clavier arabe

الاثنين، 9 مايو 2011

أسامة بن لادن

يقال أن التاريخ ظلال للرجال العظماء وتلك حقيقة جلية يتغنى بها فم الزمان فمدينة يثرب قبل أن يهاجر اليها محمد رسول الله لم تكن ذات ثقل أو تأثير كان متوارية خلف ركام التاريخ ولكن ما ان وطأتها قدماه حتى دبت فيها الحياة
واذا بأسماء كانت مجهولة لو عاشت ألف عام ما شعر بهم أحد ما التفت اليهم أحد ولكن اذا بها تقفز الى أماكن الصدارة وتغير مجرى الأحداث وتتناقل الألسن خطاها جيلا وراء جيل بل ان محمد رسول الله لو قبل عرض مشركى مكة بالثراء الفاحش فلن يكون وقتها سوى ثرى من أثريائهم ولظلت جزيرة العرب فى غياهب النسيان ولكن المواقف الرجولية والحكمة المنزلة هى التى تولد رحم التاريخ وتعجل بالمخاض المنتظر وتدير المؤشر نحو العظماء
بعيدا عن أى اعتبارات أيديولوجية لا أخفيكم سرا كم أنا أجل هذا الرجل كنت أستمع الى صوته الخفيض الذى ينطق بعناء الكفاح ومشقة النضال المتواصل وأرى ملامح وجهه الوديعة وابتسامته الصافية التى يظهر معها نظرة أعين عنيدة لا تلين لا تعرف الى الرضوخ سبيلا كنت حين أرى وجهه أتساءل أى شىء مس شغاف قلبك ..أى صوت دافىء يسوق سفينة فكرك فى هذا البحر المتلاطم أى شراع ذاك الذى كنت تأوى اليه ....سيدى من أنت

ان معظم البشر يطمحون الى التوجه نحو الشمال يتوقون شوقا الى شد الرحال الى الغرب وزخارفه المعيشية ولكن الرجل اختار المسير نحو الجنوب يتمنى كل رجال الاعمال التجارة مع الشركات الغربية ان تنظر اليهم بعين مشبعة بالرضا أن يحصل على توكيل لاحدى شركاتها الجشعة أو تغدق عليه الامبراطورية المتصلبة بمشروع فى قطعة أرض ما رغم شحها المتعارف عليه انها لاتعطى دولارا الا وتجنى من خلفه الكثير ان الجميع كان يتوق للمتاجرة مع أمريكا ولكن الرجل اختار المتاجرة مع ربه فهل يخذله ان يداه مبسوطتان

ان الطريقة الدرامية التى قتلت بها الامبراطورية الامريكية الشيخ أسامة بن لادن ستسعر العالم نارا وتعطى وقودا لا يخمد من الاحداث الضخمة المتوالية انها ستدفع عجلة التاريخ المتثاقلة بسرعة شديدة نحو الهدف المنشود بشكل لم يكن يتوقعه أكثر الناس معرفة ان أتباع أسامة بن لادن سيمرون بمراحل ثلاث الاولى مرحلة الذهول الثانية مرحلة الثأر الثالثة مرحلة الحنين فمرحلة الذهول بسبب تلك المفاجأة التى جاءت بشكل مريع دون توقع ثم سيحاولون امتصاص الصدمة وتضميد جراح أنفسهم لينطلقوا نحو مرحلة الثأر والتى ستأتى بشكل خال من أى جوانب تعرف الرحمة ودون تراجع ثم مرحلة الحنين بعدما يهدأ فتيل أنفسهم المشتعل وتخبو قليلا نيران الثأر فى دواخلهم لتأتى لحظات من الشرود يتذكرون فيها الرجل ومواقفه المشرفة ويشتاقون الى لحظات صحبته فاذا بلهيب الشوق يوقظ فيهم رغبة أخرى من أجل الانتقام المتواصل تهون بجوارها أى رغبة فى مباهج الحياة ان دماء الرجل ستظل ملهمة لأرواحهم المتوقدة ان ما اقترفته الايادى الامريكية يتسم بالغباء الذى عانيت منه طويلا لا يقدرون الحقائق والامور بشكل جيد يقول الكاتبان اريك موريس والان هو فى كتابهما الارهاب التهديد والرد عليه " واذا اتسم رد السلطات بالعنف فان هذا سيكون عاملا مساعدا على تعزيز الفانتازيا والتشبع بالاساطير وتزداد الجماعة تماسكا وهكذا ينصح عالم النفس باتباع استراتيجيات مضادة للارهاب لا تركز على الاستجابات العنيفة التى تؤدى بالتبعية الى تعزيز الفانتازيا " ولكن ليس هذا فقط هو السبب فى وصف الفعل الامريكى بالحماقة بل ان السبب أكبر وأكثر عمقا ان الامبراطورية المتوحشة أرادت لذلك الرجل الوديع أن يتحمل هو كل أوزارها وأثامها أن يحمل هو تبعاتها وجرائمها عبر التاريخ والصاق كل النقائص بالرجل حتى تلك التى تأبى أن تلتصق وما كان اختيار بحر العرب الا لتعميق تلك الدلالة ان الامبراطورية الحمقاء أرادت أن تكون هى ذاك الملاك الذى يلقى بالشرير فى البحر كما فى سفر الرؤيا لتمنع عن نفسها الدمار القادم ....الحتمى ان المهاجرين الاوائل حين انطلقوا الى الأراضى الامريكية لم يجدوا الا القفار والبرارى..... الارض والسماء لم يجدوا تاريخا أو مبانى أو حضارا لم يجدوا شيئا ملهما ويبدو أن الامور سوف تعود كما كانت أول مرة ...انها تهرول اليه فقد جاء فى الاصحاح الثامن عشر فى سفر الرؤيا
"
21 ورفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة، ورماه في البحر قائلا: هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد
22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق، لن يسمع فيك في ما بعد. وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد. وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد
23 ونور سراج لن يضيء فيك في ما بعد. وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد. لأن تجارك كانوا عظماء الأرض. إذ بسحرك ضلت جميع الأمم
24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين، وجميع من قتل على الأرض
"
لعل بحر العرب يشكر ربه أن حباه بأن يحوى بين مياهه رفات هذا الرجل دون غيره وأحسب أن مياهه تتعالى على البحار الأخرى بهذا الشرف المبجل وهذا المجد ... انه مجد لا يعرف قدرا من حدود ان النار التى ستسوق الناس الى أرض المحشر ستخرج من مياه هذا البحر
لقد صار بحر العرب ..........بحر بن لادن











ليست هناك تعليقات: