clavier arabe

الأربعاء، 26 يناير 2011

هروب القيصر


" هروب القيصر " مسرحية من فصل واحد
الشخصيات : القيصر , الوزير الاول , البستانى , رئيس الحرس


"بعدما أحرق أحد الباعة نفسه فى سوق المدينة المركزى أثناء مرور موكب القيصر عاد بسرعة الى القصر وكان يسير فى الحديقة بصحبة الوزير الاول "

القيصر - من هذا البائع الذى أحرق نفسه اليوم
الوزير الاول - انه شاب يعول اسرته المكونة من ثمانية أفراد
القيصر - لماذا يفعل ذلك هذا الاحمق ان تجارة الخضر تدر ربحا ..هل كان يدفع الضرائب

الوزير الاول - بالطبع يا مولاى ولكن يبدو انه كان مدفوعا من جهات خارجية تريد أن تشوه انجازات القيصر
القيصر - كل الممالك تحقد على القيصر .. ايها الوزير "يقولها وهو يتأمل بناية القصر "
اريد أن اقوم بهدم هذا القصر واعادة بنائه من جديد
الوزير الاول - انها فكرة رائعة يا مولاى... ذهن مولاى يتفتق دوما عن أفكار خلاقة
القيصر -أريد أن أزيد عدد الغرف... واريدك أن تأتى بالاثاث من أجود أنواع الاخشاب..

"أصوات عالية متقطعة تنغص عليهما الحديث ينظر الى مصدر الصوت "

القيصر - ماذا يفعل هذا البستانى الاحمق احضره لى
"البستانى يأتى مضطربا "
البستانى - امرك يا مولاى
القيصر - ماذا تفعل
البستانى - اقطع شجرة
القيصر - تقطع شجرة..... المفروض أن تقوم بغرس الاشجار لا أن تقطعها ايها البستانى
البستانى - انها شجرة لا تخرج ثمرا ولا تنتج ظلا ...انها تشوه منظر الحديقة يبدو أن من غرسها كان قلبه مفعما
بالكراهية ... من يغرس فسائل الكراهية لن يجنى غيرها ايها القيصر
القيصر - من أين جئت بالحكمة ايها الرجل ....أشك فى كونك بستانيا
البستانى - لا لا يا مولاى ... "يقولها باضطراب " ...ولكن للاشجار لغة لا يفهمها الا البستانى
القيصر - كيف تعيش أنت واسرتك ايها البستانى
البستانى - ان والدى لا يجد ثمن الدواء , واطفالى يساعدون امهم المجهدة فى الحقل, وأنا هنا أعمل بكلتا يدى
ان الفقر يفتك بنا
القيصر - ولكن هنالك دوما أغنياء وفقراء أيها البستانى.... هذه هى طبيعة الحياة
البستانى - ان الفقراء يعيشون بالامل ومنه يتولد الحلم ولكن حين يقتل الأمل غيلة يتلاشى الحلم وتكون الحياة بلا معنى
عندها يكون العيش والموت سواء
القيصر - ايها البستانى أيهما أفضل الحاكم الضعيف الذى يطلق الحريات فتصبح الامور فوضى ...أم المستبد المستنير
الذى يقود مسيرة الحضارة
البستانى -ان الاستنارة تفقد معناه حين تكون رؤية فرد وان القوانين تفقد جدواها عندما لا يتم تطبيقها بحيادية
اننى افضل الحاكم الذى يطبق القوانين ...على الجميع ...دون استثناء
القيصر - وهل هذا أيضا علمته اياك لغة الاشجار
"ينظر اليه متوعدا ويتحدث وهو يشير باصبعه اليه مهددا "
ولكن الشعب يحب القيصر
الشعب يحب القيصر ..أتنكر هذا
البستانى - لا لا ..يا مولاى
بالطبع الشعب يحب القيصر .."يقولها بنبرة ملتوية "
"لحظة صمت ينظر فيها القيصر الى البستانى بعين الوعيد "
القيصر - ايها الوزير اجلدوا هذا البستانى
اجلدوا هذا الرجل
اجلدوه
"يدخل رئيس الحرس مسرعا وأصوات صاخبة تعلو شيئا فشيئا
رئيس الحرس - مولاى القيصر ....لا بد من الهرب
الشعب يزحف نحو القصر
الشعب يزحف نحو القصر



