clavier arabe

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

حين جاء بنو العياس

لو كانت الحقبة العباسية حقبة فى تاريخ أوروبا لصدعوا أدمعتنا فى الذهاب والمجىء لو كانت الحقبة العباسية  حقبة فى تاريخ الغرب لكتبوها على الجدران لنقشوها على المتاحف ولكنها حقبة فى تاربه أمة لا تعرف قدر أبنائها حينما جاء بنو العباس وجند خراسان يدا بيد ليقيموا المساواة بين الاجناس والاختلاف على مستوى الفرد فليس هناك فضل لعربى على أعجمى الا بالتقوى
  لم تكن الثورة العباسية ثورة مسلحة بل كانت ثورة فكرية مسلحة تفوق الثورة الفرنسية بمراحل بدرجات كباركانت قبلها عدة ثورات استفادت منها وتفوقت عليها فى الادارة والتنظيم والتخطيط وحتى تكون الصورة واضحة فلقد توسع بنو أمية فى الشرق والغرب ولكن التوسع شىء  وادارة الاميراطورية شيء آخر
 يقول ديلاسى أوليرى فى كتابه الفكر العربى ومكانه فى التاريخ " وقد شاع فى هذا الوقت - يقصد نهاية الامويين - اعتقاد أن نهاية القرن ستشهد نهاية الظروف البائدة ويشبه ما كان الناس يتوقعونه عند حلول الألف الاولى الميلادية من اشراق عالم جديد"   وعندما جاء بنو العباس كان الثورة الفكرية فى التاريخ العربى خرجت مدارس الفقه وترجمت  العلوم البشرية وصارت الحلقة التى صانت للبشرية عقلها وتراثها وأبدع أبناء فارس فى علوم النحو بشكل فاق العرب أنفسهم فخرج الكسائى وسيبوبه  وكان التعليم متاحا  للجميع بشكل سبق فيه الغرب

 ان الثورة العباسية ثورة يفخر بها أبناء التوحيد وكان جند خراسان هم جندها وعتادها  فكانوا ذراع أبى جعفر المنصور في توطيد أركان الحكم والخلافة فمدحهم بن المقفع قائلا انهم يتميزون بالعغفاف والطاعة والكف عن الفساد والسمع والطاعة للخليفة حتى ان منهم من كان يقول "ان أمبر المؤمنين لو أمرنا أن نسادير القبلة لسمعنا وأطعنا  " وقال داوود بن على "يا أهل الكوفة انا والله ما زلنا مظلومين مقهورين حتى أتاح الله شيعتنا أهل خراسان فأحيا بهم حقنا وأظهر بهم دولتنا " هؤلاء هم جند بنى العباس الرضا من آل محمد

 ولكن سفر اشعياء يحدثنا عن جيش غريب جيش من الكلاب لا تشبع مرتزقة لاهم لهم الا جمع الثروات   بالرغم من أن عيونهم مفتوحة الا انها لاترى  انهم حالمون واهمون ان مراقبيه عمى لا يبصرون فيقول فى  الاصحاح السادس والخمسين "يا جميع وحوش البر، تعالي للأكل. يا جميع الوحوش التي في الوعر
10 مراقبوه عمي كلهم. لا يعرفون. كلهم كلاب بكم لا تقدر أن تنبح. حالمون مضطجعون، محبو النوم
11 والكلاب شرهة لا تعرف الشبع. وهم رعاة لا يعرفون الفهم. التفتوا جميعا إلى طرقهم ، كل واحد إلى الربح عن أقصى
12 هلموا آخذ خمرا ولنشتف مسكرا، ويكون الغد كهذا اليوم عظيما بل أزيد جدا 

