تصادف أن يكون اجتماع أنابوليس الذي تهلل له الآلة الإعلامية الخادعة وتحدث الضجيج والصخب حوله، تصادف مع احتفال الماسونية العالمية بمرور تسعين عامًا على وعد بلفور، حينما قدم الوزير البريطاني الوغد آرثر بلفور أرض فلسطين قربانًا إلى الشعب اليهودي؛ عساه أن يتقبل، ولكنه- من حيث لا يدري- كان يُعِدُّ لهم اللحد الموعود والقبر الذي ستُدفن فيه الأحلام والخرافات اليهودية إلى الأبد.
إنني أكاد أجزم أن اليهود سيلعنون هذا الرجل يوميًّا، حين يرون الموت وقد جاءهم من كل مكان، ولا ملجأ لهم يومئذٍ، ولا مناص أن تجمع اليهود في هذه الأرض، ومجيئهم من كل البلدان لفيفًا لفيفًا في وعد الآخرة، وملحمة النهاية التي يعيشون الآن تفاصيلها قد أخبرنا القرآن عنها وأخبرتهم التوراة أيضًا "ويكون في ذلك اليوم أن السيد الرب يعيد يده ثانيةً ليقتني بقية شعبه التي بقيت من آشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائر البحر، ويرفع رايةً للأمم، ويجمع منفيي بني إسرائيل، ويضم مشتَّتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض" (أشعياء 11-11).
ها هو ذاك اليوم قد جاء، وها هو شتاتكم قد تجمَّع، وها أنتم تعيثون في الأرض خرابًا.. لقد قدم لكم بلفور هديته، ولكنكم بهديته لن تفرحوا، وكذلك بوش يعد الفلسطينيين بدويلة هلامية الحدود، تقوم على أنقاض المقاتلين والمجاهدين، تستمد شرايينها وقوتها من الإخطبوط اليهودي المحيط.. دويلة لا تختلف عن مجلس محلي أو مركز شباب في إحدى المحافظات، يعدهم بوش ويمنِّيهم، وما يعدهم إلا غرورًا، فرغم أنكم تحاولون قتل العقيدة الجهادية في قلوب المسلمين لأنكم تعلمون جيدًا قبل غيركم أنه مهما بلغت قوتكم وتعاظمت ترسانتكم، فأمام عقيدة التوحيد أنتم مهزومون مهزومون ﴿لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12)﴾ (الحشر) ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾ (النساء: من الآية 102).
وأخبركم ربكم: "لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم كيف يطرد واحد ألفًا ويهزم اثنان ربوة، لولا أن صخرهم قد باعهم والرب سلمهم" (تثنية: 28- 32) بني إسرائيل، لقد تخلى الرب عنكم، هي امددوا بسبب إلى السماء.. هيا اقطعوا هيا انشروا أقماركم وطائراتكم وصواريخكم، فلن يذهبن كيدكم نصر الله لأهل الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.. إنه وعد ربكم بالنهاية وقضاؤه الذي قضاه عليكم أيها المفسدون.
انظروا في سفر حزقيال: "هكذا قال السيد الرب: اضرب بيدك، واخبط برجلك، وقل آه على كل رجاسات بيت إسرائيل الشريرة؛ حتى يسقطوا بالسيف وبالجوع وبالوباء، البعيد يموت بالوباء، والقريب يسقط بالسيف، والباقي والمنحصر يموت بالجوع، فأتمم غضي عليهم، فتعلمون أني أنا الرب إذا كانت قتلاهم وسط أصنامهم حول مذابحهم، على كل أكمة عالية، وفي رؤوس الجبال، وتحت كل شجرة خضراء، وتحت كل بلوطة غبياء" (حزقيال: 6-11).
إيه يا بني إسرائيل، يا من خدعتم الصليبيين بمعركتكم التي تسمى "هارمجدون"، وزعمتم أن ثلث العالم سيموت فيها، ويتحول الباقون للمسيحية، فهل علمتم من الذي سيموت، من الذي سيلقَى حتفه، هل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد، إنها ملحمة النهاية وإنه وعد الرب "هكذا قال السيد الرب لأرض إسرائيل نهاية، قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع الآن النهاية عليك" (حزقيال: 7-1).
ويستمر محذرًا إياهم: "السيف من الخارج والجوع والوباء من الداخل، الذي في الحقل يموت بالسيف، والذي في المدينة يأكله الجوع والوباء، وينفلت منهم منفلتون، ويكونون على الجبال كحمام الأوطئة، كلهم يهدرون" (حزقيال: 7-15).
إن فيلم ماتريكس لن يحقق لكم النصر، وليس الأمر كما ظهر لترفعوا أصواتكم في نهاية الفيلم، انتهت الحرب يا زيون، انتهت الحرب يا زيون، فهل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد، إنها اللحظة التي ينتظرها أحرار العالم للتخلص من أدوات الظلم ومعاول الفساد والانحراف والأصابع الخفية التي تدمر العالم؛ ففي تلك اللحظة التي أكتب فيها تتسبب في موت أطفال بالجوع في إفريقيا، وإدمان شباب في كولومبيا، وانحراف فتيات في تايلاند، وتشريد أطفال الأرجنتين، وبكاء معتقلين في جوانتانامو؛ ففي سفر حزقيال أيضًا "لأنه كانت لك بغضة أبدية ودفعت بني إسرائيل إلى يد السيف في وقت مصيبتهم.. وقت إثم النهاية" (حزقيال 35-5).
إيه يا بني إسرائيل، ها نحن نعيش إثمكم؛ إثم النهاية، هل تريدون المزيد؟ والله لن أبخل عليكم بالمزيد؛ فقد جاء في سفر هوشع، يحكي عن تجمع أسباطكم مكونين دولة واحدة بدل دولتين كما كان في الماضي "ويجمع بنو يهوذا وبنو إسرائيل معًا، ويجعلون لأنفسهم رأسًا واحدةً ويصعدون من الأرض لأن يوم يزرعيل يوم عظيم" (هوشع: 1-11)، وذلك لتقابلوا وعد الرب الذي كتبه عليكم فأين المفر؟!
يقول في نفس السفر: "وأبيد مملكة إسرائيل، ويكون في ذلك اليوم أني.. أكسر قوس إسرائيل في وادي يزرعيل" (هوشع: 1-5) أبشروا يا بني إسرائيل، سيبيد الرب مملكتكم، لن يمنعكم منه سبحانه مكر الماكرين وكيد الكائدين ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)﴾ (القصص).
أتدرون ما هو وادي يزرعيل؟ إنه الوادي الذي يقع في وسط فلسطين، عند مدينة بيسان، وهو مفتاح فلسطين، الذي دخل منه كل الفاتحين إلى فلسطين، واحتدمت فيه المعارك من أيام تحتمس الثالث حتى نابليون بونابرت، وانتهت بتملك الأرض، وفيه سهل مجدو، والذي اشتقت منه هارمجدون الموقعة العظمى بين الأمم (قاموس الإنجيل- حرف ياء).
فيا أيها العالم.. إن المستقبل لهذا الدين.
------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق