clavier arabe

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

ابو وديع والقضاء الغربى



تزامنت قضية جلد الطبيبَين المصريَّين في المملكة العربية السعودية، والتي اشتعلت مؤخرًا في الساحة الإعلامية، وتطايرت شظاياها لتحرق علاقة الود والترابط بين الشعبين، واستغلها سفهاء القوم وأذيالهم- وما أكثرهم في عصرنا!!- في التعدي على أحكام الشريعة والنيل منها.

تزامنت تلك القضية مع قضية طالبَين مصريَّين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ يرضخان تحت مخالب القضاء الأمريكي؛ بتهمة مساعدة إرهابيين، وقام القضاء الأمريكي الأشمّ بعمل تسوية مخزية معهما، وهي أن تسقط تهم أخرى عنهما مقابل الاعتراف بهذه التهمة المطاطة الفضفاضة التي تسع قارةً بأكملها.

الأمر مضحك للغاية، ولكن شر البلية ما يضحك ويضحك ويضحك حتى تنهمر دموع الحسرة على الواقع الإنساني تحت تيار العلمانية الظلامي.. إنه قضاء المقايضة الفاشي، رغم أن هذه التهمة وجَّهتها سارة بالين للرئيس المنتخب باراك أوباما، ومع ذلك سلموه مقاليد الحكم عندهم أما هذان الطالبان المسكينان فيواجهان شبح السجن 15 عامًا، فلماذا كل هذا الظلم الفاضح.

لقد أجبرهم القضاء الأمريكي على الاعتراف بتهمة ليس عليها أدلة واضحة أو براهين ذات قيمة ولم يرأف القضاة الأمريكيون بحاليهما أو حال ذويهما.. لم يرأف قلبه لدموع وتوسلات والديهما، وتعامل معهما بقسوة غير مسبوقة، وما أكثر هذه النوعية من القضايا في الغرب ضد أبناء جلدتنا.

ومع ذلك لم نسمع أصواتًا كتلك التي تنعق في قضية الطبيبَيْن، لم نرَ هجومًا على منظومة القضاء الغربي الفاشلة التي تصدر من الأحكام القضائية الأعاجيب والأعاجيب، فضلاً عن سقوطها الذريع أمام الرغبات الإنسانية الملتهبة، فلم تنجح في صيانة المجتمع الغربي أو حماية النسيج الاجتماعي إنها لا تحقق أمنًا ولا تردع نفوسًا متفلِّتةً، وللأسف نقلوا هذه البضاعة الفاسدة إلينا، ويطبِّل لها المرجفون في المدينة، وأصبحنا نسمع من الحوادث ما يجعلك تكفر بقيمة الانسانية كلها، فلم تعُد الإنسانية في عصر العلمانية ذات قيمة.. لم يجرؤ أحد من أولئك المتطاولين على أحكام الشريعة أن ينال من القضاء الأمريكي، وكيف له أن يجرؤ وهو يتمرمغ في حسنات المعونات الأمريكية المشبوهة ويجلس على الموائد مدفوعة الأجر.

إني لا أمانع في انتقاد النظام السعودي ومواقفه، ولكن أن يُستغلَّ الأمر ويجعله البعض فرصةً سانحةً للغمز واللمز بأحكام الإسلام وقوانينه فهذا ما لا نقبله، خاصةً أن الغموض لا يزال يحيط بالقضية، وهناك تفاصيل كثيرة مسكوت عنها، ولا أدري لماذا هذا المحامي بالذات يتصدَّر مشهد الدفاع عن الطبيبين أم أنه بعد انكشاف خبايا قضية نهى رشدي وجب الحذر في اختيار المحامين.

كما أنني لم أعد أفهم القضاء الغربي برمَّته؛ فالمغني اللبناني جورج وسوف والمعروف أيضًا بأبي وديع؛ يتم ضبطه ومعه المخدِّرات في سيارته، ومع ذلك يتم إطلاق سراحه، وكأن شيئًا لم يكن.. إنه مطرب، والطرب صنيعة غربية.

أما الطالبان المصريان لوجود بعض البنزين وأنابيب معدنية في سيارتهما فيُحرمان من الحرية خمسة عشر عامًا، رغم أن القانون الأمريكي أصلاً يُجيز حمل الأسلحة.. فيا أدعياء العدالة أين العدالة؟!

إن القضاء السويسري تظاهر بالحرص على العدالة في قضية تمس أحد أبناء الحكام العرب، وحين تم تهديد سويسرا بمنع النفط اختفت تلك المظاهر الخادعة وانحنى القضاء السويسري أمام شلالات النفط المتدفقة، وما قضية اليمامة منا ببعيد.. إن القضاء الغربي تحكمه المصالح؛ فالمصلحة فوق العدل، والقانون سيف فقط فوق رقاب الضعفاء.

والعجيب أن أحدهم يحاول أن ينتقص من قيمة الحدود في الشريعة، ويرى أننا نحصر الشريعة من خلال تلك الحدود في منظور ضيِّق، وهو بالطبع لا يعلم أن الشفاعة في حدٍّ وليس مجرد تعطيله أو التنكُّر له- هو وسائر الحدود الأخرى- كان سببًا في هلاك القوم من قبلنا.. "أتشفع في حد من حدود الله؟ إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".

لقد وضع الإسلام منظومةً عقابيةً تحقق العدل إن أساء البعض استخدامها ووضعها في غير موضعها، يتحمَّل هو وحده الإثم والوزر، يتحمَّل وحده جريرة ما فعل، أما أولئك البعض الذين يتظاهرون بالرحمة والحرص على الكرامة الإنسانية فيكفيهم نظرة واحدة في صفحة الحوادث والقضايا؛ ليدركوا أن هناك آلاف البشر يستحقون الجلد، وأين تلك الكرامة الإنسانية حين ارتكبوا تلك الموبقات؟!

لقد وضع الإسلام أسسًا لمنع الاستبداد من قبل الحكام وتكبيل أياديهم عن التعدي على الرعية، ولكنهم في النهاية بشر؛ يصيبون ويخطئون، يجورون ويتجاوزون، يتذكرون ويتراجعون.

فقد جعل الإسلام المنظومة التشريعية مستقلةً عن الحاكم، فلا يمكن أن يجعلها مطيةً لأهوائه ورغباته، فيُصدر من الفرمانات أو الأحكام ما يشاء؛ فالبشر ليسوا عبيدًا وإنما أحرار.

