clavier arabe

الأحد، 29 مايو 2011

قريبا بمشيئة الله تعالى
فى السادس من أبريل عام ستمائة واحد وأربعين ميلادية اقتحمت قوات عمرو بن العاص حصن بابليون وأعطت الرومان مهلة ثلاثة أيام لتوفيق أوضاعهم والانسحاب ولكن لأن القلوب الرومانية يغمر الحقد جنباتها فانها أضاعت يوما من هذه المهلة فى تصرف ينافى كل القيم الانسانية حيث هرعت الى التنكيل بالأسرى المصريين واذاقتهم صنوف رهيبة من العذاب فى تصرف تخجل منه كائنات أقل فى الحياة الأرضية انه تصرف يظهر طبيعة تلك النفوس انها تحتاج الى اعادة تأهيل نفسى
ان ماحدث معى أمس فى احدى المراكز الطبية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين أمر محير ما زلت أحاول اخضاعه للمنطق العقلى ولكن أنى هذا فكل المحاولات تبوء بالفشل , انه تصرف دون عقل البشر , فقد أرسلت الى الأجهزة الامنية المصرية من يتعدى على باللفظ وقام بسب الدين بل وأخرج مسدسا يهددنى باطلاق النار ما هذا السخف انهم استخدموا معى فى الفترة الاخيرة غاز الخردل أو المعروف باسم غاز المسطردة قلت لا بأس انهم يجربون أسلحتهم ويرون كيف سأتعامل معها بفضل الله تعالى, وضعوه فى زيت الطعام قلت لا يهم , ولكن أن تصل الامور الى هذه الدرجة من الحماقة انه حقا أمر يدعو للدهشة لقد كنت مع كل تصرف أحمق وكل فعل مثير للاستغراب يلح على هامس الفضول يعلو صوته شيئا فشيئا أريد أن أعرف من العبقرى الذى وضع هذا السيناريو؟ من هو ذا العقل الفذ الذى سولت له نفسه اعطاء الاشارة بالانطلاق نحو التنفيذ ؟
ان الاجهزة الامنية المصرية اختارت طريق الهلكة واندفعت فيه بقوة هذا شأنها لكن ليس من حقها أن تحاول اجبار الأخرين على السير معها
اننى كلما رآيت تلك المضايقات التى لا تنتهى وهذه الأفعال المتدنية من حولى وكأنى بذاك الشخص الذى أشار له المزمور السادس والخمسين من مزامير داوود انه الشخص الذى يتربص به الأعداء طوال اليوم ينصبون له الشراك دون انقطاع ويصنعون له الفخاخ دون لحظة توقف يراقبون حياته وملابسه يحرفون كلماته دونأن يعتريهم تأنيب من ضمير ويصرفونها عن معانيها حيث يقول "تهممنى أعدائى اليوم كله يقاوموننى بكبرياء فى يوم خوفى أنا عليك أتكل الله أفتخر بكلامه فلا أخاف ماذا يصنعه بى البشر اليوم كله يحرفون كلامى على كل أفكارهم بالشر يجتمعون يختفون يلاحظون خطواتى عندما ترصدوا نفسى, على اثمهم جازهم " ويستمر "حينئذ ترتد أعدائى الى الوراء فى يوم أدعوك فيه هذا قد علمته لأن الله لى , الله أفتخر بكلامه , الله أفتخر بكلامه على الله توكلت فلا أخاف ماذا يصنع بى الانسان اللهم على نذورك أوفى ذبائحك لى لأنك نجيت نفسى من الموت نعم ورجلى من الزلق لكى أسير قدام الله فى الاحياء " حقا ماذا يصنع بى الانسان
اننى محتجز فى مصر على أيدى الاستخبارات الامريكية وبمساعدة حلفائها لذلك فانهم ملزمون بالطعام والشراب وكونى أعمل فهذا كرم منى للغاية وكم ذا بمصر من كرام لقد أقسمت أننى على استعداد لأكل أوراق الشجر كما فعل أصحاب محمد رسول الله حين حوصروا فى شعب أبى طالب ولكننى لن أعبد ماتعبدون ولن أسجد لما تسجدون
لذلك فسوف ننشر فى الايام القادمة ما سيحدث فى أرض الكنانة من أحداث النهاية بالتفصيل كهدية منى متواضعة رغم شيمة الكرم
بدءا من الاربعاء القادم
بمشيئة الله تعالى