الأربعاء، 5 يناير 2011

العولمة الجديدة

فى لحظات تأمل ثاقبة جاء الى الطبيب أربعة مرضى تعتريهم نفس الحالة يشكون نفس الاعراض نزلة برد شديدة ارتفاع فى درجة الحرارة وفتور بالجسد ولكن رغم هذا التشابه الكامل أعطى لكل منهم علاجا مختلفا الاول كان رجلا فى الاربعين فأعطاه العلاج المعتاد والثانى كانت امرأة فى شهور الحمل الاولى فقام بتغيير العلاج والثالث كان طفلا دون العاشرة فكتب علاجا يراعى فيه الجرعة والرابع كان طفلا مصاب بأنيميا الفول فأعطاه قائمة بالأدوية المحظورة وكتب علاجا غير علاج المرضى الآخرين يا ترى هل مافعله الطبيب كان منافيا للعدالة هل يتعارض مع قيمة المساواة أم ان ما فعله كان هو الصواب لا ريب ان الفلسفة الغربية تشوب وتروب تصيب حينا وتخطىء أحيانا أخرى ولكن تنقصها ما قام به هذا الطبيب ...الحكمة
ان اشكالية القيم الغربية ليست فى الافلاس فالافلاس لا يكون فى القيم بل يكون فى الادوات والوسائل ولكنها اشكالية فى الفهم ثم الالتزام بها والتطبيق الشامل لها دون محاباة أو مجاملة ان الغرب يرى فى العدالة والمساواة والحرية والاخاء قيم على اطلاقها دون وضع التنوع البشر العقدى والبيولوجى فى الاعتبار فتراها يكتنفها الخلل حين تدخل حيز التطبيق والممارسة
لنعد الى مثال الطبيب حتى تتقارب الافهام ان العدالة تقتضى أن يهرع الطبيب الى تقديم الرعاية الصحية دون تأخير والمساواة تقتضى أن يقدم الخدمة الطبية بأداء جيد دون تمييز ثم بعد ذلك يكتب العلاج ولكن الحكمة وهنا يأتى الخلل فى العقلية الغربية ان يكون العلاج مختلفا يتوافق وظروف الحالة ان المساواة ينبغى أن تكون توافقية تتوافق مع المعتقدات الدينية والعادات العرفية والثقافات المختلفة ان نتوءات المفتاح يجب أن تتوافق مع القفل حتى تفتح لك الابواب لو أن الطبيب أعطى للطفل المصاب بأنيميا الفول نفس علاج الطفل الآخر لقد قام بتطبيق المساواة حرفيا التزم بها ولكنه جلب الضرر للطفل المسكين ولو أعطى الطفل الآخر علاج الطفل المصاب بالانيميا فقد حرمه من أدوية أخرى قد تكون أشد نفعا وأكبر تأثيرا من هنا يتضح ما يسمى " بالمساواة التوافقية "
فمثلا يجعل الغرب فى نظرته الساذجة الى الاسرة على انه استعباد من الرجل للمرأة وتركيع لها لأنه الحاكم القوى المستبد الذى يمتلك الموارد الاقتصادية وهى المخلوق الضعيف دون مراعاة أن الاختلاف البيولوجى يتطلب اختلاف فى الوظيفة وان الاسرة التى هى نواة السياسة الاجتماعية لا بد أن تكون فيها سلطة واحدة نهائية تحسم المواضيع المختلف عليها والا انفرط عقدها ومن ثم تفككت عرى المجتمع
كما أن القرأن حين تطرق الى هذا الامر جعل فى الخلفية جانبا وجدانيا يجهله الغرب هو المودة والتراحم الميل العاطفى المتبادل جانب وجدانى يحسم كثيرا من الامور ويلطف حرارة الاختلاف بينهما