والتاريخ الإسلامي مليء بقضاةٍ يتضاءل كلُّ قضاة الغرب أمام نعل أحدهم، ولكنه الهوى الذي يمنع من رؤية الحقيقة أمام بريق الدولار حين يتلألأ أمام النفوس الضعيفة والأفئدة الخاوية؛ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

إن القلب ليتمزق حزنًا وأسى على الطالبَين المصريَّين اللذَين افترسهما القضاء الأمريكي بلا رحمة، ولكنهما مخطئان، فلو أنهما وضَعا في حقيبة السيارة شرائط أبو وديع وسيجارتي بانجو لتم إخلاء سبيلهما فورًا واعتذر لهما القضاء الأمريكي الشامخ.









السبت، 15 نوفمبر 2008

اضرب وأخف يدك
"السياسة ليست نضالا من اجل الحرية انما لعبة ساخرة بالكلمات " هذه هى الحقيقة التى نطق بها ريتشارد رورتى {1989} وجان فرانسوا ليوتار{1984} , فالسياسيون يجيدون العزف بالكلمات ومحترفو السياسة يتلاعبون بعقول وقلوب الجماهير وينفثون الوعود الكاذبة كل يوم , كل ساعة .. ولا شىء يتحقق فى الافق ان امريكا تتباكى على المدنيين ولكنها لا تتورع عن قتلهم سرا وعلانية لتشويه صورة خصومها والصاق التهمة بهم او تدمير معنوياتهم والحزب الوطنى يصرح ليلا ونهارا بأن اهتمامه ينصب دوما الى محدودى الدخل الذين تدنت احوالهم الى اقصى درجة حتى انهم من فرط فقرهم يقولون يا ليته سكت , الحزب الوطنى يتغنى بنجاة مصر من المقصلة الاقتصادية العالمية ويعزوها الى سياساته الاقتصادية ولو انه يصدق مع نفسه ولو قليلا لادرك انه لولا ان الله ساق الرفض الشعبى المتزايد للخصخصة وللاندماج فى المنظومة الاقتصادية العالمية لكانت المذبحة لقد كان اولى للحزب الوطنى ان يعتذر , وهاهى السيدة هيلارى كلينتون والتى ترشحها ادارة اوباما الى منصب الخارجية تحكى سيناريو زيارتها الى البوسنة فى 26 مارس عام 1996 واخذ خيالها الواسع يجمح دون كابح فتقول انها وصلت وكان الرصاص يتطاير من حولها وهى تنزل من الطائرة حتى انها ومن معها اخذوا يهرولون وهم يضعون روؤسهم بين ايديهم ثم يظهر شريط الفيديو ليتضح ان هذا كله كان وهما فكانت تنزل من الطائرة وهى وابنتها واستقبلهما مجموعة من المسئولين ودار بينهم حوار ودود للغاية والقت طفلة بوسنية ذات ثمانية اعوام قصيدة امامها ولم يكن وقتها اى رصاص , والعجيب انها ظهرت امام ناخبيها بعد ذلك بلا خجل وصرحت لجريدة فيلادلفيا ديلى نيوز ان التعبير قد خانها , لم تكن السيدة هيلارى كلينتون تشارك كتاب السيناريو اضرابهم فى هوليود , وهناك سيناريوهات عديدة فى المنطقة يتم اضرامها حاليا مثل فتاة القطيف وجلد الطبيبين المصريين فى السعودية ويتواطأ فيها بعض المسئولين ليوضحوا ان منظومة القوانين الوضعية فى مصر اكثر عدلا من منظومة قوانين ال سعود وان كان مكرهم لتزول منه الجبال
لذلك فان كريستيان دولا كامبانى صاحب كتاب "الفلسفة السياسية اليوم " يخشى على السياسة من اخلاق السياسيين التى تدنت ورنين خطبهم الذى اصبح خاويا والاعيبهم العقيمة التى اصبحت لا تهم احدا وينتقد أيضا كونهم اصبحوا دمى فيقول {لم تعد السياسة فى هذه الظروف سوى شكل من اشكال العروض الترفيهية –كما اعلن جى دوبور منذ عام 1967- فلم يعد رجل السياسة سوى مجرد ممثل فى لعبة من العاب الفيديو ما يفعله اقل بكثير مما يعتقد مشاهدو التليفزيون انه فعله ....ومع ذلك فان شيئا ما لم يفقد } بالطبع لم ير السيد كريستيان مؤتمر الحزب الوطنى والا لادرك بأن كل شىء , كل شىء .....قد فقد
ولكن لماذا انهارت اخلاق السياسيين الى هذه الدرجة لماذا اصبح الكذب فى اقوالهم فى تصريحاتهم هو الاساس والصدق هو الاستثناء و الامر بسيط انها افكار فلاسفة التنوير الذين افرزتهم العقلية العلمانية التى تنظر الى الدنيا فقط كمرحلة نهائية ولا يعنيها ابدا يوم الحساب , التى تنظر الى الانسان على انه مجرد حيوان سياسى خرج الى الطبيعة باى طريقة كانت الا بيد الخالق , انها منتج طبيعى لافكار ميكافيللى وهوبز ومن سار مخلصا لهما على الدرب فيكفى مثلا تأملا فى استراتيجية فولتير احد اقطاب التنوير الذى اخرج لنا هذه الثلة من السياسيين الاشرار لندرك السبب فالرجل فى هجومه على الكنيسة الكاثوليكية اتبع استراتيجية ماكرة وهى استراتيجية تتبعها الولايات المتحدة لايقاع الفتنة وبذر الشقاق بين الطوائف والشعوب ولا اعنى بذلك الطوائف التى تحالفت مع المحتل واصبحت تهذى من خندقه , فيقول فولتير ناصحا معاونيه { اضرب وأخف يدك ...انى امل ان يستطيع كل الاخوة ان يسدد بعض السهام الى هذا المسخ – يقصد الكنيسة الكاثوليكية - دون ان يعلم اية يد صوبتها اليه }ول ديورانت قصة الحضارة المجلد التاسع عشر لقد كان فولتير يوقع بعض مقالاته التى خطها بيديه هجوما على الكنيسة باسم رئيس اساقفة كانتربرى او رئيس اساقفة باريس او ينسبها الى قسيس او كاهن او راهب بل انه خص نفسه بالهجوم عليها فى احدى مقالاته حتى يبعد عن نفسه الشكوك انها الشيطانية العلمانية حين توقع بين البشر انها السياسة التى تفجر فى الاسواق هنا وهناك والتى تبذر الفرقة فى دارفور من وراء طرف خفى وتشترى الذمم فىطوائف المهجر , تحرك العرائس من خلال خيوط لا يراها المشاهدون انهم جنود الشيطان وانا ارى ان ماحدث من فتنة للمسلمين فى معركة الجمل كان ايضا على هذه الشاكلة يندس اناس بين الطرفين ويصرخ هؤلاء لقد غدروا بنا ويصرخ الاخرون لقد غدروا بنا ويشتعل القتال
ومن هذا المنطلق اننى مثلا لا افهم لماذا قام انقلابيو يوليو بتوجيه كل هذا التشويه والاتهامات فى حق فاروق مع انه لم يكن سوى العوبة , روبوت فى ايدى الاحتلال لقد جعلوا فاروق هو المشكلة- وبالطبع هو مذنب - وتناسوا المعتمد البريطانى الذى كان هو الواجهة الخفية لحكم مصردوما نوجه رمياتنا الى الهدف الخاطىء
ان انهيار الساسة الاخلاقى وخداعهم للرعية هو النتيجة الحتمية للعلمانية الاوروبية
لقد حاول فلاسفة الثورة الفرنسية ان يخلصونا من جشع رجال الدين فأوقعونا فريسة لجشع رجال بلا دين
د.حامد انور

الأحد، 9 نوفمبر 2008

لقاء مع الملكة
ان اطرف تعليق تناقل الى سمعى بعد فوز اوباما ذى الاصل الكينى ان امريكا دخلت الحرب على ما يسمى
بالارهاب وهى الولايات المتحدة الامريكية وخرجت منها الولايات المتحدة الكينية , ان الذين يحدثوننا عن تغيير فى الولايات المتحدة الامريكية وانها ولدت من جديد هم واهمون انها غيرت ملابسها فقط انها امرأة خلعت فستانها الابيض وارتدت اخر اسودا فهل تخفى حقيقتها عن مرأتها , رغم ان تلك الانتخابات تحوم حولها شبهات عدة كالتصويت المبكر والتصويت عبر البريد فى بدع جديدة من بدع الديمقراطية التى لا تتوقف و لا تضمن نزاهتها ويطاردها شبح الشك اينما حلت فلقد تصارعوا عام 2000 فى ولاية فلوريدا على طريقة الفوز هل اليا ام يدويا خشية تدخل عناصر شخصية فيه لتحدد نتيجة الانتخابات وانتصر الفرز الالى فى النهاية فكيف يكون التصويت بعد ذلك عبر البريد هل يضمن ذلك عدم التصويت مئات المرات , الاف المرات , يبدو ان الحزب الوطنى وجد منافسا شرسا له على الاراضى الامريكية , حتى الناس فى الفلبين لم ينخدعوا بهذا التغيير الشكلى فلقد أعجبتنى تلك اللافتة التى رفعها اتحاد طلاب الفلبين والتى كتبوا عليها تغيير الاشخاص وليس تغيير السياسات ,حقا لم تعد الة الاعلام الامريكية تقنع احدا وان كان السيد جيسى جاكسون قد ادى دوره ببراعة فى مؤتمر خطاب النصر لاوباما فى ولاية الينوى, انه يستحق الاوسكار , ان الينوى ستنافس هوليود فى المرحلة القادمة

ولكن بعيدا عن ذلك كله لماذا حين لم يمانع السيد محمد مهدى عاكف ان يحكم مصر ماليزيا هاجت عليه الدنيا فبدلا من ان تصفق للرجل تساميه على تلك النعرات الجوفاء وهذا التفكير الحضارى خرجت الاقلام الموتورة تهاجمه وتتباكى على الوطنية والعرقية وتذرف دموعا مصطنعة كريهة الرائحة اما حين اختارت امريكا رجلا كينيا اذا بالاشادات تنهمر وفيض الاعجاب بالحضارة الامريكية يتدفق على مسامع البشر و كلمات الحبر تتراقص اطراء وطربا اهو حلال لهم حرام علينا اهو عندهم التسامح والرقى ودلائل التحضر وعندنا انتهاك للسيادة الوطنية فما لكم كيف تحكمون ولكننى ابشرهم بأن المصريين سبقوا امريكا بقرون حين احتشدوا جنودا خلف قطز وبيبرس وتجاوزوا الابعاد العرقية وهزموا التتار والصليبيين ......كم انت عريقة يا ارض الكنانة , فمتى نرى من يحكم الصومال من جزيرة العرب ومن يحكم بلاد الشام من الاسكندرية ومن يسير شئون المغرب من بغداد
ولكن الادارة الامريكية لا تريد للخيالات المريضة ان تشطح بعيدا فاحلام هؤلاء المطبلين سرعان ما تبخرت مع لهيب الاختيارات الاوبامية

فجاء رام عمانوئيل المشاغب خير تعبير عن وجه امريكا الحقيقى الذى كان يتخفى فى الماضى تحت زعم الوسيط فلربما تكون تلك الانتخابات اشبه باللحظة الفارقة الكاشفة التى يظهر فيها البطل شخصيته الحقيقية بلا رتوش ..ما أقبحها ؟؟؟ فالكيان الجاثم على صدورنا يعلن انه رجلهم فى البيت الابيض ووالده يصرح ليديعوت احرونوت "" انه سيدافع عنهم وكيف له الا يفعل ذلك "" وهنا تبدى كل نفست ما انكرت ... فنعم المواطنة , ليثبت للجميع بلا مواربة او قليل من التشكك ان الهوية عنصرها الرئيس هى الديانة وليس الجنسية
ان اوباما قد ينسحب من العراق استجابة لاقتراح كيسنجر حين نصحهم بان يكون شكل الانسحاب مقبولا محافظا على صورة الولايات المتحدة ويحفظ لها ماء وجهها ولكن هذا لايعنى ان حرب امريكا الضروس فى المنطقة قد انتهت بل ستبدأ فصلا جديدا فى مكان اخر بتكتيك جديد انها تريد ان تحشد قلوب العرب والمسلمين خلفها ضد منظومة القيم الاسلامية التى لن يستطيع الغرب كله وبمن استدعاه من مفكريه ومنظريه وفصحائه ان يأتى بنظير لها هم اعجز من ان يقدروا على ذلك
انهم يهللون لتجاوز العرقية فى القرن الحادى والعشرين التى تجاوزها نبى الاسلام فى القرن السابع الميلادى فما لهم ينعقون بهذا النصر الكاريكاتيرى واكبر دليل على عجزهم انهم متناقضون مع انفسهم يحدثوننا عن الحلم الامريكى وانها بلد الممكن فى كل شىء لتحسين صورتهم ثم يأتوا بهذا العمانوئيل

, اننى ارى ان كان للولايات المتحدة علينا من فضل فانه يتجلى واضحا فى انها كانت سببا للتمايز بين صفوف الامة ليستبين الذين صدقوا وليظهر بجلاء الكاذبون الذين تحالفوا مع المحتل وصاروا اداة من ادواته وسيفا من سيوفه وبوقا فظا من ابواقه كان لابد لهذا الامر من تمامه حتى تتضح حقيقة نفوس تخفى وجوه الذئاب خلف هذا القناع البشرى تخفى انفاقا عملاقة من الخيانة تحت هذا القفص العظمى الضيق مهما انفقنا من اموال ما كان لها ان تستبين , ان هذا يذكرنى بمملكة النحل حين تخرج الملكة ويتبعها الذكور كل يبغى لقاءها ولكن من هذا الذى يستحق فتطير وهم من خلفها فيسقط من يسقط وينهار من ينهار ويتراجع من يتراجع حتى يصل اليها من يستحق لتبدأ مملكة جديدة انه مثل ملايين الحيوانات المنوية التى تسبح فى ماء الرجل ويفوز بتلقيح البويضة اقواها ومن يواصل المسير لتبدأ بعدها حياة جديدة وطفل يولد فلا تزال طائفة من امتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يقاتل اخرهم المسيح الدجال حيث بقتاله يعود نور مملكة الخلافة الكبرى تشرق فى طول الارض وعرضها وميلاد نظام جديد فمن ياترى تلك الطائفة التى تفوز بهذا اللقاء .... لقاء مع الملكة
د.حامد انور