الأربعاء، 25 مايو 2011

المكتب المستدير

مسرحية من فصل واحد
الشخصيات الضابط والمتهم
المكان مركز من مركز التحقيق الضابط يجلس على مقعد أمامه مكتب مستدير بالقر ب منه يجلس المتهم على مقعد آخر من الناحية الأخرى وموضوع غمامة على عينيه
الضابط :هل ما زلت مصرا على انكار التهمة الموجهة اليك
المتهم :أى تهمة يا سيدى
الضابط :مقاومة القوات أثناء القيام بعملهم
المتهم :وما هو عملهم
الضابط:حفظ الامن والقانون ..." يقولها بصوت عال "
المتهم :وما هو القانون
الضابط وهو يصك على أسنانه من الغيظ : الذى يطرح الـأسئلة هنا أنا ولست أنت
المتهم :لا بد أن أعرف طبيعة التهمة الموجهة الى
الضابط : حسنا القانون هو الوسيلة التشريعية التى تحقق الانضباط و تضمن الحقوق للمواطنين
المتهم : ان قوانينكم ليست سوى فرمانات قاسية لم تنبع من مقتضيات الناس وحاجاتهم المعيشية بل هى لتكريس مصالح ومكتسبات لكم وللسلطة المستبدة انت أول من تتنكرون للقانون ...هل تسمع عن الأديب الامريكى رالف وولدو ايمرسون
الضابط :لا لم أسمع عنه من قبل
المتهم : ان له مقولة هى تجسيد للقانون فى العالم اليوم يقول "ليس الخير والشر الا مجرد اسمين يمكن اطلاق الواحد منهما على الآخر على هذا الشىء أو ذاك والواقع أن الصواب هو كل ما يوافق مزاجى والخطأ هو ما لا يوافقه
الضابط : لا لا نحن لسنا كذلك
المتهم :انكم تعاقبون كل من يقول لكم لا
الضابط :لا تدع بطولة زائفة ان الشيطان أيضا قال لا وكانت عقوبته .....الطرد .... "يقولها وهو يرفع حاجبه "
المتهم ان الشيطان قال لا للعدالة لقد كان مصطفا مع الملائكة حين طلب منهم معرفة أسماء الأشياء ولكنه لم يتفوه بحرف فلماذا أبى السجود اذن
الضابط :ولكنكم أقلية والمفروض أن يصغى الفرد لرأى الجماعة وينقاد الى مسار المجتمع
المتهم :لو كان هذا صحيحا لما ظهر الانبياء والفلاسفة وةالمصلحون ولما مرت البشرية بطفرات فكرية قادتها الى الحضارة والتمدن
هل كان أبو بكر محقا حين خالف جماعة المدينة وقرر التصدى لمانعى الزكاة
الضابط : بالطبع نعم
المتهم :اذن ليس بالضرورة أن يكون رأى الجماعة صائبا أتدرى أيها الضابط ما هو أعظم استثمار ...انه الاستثمار فى بناء الانسان

الضابط : "وكأنه يحاول الاستيعاب

الاستثمار فى بناء الانسان .... ولكن كثيرا من الذين شردوا عن الجماعة لفظهم التاريخ وتعرضوا للاقصاء فما الفيصل اذن
المتهم : الفيصل هو موافقتهم التعاليم الدينية للقيم الانسانية للفطرة السليمة لذلك فقد عاشت أفكار بن تيمية بينما ولدت أفكار الحلاج وهى تحتضر تقاسى النزع الأخير ....لم تعرف طريقها الى قلوب البشر
الضابط يشعل سيجارا ويخرج من صدره نفسا عميقا يوجهه ببطء نحو المتهم لينقل اليه الاحساس بالاختناق الذى يكتنفه

