clavier arabe

الخميس، 29 يناير 2009

لماذا سقطت الخلافة


لقد كان انهيار الخلافة الاسلامية هو الحدث الجلل والخطب الاعظم والمصاب الاكبر فى تاريخ الاسلام خطب لايدانيه خطب و مصيبة لاتقاربها مصيبة وكيف لا والمسلمون منذ ذلك الحين هائمون على وجوههم فى غياهب التيه السياسى تموج بهم الفتن من كل حدب وصوب يتخبطون على موائد اللئام وينشدون العدل والامن عند مخالب الذئاب و تحت نوافذ السفهاء ولكن سقوط الخلافة لم يكن فقط وليد العام 1924 بل كان محصلة لانهيار كان يتراكم جيلا بعد جيل ونتيجة طبيعية لأخطاء ارتكبت عبر تاريخهم الطويل وكان السقوط هو لافتة النهاية ولنبدأ القصة من اولها
ان الاخطاء التى ارتكبتها الممالك الاسلامية تحت مظلة الخلافة لا تخرج عن امرين لا ثالث لهما الاول مرتبطة بشخصية القائد والثانى اخطاء منهجية ارتكبتها مؤسسة الخلافة
وانضرب الامثلة حتى تتضح الفكرة
فبعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب وخرجت عن حظيرة الدين وظنوا ان الامر مجرد اجتهادات بشرية لا ترعاها مشيئة السماء , ولا تحفظها ارادة الله , فخرج مسيلمة وسجاح وطلحة , وظهر مانعو الزكاة
هنالك كانت شخصية الخليفة المقدام وحصن الاسلام ابو بكر الصديق تخرج الى صفحات التاريخ واذا بأحداث الردة تخرج لنا شخصا اخر غير ابى بكر الاسيف الذى نعرفه , عبقرية سياسية تمثلت فى قتال على كل الجبهات فى وقت واحد حتى لا يتوحد الزنادقة ضدهم , وقوة فى امساك زمام الامر بشكل غير مسبوق ساعده على ذلك الاحساس بالخطر على دين الاسلام فتوحدت جبهته الداخلية , فعندما يأتى الخطر يتوحد الجميع وتتلاشى النزعات الفردية وظهرت بلاغه خطابية ورباطة جأش لرجل طحنته الخطوب والمحن فخرج اسدا هصورا بليغا متكلما , ونزل على رأيه كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر فأنفذ بعث اسامة وقاتل المرتدين وجيش الجيوش الى كسر وقيصر , ثم تولى من بعده مقاليد الامر عمر وقد ترسخت اعمدة الخلافة واتسعت ظللها وشخصية عمر رضى الله عنه تلك هى انسب الشخصيات للحكم والادارة وتطبيق مبدأ {القوة العادلة } فلابد للحاكم ان يكون مهيبا عادلا فالهيبة تجعل الرعية تخافه والعدل يجعله يفوز بحبها بقلبها فميكافيللى كان يرى ان الامير يجب ان يكون مهابا محبوبا ولو خير بينهما فعليه ان يختار المهابة لأن العوام قد يتجرأون عليه والسوقة يتجاوزون ضده وعمر استطاع ان يجمع الاثنين معا وهنا تظهر حصلفة ابى بكر مرة اخرى فحين قرر ان يولى عمر قبل موته قال له عبد الرحمن بن عوف الا ترى ما يفعله بالناس فيرد الصدسق بحكمة بالغة انما يفعل ذلم لأن بى رقة فان تولى الامر سغير كثيرا من شأنه لقد كانت درة عمر تهيب الجميع وعدل عمر يخضع له الجميع لم يفرق بين ابنه ان ارتكب جرما واى شخص أخر من الرعية فحد الله وحق الله يؤخذ من الجميع بلا تفرقة او مجاملة او استثناء ولكن نود ان نوضح ان المهابة لا تعنى ان تجعل بينك وبين الناس حواجز وحواجز وجيشا من المسئولين والسكرتارية فعمر كان يسير بين الناس يتجول فى أسواقهم , يتفقد احوالهم , يعايش همومهم , من الممكن ان يتخذ حرسا ولكن لا يكون هذا الحرس حجابا يمنع وصول المظالم اليه او يجعلوا لأنفسهم نفوذا يسئيون استخدامه بين الناس لذلك كان عمر هو الباب الذى يمنع طوفان الفتنة عن الامة والذى انطلق بعدما كسر بعدما قتل
وعندما تولى الامر عثمان رضى الله عنه كان حييا كريما تستحى منه الملائكة ولكن دولة الاسلام اتسعت وهناك من الرعية موتورون ومخادعون تظاهروا بالاسلام وعوام يساقون بسهولة فمثل هؤلاء ينبغى ان تكون القوة معهم وليس الحياء
و الحلم وحده لم يكن المحاصرون لعثمان يحتاجون الى حوار بالمنطق او جدال بالحجج وهل من المنطق حصار احد المبشرين بالجنة من قام بتجهيز جيش العسرة لقد كان نفوسهم تهفوا الى شىء أخر وهدف خبيث انه ضرب دولة الخلافة وافسادها من الداخل وهنا تتضح اهمية الصفات الشخصية للحاكم فلا يكفلى ان يكون تقيا ورعا كما ان الاسلام ابدا لا يتعارض او يعرقل الامكانيات الشخصية للبشر بل يوظفها لخدمة الهدف الاوحد وهو اقامة الدين كما ان الالتزام بالدين يحسن الغاية ويرتقى بها ولكنه لا يكفى وحده لبناء الشخصية القيادية فابو ذر ما كان ليصلح لهذا الامر وقيادة الجيش كان اولى بها خالد رغم انه اسلم متأخرا خمس عشرة سنة
ثم تولى الامر عليا ولو انه رضى الله عنه استمع لنصيحة المغيرة حين نصحه بالبقاء على معاوية حتى يستقر له الامر ويعزله ولكنه رضى الله عنه لم يفعل وقال ليس له عندى الا السيف وهنا نتعلم انك بالسياسة احيانا قد تحقق ما تعجز عنه بالسيف فيجب ان تقدم السياسة اولا فان فشلت فليكن السيف ونتعلم ايضا ان الامير قد يقبل النصيحة من الاخرين ما دامت سديدة ولكن لا يظهر امام الجميع وكأنه شخص يقاد بسهولة او يسلم عقله لاح اخر وزاد من صعوبة الامر على على رضى الله عنه ان جبهته الداخلية قد تصدعت بعكس جبهة معاوية مما ادى الى كثرة النزاع والتفكك وكان ما كان وعلى ذلك فقدرات الحاكم الشخصية مهمة للغاية فى التفاف الرعية حوله وهذا لا يقدح فى ايمانه وتقواه وورعه لأن الرعية ليست كلها على نفس الدرجة من الالتزام والسلوك والاخلاق
وبصورة عامة يجب ان يكون الحاكم قويا لا قاسيا , شجاعا لا متهورا, حازما لا عنيدا , اما الاخطاء التى ظهرت بعد ذلك فكانت اخطاء ارتكبتها مؤسسة الخلافة الاموية والعباسية والعثمانية وسنناقشها فى مقال اخر ان شاء الله تعالى