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

الانتخابات الامريكية ...الخديعة الكبرى
كنت انوى كتابة هذا المقال منذ خمسة اشهر ولكنى اثرت التريث حتى يخرج كل كاتب ما فى جعبته و حتى تنضح الة الاعلام الغربية والعربية بما فيها وما يطلب منها حول الانتخابات الامريكية وما له من علاقة بها وحدث ما كنت اتوقعه من عبارات فخيمة تأخذ بالقلوب والاحلام من نوعية امريكا الجديدة والامل القادم والتغيير التاريخى واوباما والاوبامية انهم اناس طيبون للغاية انه يظنون انهم تحت مخالب الالة الاعلامية الجبارة والسيناريوهات المفتعلة قادرون على خداعنا معذرة يا رجال الادارة الامريكية ...... انا لن انخدع فليست ملابس سارة بالين وغمزاتها او حركة لسان السيد ماكين او مهاترات جو السباك او الشجار الذى حدث مع اوباما فى احد المطاعم وزيارته لجدته المريضة قادرة على صرف أذهاننا وابصارنا عن الحقيقة المفجعة التى تختفى وراء هذا الضباب الاعلامى الكثيف ..... فالانتخابات الامريكية اكذوبة كبرى
لنذهب سويا ونناقش بهدوء وحيادية تامة كيف يختار الامريكيون رئيسهم وهو عنوان وضعه موقع السى ان ان و مكتوب ايضا فى الاوراق التى نشرتها الخارجية الامريكية فى نوفمبر 2001 عن الانتخابات الرئاسية الامريكية
{بداية يفرض النظام السياسى الامريكى على المرشحين من خارج الحزبين الرئيسيين شروطا صعبة تدخل فى اطار المستحيلات وتضع كما هائلا من العقبات والعراقيل لأنه يفضل العيش فى ظل اكثرية حاكمة تتكون من ائتلافات ضمن الحزب الواحد على اكثرية حاكمة تتأسس من ائتلافات بين عدة احزاب فيضع نظاما يعتمد على الفوز بأكثرية الاصوات او على الاقل بعدد كبير منها الامر الذى يحد من امكانية تحقيقه وجود عدد كبير من المرشحين وعدد كبير من الاحزاب فاى مرشح فى انتخابات الحزب التمهيدية عليه ان يجمع عددا محددا من التوقيعات على عريضة وان يدفع رسما معينا ويزداد كلاهما عددا وقيمة اذا رغب فى الترشح لاى من مناصب الولاية ويزدادان اكثر اذا رغب فى الترشح لانتخابات الحكومة المحلية , والانظمة التى تشرف على حق الترشح فى الولايات تعمد الى تحميل الذى يسعى لترشيح نفسه لمنصب الرئاسة بوصفه مرشحا مستقلا او ممثلا لحزب ثالث بمطالب كثيرة واذا كانت الصعوبات تتصاعد امام المرشح لمناصب فيدرالية او حكومية محلية فما بالنا بمن يترشح منهم لمنصب رئيس الجمهورية } كتاب الديمقراطية الامريكية التاريخ والمرتكزات وهو ترجمة اوراق الديمقراطية الامريكية التى نشرتها وزارة الخارجية الامريكية ترجمة حسن عبد ربه المصرى صادر عن مكتبة الاسرة صفحة 50 , اى ان الامر ليس على عواهله فليس من حق اى شخص ترشيح نفسه بسهولة بل خلفه حشد هائل من المؤيدين والمتبرعين والداعمين فمن يدعمك يا اوباما ثم تجد ان الاعلام يعرض مناظرة بين اوباما وماكين اين رالف نادر اليس هو ايضا احد المرشحين لماذا لا يحصل على فرصة متساوية ايها الليبراليون الاخيار الا يمكن ان تكون افكاره اشد فاعلية من اوباما او ان مواقفه اكثر تعقلا من ماكين انهم لا يريدون اجهاد كتاب السيناريو
اما اذا انتقلنا للنظام الانتخابى سنجد اشكالية عجيبة وهى ان الولايات ليست ذات اصوات متساوية فى المجمع الانتخابى بلا مبرر واضح والامر هنا ليس مرتبطا بعدد السكان مثلا فالمرشح ال جور عام 2000 حصل على اصوات اكثر من بوش على مستوى التصويت الشعبى بينما بوش حصل على اصوات اعلى فى المجمع الانتخابى فلماذا لا يكون المجمع الانتخابى معبرا حقيقة عن اصوات الانتخاب الشعبى اليس هذا تمييزا بين الولايات وبعضها بين الامريكيين واخوانهم فى الولايات المختلفة فتجد كما يعرض موقع السى ان ان أن واشنطن العاصمة لها فى المجمع الانتخابى ثلاثة اصوات فقط اما ولاية فلوريدا فتجدها خمسا وعشرين صوتا فهل سكان فلوريدا اكثر رقيا من سكان واشنطن كما ان ولاية نيو يورك لها فى المجمع الانتخابى واحد وثلاثين صوتا فلماذا هذا التمييز بين الولايات وبعضها لماذا لا يكون عدد اصوات كل ولاية فى المجمع الانتخابى متساويا او معبرا عن عدد سكانها
ونأتى للكارثة الكبرى هل هيئة المجمع الانتخابى مجرد رقم ام اشخاص بمعنى هل بحسم المرشح لانتخابات الرئاسة الامر لصالحه يحصل على اصوات الولاية كاملة ام ان الامر معلق حتى تجتمع هيئة المجمع الانتخابى لحسم الامر وذلك لأن موقع السى ان ان والكتاب السابق يشيران الى ان الانتخابات على المستوى الشعبى تتم فى اول ثلاثاء بعد اول اثنين فى شهر نوفمبر بينما يجتمع اعضاء المجمع الانتخابى الذين يبلغ عددهم 538 يوم 15 ديسمبر للادلاء باصواتهم ويجب على المرشح الفائز ان يحصل على 270 صوتا + واحد فاذا كانت الهيئة الانتخابية مجرد رقم فمن هؤلاء الذين يجتمعون فى الخامس عشر من ديسمبر
ونظرا لأنى مريض بنظرية المؤامرة تساءلت ولماذا كان اعضاء الهيئة الانتخابية 538 وليس مثلا 539 فأخذت ابحث عن الاحداث المرتبطة بهذا التاريخ لافاجأ بانه يوافق عودة اليهود من السبى على يد كورش الملك الفارسى وبناء الهيكل عام 538 قبل الميلاد فيا لها من دلالة وهل هذا هو السبب لماصرح به القس المتشدد جاكسون ايها المسلمون انتظروا اوباما} ولا ادرى اذا كان السيد جاكسون يتوعد المسلمين ام يبشرهم
ولكن هل يا ترى يشاهد السيد جاكسون ما تقدمه السينما الامريكية ففى فيلم deep Impact والذى يتخيل فيه ان هناك نيزكا ضرب الولايات المتحدة الامريكية وهناك نيزك اخر فى الطريق اسمه بدر مان لاحظ الاسم جيدا وانهم ارسلوا سفينة تسمى سفينة المسيح لضرب هذا النيزك قبل الوصول الى الاراضى الامريكية وكان الممثل الامريكى ذو البشرة السمراء مورجان فريمان هو الذى يقوم بدور رئيس الولايات المتحدة الامريكية نعم كان الذى يقوم بدور الرئيس امريكى ذو بشرة سمراء فاختياركم لاوباما لن يكون ابدا تغييرا فى السياسة الامريكية فتغيير الممثلين فى الرواية الواحدة لن يغير من تفاصيلها والاهم انه لن يغير من نهايتها
وكنت اتمنى ان يتوجه السيد جاكسون الى ادارته الى رؤسائه ويقرأ عليهم كتابهم المقدس الذى انزل عليهم ام يا ترى يسير خلف نهج علماء اليهود الذين قسى عليهم السيد المسيح اشد قسوة لانهم كانوا يصدرون من الفتاوى الاعاجيب ويلهون الامة عن القضايا الحقيقية وعن المصير الذى ينتظرهم
فعندما كان يعلم الجموع نفر منه علماء اليهود وامتعضوا فقال لاتباعه {اتركوهم هم عميان قادة عميان وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما فى الحفرة } متى 15-14 فما اشبههم بأناس من جلدتنا , فكنت اتمنى ياسيد جاكسون ان تقول للادارة الامريكية التى ارسلت سفينة المسيح لضرب المنطقة - كما اشار الفيلم- ان تقول لهم ما قاله كتابكم المقدس عنهم ليدركوا حجم الجريمة التى ارتكبت فى حق الارض
ففى سفر اشعياء { والارض تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع وغيروا الفريضة نكثوا العهد الابدى لذلك لعنة اكلت الارض وعوقب الساكنون فيها } اشعياء 24-5 فهل ادركت الادارة الامريكية ما اقترفته يداها ثم يوضح النص بارقة الامل { من اطراف الارض سمعنا ترنيمة مجدا للبار فقلت يا تلفى يا تلفى ويل لى الناهبون نهبوا نهبا , نهبوا نهبا , عليك رعب وحفرة وفخ يا ساكن الارض } اشعياء 24-16 ثم يوضح لنا مصير قوات التحالف الدولى قائلا { ويكون فى ذلك اليوم ان الرب يطالب جند العلاء فى العلاء وملوك الارض على الارض ويجمعون جمعا كأسارى فى سجن ويغلق عليهم فى حبس } اشعياء 24-21 فهلا اخبرتهم يا سيد جاكسون
د.حامد انور