الضابط :ولكنكم هكذا تثيرون روح التمرد فى المجتمع تضربون الاستقرار هل من المعقول أن نضيع الجماعة من أجل فرد
المتهم :لقد أهلك الله ثمود من أجل ناقة وأعلن محمد رسول الله الحرب على قريش حين فقط أشيع مقتل عثمان وكانت البيعة وعندما أراد اليهود التخلص من المسيح أنجاه الله وجعل عليهم الهيكل خرابا وأوقع السيف بينهم ...ايها الضابط دعنى أسألك سؤالا
الضابط : تفضل ....يقولها بتثاقل
المتهم :هل أنت راض عن عملك
الضابط : بصراحة كثيرا ما أشعر بالضيق من هذا العمل خاصة حين أرى نظرات الخوف فى عيون أحدكم أو نظرات عتاب ممزوجة برغبة جامحة فى التشفى أو نظرة وعيد ملتهب يكاد شرره يحرق الملابس هل تعرف لماذا نضع تلك الغمامة على أعينكم ليس فقط حتى لا تتعرفوا علينا ......" يقولها وهو يبتسم " ولكن أيضا لتكون حاجزا بيننا ووبين رسائل أعينكم القاسية
"يقولها وهو يرتجف رجفة خفيفة "
المتهم : ومن الذى وضع هذا الحاجز بيننا
الضابط : الذى وضع هذا الحاجز ....تتغير نظرة عينية ونبرة صوته وكأنه يستفيق من لحظة سكر ॥أعمالكم المزرية فى حق الوطن والقانون
المتهم :مرة أخرى ستقول القانون ان شعاراتكم قد بالت من كثرة التداول انها تشبه قطعة العلك التى تمزقت من كثرة المضغ فى أفواه متعددة ان الشعارات تئن وهى فى أفواهكم
الضابط : ما اسم هذا الأديب الامريكى الذى ذكرته

المتهم :ايمرسون ...رالف وولدو ايمرسون
الضابط :يبدو انه كان محقا .... ان مقولته هى قانون العالم الآن
صوت رصاصة مدوى يخترق مركز التحقيق
النور ينقطع فجأة الظلام يسود المكان
فترة صمت
فترة صمت
فترة صمت
النور يعود مرة أخرى
المتهم يجلس على مقعد الضابط والضابط و الغمامة تتربع على عينيه .....يجلس على مقعد المتهم وأمامهما المكتب المستدير
المتهم :هل ما زلت مصرا على انكار التهمة الموجهة اليك
الضابط :أى تهمة يا سيدى ؟؟؟؟