الخميس، 22 يناير 2009

رسالة الى السيد بيريز

اثناء مجزرة غزة خرج السيد بيريز عن هدوءه المعتاد واتزانه المعروف وأطلق تصريحا ناريا ملتهبا حيث اعترف بقتله لاطفال غزة وقال { ان اسرائيل قادرة على الدفاع عن اطفالها }
وكم من الامانى يطلقها المرء وولكن اصابع الاقدار تحدث أمرا اخر
وكم من الاحلام ينشدها المرء ثم تتلاعب بها يد الدهر فتصبح هباء منثورا
فيا سيد بيريز يؤسفنى ان ابشرك ان اطفال اسرائيل ستتجرع من نفس الكأس وستلقى مصيرا أشد فهذا ما قدره رب السماء عليكم فقد جاء فى سفر التثنية { ويفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة فى كتاب الشريعة هذا فيقول الجيل الاخير بنوكم الذين يقومون من بعدكم والاجنبى الذى جاء من أرض بعيدة حين يرون ضربات تلك الارض وامراضها التى يمرضها بها الرب كبريت وملح كل أرضها حريق لا تزرع ولا تنبت ولا يطلع فيها عشب ما كانقلاب سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم التى قلبها الرب بغضبه وسخطه } تثنية 29 :23
اجل يا سيد بيريز سوف ينال اسرائيل ما نالته سدوم وعمورة اجل يا سيد بيريز ستلقى عليكم قنابل فوسفورية وتحرق ارضكم فمرارة الارض المحروقة سستمسكم سواء بسواء جزاء وفاقا
اتدرى يا سيد بيريز من هم الجيل الاخير من بنى اسرائيل انه أنت ...نعم انت واولمرت وليفنى وباراك
اما الاجنبى الذى جاء من ارض بعيدة فلن أخبرك سل عوفاديا بن يوسف لعله يفتيك
أقسم عليه برب موسى ان يصدقك القول من هو الاجنبى الذى جاء من ارض بعيدة
اقسم عليه برب التوراة التى انزلت فى سيناء من يكون الاجنبى الذى جاء من أرض بعيدة
سيدبيريز عودوا الى ربكم يعد ربكم اليكم
سيد بيريز دعنى اكون صريحا معك هناك نظرية تسمى نظرية الفراشة والتى تعنى ان التغييرات القليلة تؤدى الى تغييرات كبيرة وان حركة الفراشة بجناحيها فى البرازيل تؤدى الى اعصار فى تكساس اما أنا فسأقول لك نظرية اخرى واعلن عن ملكيتى لجميع الحقوق الفكرية لها وهى نظرية الماء المغلى والتى تعنى ان الغليان يبدأ من الاطراف ويزحف نحو المنتصف والتى تصف الحالة الفيزيائية للماء عندما تتصاعد فيه الحرارة ويشتد به اللهيب فتزحف سخونته من الاطراف حتى المنتصف ان الامة الان يزحف فيها فتيل التغيير ولن تستطيعوا انتم وكل تقنياتكم وخبرائكم ان يحولوا بينها وبين ما تريد او ما قدره الله لها لن يمنع عنكم اوباما ومشيته ذات الدلالة التوراتية اثناء القائه خطاب الرئاسة كشاة سيقت الى الذبح لن يمنع عنكم اوباما ما كتبه رب موسى عليكم
وكما كانت غزة حديث الامم ستكونون انت حديث العالم والشعوب { ويقول جميع الامم لماذا فعل الرب هكذا بهذه الارض لماذا حمو هذا الغضب العظيم فيقولون لأنهم تركوا عهد الرب اله ابائهم الذى قطعه معهم حين اخرجهم من أرض مصر } تثنية 29 :26


اقيموا عهد ربكم معكم يوف ربكم بعهده معكم { واوفوا بعهدى اوفى بعهدكم } فان سيف النهاية قد أزف وعجلة الحصاد قد تحركت انه النداء الاخير قبل المعركة الكبرى