الأربعاء، 18 يناير 2012

فى فن التفاوض والاختطاف

كل شىء أصبح فنا وعلما حتى الاختطاف والتفاوض لم يعد يخضع أى شىء للظروف أو المفاجآت بل هناك اساليب تكون مدروسة ذات أساس علمى يتم التحرك من خلالها
يقول أريك موريس و الان هو فى كتابهما " الارهاب والرد عليه " بعد أن تتم حادثة الاختطاف كيف تكون طرق التفاوض من جانب الدولة أو الجهة التى تعرض مواطنوها لهذا الحادث المأساوى أن هناك مراحل ثلاث تخضع لها العملية الاولى سيكشف مفاوض الارهابيين عن شىء من العداء والفتور مع الالتزام بالهدوء والايجابية وتكون المكالمات التليفونية قصيرة وحادة نحن نريد كذا دولار ثم فى المرحلة الثانية يسعى المفاوض لاقامة علاقات مع الارهابى وتيسر له شخصيته الجذابة الودودة اقامة علاقات طيبة فالمفاوض شخص لا يكل ولا يمل فهو يحارب معركة تكتيكية وعليه أن يتوقع ازدياد اضطراب الارهابى وأنه كلما طالت المدة التى تستغرقها الحادثة ازدادت فرص الاكتشاف وفى حادث الاختطاف تكون مهمة المفاوض هى المطالبة بتخفيض المبلغ المطلوب كفدية الى حد يمكن قبوله واذا ازدادت خبرة العصابة والكثيرون كذلك سيكون الطرف الممثل للخاطفين على بينة كاملة بالحركات التكتيكية لمتاحة المفروض واذا بالغت العصابة فى مطلبها اسرعت خطاها فانها ستضطر الى المخاطرة بانقاص المبلغ المطلوب الى النصف وخلال هذه المرحلة المطولة يطالب
و يحتاج المفاوض الى تعاليم دقيقة للغاية فى كل مرحلة من مراحل العملية وبالرغم من تمتعه بالمسئولية كاملة الا انه لا يملك السلطة الكافية لصنع القرار أو اتخاذه ويأخذ رده هذه الصيغة " اننى أتفهم ما تقولون ولكن عليكم أن تقدروا موقفى فأنا لا أملك الحق فى الموافقة على مطالبكم فدعونى أبحث عما بوسعى أن أفعله سأتحدث معكم فى المرحلة التالية عندما نتقابل " وفى المرحلة الثالثة والأخيرة سيكون المفاوض قد اقترب من التحكم فى المفاوضات فيما يتعلق بالفدية قيمتها و طريقة دفعها وتكون العناصر الاستخباراتية قد استطاعت تكوين صورة دقيقة وواضحة لأولئك الذين تقف ضدهم
ولكن اذا كان المؤلفان قد شرحا بما يمكن فعله خلال عملية الاختطاف ومحاولة اطالة المدة بقدر الامكان فان الطرف الآخر يستطيع أن يضغط على تلك الدولة أو الجهة ويجعل عامل الزمن فى صالحه فيضغط على الدولة وسياسييها كى تنهى عملية الاختطاف بأقصى سرعة ويجعل الوقت سيفا موجها كلما مر ازدادت الامور سوءا عليهم وذلك بارسال الشرائط المتواترة التى تبين حالة المختطف الرثة والظروف الصعبة التى يعيشها ويدين سياسة الدولة التى ينتمى اليها وكيف تخلت عنه بشكل مخز وتركته يواجه مصيره وحيدا وتبقى جذوة الاختطاف ولهبه مشتعلة فتتصاعد الضغوط الشعبية كما انه يساهم فى تشويه صورة تلك الدولة بشكل كبير
كم ان التفاوض قد يكون بشكل يأخذ طابعا متشددا دعونى اضرب مثلا عندما أمر الله بنى اسرائيل بذبح بقرة فانهم أخذوا يماطلون ويتساءلون عن أدق التفاصيل اى كان التفاوض حول بقرة فقط ومع ذلك كانت الامور تزداد صعوبة عليهم لأنهم كانموا يماطلون بلا سبب لا بل ان هناك شرطا تقديريا شاقا قد وضع فعندما حدد أنها صفراء فاقع لونها قال تسر الناظرين فمن الممكن أن تكون صفراء ولكنها لا تسر الأعين فكان جزاء المماطلة أن تضع الشروط القاسية بشكل تصاعدى
ولكن فى صلح الحديبية أخذ التفاوض شكلا آخر فهو تفاوض مرحلى
تم فيه تأمين الجبهة الخاصة بقريش و استغلت هذه الفترة المرحلية فى تطهير الجزيرة العربية من اليهود وشن معارك على قبائل أخرى بل ان الشرط الذى كان يبدو مجحفا تم استغلاله لصالح المسلمين وكان تحرك أبو بصير وهكذا ففى التفاوض تستغل كل الشروط والظروف وتسخرها لصالحك ألم نقل انه علم وليست الامور هكذا اعتباطية
أما بالنسبة الى حوادث الاختطاف التى تشهدها مصر مؤخرا وانضمت اليها تونس فهى مجموعات على علاقة بأجهزة أمنية لاشاعة الخوف وبث الرعب فى المجتمع



