وحدث ما كان متوقعا وكان لابد أن يحدث حين أطلق البعض العنان لنفسه فى السخرية والاستهزاء وترويج سى ديهات تتهكم على القرآن و على سورة العاديات وتم توزيع السى دى فى الجامعات المصرية ...حين تصاعدت مطالب لا مشروعية لها ولا سند من دستور أو قانون أو فكر سياسى واتسمت تلك المطالب بالانتهازية والتعنت المفرط حين بدأ الجميع يتحرش بالمشاعر الاسلامية وتصاعد المظاهر فى الملبس أو التعامل اليومى ..حين جاءت الجيوش الغربية الى المنطقة تحاصر شعوبها وتذيق أهلها سوء العذاب حينما أصم العالم أذنيه عن أزمة اقتصادية نتيجة حروب ونفقات تغذيها عقول طائشة حينما ضاع القانون واختفت المعايير و أصبحت القوانين الدولية محل تندر واستهزاء حين يتم تطبيقها حينا ويتم غض الطرف حينا آخر
دعونا ننظر الى العالم على أنه اسكندرية كبرى عالم تعيش من خلاله عشرات الجنسيات ومختلف الأديان فقد اختفت فيه الحدود وأصبح الحادث الذى يشتعل فى مكان يوقد حوادث أخرى اوليس هذا ما تضمنه خطاب أوباما فى القاهرة
كانت الاسكندرية فى الماضى تعج بأكثر من مائتى جنسية كما يقول المؤرخ اليهودى الشهير فيلو وكانت ملآى بأعراق متعددة وأصناف شتى ولكنها للأسف لم تعش كما روج البعض فى وئام وسلام لم يكن الرجل اليونانى يعانق المصرى ويجلسان فى مقهى جانبى لم يكن النصرانى يقترض من التاجر اليهودى ويرد اليه دينه مصحوبا بفائدة ربوية فى فرح وسرور ليس الامر كما صوروه أو كما حاولوا أن يخدعونا فقد غاب القانون وقتها واندلعت الافكار الطائفية تشعل أزمات من حين لأخر ففى عام ثمانية وثلاثين ميلادية استفز اليهود مشاعر الجاليات الاخرى كعادتهم فأثار ذلك اليونانيون فوشوا بهم عند الحاكم الرومانى أكليوس فلاكس الذى حرمهم من حق المواطنة فانطلق اليونانيون يحرقون منازل اربعمائة من اليهود واقتادوا ثمانية وثلاثين من أعضاء المجلس اليهودى وقاموا بجلدهم علنا ودنسوا المعابد اليهودية وذهب وفدان من اليهود واليونان ليعرض كل منهم قضيته ولكن الامبراطور الرومانى وقتها قضى نحبه فأعاد الالقد كان كل شعب من الشعوب القديمة يسب ويلعمبراطور الجديد لليهود ما كانوا عليه من امتيازات هكذا حين يتنامى الاستفزاز ويختفى القانون تتصاعد الموجات العدائية وتتعالى المغامرات اللفظية الغير مسئولة فيكون اشتعال الفتيل أمرا سهلا ان العالم حاليا " الاسكندرية الكبرى" يعانى من انتهاكات سياسية مزرية مذابح هنا وحروب هناك أزمات اقتصادية لم تعد تفرق بين العالم الاول والعالم الخلفى تونس مثل فرنسا بوليفيا لا تختلف عن بريطانيا حتى تصريحات السياسيين متشابهة هاهو الرئيس التونسى يتألم لصورة تونس وكأن على الفقراء أن يكنموا أهاتهم ويتلوى المسحوقون بلا صراخ حفاظا على صورة تونس المقدسة أيتها الاسكندرية الكبرى متى تتحقق العدالة والامن
وفى كتاب الاسكندرية أعظم عواصم العالم القديم للكاتب الالمانى مانفريد كلاوس وترجمة الاستاذ أشرف أحمد يحكى لنا عن الواقع المعاش بين تلك الجاليات ويصوره الكاتب بصورة رائعة أجاب عن أسئلة كانت تدور فى الخيال من حين لآخر ماذا حدث بعد تلاقى المصريين واليهود ثانية بعد الخروج الكبير من مصر كيف كانت العلاقة بينهما
لقد نظر اليهود الى الامر على انه انتصار مدو على المصريين وأغدقوا على المصريين من الصفات المسىء منها والأكثر سوءا فقال الفيلسوف اليهودى الشهير فيلو وهى سقطة فى حقه " ان الشعب المصرى عبارة عن فضلات وقاذورات " وكان المصريون على لسان الاديب ابيون الذى لم يبخل هو الآخر يرون " أن اليهود مليئون بالامراض الفتاكة والمعدية لذلك طردهم المصريون " وهكذا تكون الامور حينما يتحول الامر الى عراك لفظى وأقوال حمقاء بلا موضوعية أو جدال حسن على مستوى راق من الحوار يصبح السباب هو سيد الموقف فكان المشهد كما يقصه الكاتب " لقد كان هناك فى كل شعب من الشعوب القديمة يسب ويلعن ولم يسلم شعب من الشعوب القديمة من ذلك السب واللعن حتى الرومان انفسهم فالمصريون شعب من الانذال المنحطين وشعب كريت من الكذابين وشعب مدينة بوتا اليونانية شعب من السكارى اليونانيون مهرجون وبهلوانات رآى الرومان السوريون خلقوا لكى يكون عبيدا منحنى الظهور ورآى اليونانيون الرومان ذوى رؤوس فارغة " كانت نعرات عنصرية وعصبية ممقوتة فى ظل تناحر وتنام تغذيه نخب غير مسئولة هل يستطيع أحد فى العالم أن يوضح ما هو التكييف القانونى لشركة بلاك وتر الامريكية
فما الحل اذن هذا ما سأوضحه فى مقال أخر بعنوان "العولمة الجديدة " لوضع أطر لعولمة عاقلة مسئولة
...بمشيئة الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق