقابل الحصول على الاحتياجات الأساسية فان لم يحدث ذلك فان عقد الدولة ورابط الجماعة ينفرط
ان الاحساس بعدم الامان اقتصاديا واجتماعيا وتزوير ارادة الشعب سياسيا هو السبب الرئيس للتمرد على نظم الدولة لأنها أصبحت دولة فاشلة وبنظرة واحدة الى صفحة الحوادث سيدرك الجميع انهيار الامن الاقتصادى والاجتماعى المريع الذى كاد يعصف بالمجتمع
هناك شىء يسميه علماء الاجتماع سلم التسيد وقد أشار اليه السيد موريس والان هو حينما تحدثا عن اختطاف الرهائن والشعور النفسى الذى يكتنفهم فيقولان { ويشعر الرهينة من أثر هذا الاعتداء بأن قوته قد انهارت ولم تعد فى حالتها الطبيعية وأنه قد ازداد هلعا وكأنه قد طرح أرضا بعد ضربه بهراوة غليظة ويشعر بهبوط مكانته درجتين فيما يسميه علماء الاجتماع بسلم التسيد ويرجع الكثير مما فى هذا الطور من حالات انكار وعدم تصديق الى ما يقوم به المخ من قمع طبيعى للمنبهات البيئية التى اذا لم تتم السيطرة عليها فانها تتسبب فى تعريض الشخص لحالة رد فعل توترى شديد انها شىء أشبه بالتخدير الطبيعى وتشبه من جملة وجوه المشاعر التى يشعر بها من أخطر بوفاة عزيز لديه ولولا وجود هذا العنصر المخدر لأصبح الموقف صعب الاحتمال ولا يطاق } ان هذا الشعور الذى يشعر به الرهينة المختطف ألا يشعر به كل المصريين الان ألا يشعر به من ساقته قدماه الى قسم شرطة هل من المعقول أن المراكز التى من المفروض أن تأتى بالحق للمواطن يهرب منها المواطن ويخاف بأسها واذا كان الرهينة من الممكن أن يتعاطف مع خاطفيه الا ان المواطن لن يتعاطف مع من له الشرعية وفعل به الأفاعيل لأنه ليس له من العذر شىء فهو يمتلك كل الامكانيات وتنصل من كافة الخدمات والمهمات

فالمؤلفان يضربان مثلا عجيبا يدل على أن ما تفعله تلك الحكومات قد ينقلب عليها فيقولان ان فى بعض الحالات قد يتعاطف الرهائن مع الخاطفين فيما يعرف بأعراض استكهولم وقد ظهر هذا المصطلح فى أعقاب حادث غارة على أحد البنوك فى السويد عام 1973 وهنا تحولت عملية الهبوط الاجتماعى على سلم التسيد بعد أن يلملم الرهائن اطرافهم الى تعاطف مع المحتجزين الذين أثبتوا كرم أخلاقم عندما سمحوا لهم بالاستمرار فى البقاء على قيد الحياة وشعروا ببغضهم للشرطة وبأنها عدوهم الحقيقى بل ان الرهائن قد ينكرون معاناتهم من أى اثار خاصة حينما يشعروا بأن الجهات المسئولة قد تخلت عنهم ويكمل المؤلفان أن أفعال الارهابيين ما دامت تتخذ منطقا وهميا – كما يقول المؤلفان – سيظل الارهاب يستغل الشعور بالتعاطف عند عامة الناس ويتكاثر الارهاب من أثر النجاح ومن ثم فاذا بدا شىء من الاخلاص فى كلام الرهائن عن معتقداتهم الشخصية فان الأفضل فى مثل هذه الاحوال أن يلوذ المسئولون عن مناهضة الارهاب بالصمت
وهذا الامر تمت معاجته فى فى أحد أفلام جيمس بوند بطولة بيرس بروسنان وصوفى مارسو التى أغرمت بأفكار خاطفها كما عولج بطريقة هزلية فى فيلم مصرى هو فيلم حلق حوش وأشهر مثال عالمى على هذه الظاهرة هى السيدة ايفون ريدلى الصحفية البريطانية الشهيرة
انه حقا لمأزق للسيد أوباما فان مصداقية الولايات المتحدة تضاءلت الى حد كبير وان دعمها للأنظمة المستبدة سيساهم فى اكتساب مصداقية أكبر لمن تسميهم بالارهابيين ان العالم كله بكل دوله وأنظمته وجماعاته وأفراده يعانى من أزمة مصداقية اننا لا نبحث عن ملائكة ولكننا نبحث عن بشر صادقين

بل ان المؤلفين يقولان من الامور أجلها وبما يستحق أن تقرع لأجله كل أجراس الخطر فيقولان فى فصل بعنوان عقلية الارهابى رغم أن الكتاب تم تأليفه عام 1987 يقولان {ويتحدث الخبراء عن عملية التطبيع الاجتماعى الأول وعن تلك السنوات التى يتشكل فيها الفرد فى سن الخامسة والتى يتحدد فيها الكثير من مسالك البشر عن طريق التجربة ولقد تسببت تجربة تعرف الأطفال على الارهاب منذ نعومة أظفارهم فى انتاج جيل ثالث من الارهابيين يتفوق على الاجيال السابقة له فى الشراسة وسوف يتصاعد العنف عندما يصل مثل هؤلاء الأشخاص الى موقع القيادة ان ارهابيى القرن الحادى والعشرين عائشون وموجودون بيننا بالفعل وهم يتعرضون لمثل هذه المؤثرات التشكيلية التى ستغربهم عن المجتمع وتسوقهم الى طريق العنف }

ان زيارة السيد أوباما تواجه أزمة تلك هى معالمها فما المخرج منها يا ترى لتحقيق السلام والأمن العالمى وحتى يعم الرخاء جميع أجناس البشر سنقوله بمشيئة الله بعد أن يلقى السيد أوباما كلمته