الأربعاء، 18 مايو 2011

بيت العنكبوت

أخرج لنا القرن الامريكى النموذج البشرى الأسوأ عبر التاريخ الانسانى نموذج يجعل الاعين تنظر الى السماء تتساءل فى حسرة ممزوجة بالأسى الهى أى ذنب اقترفناه حتى نصطدم بتلك المسوخ المشوهة من حولنا ... يبدو أننا لم نتطهر بعد نموذج يجعل الانفس ذات الشهية المفتوحة تصاب بالغثيان يرتكبون الاخطاء بسذاجة ويدافعون عنها بغطرسة ... يخلطون الحقيقة بألاف من الأكاذيب أمور تجعلك تخاطب الاحلام الوردية فى أسى وهى تسبح فى عالم الخيال ليس هذا هو العالم الذى ننشده يابنيتى .... انه لم يأت بعد
يرسم لنا سفر اشعياء الاصحاح التاسع والخمسون الملامح الشائنة لذاك النتاج والمنتوج البشرى بصورة رائعة يغوص فى مكامنها خفاياها فيبرزها واضحة للناظرين للمبصرين فيقول "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع لأن ايديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالاثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا اثما فقسوا بيض لأفعى ونسجوا خيوط العنكبوت .....أعمالهم أعمال اثم فعل الظلم فى أيديهم أرجلهم الى الشر تجرى و تسرع الى سفك الدم الذكى " يا الهى كيف صارت تلك الجنة الأرضية المنشودة حلم المتدينين فى عصور ما قبل كولومبوس كيف صارت هكذا موطنا للشر تنصب عليها اللعنات السماوية تطاردها دعوات المستضعفين بالهلاك وشكاوى المسحوقين تتعالى تنادى يد الأقدار بالمحاكمة ويبدو ان الايام القادمة بمشيئة الله تعالى ستشهد تلك الاراضى الجديدة فصلها الوحيد و ستحدث حركة نزوح كبيرة وفرار من جنسيات متعددة فكما جاء فى سفر الرؤيا فى الاصحاح الثامن عشر يخاطب الرب ساكنيها "ثم سمعت صوتا أخرا من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبى لئلا تشتركوا فى خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها لأن خطاياها لحقت السماء "
كيف صارت الارض الجديدة هكذا ما الذى أصابها أى روح آثمة تلك التى لم تصغ الى ترنيمة الحياة أى روح شاردة تلك التى اختطفتها يد الشيطان فكتبت تلك النهاية المأساوية على حلم ممتع كان يداعب الخيال فتحول الى كابوس مزعج تفزع منه النفوس
فى سورة الكهف جاءت قصة صاحب الجنتين ذلك الرجل الذى اجتمعت اليه الظلال الوارفة و أشجار النخيل المبتهجة التى تعلو تناغى سحاب السماء و وتفتحت له الثمار الناضجة الباسمة كل هذا السحر وكل ذاك الجمال أدار رأسه واستدار بها وامتدت سكرة البصر لتخنق نور العقل فأخذ يردد "ما أظن أن تبيد هذه ابدا " ولكنها ويا للعجب بادت وفى فترة وجيزة وتأتى الريح بما لا يهوى الركبان ومثل هذا الكلام تردد على لسان احدى المسئولين فى ذلك العالم الجديد الذى ولد فى منتصف النهار ويبدو أنه سيرحل قبل الغروب فيقول الاصحاح ردا عليها "لأنها تقول فى قلبها أنا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أرى حزنا من أجل ذلك ستأتى ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الذى يدينها قوى " ويوصى الرب الصديقين قائلا "جازوها كما هى أيضا جازتكم وضاعفوا لها ضعفا نظير أعمالها فى الكأس التى مزجت فيها امزجوا لها ضعفا بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنا " فى سورة الكهف يقول المولى "وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا " نعم هناك سيكون عرض لجهنم كما العروض العسكرية ولكن مع الفارق بالطبع ستعرض على الملأ على أعين الناس انظروا هاهو لهبها زفيرها انظروا ها هى شجرة الزقوم ..ها هي عيون الحميم كذلك سيكون هناك عرض عالمى حيث يقول الاصحاح " وسيبكى وينوح عليها ملوك الأرض ..حينما ينظرون دخانها حريقها واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لأنه فى ساعة واحدة جاءت دينونتك وسيبكى تجار الأرض وينوحون لأن بضائعهم لا يشتريها أحد " ولن يكونوا هم فقط المنتحبون بل والربان والملاحون والبحارة لأنه فى ساعة واحدة خرب كل هذا الغنى وتلاشى كل هذا الثراء "وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين وقائلين المدينة العظيمة التى فيها استغنى جميع الذين لهم سفن فى البحر من نفائسها لأنها فى ساعة واحدة خربت افرحى ايتها السموات والرسل والقديسون والأنبياء لأن الرب دان دينونتكم "
لقد قال أحد أدبائكم يوما " ستتبدد أحلام المؤسسين ولن يأتى الغد الا بما جاء به الأمس " ان الامبراطورية التى أقامت علاقات متشعبة فى كل العالم ونسجت خيوطا معاملات كانت كنسيج العنكبوت لا تقوم على أسس تتسم بالمتانة فكان البيت واهنا ضعيفا رغم أنه كان يبدو غير ذلك "كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت ...لو كانوا يعلمون "





الاثنين، 9 مايو 2011

أسامة بن لادن

يقال أن التاريخ ظلال للرجال العظماء وتلك حقيقة جلية يتغنى بها فم الزمان فمدينة يثرب قبل أن يهاجر اليها محمد رسول الله لم تكن ذات ثقل أو تأثير كان متوارية خلف ركام التاريخ ولكن ما ان وطأتها قدماه حتى دبت فيها الحياة
واذا بأسماء كانت مجهولة لو عاشت ألف عام ما شعر بهم أحد ما التفت اليهم أحد ولكن اذا بها تقفز الى أماكن الصدارة وتغير مجرى الأحداث وتتناقل الألسن خطاها جيلا وراء جيل بل ان محمد رسول الله لو قبل عرض مشركى مكة بالثراء الفاحش فلن يكون وقتها سوى ثرى من أثريائهم ولظلت جزيرة العرب فى غياهب النسيان ولكن المواقف الرجولية والحكمة المنزلة هى التى تولد رحم التاريخ وتعجل بالمخاض المنتظر وتدير المؤشر نحو العظماء
بعيدا عن أى اعتبارات أيديولوجية لا أخفيكم سرا كم أنا أجل هذا الرجل كنت أستمع الى صوته الخفيض الذى ينطق بعناء الكفاح ومشقة النضال المتواصل وأرى ملامح وجهه الوديعة وابتسامته الصافية التى يظهر معها نظرة أعين عنيدة لا تلين لا تعرف الى الرضوخ سبيلا كنت حين أرى وجهه أتساءل أى شىء مس شغاف قلبك ..أى صوت دافىء يسوق سفينة فكرك فى هذا البحر المتلاطم أى شراع ذاك الذى كنت تأوى اليه ....سيدى من أنت

ان معظم البشر يطمحون الى التوجه نحو الشمال يتوقون شوقا الى شد الرحال الى الغرب وزخارفه المعيشية ولكن الرجل اختار المسير نحو الجنوب يتمنى كل رجال الاعمال التجارة مع الشركات الغربية ان تنظر اليهم بعين مشبعة بالرضا أن يحصل على توكيل لاحدى شركاتها الجشعة أو تغدق عليه الامبراطورية المتصلبة بمشروع فى قطعة أرض ما رغم شحها المتعارف عليه انها لاتعطى دولارا الا وتجنى من خلفه الكثير ان الجميع كان يتوق للمتاجرة مع أمريكا ولكن الرجل اختار المتاجرة مع ربه فهل يخذله ان يداه مبسوطتان

