فى عام 1996 تولى السيد بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية وأطلق شعارا جديدا الأمن مقابل السلام
بدلا من الشعار القديم الهزلى الأرض مقابل السلام و الذى كان يتشدق به العرب ويهرول اليه المطبعون وتروجه لنا السياسة الأمريكية فجاء نتنياهو ليغير قواعد اللعبة تماما
وفى عام 1999 خرج السيد نتنياهو من الحكومة بعد أن وقع اتفاقية واى بلانتيشن مع السيد عرفات ولم يكن فى الأفق ما يبدو بأنه يعكر أمن الدولة العبرية أو ...... هكذا تخيل دهاقنة السياسة فى اسرائيل
ودائما تخدع الاقدار البشر رغم حرصهم الشديد رغم حالة الحذر التى بداخلهم نحو ما هو قادم ولكن وهل هناك حذر يمنع قدرا , يظنون فى لحظات سكرة القوة ونشوة النصر الزائف أن لهم من الأمر شىء وأن كل الأمور تحت السيطرة ولكن تكون تلك هى اللحظة المرتقبة لتدخل أصابع القدر والأسفار المكتوبة سنستدرجهم من حيث لا يعلمون
فكلمة نتنياهو مكونة من مقطعين عبريين " نتن " أى عطاء أو بر " ويهوه " بمعنى الرب أى أن اسم السيد نتنياهو يعنى " الرب برنا أو عطاءنا " وهو المشار اليه فى سفر ارمياء فى الاصحاح الثالث والعشرين {ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداوود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجرى فى الأرض حقا وعدلا فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل امنا وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا } ارميا 5:23 لذلك فقد استعانت الصهيونية العالمية بالسيد نتنياهو مرة أخرى عساه أن يجلب لها الأمن المنشود ويعيد الاستقرار للدولة العبرية الوليدة ولكن العجيب أنه فى صبيحة اليوم التالى لالقاء قسم حكومته قتل صبيان اسرائيليان بيد مقاتل فلسطينى مجهول ثم خرج علينا نتنياهو بعد ذلك بخطابه الأخير حول رؤيته للسلام فى المنطقة بلاءاته الشهيرة التى تعيد للأذهان لاءاته فى التسعينيات وقدم لنا الحل من وجهة نظره فى الاعتراف بيهودية الدولة والتعايش بيننا وبينهم مقابل الدولة المذبوحة المنزوعة السلاح وازدهار اقتصادى موعود أقرب الى الرشوة مقابل الأمن المفقود
ولكن السيد نتنياهو لقد تغير الزمن كثيرا
ثم جاء سفراء العالم الغربى الى المنطقة للضغط على حماس ومحاولة امرار بعض الصفقات معها - مثل الافراج عن عزيز الدويك واشادات كارتر - لتحقيق الأمن فى الفترة القادمة على الأقل حتى تزول تلك العاصفة التى تهدد سفينة الغرب المضطربة وأخشى أن تقدم حماس على ما لا يحمد عقباه وان كنت أحسن الظن بهم كثيرا
ولكننى بصراحة أرى الأمر لنتنياهو مختلفا كثيرا عن فترة التسعينيات فنتنياهو الذى صفق له الكونجرس الأمريكى أكثر من اثنين وعشرين مرة وهدد بحرق واشنطن ان أراد وقتها يختلف فعلا عن نتنياهو 2009 ليس فقط فى الظروف المحيطة والأوضاع الاقليمية المتوترة بل فى شخصية الرجل أيضا فنظرات عينيه زائغة وترى فيها ذعرا داخليا يحاول اخفاءه ورؤية ضبابية مشوشة تتغير معالمها كل يوم انهم يوقنون بالنهاية أكثر مما نتصور
ان الحل ليس فى اعتراف المسلمين بيهودية الدولة والموافقة على اغراءت السياسة الأمريكية الكاذبة الجديدة
التى تشبه السراب للعطاشى فى أيام الحر الشديد بل فى التراجع عما تقترفه أيادى الساسة من جرائم وما وقع فى دينكم من تلبيس وتدليس الحل هو العودة الى نور الشريعة التى أخبركم ربكم بمجيئها وأوصاكم بانتظارها ونصرة نبيها والا فالبديل مرعب فقد جاء فى سفر اشعياء موضحا وضع الدولة العبرية فى النهاية التى امتلأت بالكنوز والأسلحة التى لا نهاية لها
{يا بيت يعقوب هلم فنسلك فى نور الرب فانك رفضت شعبك بيت يعقوب لأنهم امتلأوا من المشرق وهم عائفون كالفلسطينين ويصافحون أولاد الأجانب وامتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم وامتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم } اشعياء 5:2 ايه يا بيت يعقوب ألم يحن الوقت بعد ايه يا بيت يعقوب ما كل هذا الذى تمتلىء به قلوبكم ايه يا بيت يعقوب فان القادم أدهى وأمر
حيث يقول بقية النص التوراتى محذرا { ادخل الى الحجر اختبىء وراء التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته توضع عينا تشامخ الانسان وتخفض رفعة الناس ويسمو الرب وحده فى ذلك اليوم فان لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال } اشعياء 10:2 حقا ان لرب الجنود يوما على كل الجبابرة على كل الطواغيت على كل
المفسدين فى الأرض ولا يصلحون ان لرب الجنود يوما ينتقم فيه للثكالى والأرمل للمعتقلين والمعذبين
ويبدو أن هذا اليوم قد أتى وأن تباشيره قد أطلت أسأل الله أن تكون هى الفجر الصادق المنتظر
فان الدخول الى الملاجىء لن يحمى والاختباء وراء الترسانة العسكرية لن يمنع عنكم انتقام ربكم فان ما فعلتموه لم ينج منه بيت فلسطينى أو مواطن عربى أو فرد مسلم لم تنج منه أم أو أب أو عابد أو فقيه
فهلا من عودة
{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق