clavier arabe

الخميس، 24 فبراير 2011

مصر الجديدة

شئنا أم أبينا مصر هى بوابة العالم وهى حاضرة التاريخ هى مفتاح أى امبراطورية هذا ما كتبته الأقدار عليك يا بنة النيل ولكن كان لهذا الامر ضريبة أخرى جعل العالم كله يتوق للهيمنة عليها يقول ول ديورانت فى قصة الحضارة مجلد قيصر والمسيح "كان خليقا بمصر أن تكون أسعد بلدان الآرض قاطبة لأن النيل يرويها ويغذيها لأنها أكثر بلدان البحر المتوسط قدرة على الاكتفاء بخيراتها فهى غنية بالحب والفاكهة ... ورغم هذه الاسباب وربما لهذا الاسباب لم ينعموا بالحرية يوما واحدا فقد أغرت ثرواتها الطغاة والفاتحين واحدا اثر واحد على مدى خمسين قرنا من الزمان وكانوا يستسلمون لهؤلاء الطغاة والفاتحين ولم تكن مصر ولاية تابعة الى روما بل كانت تعد من أملاك الامبراطور نفسه "
ويقول روبير سوليه عن رؤية الفرنسيين لمصر "ليس للمصريين القدرة على حكم أنفسهم بأنفسهم وقد برهنوا على ذلك خلال أحداث عرابى لا ريب أنه يوجد مصريون متميزون ومتفوقون لكنهم عاجزون عن ادارة الشئون العامة فى مصر طوعا وبمفردهم لا يمكن لمصر المنبثقة عن العمل الاوروبى من نصف قرن ان تستغنى عن المساهمة الاوروبية " للأسف هذه هى النظرة الغربية للشعب المصرى شعب غير ناضج يحتاج دوما للوصاية ويجب عليه الخضوع للهيمنة وهى نظرة بالطبع خالية من أى موضوعية لأنها تخفى فى ثناياها رغبات استعمارية تخشى لتلك الدولة المتميزة جغرافيا و حضاريا وقدرات ابنائها العقلية متميزة عبر العصور تخشى لها استقلالية القرار فهى أرض الحكمة ومنبع الفلسفة والعلوم اما مقولة الاستسلام للفاتحين فهى مغالطة كبرى حيث ان الفرنسيين عادوا يجرون أذيال الخيبة ومن قبلهم الصليبيون وانكسر قرن التتار على مداخلهم ورضخ البطالمة لمعبوداتهم وكانت الاسكندرية ابان فترة النصرانية عاصمة النواح والالم قطعة من جهنم من يعبر بها سمع لها تغيظا وزفيرا وفى النهاية رضخت لها روما
ولكن الغرب أدار مصر من وراء ستار من طرف خفى أحيانا كما فى عهد محمد على أو بوجه سافر كما فى الاحتلال البريطانى حتى وصلنا للحظاتنا الراهنة أدار البلد بطريقة قمعية متشنجة تعادى المظاهر الاسلامية وترفض التسامح مع المنظومة الاسلامية بتعنت ممقوت رغم أن النظام العالمى يتسامح مع المتطرفين اليهود ومع الاقليات النصرانية فكانت النتيجة ذلك المشهد المأساوى الذى انتهت اليه الخريطة السياسية المصرية فأصبحت ملامحها كالتالى سياح غربيون لهم من الامتيازات ما يفوق أصاحب البلاد الاصليين أقلية نصرانية فى حماية فرنسا ثم الادارة الامريكية نفايات علمانية تتحرك تحت درع واق من الغرب يقدم لها الدعم والمساندة وأغلبية مسلمة لا يبكى عليها أحد ما لها فى النظام العالمى من ولى ولا نصير فدخلت البلاد فى حمام من الدم والمواجهة وتحولت ظاهرة ما يعرف بالارهاب من اشكالية محلية الى مواجهة عالمية هذا هو المشهد المصرى الذى يجب توضيحه حتى نعلم ما الذى نريده لمصر الجديدة
ان مصر الجديدة لا بد أن تتحرر من الوصاية الغربية ومن الرضوخ المهين ويصبح قرارها السياسى نابع من ارادة الجماهير ومتوافقا مع معتقدها
ان مصر الجديدة تضع فى اعتباراتها مبادىء نظم الحكم الرشيد الحرية والتى تعنى أن المنظومة التشريعية لا تنبع من مصالح لعدة أفراد أو هوى شخصى وأن يكون تطبيقها على الجميع دون محاباة ان الحرية تعنى طاعة القانون من كل فرد لا أن يتم تطبيقه على طائفة دون أخرى على أفراد دون آخرين على أجهزة ويتم استثناء أجهزة أخرى تعمل فى الخفاء من أى مساءلة
ان مصر الجديدة تقام فيها الكرامة الانسانية "ولقد كرمنا بنى آدم " تحت اطار عقد اجتماعى يقيم العدالة فيتم توفير الحقوق الاساسية لكل فرد ان المساءلة فى الاسلام أوصلها عمر للبغال فمال للبشر فى بلادى يئنون من لهيب الجوع ومخالب الفقر ....ان مصر الجديدة يتم فيها تهذيب الشعب أخلاقيا والارتقاء بالسلوك المجتمعى فتدنى الأخلاق فى الشارع المصرى ليس عفويا أو أمرا اعتباطيا بل هو سياسة مقصودة متعمدة استراتيجية ممنهجة وليد جهد فاسد انتشر أمدا طويلا ...لتصبح البلاد طاردة لابنائها نافرة منهم ويظن أولئك المخطئون السفهاء أنهم يؤدون للوطن الخدمة الكبرى
ان مصر الجديدة يتم فيها اعادة تأهيل الحركات الاسلامية التى لا تعى من الواقع العالمى الا النذر اليسير فى صحيح مسلم يحكى صحابى اسمه الشريد أنه كان رديف لمحمد رسول الله فقال له النبى هل معك من شعر أمية بن أبى الصلت شىء فقال له بيتا فقال هيه فقال له بيت آخر فقال له هيه فآخذ يقولها له حتى وصل لمائة بيت وأمية بن ابى الصلت كان كافرا ومحمد هو رسول الله الذى يتنزل عليه الوحى من السماء الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه كيف يستمع لشعر امرىء كافر وليس بيتا واحدا أو اثنين بل مائة بيت ...ان الحكمة ضالة المؤمن ولكنك ترى من الحركات الاسلامية من ترفض رأى عالم مسلم ينطق الشهادتين لأنه حليق اللحية رغم أن الحق ربما يكون فى حوزته أو لأنه ليس عضوا فى جماعتهم ويظنون أنهم هكذا من المتقين ما هذه الحماقة التى لا تعرف للخجل حمرة ؟ هناك من الحركات الاسلامية من يخاصم الواقع وينكفىء على نفسه يحلقون فى عالم ضبابى مشبع بالوهم يرون السياسة دنس يجب التطهر منه والعلوم الحديثة يمكن الاستغناء عنها ...من أين جىء بهؤلاء القوم ؟
ان مصر الجديدة لا ترى المدنية مصطلح يضاد الدين فكما قال ميكافيللى أن الدين أكبر مساند للمجتمع المدنى ان المدنية ان كانت تعنى العمران والحضارة فالذين أقاموا المدن المتلألئة بغداد وسامراء الفسطاط والقيروان ومن أوقدوا مشاعل الأندلس هم مسلمون انطلقوا من خلفية دينية تقول لو قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا يقوم اليها حتى يغرسها فليفعل
ان مصر الجديدة هى البناء المنتظر والذى نريده ...ينهى أوجاع المصريين عبر السنين حتى يعرف فمك العذب طريق الضحكات يا بنة النيل



الأربعاء، 23 فبراير 2011

شذرات من الحياة ... الجزء الثانى

- بعد تخرجى عملت مفتشا للصحة ألقى نظرة على الجثث المتوفية وأكتب تقريرا عن حالتها كانت هذه الفترة ذات أثر كبير فى نظرتى للموت والحياة و الخداع الذى يتقلب فيه معظم البشر ورآيت نماذج من الحياة شديدة الغرابة وتجارب
بشر تنتهى نهايات مأساوية أتذكر هذا اليوم جيدا حين توجهت الى المكتب فى الصباح فوجدت انتدابا من النيابة لتوقيع الكشف الطبى على احدى الجثث فى احدى المستشفيات فتوجهت لأجد العشرات فى انتظارى وبينما أهم بالدخول الى المشرحة اقتربت منى فتاة على قدر كبير من الجمال تستأذن فى الدخول معى
ان المتوفى هوزوجها ولقد مضى على زواجهما فقط شهرين وكانت فى انتظاره بالامس لتخبره كما أخبرها الطبيب أنهما فى انتظار حادث سعيد ولكنه لم يأت ...ولن يأتى أبدا انها تريد أن تحتفظ بخاتم الزواج معها فأذنت لها هنالك علا صوت أحد المتواجدين وقال بصوت جهورى ...لا يجوز لقد أصبح محرما عليها ...يا الهى لقد ضقت ذرعا بأولئك الذين ينطقون بغير علم ويتكلمون بصوت عال فى تبجح منفر أشرت له بالصمت ,أدخلتها لكى تلقى عليه نظرة وتحصل على خاتم الزواج الذى انتهى مبكرا وكان للموت فيه يد السبق كم هى مخادعة تلك الحياة ولكن هذا اليوم الآخر لا يمكن أن أنساه فقد تم الاتصال بى قبل الغروب لوجود حالة أخرى أسرعت الى المكتب ودخلت واضعا يدى فى جيبى راسما علامات التجهم لابداء بعض المهابة على ملامح وجهى الطفولى فوجدت وجوها أظن أننى أعرفها وقبل أن أجهد نفسى فى التذكر بادرنى أحدهم" هل كنت طالبا فى مدرسة زهراء حلوان الثانوية بنين " فأجبت بالايجاب فقال ان مدرس التربية الوطنية قد توفى فأسرعت بانهاء أوراقهم بأقصى سرعة ثم خلوت الى نفسى أتذكر هذا المدرس الهمام الذى كان ينصحنا دوما بالقراءة ويضع فينا قيما عليا كان مدرسا على قدر كبير من التبجيل ولكننى تساءلت هل كان يعلم أن شهادة وفاته سيسطرها أحد التلاميذ الجالسين أمامه هل كان يدرك هذا الامر جيدا عجيبة تلك الاقدار

- عندما كنت طالبا فى القصر العينى كنت أتوجه قبل الامتحانات بفترة طويلة أراجع ما أستطيع مراجعتهوأذكر جيدا فى احدى المرات بينما كنت منهمكا فى المذاكرة والتسميع أن جاءت فتاتان نصرانيتان بكوب من المياه الغازية دون سابق معرفة بينناورغم أنه كان من النوع الذى لا أفضله الا اننى لم أشأ احراجهما وبعد تخرجى بينما كنت فى أحد المراكز الطبية أعمل كطبيب استقبال فى احدى شهور رمضان وقبل الافطار بدقائق قليلة دخل شخصان يحملان طفلا دون العاشرة مصاب بجرح قطعى فى الساق يحتاج الى عشر غرز على الاقل وأثناء قيامى بذلك الامر اذا بهما يطلبان منه رقم الهاتف فهما لا يعرفانه وليس بينهما صلة وكان الطفل نصرانيا وهما مسلمان دقائق معدودة وجاءت ام الطفل واطمأن قلبها على وليدها.... ان التصرفات الهوجاء التى أتت الينا من الغرب أفسدت الكثير من العلاقات التى كانت تحتمى بروابط دينية عميقة

- أرى فى حياتى رؤى كثيرة وهذه رؤيا أقصها لأول مرة ففى يوم الاربعاء الذى كتبت فيه مقال الحرب العالمية الثالثة الجزء الثانى فى صبيحة هذا اليوم رآيت هذه الرؤيا ؟؟؟هناك فى حلوان شارعان شهيران أحدهما اسمه شارع منصور والآخر اسمه شارع عبد الرحمن رآيت وكأننى انتهيت من عملى ومتوجه الى شارع منصور فوجدت نفسى فى متاهة أبحث عن الطريق فسرت فى الطريق الاول فاذا به يؤدى الى حديقة وتعرض الى بعض الاطفال فابتعدت عنهم فتعرض الى قطيع من الخنازير فابتعدت عنه .....وذهبت ابحث عن طريق آخر فوجدت مغلقا والناس يقفزون من فوق الاسوار فأبيت أن اقفز معهم ثم ذهبت أبحث عن طريق ثالث فاذا بى فى منطقة شديدة الفقر والاوضاع فيها صعبة للغاية واذا بى معى شخصان فسألنا فتاة عن الطريق الى شارع منصور أو شارع عبد الرحمن فقالت "اصنع من موقفك هذا رقم سبعة وسر فى اى من الطريقين " فسرنا فى أحد الطريقين فاذا به ممهد بشكل غير مسبوق تكسوه خضرة رائعة ورأينا بائع خضريبيع كل أنواع الخضر ويبيع الدواجن أيضا ولفت نظرى وجود ديك رومى لديه فالتفت اليهما وقلت من الرائع أن ضللنا الطريق حتى نرى تلكم المشاهد شديدة الفقر...ثم سرنا فى الطريق.... نحوشارع منصور