ان الطريقة الدرامية التى قتلت بها الامبراطورية الامريكية الشيخ أسامة بن لادن ستسعر العالم نارا وتعطى وقودا لا يخمد من الاحداث الضخمة المتوالية انها ستدفع عجلة التاريخ المتثاقلة بسرعة شديدة نحو الهدف المنشود بشكل لم يكن يتوقعه أكثر الناس معرفة ان أتباع أسامة بن لادن سيمرون بمراحل ثلاث الاولى مرحلة الذهول الثانية مرحلة الثأر الثالثة مرحلة الحنين فمرحلة الذهول بسبب تلك المفاجأة التى جاءت بشكل مريع دون توقع ثم سيحاولون امتصاص الصدمة وتضميد جراح أنفسهم لينطلقوا نحو مرحلة الثأر والتى ستأتى بشكل خال من أى جوانب تعرف الرحمة ودون تراجع ثم مرحلة الحنين بعدما يهدأ فتيل أنفسهم المشتعل وتخبو قليلا نيران الثأر فى دواخلهم لتأتى لحظات من الشرود يتذكرون فيها الرجل ومواقفه المشرفة ويشتاقون الى لحظات صحبته فاذا بلهيب الشوق يوقظ فيهم رغبة أخرى من أجل الانتقام المتواصل تهون بجوارها أى رغبة فى مباهج الحياة ان دماء الرجل ستظل ملهمة لأرواحهم المتوقدة ان ما اقترفته الايادى الامريكية يتسم بالغباء الذى عانيت منه طويلا لا يقدرون الحقائق والامور بشكل جيد يقول الكاتبان اريك موريس والان هو فى كتابهما الارهاب التهديد والرد عليه " واذا اتسم رد السلطات بالعنف فان هذا سيكون عاملا مساعدا على تعزيز الفانتازيا والتشبع بالاساطير وتزداد الجماعة تماسكا وهكذا ينصح عالم النفس باتباع استراتيجيات مضادة للارهاب لا تركز على الاستجابات العنيفة التى تؤدى بالتبعية الى تعزيز الفانتازيا " ولكن ليس هذا فقط هو السبب فى وصف الفعل الامريكى بالحماقة بل ان السبب أكبر وأكثر عمقا ان الامبراطورية المتوحشة أرادت لذلك الرجل الوديع أن يتحمل هو كل أوزارها وأثامها أن يحمل هو تبعاتها وجرائمها عبر التاريخ والصاق كل النقائص بالرجل حتى تلك التى تأبى أن تلتصق وما كان اختيار بحر العرب الا لتعميق تلك الدلالة ان الامبراطورية الحمقاء أرادت أن تكون هى ذاك الملاك الذى يلقى بالشرير فى البحر كما فى سفر الرؤيا لتمنع عن نفسها الدمار القادم ....الحتمى ان المهاجرين الاوائل حين انطلقوا الى الأراضى الامريكية لم يجدوا الا القفار والبرارى..... الارض والسماء لم يجدوا تاريخا أو مبانى أو حضارا لم يجدوا شيئا ملهما ويبدو أن الامور سوف تعود كما كانت أول مرة ...انها تهرول اليه فقد جاء فى الاصحاح الثامن عشر فى سفر الرؤيا
"
21 ورفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة، ورماه في البحر قائلا: هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد
22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق، لن يسمع فيك في ما بعد. وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد. وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد
23 ونور سراج لن يضيء فيك في ما بعد. وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد. لأن تجارك كانوا عظماء الأرض. إذ بسحرك ضلت جميع الأمم
24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين، وجميع من قتل على الأرض
"
لعل بحر العرب يشكر ربه أن حباه بأن يحوى بين مياهه رفات هذا الرجل دون غيره وأحسب أن مياهه تتعالى على البحار الأخرى بهذا الشرف المبجل وهذا المجد ... انه مجد لا يعرف قدرا من حدود ان النار التى ستسوق الناس الى أرض المحشر ستخرج من مياه هذا البحر
لقد صار بحر العرب ..........بحر بن لادن











الأربعاء، 4 مايو 2011

هذه الحياة الدنيا

هل تقوم الحياة على الصراع أم تقوم على التعاون أم انها تقوم على الاثنين معا تعاون يغذى الصراع وصراع يدفعك الى التعاون دفعا دعونا نوضح الامور أكثر
ذكرتنى الانباء الواردة من الجنوب الأمريكى عن تلك الأعاصير التى تمارس هوايتها فى حصد الأرواح ويد الردى التى تأبى أن تمضى دون أن تصحب معها المئات ذكرنى ذلك بما ذكره ول ديورانت فى قصة الحضارة عما حدث فى الاول من نوفمبر عام الف وسبعمائة وخمس وخمسين فى التاسعة وأربعين دقيقة فى احتفال عيد كل القديسين حينما امتدت أصابع القدر الى القشرة الأرضية فى لشبونة فاهتزت واهتزت معها القلوب والمبانى فى ست دقائق فقط هدمت ثلاثين كنيسة وألف منزل وقتل خمسة عشر ألف شخص وأصيب مثلهم بجراح خطيرة وتصاعدت المناوشات اللفظية وكثر اللغط والتساؤل لم اختارت أياد القدر تلك المدينة ولم تلك الساعة لتفاجئها بهذا الزلزال الرهيب فقال البعض انه عقاب السماء على الرذيلة المتفشية فأجاب البعض الأخر ان الذين قضوا هم من المتواجدين فى المعابد لا المراقص ان معظم القتلى من القساوسة المتبتلين والراهبات ويقول ديورانت وربما هلل المسلمون لما حدث بسبب أهوال محاكم التفتيش ولكن المسجد الكبير فى الرباط والذى يحمل اسم المنصور تهدم أيضا ولكن يا سيد ديورانت انها اشارة السماء الى أؤلئك الذين تقاعسوا عن نصرة اخوانهم الذين أثخنتهم محاكم التفتيش ورفعوا شعارات لا تتواجد على الواقع بشكل فعلى.... ان الله يدافع عن الذين أمنوا فبعدما سكنت آهات المعذبين وبالت عظام الضحايا وظن الجميع أن الغيوم قد انقشعت وأضحت السماء صافية جاء عقاب الأقدار .....ان موسى قال لفرعون ...لا يضل ربى ولا ينسى هنا لك انتفض فولتير وهبت على عقله نسمات من الحكمة المغلفة ببعض الشوائب فقال ما ذنب أؤلئك الاطفال الذين سالت دماؤهم وهم فى أحضان أمهاتهم و هل رذائل لندن وباريس أقل من رذائل لشبونة ان لشبونة قد دمرت ولكن باريس لا تزال ترقص ثم قال وصفا رائعا للدنيا القاتمة كما رآتها عيناه
" ان الصقر الضارى ينقض على فريسته المخلوعة الفؤاد ويتلذذ بالتهام أوصالها الدامية وكل شىء يبدو فى نظره على ما يرام ولكن سرعان ما يأتى نسر كاسر ويلتهم بمنقاره الحاد الصقر بدوره ثم يعاجل الانسان النسر المتكبر بطلقة تصيب منه مقتلا ويتوسد الانسان التراب على أرض المعركة ينزف الدم وقد أثخنته الضربات وسط كومة من الموتى وهكذا تئن الدنيا بكل من فيها حيث ولدت لتشقى وتعانى ويكون مصيرها الموت المتبادل ...ان العناصر والحيوان والانسان كلها فى صراع فلنعترف بأن الشر ملأ الأرض واستشرى فيها "
وأقول هكذا تقوم على الحياة على الصراع ولكنه الصراع المتوازن ان أى حلقة مفقودة في تلك الدائرة ستجعل احد الكائنات يفرض سيطرته على الأرض ويعيث فيها فسادا ان النفس البشرية حين تستقيم لها الامور وتسير وفق ما تبغى فانها تركن الى الراحة والمتعة وحين يأمن الانسان من الخوف فانه ينصرف الى اشباع الغرائز ويغط فى سكرة الهوى لا يستفيق منها الا بأحداث جسام تهز الرؤوس المخمورة لعلها تعود الى صحيح الطريق وما يسرى على الافراد يسرى على الدول والامم والحضارات من زلزال اليابان الى بركان أيسلندا الى أعصار كاترينا ان هناك يدا أعلى تدير الكون
فى سورة الحديد يوضح الرب أن أى مصيبة تحدث هى مسطورة فى كتاب قبل أن ترى حيز الوجود وقبيل خروجها الى الواقع المنظور ويبين العلة "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " فالأحداث حين تأتى تهدف الى تقويم السلوك البشرى
ولكن وسط هذا الصراع المرير توجد مظاهر للتعاون بعضها يؤتى بثمار تتلذذ بها الاجواء كما فى النبات الذى يمد الكوكب بالطاقة وهناك تعاون أخر يأتى بثمار كريهة تصب عليها اللعنات كتلك الطيور التى تنظف أسنان التمساح ليستعد لالتهام فريسة أخرى وتنذره بالخطر حين يقترب
هكذا تقوم الحياة على صراع وتعاون وتدير دفته يد القدر التى تأبى الا اقامة العدل وتحقيق الخير للبشرية جميعا
ولذلك فان الاعاصير سوف تستمر فى الاندفاع وريح الدمار لن تتوقف عن الهبوب

الثلاثاء، 3 مايو 2011

قريبا بمشيئة الله تعالى
رؤية لفلسفة الحياة
فى مقال بعنوان "هذه الحياة الدنيا "
قريبا بمشيئة الله تعالى