الأربعاء، 4 يناير 2012

فى أصول الحكم والسياسة

حول كيفية ادارة الدولة وكيفية الارتقاء فى المناصب خلالها يقول أفلاطون فى كتابه عن الجمهورية فى فصل بعنوان الحكم للشيوخ العقلاء يقول "ليس من شك فى أن الشيوخ يجب أن يكونوا حكاما والشباب رعايا وأن يكون الحاكمون هم أفضل أؤلئك الشيوخ يلزم أن نختار من جمهور الحكام الافراد الذين ظهروا لنا بعد المراقبة اللازمة أنهم يمتازون بالغيرة على القيام بكل عمل مفيد للدولة مدى الحياة وينبذون ما يحسبونه ضارا ومن اللازم أن نراقبهم فى كل أطوار الحياة لنرى هل هم حكام ثابتون فى هذا اليقين ولا تزحزحهم عنه قوة لاطراحه ظهريا بل يحرصون على الاقناع بأنهم يجب أن يعملوا الافضل للدولة " وربما هذا يوضح لماذا فى الدولة المعاصرة تكون هناك أجهزة رقابية ترصد كل كبيرة وصغيرة عن المسئول و ترقب تفانيه فى تقديم الخدمات باخلاص و أمانة وترى هل هو مناسب للارتقاء الى الدرجة الاعلى وفى فصل آخر بعنوان "الحكم للفلاسفة والا فالشقاء " يقول أفلاطون "لا يمكن أن تزول تعاسة الدول وشقاء النوع الانسانى ما لم يملك الفلاسفة أو يتفلسف الملوك والحكام فلسفة صحيحة تامة أى ما لم تتحد القوتان السياسة والفلسفة " فالحكام يجب أن يكونوا على قدر من المعرفة والخبرات المتراكمة وأصحاب الخبرات يجب أن يتقلدوا مناصب القيادة ولكن السؤال الذى يطرح نفسه ما هى الصفات المناسبة للعاملين فى مختلف مناحى الحياة أوضح القرآن الصفات المثلى لثلاث أوضاع مهنية وفى كل منها ذكر السمات التى يجب أن يتحلى بها هذا الشخص فعندما ذكر قصة موسى و رجل مدين كانت الصفات التى أهلت موسى للعمل هى "القوى الامين " فالقوة الجسدية مصاحبة للأمانة هى صفات يجب توافرها فى العمال تخيل لو أن المصانع التى تدار والشركات التى تعمل ليل نهار تحوى بين جنباتها عمالة يدوية قوية الجسد وفى الوقت ذاته ذات صفات أخلاقية رفيعة فان وضعية هذه المصانع والشركات ستشهد طفرة كبرى
أما حين تحدث القرآن عن القيادة العسكرية كان هناك وصفا آخر لأن القيادة العسكرية تحتاج الى متطلب آخر على درجة كبيرة من الاهمية ففى قصة طالوت وجنوده " اجعل لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله "فعندما أعلن بنو اسرائيل تبرمهم من هذا الاختيار واعتراضهم عليه جاءت الحيثية واضحة صريحة لا تقبل التأويل أو "وزاده بسطة فى العلم والجسم " فنظرا لأن الاختيار هنا لوظيفة القيادة العسكرية فانها تحتاج الى صفة القوة مصاحبة لصفة العلم والدراية فالقيادة العسكرية يجب أن تنال قدرا كبيرا من العلم والمعرفة حتى تكون أهلا لهذا المنصب و على قدر المسئولية وحتى تكون قادرة على ادارة المعركة والتوسع فى ميدان الحرب
أما القيادة السياسية فوضع لها القرآن معايير أخرى ولعلك ترى الابداع يتجلى فى استخدام الالفاظ المعبرة وتحديد الصفات المناسبة انه كتاب السماء المنير فحين تطرق الى هذا الامر وذلك فى حديثه عن داوود والذى كان جنديا مقاتلا فى جيش طالوت انضم اليه رغم أنه كان خارج كل الحسابات فهو راع غنم ولكن لغيرته الشديدة على اله اسرائيل و ايمانه الراسخ الذى لم يتزعزع كان سبيلا فعالا لقتل جالوت مصدر الرعب والفزع لبنى اسرائيل وذلك بمقلاع بسيط فقال بعدها "وأتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء"
فقرن الملك بالحكمة وجعل تولى القيادة السياسية يتطلب عقلا واسعا وحنكة كبيرة وميزان جيد للأمور لا يعرف ترددا ولا تتطرق اليه ضبابية ان الامور لا تكون هكذا هباء فوضوية بل يجب أن يكون لكل وضعية مهنية ما يناسبها من السمات والصفات الشخصية
ولكن هل الحكمة مرتبطة بالسن ليس الامر على اطلاقه فالبعض قد أوتى الحكمة فى الصغر وكان من هذا الاستثناء يحيى عليه السلام "وآتيناه الحكم صبيا " وعلى ذلك فالحكم والحكمة قرينان من أجل الدولة الرشيدة