منقول من مدونة دكتور حامد أنور

الأربعاء، 14 يناير 2009

الاستراتيجية الاسرائيلية فى قطاع غزة

الاستراتيجية الاسرائيلية فى قطاع غزة قررت ان تجاوز عن خلافاتى مع حمقى موقع اخوان اون لاين وان اقفز الى مستوى الحدث لأن الامر لا يحتمل فما قام به اساطين السياسة اليهودية من محرقة فى قطاع غزة يندى له الجبين وتعرى الفلسفة الغربية المعاصرة التى تتشدق بالحرية والليبرالية واحترقت اجساد اهلنا فى غزة بلهيب الصمت الدولى والخزى العربى وهذيان مشايخ الفضائيات ومرتزقة التجارة بكتاب الله واياته قبل ان تحترق بقنابل الفوسفور الابيض ان اسرائيل تتبع فى قطاع غزة سياسة ذكرها ميكافيللى منذ زمن ونقش تفاصيلها فى كتابه الامير كيف تحتل ارضا يعشق ابناءها الحرية , نسماتها العذبة عندهم اهم من رغيف الخبز وجوال الطحين فيقول {عندما تكون الدولة التى تم احتلالها والسيطرة عليها قد ألفت الحرية فى قوانينها الخاصة وتعودت عليها فاننا نجد ان هناك ثلاثة سبل للاحتفاظ بهذه الدول السبيل الاول حرمانها من كل شىء السبيل الثانى ان يقيم بها الامير المحتل حتى يكون قادرا على مواجهة المشاكل والاضطرابات التى قد تنشأ ويسيطر عليها اما السبيل الثالث فهو الا يغير قوانينها ويسمح لاهلها بالعيش فى ظل تلك القوانين ويكتفى بأخذ الجزية منهم ويعمل على ارساء القواعد لحكومة يكون اعتمادها الاول والاخير على الاقلية الموالية له وتدرك مثل هذه الحكومات ان لا بقاء لها الا فى ظل صداقة ذلك الامير وحمايته ولذلم فهى لا تألو جهدا للحفاظ على تلك الصداقة والخماية فالمدينة التى ألفت الحرية لا تخضع بسهولة الا الى ابنائها ومواطنيها } كتاب الامير ولكن ماذكره ميكافيللى يعانى من نقاط ضعف عديدة و هذه هى اشكالية ميكافيللى مع الغرب انه دوما يقدم لهم الطرق دون التعرض لنقاط ضعفها او الاثار المترتبة عليها مع مراعاة البعد المكانى والزمانى لها فالسبيل الاول وهو حرمان المدينة من كل شىء لم يضع فى اعتباره كون ان جماعة الاحرار فى تلك المدينة قد تكون متنقلة كما فى حرب المدن فى العراق او ان المدينة لها طابع جغرافى ومنافذ يصعب السيطرة عليها كما فى الصومال او انفاق من تحت الارض كما فى قطاع غزة كأنها شرايين تمد لها اسباب الحياة لذلك اصبح الهدف الاسرائيلى هو ضرب الانفاق بأى شكل او ثمن , كما غفل ميكافيللى عن الجانب العقدى لسكان تلك المدينة وهو امر على قدر كبير من الاهمية فالرسول صلى الله عليه وسلم حوصر هو واصحابه ثلاث سنين ولم يتراجعوا عن عقيدتهم قيد انملة اما السبيل الثانى وهو الاقامة بها حتى يستطيع التغلب على الاضطرابات وسحقها بلا رحمة وهى الطريقة التى لجأ اليها الاستعمار البريطانى فى مصر فقد تنجح ولكن لفترة محدودة كما ان المجازر التى ستقوم بها قوات المحتل ستبقى خالدة فى اذهان ابنائها جيلا بعد جيل وستظل القلوب مشتعلة بنار الثأر وهنا قد يلجأ المحتل بعد هدوء فوران الثورة لاستمالة القلوب ببعض الحوافز الكاذبة ولكنها لن تنجح فى تنقية القلوب مرة اخرى فضلا عن ان العقيدة القتالية لتلك المدينة اذا حدث التحام مباشر مع المحتل ستكون أقوى من عقيدة القتال لدى المحتل وسينال الهزيمة اما السبيل الثالث وهو الا يغير قوانينها مع بقاء حكومة موالية له فلن ترضى به اسرائيل فى قطاع غزة لأن المدينة التى ترنو الى الحرية يقودها اسلاميون الا اذا اتت بحركة فتح الموالية لها على رؤوس المدافع والدبابات وهذا لن يقبل به اهلنا فى غزة هذا وان كان ميكافيللى قد تعلم هذا السبيل الثالث من فتوحات المسلمين فى القرون الاولى كما فعل عمر رضى الله عنه مع نصارى بيت المقدس حيث ترك لهم ادارة امرهم وفق قوانينهم الخاصة وهذا هو سر عظمة الاسلام وكما فعل عمرو بن العاص رضى الله عنه مع نصارى مصر اذن فكل السبل امام الكيان اليهودى المحتل هى مغلقة وهى بهذه السياسة الحمقاء تعجل باوان المقصلة فهى ايضا لا يمكن ان تتراجع لأن هذا سيقوى موقف حماس وسيجعلها تتجرأ أكثر عليها اذن فيبدو ان المواجهة الشاملة قد اقتربت ماذا سيحدث فى هذه المواجهة سيكون حديثنا القادم ان شاء الله
د.حامد انور

الخميس، 8 يناير 2009

عد بلفور ووعد بوش ووعد الرب

تصادف أن يكون اجتماع أنابوليس الذي تهلل له الآلة الإعلامية الخادعة وتحدث الضجيج والصخب حوله، تصادف مع احتفال الماسونية العالمية بمرور تسعين عامًا على وعد بلفور، حينما قدم الوزير البريطاني الوغد آرثر بلفور أرض فلسطين قربانًا إلى الشعب اليهودي؛ عساه أن يتقبل، ولكنه- من حيث لا يدري- كان يُعِدُّ لهم اللحد الموعود والقبر الذي ستُدفن فيه الأحلام والخرافات اليهودية إلى الأبد.

إنني أكاد أجزم أن اليهود سيلعنون هذا الرجل يوميًّا، حين يرون الموت وقد جاءهم من كل مكان، ولا ملجأ لهم يومئذٍ، ولا مناص أن تجمع اليهود في هذه الأرض، ومجيئهم من كل البلدان لفيفًا لفيفًا في وعد الآخرة، وملحمة النهاية التي يعيشون الآن تفاصيلها قد أخبرنا القرآن عنها وأخبرتهم التوراة أيضًا "ويكون في ذلك اليوم أن السيد الرب يعيد يده ثانيةً ليقتني بقية شعبه التي بقيت من آشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائر البحر، ويرفع رايةً للأمم، ويجمع منفيي بني إسرائيل، ويضم مشتَّتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض" (أشعياء 11-11).

ها هو ذاك اليوم قد جاء، وها هو شتاتكم قد تجمَّع، وها أنتم تعيثون في الأرض خرابًا.. لقد قدم لكم بلفور هديته، ولكنكم بهديته لن تفرحوا، وكذلك بوش يعد الفلسطينيين بدويلة هلامية الحدود، تقوم على أنقاض المقاتلين والمجاهدين، تستمد شرايينها وقوتها من الإخطبوط اليهودي المحيط.. دويلة لا تختلف عن مجلس محلي أو مركز شباب في إحدى المحافظات، يعدهم بوش ويمنِّيهم، وما يعدهم إلا غرورًا، فرغم أنكم تحاولون قتل العقيدة الجهادية في قلوب المسلمين لأنكم تعلمون جيدًا قبل غيركم أنه مهما بلغت قوتكم وتعاظمت ترسانتكم، فأمام عقيدة التوحيد أنتم مهزومون مهزومون ﴿لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12)﴾ (الحشر) ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾ (النساء: من الآية 102).

وأخبركم ربكم: "لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم كيف يطرد واحد ألفًا ويهزم اثنان ربوة، لولا أن صخرهم قد باعهم والرب سلمهم" (تثنية: 28- 32) بني إسرائيل، لقد تخلى الرب عنكم، هي امددوا بسبب إلى السماء.. هيا اقطعوا هيا انشروا أقماركم وطائراتكم وصواريخكم، فلن يذهبن كيدكم نصر الله لأهل الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.. إنه وعد ربكم بالنهاية وقضاؤه الذي قضاه عليكم أيها المفسدون.

انظروا في سفر حزقيال: "هكذا قال السيد الرب: اضرب بيدك، واخبط برجلك، وقل آه على كل رجاسات بيت إسرائيل الشريرة؛ حتى يسقطوا بالسيف وبالجوع وبالوباء، البعيد يموت بالوباء، والقريب يسقط بالسيف، والباقي والمنحصر يموت بالجوع، فأتمم غضي عليهم، فتعلمون أني أنا الرب إذا كانت قتلاهم وسط أصنامهم حول مذابحهم، على كل أكمة عالية، وفي رؤوس الجبال، وتحت كل شجرة خضراء، وتحت كل بلوطة غبياء" (حزقيال: 6-11).

إيه يا بني إسرائيل، يا من خدعتم الصليبيين بمعركتكم التي تسمى "هارمجدون"، وزعمتم أن ثلث العالم سيموت فيها، ويتحول الباقون للمسيحية، فهل علمتم من الذي سيموت، من الذي سيلقَى حتفه، هل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد، إنها ملحمة النهاية وإنه وعد الرب "هكذا قال السيد الرب لأرض إسرائيل نهاية، قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع الآن النهاية عليك" (حزقيال: 7-1).

ويستمر محذرًا إياهم: "السيف من الخارج والجوع والوباء من الداخل، الذي في الحقل يموت بالسيف، والذي في المدينة يأكله الجوع والوباء، وينفلت منهم منفلتون، ويكونون على الجبال كحمام الأوطئة، كلهم يهدرون" (حزقيال: 7-15).

إن فيلم ماتريكس لن يحقق لكم النصر، وليس الأمر كما ظهر لترفعوا أصواتكم في نهاية الفيلم، انتهت الحرب يا زيون، انتهت الحرب يا زيون، فهل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد، إنها اللحظة التي ينتظرها أحرار العالم للتخلص من أدوات الظلم ومعاول الفساد والانحراف والأصابع الخفية التي تدمر العالم؛ ففي تلك اللحظة التي أكتب فيها تتسبب في موت أطفال بالجوع في إفريقيا، وإدمان شباب في كولومبيا، وانحراف فتيات في تايلاند، وتشريد أطفال الأرجنتين، وبكاء معتقلين في جوانتانامو؛ ففي سفر حزقيال أيضًا "لأنه كانت لك بغضة أبدية ودفعت بني إسرائيل إلى يد السيف في وقت مصيبتهم.. وقت إثم النهاية" (حزقيال 35-5).

إيه يا بني إسرائيل، ها نحن نعيش إثمكم؛ إثم النهاية، هل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد؛ فقد جاء في سفر هوشع، يحكي عن تجمع أسباطكم مكونين دولة واحدة بدل دولتين كما كان في الماضي "ويجمع بنو يهوذا وبنو إسرائيل معًا، ويجعلون لأنفسهم رأسًا واحدةً ويصعدون من الأرض لأن يوم يزرعيل يوم عظيم" (هوشع: 1-11)، وذلك لتقابلوا وعد الرب الذي كتبه عليكم فأين المفر؟!

يقول في نفس السفر: "وأبيد مملكة إسرائيل، ويكون في ذلك اليوم أني.. أكسر قوس إسرائيل في وادي يزرعيل" (هوشع: 1-5) أبشروا يا بني إسرائيل، سيبيد الرب مملكتكم، لن يمنعكم منه سبحانه مكر الماكرين وكيد الكائدين ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)﴾ (القصص).

أتدرون ما هو وادي يزرعيل؟ إنه الوادي الذي يقع في وسط فلسطين، عند مدينة بيسان، وهو مفتاح فلسطين، الذي دخل منه كل الفاتحين إلى فلسطين، واحتدمت فيه المعارك من أيام تحتمس الثالث حتى نابليون بونابرت، وانتهت بتملك الأرض، وفيه سهل مجدو، والذي اشتقت منه هارمجدون الموقعة العظمى بين الأمم (قاموس الإنجيل- حرف ياء).

فيا أيها العالم.. إن المستقبل لهذا الدين.

------------