السبت، 13 سبتمبر 2008

ازمة القوانين الوضعية


ازمة القوانين الوضعية
فشلت مجموعة القوانين الوضعية التى انتهجتها السياسة المصرية منذ الاحتلال البريطانى واستمرت حتى يومنا هذا فشلت فى التعاطى مع الواقع المصرى والشعوب الاسلامية قاطبة ويعود هذا الفشل الى الطبيعة القاصرة للعقل البشرى فى الالمام بكل متطلبات الانسان والمجتمع والتنيبؤ بالاضرار والاثار الجانبية الناتجة عن التطبيق فمثلا الدستور الامريكى تم تعديله اكثر من سبع وعشرين مرة فى مائتى عام فقط وهذا لايدل على ان العلمانية تصحح من نفسها بل يدل على القصور البشرى وعدم القدرة على الادراك والوصول الى المنظومة التشريعية الامثل للتعامل مع الواقع الانسانى و المستجدات التى تحدث بعد التطبيق كما فشلت ايضا القوانين الوضعية على المستوى النفسى والروحى فقد فشلت فى تحقيق الامن النفسى الداخلى والسلام الاجتماعى وتهذيب النفس البشرية والحد من فورانها الانفعالى فانتشرت الجرائم وظهر الجحود والعقوق بين افراد الاسرة والمجتمع و تدنت النفس البشرية الى طبيعتها الاولى من الغدر والخداع والتملق والكذب والانقياد وراء الغرائز والشهوات
ان سلامة اى نظام سياسى فى الدولة والاستقرار المنشود له يتأتى من توافق منظومته التشريعية مع المعتقدات الدينية لافراد شعبه يقول ميكيافيللى فى كتابه الامير { وقد يسر هذا تيسيرا كبيرا جميع المشروعات التى حاول القيام بها مجلس الشيوخ او كبار اعضائه وقد ادعى توما انه تحدث الى احدى الحور وانها املت عليه كل ما يريد ان يقنع الناس به والحق انه لا يوجد مشترع عظيم لم يلجأ الى القوة الالهية والا لما اطاع الناس شرائعه لأن ثمة شرائع صالحة كثيرة يدرك المشترع اهميتها ولكن اسباب وضعها لا تتضح للناس وضوحا كافيا لان يمكنه من اقناع غيره من الناس باطاعتها وهذا هو السبب الذى يجعل العقلاء من الناس يلجأون الى السلطة الالهية ليتغلبوا على تلك الصعوبة } ول ديورانت نقلا عن كتاب الامير قصة الحضارة المجلد الحادى عشروهكذا يتم وضع العديد من الفتاوى والاحكام وصبغها يبصبغ الشريعة وهى ليست منها لخداع الشعوب وهذا يعود الى ازمة فى القوانين الوضعية لعدم قدرتها اصلا على اقناع البشر بجدواها
و يقول هوبز{ ان المؤسسين والمشرعين الاولين للدول بين الامميين - غير اليهود - الذين كانت غاياتهم الابقاء على طاعة الناس وعلى السلام عنوا فى كل مكان :اولا بأن يطبعوا فى اذهان الناس ان تلك التعاليم التى جاءوا بها فيما يتعلق بالدين لا يجوز الظن بأنها جاءت من عندياتهم بل انها جاءت بأمر من بعض الالهة او الارواح والا كانوا يقولون عن انفسهم -اى المؤسسون والمشرعون - انهم من طبيعة اسمى وارقى من مجرد بشر معرضين للفناء حتى يمكن تقبل قوانينهم فى كثير من اليسر وهكذا زعم توما بومبيليوس ثانى ملوك روما انه تلقى الطقوس التى اقامها بين الرومان من الحورية ايجريا كما زعم مؤسس بيرو واول ملوكها انه وزوجته من ابناء الشمس , ثانيا ان يشيعوا الاعتقاد بأن الاشياء التى تغضب الالهة هى التى حرمها القانون } ول ديورانت قصة الحضارة المجلد السابع عشر
اذن فمن خلال هذا الدجل والتحريف والباس امر الدين على العوام تأتى السيطرة على الشعوب وهذه هى طبيعة البشرية التى ترضخ للتشريعات الدينية اكثر من القوانين الوضعية والتى -اى القوانين الوضعية - تجعل الشعوب حقل تجارب لافكارها القاصرة تغيرها من حين لاخر بسبب عجزها وقصورها فالعقل يحسن التعامل مع الالة الجامدة ولكنه يفشل فى التعامل مع الطبيعة البشرية المتأججة والا لكان علماء الطبيعة والفيزياء والهندسةوالكيمياء هم أنجح واسعد البشر
اذن فلماذا كل هذا الالتفاف ولماذا لا نعود الى التشريعات الاسلامية مباشرة بدلا من محاولات الخداع والكذب ولى الحقائق
ولكن لأننا موضوعيون للغاية نريد ان ننبه الى ان افكار هوبز وميكافيللى والتى صاغت الفكر السياسى المعاصر للدول الاسلامية تعانى من نقطتى ضعف خطيرتين هما
اولا ان هوبز يعتمد سياسة التخويف وبث الرعب لاحكام السيطرة والرد بقسوة على اى محاولة للتغيير لم يعتمد سياسة اقامة العدل ايضا والذى يحمى الممالك من الانهيار لذلك فما لا يعرفه هوبز انه اذا تجرأ البعض وقام بالتصدى وبقوة دون مهابة فان هذا يغرى الاخرين بان يحذو نفس حذوه لانه زرع الكراهية فى قلوب الجميع بسبب سياسة البطش المتبعة فمثلا لو ان مجرمين ركبا اوتوبيسا وهددا الركاب بالاسلحة وقتلوا احدهم من اجل بث الرعب فى قلوب الاخرين فانه لة تجرأ أحد الركاب وهاجمهم سيتجرأ بعد ذلك كل الركاب فاذا كان هوبز قد زرع الخوف فانه سيحصد الكراهية التى قد تعصف به ولتنظر امريكا الى شماتة الشعوب فى كل مصيبة تحل بها
انما مثل النظام العالمى الجديد الذى وضعه هوبز كمثل حبات العقد فالخوف هو ذلك الخيط الذى يربط بينها فاذا تقطع وانسلت حبة انسل وراءها باقى العقد لأنه قائم على الخوف والظلم لا القوة والعدل كذلك اذا تحطم جدار الخوف تحررت كل الامم فالحمقى الذين تغاضوا بقصد عن التدخل الروسى فى جورجيا انما يغرون الاخرين بالتحرر لقد طردت بوليفيا سفير امريكا لديها وكأنه سفير موزمبيق وسارت على نفس النهج فنزويلا والفضل كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى للمجاهدين فى ارض العراق الذين كسروا حاجز الخوف على ابواب بغداد
لذلك كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم { سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى سلطان جائر قال كلمة حق عنده فقتله } لقد جعل الاسلام هذا الرجل الذى قال كلمة حق مثل سيد الشهداء لم يحمل سيفا او مدفعا ولكنه اصبح مثل حمزة رضى الله عنه لأنه تجرأ وكسر حاجز الخوف وان كان بكلمة ولاحظ انه قال رجل ولم يقل عالم فالامر ليس وقفا على احد او فيه تخصيص لفئة وكنت دوما اتأمل الحديث واتساءل ولكن الرجل لم يغير شيئا لم يأت بالاصلاح المنشود لقد مات هباء دون مردود انه كما يقال بالعامية مات فطيس ولكن موته هذا يوقظ الاخرين الم يوقظ موت سيد قطب - كما أرخت له الادارة الامريكية - روح الجهاد فى الامة وكما يقول ديورانت { ان سلطان السيف يضارع سلطان القول } فأين نحن الخانعون المتثاقلون الى الارض الراكنون الى الدنيا من كلمة الحق
ثانيا ان طبيعة الاسلام كدين ليست هناك طائفة من الكهنة او المستأثرين بالشريعة كما فى سبط لاوى عند اليهود الذى استأمنه موسى عليه السلام على التوراة او عند باباوات الكنيسة الكاثوليكية فى اوروبا لان القرأن واضح لاغموض فى احكامه او تشريعاته ومتاح لكل الناس وتتلى علينا اياته فالحمد لله الذين انزل الكتاب ولم يجعل له عوجا لذلك لا يمكن للانظمة الحاكمة ان تتحايل على شعوبها وتقول لهم ان تلكم القوانين الوضعية هى من عند الله حتى تعطيها قبولا لدى الجماهير , كما لا توجد فى الاسلام عصمة لغير الانبياء وكل يؤخذ منه ويرد الا محمد صلى الله عليه وسلم لذلك محاولة امريكا والانظمة المتحالفة معها صناعة هذه الطائفة فى المنطقة يسيرون على نهج باباوات الكنيسة الكاثوليكية حتى تستطيع السيطرة على المنطقة بالسيبطرة عليهم فباباوات الكنيسة الكاثوليكية حينما كان يأتى اليهم الفقراء والمظلومين والمسحوقين يشتكون من ظلم القياصرة والملوك فيقولون لهم { دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله } والان تخرج بعض الاقلام لتقول لنا { وان اخذ مالك وجلد ظهرك} كما فعل باباوات الكاثوليكية فهذا خطأ كبير لاننا لو تجاوزنا عن الظلم الشخصى - رغم ان الاسلام يوجب رد الحقوق الى اصحابها - ولكننا لن نتجاوز عن الجور على احكام الشريعة ونبذها وراء الظهور لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق و كما امرنا القران الكريم { ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله } دع عنك الظلم الشخصى رغم اهميته ولكن اين حدود الله المعتدى عليها فاذا ارادت الدولة ان تضع قانون الطفل الوضعى الذى شاركت فيه مؤسسات تبشيرية ثم تختمه بصك الشريعة عندنا والشريعة منه براء فهنا الدولة تريدنا ان نتخذها اربابا من دون الله
ان القوانين الوضعية تعانى من ازمة فى التعايش مع الواقع وتؤدى الى خواء روحى وفساد مادى وانحراف خلقى لذلك يجب اعادة النظر فى الواقع المصرى من اجل الشعب المصرى
د.حامد انور
d.hamedanwar@yahoo.com

الخميس، 11 سبتمبر 2008

الشيطان وصلب المسيح

الشيطان وصلب المسيح
فى حوار مع احد المبشرين اخبرنى بان التوراة قد تكلمت عن المسيح وذلك فى النص التوراتى الشهير فى سفر التكوين { نسل المرأة يسحق رأس الحية } وتأويله من وجهة نظرهم ان المرأة هنا هى السيدة مريم والحية هى الشيطان اى ان المسيح سوف يسحق رأس الشيطان ورغم ان هذا النص كان يتحدث عن حواء ولكننى قلت له سافترض جدلا ان المرأة المعنية بهذا الامر هى بالفعل مريم رضى الله عنها ولكن هل حقا المسيح - بن المرأة - قد سحق الشيطان ام ان للانجيل رأى اخر
فمن وجهة النظر الانجيلية المتداولة حاليا الامر ينبىء بغير ذلك
فالانجيل لم يوضح لنا موقف الشيطان وقت صلب المسيح هل كان فرحا منتشيا ام اصابه الحزن والهم لان خطيئة البشر قد غفرت هل وقف اثناء الصلب يذرف الدموع ام انه قد نجح فى تخقيق غايته وهدفه لم يوضح لنا الانجيل ذلك ولكنه اشار الى نقطة اخرى هى فى غاية الخطورة وهى ان الشيطان كا هو السبب الرئيس وراء صلب المسيح كما يعتقدون فالمفروض لو ان المسيح عليه السلام قد اتى الى عالم البشر من اجل ان يقتل وينحر كما يقولون فداء لهم لكان الحواريون من باب اولى هم من يقومون بذلك ويعملون على تنفيذه والاشراف عليه اوليست تلك رسالته والهدف من مجيئه لان اتباع اى نبى هم من يقومون بنشر تعاليمه وتبنيها والعمل على اقامتها ولكن الحواريين لم يفعلوا ذلك بل ان بعضهم كما فعل بطرس بشهادة الانجيل نفسه انكر معرفته بالمسيح اطلاقا
ولكن العجيب ان من ساهم فى صلب المسيح تبعا للمعتقدات النصرانية هو يهوذا الاسخريوطى الملعون فى الادبيات المنسوبة الى بولس فقد دخل الشيطان الى جوف يهوذا الاسخريوطى وتمكن منه ودفعه دفعا الى ان يسلم المسيح بعد ان اكل مع المسيح فى طبق واحد واعطاه اللقمة بيده {فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطى فبعد اللقمة دخله الشيطان } يوحنا 13-27 اى ان لقمة المسيح لم تمنع الشيطان من ان يدخل الى يهوذا لم تمنع لقمة المسيح الشيطان من ان يسيطر على يهوذا ولم تتمكن اللقمة المباركة من الحيلولة بينه وبين تأثير الروح الشريرة عليه
فاى انتصار هذا { فدخل الشيطان فى يهوذا الذى يدعى الاسخريوطى وهو من جملة الاثنا عشر فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم } لوقا 22-3 اذن فنصوص الانجيل تبين ان ايعاز الصلب قد تم من الشيطان بل ان المسيح نفسه كان يهرب منه
بل اننى قد دعوت هذا المبشر ان يتخيل معى مشهدين اثنين تحدث عنهما الانجيل ويعيش معى تفاصيلهما المشهد الاول المسيح مع الحواريين فى العشاء الاخير وقبل عملية الصلب مباشرة يتحدث اليهم ويهم بتوديعهم ثم يختم كلامه قائلا { ولكن ثقوا انى قد غلبت العالم } يوحنا 16-33 المشهد الثانى المسيح كما تعتقدون على الصليب وقد انهكه العذاب والاعياء وتمكن منه الاعداء تخر الدماء من يديه ومن قدميه يصرخ كما فى الانجيل { الهى الهى لم خذلتنى } متى 27-46 يا لغرابة المشهدين معا
ان المسيح تؤذيه الرواية الانجيلية التى تتحدث عن انتصار الشيطان عليه وان الصلب عملية شيطانية
د. حامد انور
d.hamedanwar@yahoo.com

السبت، 6 سبتمبر 2008

دعوة الحزب الوطنى للانسحاب من الحياة السياسية المصرية

دعوة لانسحاب الحزب الوطنى من الحياة السياسية
بعيدا عن دعاء شيخ الازهر وصلوات اولمرت انها دعوة حقيقية للحزب الوطنى المصرى للانسحاب من الحياة السياسية المصرية والانزواء بعيدا فى عالم النسيان ان الفصيل السياسى الذى يمسك بدفة البلاد ويجعل الجماهير الطيبة تشمت فى احتراق احد مبانى الدولة وهو مبنى مجلس الشورى وتغمر السعادة وجوههم ويشف الحريق غليل صدورهم فضلا عن تعليقاتهم الساخرة والدعاء بانتشار الحرائق فى عموم مبانى القيادات السياسية ان الفصيل السياسى الذى تؤدى سياساته الى تلك النتيجة الموحلة والمصائب المتوالية لهو جدير بأن ينسحب من الحياة السياسية بهدوء وسلام مخليا الطريق لافكار جديدة ورموز جديدة علها تصلح ما افسدته يداه وتعيد الابتسامة المفقودة على شفاه الشعب المطحون الذى احرق الغلاء صدره و الذى كل ذنبه انه يسكن تلك الارض العريقة لم يرتكب اثما فى حق قيادته يسمع لهم ويطيع ينقاد لقوانينهم الفاشية الظالمة وينصاع لاوامرهم المتخبطة يحلم بمستقبل مشرق فاذا بالحريق والانهيار يزحفان بفضل قيادات الحزب الوطنى
لو يبصر الحزب الوطنى لادرك لو ينظر الى الاحوال والظروف من حوله لفهم
ان الاقدار تعانده وبشدة لقد ضاقت من اكاذيبه الاقدار فمثلا حينما حاول الحزب تجميل صورته ورفع شعبيته المتدهورة وقيمته المنهارة وقرر ان ينزل الى الشارع محملا بالهدايا والشنط الرمضانية الى ضحاياه الذين امتصت دماءهم بمخالبه ونحلت اجسادهم باظافره واثقلت الهموم اكتافهم اذا بتلك المحاولة البائسة اليائسة تنقلب عليه وتتحول الى مشاجرات وعراك ومجازر ان الاقدار لم تعد ترضى بالاعيب الحزب الوطنى
وهاهم رجاله يتساقطون كاوراق الشجر الواحد تلو الاخر بعدما زكمت الانوف من افعالهم وكمدت النفوس من انحرافاتهم واستغلالهم وتنكشف شيئا فشيئا استار سوأتهم
فمتى يعى الحزب الوطنى انه لا مكان له فى الساحة السياسية الان
ويأت الامس الحزين بفصل كئيب جديد من تلك المأساة الممتدة من اكثر من ربع قرن فتنهار الجبال على رؤوس بسطاء شعبنا وقلوب اخواننا فى منطقة الدويقة بعدما بحت اصواتهم واختنقت حناجرهم بالصراخ والرغبة فى الخلاص من مخاطر الانزلاقات الجبلية طافوا على مكاتب المسئولين دون جدوى ذهبوا الى اباطرة الحى دون نتيجة حتى وقعت الكارثة وضج الصخر من الصمت الرهيب وتحرك الحجر فقتل العشرات رافعين ايديهم بالشكوى الى اله السماء من ظلم العلمانية التى انتهجها الحزب الوطنى ورجاله فلم تقم العدل بينهم ولم تلب احتياجاتهم الاساسية وجرح ودفن تحت الانقاض المئات
تحرك الحجر فمتى يتحرك الحزب الوطنى اخلى الحجر مكانه فأحدث كارثة لعل الحزب الوطنى الساحة يخلى الساحة منعا لحدوث المزيد والمزيد من الكوارث
الم يحن الوقت لاباطرة الحزب الوطنى ان يدركوا ان الزمان ليس بزمانهم وان صروف الدهر قد تنكرت لهم وان طوفان الاحداث يريد ان يطيح بهم
الم يحن الوقت من الحزب الوطنى ان يفعل شيئا حسنا واحدا فى حياته ان يتوارى بعيدا بعيدا بقياداته ان يمضى قبل ان تتزايد فاتورة الاقدار ضده ويدفع الثمن هذا الشعب المسكين

الم يحن الوقت ان يستجيب الحزب الوطنى لسنن الزمان ودعوات الملايين من الرجال والاطفال والنساء وان يمضى اخذا معه ثمار الفشل المرة وينابيع الحزن والاسى عسى ان تشرق الشمس من جديد بحلم صاف بلا عكارة علمانية او اوهام باطلة
انها والله لنصيحة صادقة تنطق بها احداث الماضى وصعود الامم وهبوطها وانهيار الحضارت والدول والتى تقول كلها بلا مواربة ان الحزب الوطنى ينحدر نحو النهاية
فمتى يستجيب الحزب الوطنى لنداءاتها ويترك الساحة السياسية قبل ان نصحو على كارثة جديدة
د.حامد انور
d.hamedanwar@yahoo.com