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

حتى لا تضيع الحقائق

تجرى الآن أكبر عملية تحريف وتدليس فى التاربخ حبن يتم التسويق بأن أؤلئك المتجمعين فى ميدان التحرير هم الذين أسقطوا النظام المصرى وهذا محض هراء ويبدو انه يجب العودة قليلا الى الوراء لمعرفة الظروف التى أدت الى انهيار النظام اننا لن نسمح بتدليس التاريخ مرة أخرى
لقد انهار النظام المصرى بسبب تردى الأوضاع الامنية فى مصر فقام مجهولون باحراق مجلس الشورى و المسرح القومى واستهداف المعبد اليهودى وكلل الامر بتفجير كنيسة القديسين الامر الذى بعث رسالة الى الغرب بأن القبضة الامنية المصرية قد ضعفت واليد الحديدية قد أصابها الهوان لم تعد تخيف أحدا وخرج ساركوزى محذرا من وجود مخطط للقضاء على الأقلية المسيحية في الشرق الاوسط وانتابت اوروبا حالة متشنجة من القلق وأصيب الجهاز الامنى فى مصر بدوار أفقده توازنه لا يعرف من الذى ارتكب تلك العملية التى أطاحت بأجساد النصارى ليلة رأس السنة وفى خضم هذا الالتهاب لمسيرة التاريخ حدث ما لم يكن متوقعا فقد انطلق شلال هادر فى تونس على حين غرة من نظامها وعمت المظاهرات ربوع البلاد وخرج التونسيون يكسرون حاجزى الصمت والخوف معا ويبعثون برسالة مفادها أن عجلة التغيير فى الشرق الاوسط قد بدأت فى الدوران وهاهى شرارة الانطلاق تتلألأ فوق الاراضى التونسية أشبه بالالعاب النارية ليلة أعياد الميلاد
هنالك ادرك الغرب دون قدر من شك أن الانظمة العربية الاستبدادية قد أدت دورها المرحلى الوضيع ووصلت الى حافة الانهيار المحتوم فأسرع للقيام بتغييرها ويقطف الثمار قبل أن تسقط فى أيد أخرى
ان متظاهرى التحرير ليسوا سوى مجموعة من الكومبارس تمت الاستعانة بهم للتصوير أمام الكاميرات مرتزقة تدربوا فى أروقة المخابرات على ايد منظمات مشبوهة يتم توريدهم الى المظاهرات والاحتجاجات والتجمعات و الحفلات التنكرية

لذلك فأنا أتفق بشدة مع ما ذكره الكاتب الامريكى روبرت ساتلوف فى دراسة بعنوان واشنطن ومصر السياسة المتقلصة بشكل معقول فيقول "ان شركاء امريكا الحقيقيين فى الاطاحة بمبارك لم يكونوا ثوار التحرير الذين يعتقدون أنهم أجبروه على الرحيل وانما القادة العسكريون الذين أزاحوه "
ان قرار القيادة العسكرية بازاحة مبارك لم يكن سوى استجابة للرغبة الامريكية التى أدركت حتمية التغيير أما ادعاء جماعة الاخوان بأن موقعة الجمل كان لها الدور الرئيس فهذا محض دجل انهم يصورنها وكأنها موقعة بدر الكبرى ان ضحايا المواجهات التى تمت بين النظام المصرى وتنظيم الجماعة الاسلامية يفوق عشرات المرات ضحايا الجمل وكان فى طول مصر وعرضها وقتل فيها سياح كثر ومع ذلك لم يتغير النظام
كما أن المتابع الجيد للاحداث فى مصر يدرك أن ماجرى ليس ثورة ولم يصل الامر الى هذه الدرجة حتى الآن ان الثورة تكون فكرية يصنعها فلاسفة وعظماء ينتج عنها تغييرات اجتماعية تسبقها تغييرات فى بناء العقل وتكون مكللة بالقوة التى تحميها وتذود عنها وهو ما لم يحدث فى مصر بعد
ان موسى عليه السلام حين تصدى للفرعون عرض عليه أفكاره بوجود اله آخر ومعه عصا تكفيه شر الفرعون ومن معه و معجزات ترسل العذاب على المصريين لينتهى الامر كله بهلاك ذلك الفرعون وجنده ويحتضنهم البحر بأمواجه الهادرة واذا بالمستضعفين يرثون مشارق الارض ومغاربها التى باركنا فيها
ان الموضوعية واحقاق الحق يقتضى أن نكافىء اؤلئك المجهولين الذين حركوا الاحداث فى مصر وساهموا فى اضعاف القبضة الامنية وارتضوا لأنفسهم أن يظلوا مجهولين انهم الفرسان الحقيقيون فى عصر صعد فيه الاوغاد الى الصفوف الأولى ان الذين يتصدرون المشهد حاليا ليسوا سوى مجموعة من اللصوص يريدون سرقة كفاح وجهد آخرين ولكنهم أبدا لن يصلوا الى هذا المبتغى بمشيئة الله تعالى فمصر ستفتح بأيد أناس أخر ولا بد من اعداد قائمة بأسماء أؤلئك اللصوص تضاف الى قائمة علماء الضلالة التى وضعت على هذه المدونة فليس من المعقول أن يفلت الذين أضلوا الجماهير ويغيرون ألوانهم كل ساعة ليس من المعقول أن يفلتوا بغنائمهم الدنسة فهذا لن يحدث بمشيئة الله تعالى اننا لا بد أن نكتب التاريخ الصحيح ولن نسمح لاعلام فاسد أن يضيع الحقائق



الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

صفحات من تاريخ الاسكندرية

يحكى لنا مانفريد كلاوس فى كتابه عن مدينة الاسكندرية عندما قامت ثورة اليهود فى عام مائة وخمسة عشر فى عصر القيصر تراجان فيوضح لنا وضعهم المعيشى فى الاسكندرية وما اقترفته أيديهم بعد ذلك فيقول "وقد كان اليهود يشعرون قديما بالقهر منذ عدة عقود بسبب الأحداث التى وقعت فى فلسطين وتدمير المعبد وفرض الضرائب عليهم وبسبب التهكم عليهم بقصص ساخرة الى أقصى درجة وكانت تطل عليهم من بعيد ذكريات عصور أمجاد مضت كانوا فيها منتصرين ومن تلك الايام يسطع مصباح بسيط من الفخار على هيئة شمعدان له سبعة أذرع ويظهر رمزا قديما معروفا من الانجيل يصور لنا جالوت مسلحا بالرمح والدرع فى مواجهة داوود وهو يقذف بمقلاعه وهكذا حاول اليهود أصحاب المصباح بالاسكدرية أن يضعوا تصورا لمن يرغبون فى رؤيته فى هذه المعركة فى وضع جالوت هل اليونانيون أم الرومان أم المصريون أم السكندريون لقد تحمل اليهود طويلا من الهوان والضغوط التى تثقل كاهلهم والآن جاء دورهم ليردوا على ذلك وكان انتقامهم رهيبا وقد استرسل المؤلف اليونانى كاسيوس ديو فى وصف الفظائع وقال "بدأ اليهود بقتل اليونانيين والرومان وأكلوا لحمهم وصنعو لأنفسهم أحزمة لأحشائهم ودهنوا أجسادهم بدمائهم وصنعوا من جلدهم ملابس وفاقت أعمالهم كل تصور ع وحشية البشر " ويحكى الكاتب اليونانى أبيان كيف أفلت من فرقة يهودية بالقر من الفرما فى الدلتا وفى تقارير عدة تصف ما حدث من ترويع يأتى خطاب أم أحد الجنود تدعو ابوللونيوس وترجوه ليمنع اليهود من شواء ابنها فى النار وكان حربا أهلية اكتست فيها الاسكندرية بالحمرة ودمرت معابد عدة بأيدى اليهود ولكن الامر لم يدم طويلا ولم تستمر نشوة النصر الا فترة قليلةفقد استعادت الفرقة الرومانية المتمركزة فى الاسكندرية زمام الامر ووقع اليهود بالالاف ضحية المذابح وتناقصت أعدادهم بشكل كبير وكان المار يعانق الاسكندرية فصارت أطلالا فأمر القيصر باعادة بناءها من جديد ويحكى قائد رومانى فى مرسوم صدر عام مائة وخمسة عشر معركة كبرى بين اليهود والرومان وانتصر الرومان فيها

كانت الامور فى الاسكندرية لا تخلو من المشاحنات والتوترات العنيفة وكان لهب المواجهة ما ان يخمد حتى يندلع من جديد أشد ضراوة وقسوة فبعد ذلك بثلاثة قرون حدث أمر آخر جلل لا يقل ترويعا وارهابا حيث قام اليهود بعمل مذبحة ضد بعض النصارى فكلفوا عددا من رجالهم بالخروج الى الشوارع وهم يصيحون قائلين أنقذوا كنيسة الاسكندر أنقذوا كنيسة الاسكندر انها تحترق عند ذلك خرج المسيحيون من منازلهم فى فزع وأسرعوا الخطا نحو الكنيسة تسبقهم رغبات محمومة فى التضحية ومشاعر دينية مشتعلة وعندما اجتمع المسيحيون فى مكان واحد لم ينتظر اليهود و هجموا عليهم هجمة رجل واحد وأعملوا فيهم القتل والذبح وحتى لا يضار اليهود المهاجمون فانهم وضعوا حول أجسامهم غطاء غليظا من لحاء الأشجار حتى يتعرفوا على بعضهم البعض من خلاله وفى اليوم التالى انتفض المسيحيون وانطلقوا فى عاصفة هوجاء يتقدمهم البطريرك المسيحى كريل بنفسه وهجموا على منازل اليهود ونهبوها حتى لم يبق بها شىء نافع واتجهوا الى معابد اليهود وأوسعوها هدما وصارت خرابا عليهم وأصبحت حطاما ينعيها الحالمون بعودة المجد المفقود وبلغ الاسفاف مبلغه حتى ان المسيحيين أركبوا أحد اليهود الذى تظاهر بالمسيحية عله ينجو أركبوه حمارا أبيضا وداروا به على أنقاض المعابد اليهودية وكانت هذه المذبحة ضربة مدوية لتعايش الطوائف المختلفة فى مدينة الاسكندرية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