عندما ننظر الى ما يدعى أنه مضايقات للنصارى وهذا محض افتراء يجب أن نتفق على مفهوم الحق هناك حقوق أساسية يتشارك فيها كل المنطوين تحت راية الدولة الطعام ,السكن ,الامن , التعليم يجب أن يحظى بها الجميع على السواء وهذا كان قائما تحت راية الدولة الاسلامية ولكن حين ننتقل الى دور العبادة فان الامر لا بد أن يتوافق مع مدة الصلوات , عدد الصلوات , عدد السكان فليس من المعقول فى ظل تقدم وسائل المواصلات أن يبنى بجوار كل بيت نصرانى كنيسة يذهب اليها مرة أسبوعيا ليقضى فيها دقائق معدودة انها الحماقة حين تكشف سترها
اما اشكالية القيم الغربية الثانية هى الالتزام بتطبيقها فى التعاملات الدولية وهذا يدرك الجميع فداحة التفريط فيه فحين يتراءى بريق المصلحة الشخصية يسيل لعابه نحوها وينسى ما كان يدعو اليه فكم من اتفاقيات نفطية سطرت بمداد من دماء وكم من مكتسبات تجارية تتم فى احتفالات صاخبة وفى الخلفية أصداء صراخ الجياع لا يسمع بهن أحد وكم من دعم ممقوت للاستبداد من أجل استمرار تدفق ثروات الشرق الذى يفيض لبنا وعسلا فى حين الاسرى يجهشون فى ظلم الليل بالبكاء يدعون ربهم وينشدون الخلاص من أجل معتقدات اختاروها أو مبادىء ينادون ومرضى يتألمون تشكو أعينهم الغائرة وافواههم عاجزة عن الكلام
وأطفال يذهبون ضحية اهمال متعمد لا يشعر بفقداهن أحد ان سياسات الغرب فى الشرق تمييزية دعنى أضرب مثلا حين غرقت احدى المراكب بفتيات نصرانيات فى النيل علا الصراخ والعويل ولطم الخدود والاعلان المتملق رفع عقيرته بالنواح فى حين أن تلميذات ذهبن ضحية السيول منذ عدة أيام لم يلتفت لهن أحد أوليس هؤلاء ضحايا السياسات الغربية الانتهازية التى ترسخ الاهمال والتخلف
ان العالم بحاجة الى عولمة جديدة عولمة على درجة من الوعى والمسئولية تلتزم بقيم خلاقة وشيم لا تعرف التقصير
ان أروع ما قاله فرنسيس بيكون فى معرض تعليقه على كتاب الامير لميكافيللى " انه يتعامل مع البشر كما هم لا كما يجب أن يكونوا " ان العولمة الجديدة لا بد أن تخرج لنا منتجا بشريا جديدا يخلع عباءة الفوضوية والأنانية المتوحشة ويرتدى عباءة أخلاقية منتجا بشريا جديدا يرى القيم هى الغاية القصوى لا يبيعها عند أول مشتر عولمة تتسامى فوق كل الاعراق والنعرات والعصبيات السفيهة وتقيم روابط جديدة بين بنى البشر بين أبناء آدم روابط فكرية أشد من روابط القرابة والنسب, فى الاديان السابقة كانوا يسمون " أبناء الله " لأنه تعالوا على كل الروابط المزعومة وجعلوا الله ملتقى ولاءهم وبراءهم حبهم وكراهيتهم انهم ولدوا من جديد ولكن بسبب السفاهة والحماقة والتدليس تغير الامر الى صفات أخرى "حزب الله , عباد الرحمن الذين لا يحملون مودة فى قلوبهم الا لمن أخلص للقيم وتعاليم الاله
...وأيدهم بروح منه
انها عولمة جديدة يستحقها البشر تحررهم من الانانية والمصلحة الشخصية يقول ديدرو "ان منبع السلوك الانسانى من صولجان الملك الى عصا الراعى ومن تاج البابا الى قلنسوة الراهب لا خفاء فيه ..انه المصلحة الشخصية "
ان العولمة الجديدة يجب أن تعيد صياغة العلاقات البشرية وبناء النفس الانسانية من جديد ومن هنا يأتى الاخاء


الاثنين، 3 يناير 2011

الاسكندرية الكبرى

وحدث ما كان متوقعا وكان لابد أن يحدث حين أطلق البعض العنان لنفسه فى السخرية والاستهزاء وترويج سى ديهات تتهكم على القرآن و على سورة العاديات وتم توزيع السى دى فى الجامعات المصرية ...حين تصاعدت مطالب لا مشروعية لها ولا سند من دستور أو قانون أو فكر سياسى واتسمت تلك المطالب بالانتهازية والتعنت المفرط حين بدأ الجميع يتحرش بالمشاعر الاسلامية وتصاعد المظاهر فى الملبس أو التعامل اليومى ..حين جاءت الجيوش الغربية الى المنطقة تحاصر شعوبها وتذيق أهلها سوء العذاب حينما أصم العالم أذنيه عن أزمة اقتصادية نتيجة حروب ونفقات تغذيها عقول طائشة حينما ضاع القانون واختفت المعايير و أصبحت القوانين الدولية محل تندر واستهزاء حين يتم تطبيقها حينا ويتم غض الطرف حينا آخر
دعونا ننظر الى العالم على أنه اسكندرية كبرى عالم تعيش من خلاله عشرات الجنسيات ومختلف الأديان فقد اختفت فيه الحدود وأصبح الحادث الذى يشتعل فى مكان يوقد حوادث أخرى اوليس هذا ما تضمنه خطاب أوباما فى القاهرة
كانت الاسكندرية فى الماضى تعج بأكثر من مائتى جنسية كما يقول المؤرخ اليهودى الشهير فيلو وكانت ملآى بأعراق متعددة وأصناف شتى ولكنها للأسف لم تعش كما روج البعض فى وئام وسلام لم يكن الرجل اليونانى يعانق المصرى ويجلسان فى مقهى جانبى لم يكن النصرانى يقترض من التاجر اليهودى ويرد اليه دينه مصحوبا بفائدة ربوية فى فرح وسرور ليس الامر كما صوروه أو كما حاولوا أن يخدعونا فقد غاب القانون وقتها واندلعت الافكار الطائفية تشعل أزمات من حين لأخر ففى عام ثمانية وثلاثين ميلادية استفز اليهود مشاعر الجاليات الاخرى كعادتهم فأثار ذلك اليونانيون فوشوا بهم عند الحاكم الرومانى أكليوس فلاكس الذى حرمهم من حق المواطنة فانطلق اليونانيون يحرقون منازل اربعمائة من اليهود واقتادوا ثمانية وثلاثين من أعضاء المجلس اليهودى وقاموا بجلدهم علنا ودنسوا المعابد اليهودية وذهب وفدان من اليهود واليونان ليعرض كل منهم قضيته ولكن الامبراطور الرومانى وقتها قضى نحبه فأعاد الالقد كان كل شعب من الشعوب القديمة يسب ويلعمبراطور الجديد لليهود ما كانوا عليه من امتيازات هكذا حين يتنامى الاستفزاز ويختفى القانون تتصاعد الموجات العدائية وتتعالى المغامرات اللفظية الغير مسئولة فيكون اشتعال الفتيل أمرا سهلا ان العالم حاليا " الاسكندرية الكبرى" يعانى من انتهاكات سياسية مزرية مذابح هنا وحروب هناك أزمات اقتصادية لم تعد تفرق بين العالم الاول والعالم الخلفى تونس مثل فرنسا بوليفيا لا تختلف عن بريطانيا حتى تصريحات السياسيين متشابهة هاهو الرئيس التونسى يتألم لصورة تونس وكأن على الفقراء أن يكنموا أهاتهم ويتلوى المسحوقون بلا صراخ حفاظا على صورة تونس المقدسة أيتها الاسكندرية الكبرى متى تتحقق العدالة والامن
وفى كتاب الاسكندرية أعظم عواصم العالم القديم للكاتب الالمانى مانفريد كلاوس وترجمة الاستاذ أشرف أحمد يحكى لنا عن الواقع المعاش بين تلك الجاليات ويصوره الكاتب بصورة رائعة أجاب عن أسئلة كانت تدور فى الخيال من حين لآخر ماذا حدث بعد تلاقى المصريين واليهود ثانية بعد الخروج الكبير من مصر كيف كانت العلاقة بينهما
لقد نظر اليهود الى الامر على انه انتصار مدو على المصريين وأغدقوا على المصريين من الصفات المسىء منها والأكثر سوءا فقال الفيلسوف اليهودى الشهير فيلو وهى سقطة فى حقه " ان الشعب المصرى عبارة عن فضلات وقاذورات " وكان المصريون على لسان الاديب ابيون الذى لم يبخل هو الآخر يرون " أن اليهود مليئون بالامراض الفتاكة والمعدية لذلك طردهم المصريون " وهكذا تكون الامور حينما يتحول الامر الى عراك لفظى وأقوال حمقاء بلا موضوعية أو جدال حسن على مستوى راق من الحوار يصبح السباب هو سيد الموقف فكان المشهد كما يقصه الكاتب " لقد كان هناك فى كل شعب من الشعوب القديمة يسب ويلعن ولم يسلم شعب من الشعوب القديمة من ذلك السب واللعن حتى الرومان انفسهم فالمصريون شعب من الانذال المنحطين وشعب كريت من الكذابين وشعب مدينة بوتا اليونانية شعب من السكارى اليونانيون مهرجون وبهلوانات رآى الرومان السوريون خلقوا لكى يكون عبيدا منحنى الظهور ورآى اليونانيون الرومان ذوى رؤوس فارغة " كانت نعرات عنصرية وعصبية ممقوتة فى ظل تناحر وتنام تغذيه نخب غير مسئولة هل يستطيع أحد فى العالم أن يوضح ما هو التكييف القانونى لشركة بلاك وتر الامريكية
فما الحل اذن هذا ما سأوضحه فى مقال أخر بعنوان "العولمة الجديدة " لوضع أطر لعولمة عاقلة مسئولة
...بمشيئة الله تعالى