البرادعى و6 ابريل

حتى ندرك كيف يتم صناعة العملاء فى المطابخ الغربية نطالع ما يحكيه روبير سوليه فى كتاب " مصر ولع فرنسى " عن الظروف التى دفعت محمد على نحو الصدارة عقب الحملة الفرنسية على مصر فيقول "بعد انسحابها المهين عام الف وثمانمائة وواحد قامت فرنسا بتعزيز مركزها فى مصر بسرعة مذهلة وتم تعيين ماتيو ديلسبس والد المحرك الاول لمشروع قناة السويس قنصلا فى القاهرة وبرنارد دروفيتى مساعدا له فى الاسكندرية
وفى وسط بيئة تسودها الفوضى اذ يتصارع المماليك مع القوات العثمانية للسيطرة على البلاد قام القنصل الفرنسى ومساعده بالرهان على الحصان الجيد محمد على
انه عثمانى أصله من مدينة قولة بمقدونيا ويعمل قائدا للفرقة الألبانية وكان العلماء بتعضيد من السكان يتوجهون اليه من أجل اعادة الامن وقد اضطر الباب العالى الى الاعتراف بالأمر الواقع وعام الف وثمانمائة وخمس تم تعيين محمد على حاكما رسميا على مصر وكانوا فى باريس كما فى عواصم أخرى يسمونه نائب ملك وحينما غادر ديلسبس القاهرة فى عام الف وثمانمائة وأربع تاركا منصبه الى دروفيتى كان محمد على الرجل القوى فى وادى النيل قد أصبح بالفعل صديقا لفرنسا اذ يقدم له دروفيتى النصائح الثمينة وفى عام الف وثمانمائة وسبع انهزمت قوات بريطانيا صاحبة الجلالة وتمخضت هذه الهزيمة عن ازدياد نفوذ محمدعلى بصورة ضخمة وبعد مضى أربعة أعوام يقوم بترسيخ سلطته بصفة نهائية حين أقام فخا لكبار امراء المماليك الذين أفناهم فى قلعة القاهرة
ترى أى حصان تراهن عليه الادارة الامريكية فى مصر الآن ليتصدر المشهد من بين وجوه كثيرة تعرض نفسها بشكل مخز يبرز محمد البرادعى مدير وكالة الطاقة الذرية الاسبق رجل بلا كاريزما لا يحظى بقبول جماهيرى أداؤه الخطابى مهزوز ليست له فلسفة خاصة لم يقدم رؤيته حول تحقيق العدالة والعقد الاجتماعى بين الحاكم والشعب وطرق منع الاستبداد أقرب الى الموظف منه الى المفكر رغم أنف مجلة فورين بوليسى لذلك لا بد من انشاء طبقة مؤيدة له ومجموعة داعمة فكانت حركة السادس من أبريل لتكون أقرب الى المريدين الحالمين يرون فيه المخلص أو الزعيم المنتظر الذى سينتشلهم من حالة التخبط السياسة ومتاهات الحياة المظلمة نحو االفجر الموعود هكذا يروج له فى ميدان التحرير وهو أسلوب مكرر عانى منه المصريون كثيرا فى التاريخ المعاصر ,
حركة السادس من أبريل نشأت عقب اضراب غزل المحلة لها صلة وثيقة بالمخابرات الامريكية مجموعة من الشباب تتميز بالصوت العالى الاجوف على قدر كبير من الضحالة السياسية تقوم بطرح رؤاها بأسلوب صارخ يتجاوز كثيرا حدود الآداب العامة يساعدها فى ذلك كثير من وسائل الاعلام الموجهه فشلت فى التواصل مع الجماهير حيث ينظر اليها بكثير من الريبة المغلفة بالقلق ولكن هل ستنجح الادارة الأمريكية فى تحقيق غايتها تلك فليس كل ما يتمناه المرء يدركه وسيذهب كل ذلك أدراج الرياح وهذا ما سنوضحه فى الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى
- المقال القادم عن لبنان الحريق القادم بمشيئة الله تعالى




الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حزب النور السلفى

تحت عنوان قبس من المبادىء والاهداف وزعها حزب النور السلفى فى جنوب القاهرة يوضح حزب النور السلفى رؤيته السياسية لمصر ويقدم قراءة للدولة التى يريد اقامتها فتحدث عن ضرورة مكافحة ما يسمى بالارهاب والتطرف الفكرى ويقول"تأسيس العلاقات الخارجية مع الدول والشعوب الاخرى على الاحترام المتبادل والعلاقات المتكافئة والتعايش السلمى وحسن الجوار وعدم الاعتداء وحل القضايا العالمية والاقليمية عن طريق التفاوض وليس الصراعات المسلحة واحترام العهود والمواثيق المبرمة وعدم الزج بالبلاد فى نزاعات اقليمية أو تحالفات عالمية لا تحافظ على مصالح البلاد ونهضة الامة "
ويبدو أن هذا الحزب الذى انتشر بسرعة البرق فى فترة وجيزة وفتحت له المنابر الاعلامية لا يعرف شيئا عن السياسة الدولية وطبيعة ادارة الصراعات فالتعايش السلمى لم يوضح مع من هل مع الدولة العبرية مثلا التى تسطو على الغاز الطبيعى المصرى وتضرب اخوة الدين بغارات متكررة هل مع الانتهازية الغربية ومخالبها الشرسة فى الدفاع عن مصالحها وهل اقامة الدولة يكون على أساس تربية عسكرية لشعبها أم تربيتها على الخنوع والاستسلام يرى فرنسيس بيكون فى رؤيته للدولة أن "النقطة الرئيسة فى عظمة أى دولة هى أن يكون الجنس البشرى فيها عسكريا وليس العدد هو المهم فكما يرى الشاعر فرجيل أن كثرة الخراف لا تخيف الذئب " وميكافيللى كان يرى" الدولةاذا ما توقفت عن التوسع فانها تضمحل واذا فقدت الرغبة فى الحرب فقل عليها السلام و فترة السلم اذا طالت فوق مايجب فانها تؤدى الى الضعف والتفكك ولذلك كانت حرب تقوم بين الفينة والاخرى مقوية للقومية وتعيد للامة النظام والشدة والوحدة ولم يكن الرومانى يرى الفضيلة هى الذلة والرقة أو السلام بل كان يرى أنها القوة والرجولة والبسالة مضافة الى النشاط والذكاء " وهل يعرف الحزب المدعى أنه سيقيم شريعة اسلامية هل يعرف جهاد الطلب وجهاد الدفع وهما ركيزتان أساسيتان فى العلاقات الخارجية للدولة الاسلامية فعندما توقفت الخلافة العثمانية مثلا عن جهاد الطلب أتت جحافل الغرب تهتك أستار الدولة الاسلامية ومزقتها اربا وقطعا صغيرة انهم يدعون الى اسلام لا نعرفه "ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة "
اذن فحزب النور والذى ظهر فى ظروف شديدة الغموض يبدو أنه جاء للقيام بدور معين بالتنسيق مع جهات معينة
العجيب أن هناك تيارا سلفيا آخر يبدو أن الاستخبارات أنشأته شيخا وتلاميذ يروج لأفكار تتسم بشدة الجهل والحماقة فتيار السيد محمد سعيد رسلان يرى فى المظاهرات والاعتصامات وبعض الفنون كأليات للتغيير والمواجهة لقوى الظلم والبطش يرى أنها تقليد غربى ولا تجوز شرعا وباقتراض أن هذه الامور تقليد غربى وهذا ليس صحيحا فهل يعنى كونها تقليدا غربيا انه لا يجوز للمسلمين الأخذ بها والتعامل معها فلماذا مثلا وافق الرسول على حفر الخندق وهو تقليد فارسى ولماذا أنشأ عمر بن الخطاب ديوان الجند وهو تقليد فارسى أيضا وهل يعلم أن انشاء اسطول بحرى اسلامى هى فكرة مقتبسة من الروم الا يعلم هؤلاء أن كثير من اليات ادارة الدولة الاسلامية قد انتقلت اليها من تلك الامبراطوريتين بعد أن قامت على أنقاضهما من أين جىء بهؤلاء القوم
ان الانتخابات المصرية التى ستجرى ينضوى فى حلباتها تيارات ملتزمة بشروط اللعبة كما وضعتها الادارة الامريكية وان كانت مغلفة بقشرة اسلامية



- ليس من حق الشرطة معاقبة الممتنعين عن التصويت فهذا يتناقض مع أبسط مبادىء الحرية