- المقال القادم بمشيئة الله تعالى بعنوان مصر الجديدة

الاثنين، 21 فبراير 2011

شذرات من الحياة

عندما كنت فى مقاعد الدراسة لم أكن أدخل فى اشتباكات أومشاحنات مع بقية التلاميذ ولكن هذا لا يعنى أننى لم أكن أقوم ببعض المواقف الطريفة أذكر جيدا عندما كنت فى الصف الثالث الابتدائى أن تلاميذ الصف الرابع كانوا يعتدون بالضرب بشكل شبه يومى على تلاميذ فصلى فى الطابور وقبل الصعود الى ساحات الدرس فاقترحت على أولئك البائسين أن ينقسموا الى قسمين وكان فى المدرسة وقتها مبنى جديدا
فيقوم قسم بمهاجمة اؤلئك العابثين بينما يقوم القسم الآخر بالاستدارة من خلف المبنى الجديد ويهاجمونهم من الخلف فيكونوا بين فكى الراحة فاوسعوهم فى هذا اليوم ضربا غير مسبوق فذهبوا الى شقيقى الذى كان يكبرنى بعامين ومعى فى نفس المدرسة يشكوننى اليهاننى أتذكر هذا الامر وكأنه قدحدث بالامس
لم أكن أحب الجلوس فى مقاعد الفصل الاولى كنت دوما أعشق الجلوس فى المقعد الثالث أو الرابع يمينا أو يسارا ولم أكن أهتم بأن يتعرف المدرسون على شخصى والذى كان يحدث بعد ذلك فى الامتحانات الدورية وقد كانوا يفاجئون بى أوعندما يأتى أحد الموجهين الى الفصل هنالك أعرف يدى طالبا الاجابة فى الصف الخامس الابتدائى أتذكر جيدا حين رفعت يدى للتعليق على معركة حطين فقلت للموجه وقتها " ويقول أحد المؤرخين لو رآى أحد القتلى قال ما كان هناك أسرى ولو رآى أحد الأسرى قال ما كان هناك قتلى " فانبهر الرجل بمن يستدل بالمؤرخين وهو فى سنينه الاولى ولم يكن ذلك سوى غرس شقيقى الذى يكبرنى بخمس سنوات ولكن الفرقة الرابعة فى طب القصر العينى كانت مرحلة فارقة فى حياتى
ففى هذا الوقت كانت مصر تموج بالمواجهات بين النظام والجماعات الاسلامية ووقعت فى يدى نسخة من التوراة والانجيل فقررت أن أخوض هذه التجربة وأغوص فى قراءتهما اعترانى الخوف فى البداية ولكن وجدت الكثير من العلماء كابن القيم وبن حزم قد سبقانى اليها فتخلصت من هذه الرهبة وخلعت رداءها بكل شجاعة فوجدت المفأجآت تتوالى بعضها خلف بعض وأدركت حينها أن العالم مقبل على تغييرات كبرى لم تتضح ملامحها بعد حتى جاءت أحداث سبتمبر وأيقنت كما قيل فى الغرب أن ساعة القيامة قد دقت ثم كان التوجه الى الكتابة عبر الشبكة العنكبوتية وتأثرت خلالها بفلاسفة الثورة الفرنسية الى حدكبير رغم اختلاف الايديولوجيات والمنطلقات الى أننى أعجبت باخلاصهم الشديد وقدرتهمعى تحمل المضايقات فى سبيل القناعات الفكرية كما أننى قررت أن أناقش كل المواضيع وعرضها للتحليل دون خوف أو هلع والمضى قدما فى المناقشات دون ثمة تردد يقول دالامبير عن زمنهم "أطلق قرننا على نفسه قرن الفلسفةبغير منازع فمن أصول العلوم الدنيوية الدنسة الى أسس الوحى ومن الميتافيزيقا الى مسائل الذوق ومن الموسيقى الى الأخلاق ومن حقوق الامراء والملوك الى حقوق الشعوب كل شىء موضع دراسة وتحليل وحوار ونقاش ليس من بيننا من ينكر أن الفلسفة أحرزت بيننا تقدما ان العلوم الطبيعية تقدم لنا فى كل يوم ذخرا جديدا واتخذت كل أشكال المعرفة تقريبا أشكالا جديدة " وحملت المشعل فى يدى وأحرقت كل الجسور من خلفى وانطلقت لا أعرف للتراجع سبيلا ورسمت لنفسى اطارا حالما من العيش والحياة قررت أن أحيا حياة النساك.. وأفكر كما يفكر الفلاسفة .. أن ألهوكما يلهو الأطفال.. وأن أقاتل بعزيمة الفرسان وثبات الشهداء ...أن أطير فى خفة الفراشات وأحلق فى الآفاق كالطير فى جوالسماء ....كأسراب الحمام تغدو يمنة ويسرة ثم ما تلبث أن تعود الى أعشاشها
يا الهى ماذا أقول أسراب الحمام انها استراتيجيتى للكتابة عبر الشبكة العنكبوتية
هناك مراحل ثلاث تمثل علامات بارزة فى تاريخ البشرية اختراع الكتابة لتخليد التراث الانسانى وتوارثه جيلا بعدجيل مما يؤدى الى تراكم العلوم والمعارف ثم اختراع الطباعة حيث استطاع فلاسفة فرنسا مخاطبة عدد أكبر من الجماهير وأكثر عددا ثم اختراع الشبكة العنكبوتية التى جعلت الأرض كلها كتلة واحدة تتلاشى فيها الحدود والحواجز تأثرت بمقولة للمخرج يوسف شاهين فى فيلم المصير حين كتب على الشاشة هذه العبارة "الافكار لها أجنحة لا يستطيع أحد أن يمنعها " ها هو الفضاء العنكبوتى ولأطلق الافكار خلاله كأسراب الحمام تدور دورتها فى الأرض ثم ما تلبث أن تعود الى الوطن محملة بنسمات الاصلاح وأحلام المستقبل كنت أقف فى شرفة منزلنا أوعلى شاطىء النيل القريب من منزلنا أنظر الى تلك الاسراب المحلقة فى جو السماء بحرية وشموخ أسائلها.... متى تهب ريح التغيير على وطنى

الاثنين، 14 فبراير 2011

المدرسة السياسية العالمية

وفعلها ميكافيللى وارتكب الخطيئة الكبرى بينما كان يظن حينها أنه يقدم الخدمات الجليلة
ففى فصل بعنوان كيف يتوجب على الامير المحافظة على عهوده قدم ميكافيللى ما يمكن وصفه المدرسة الفكرية للعقل السياسى العالمى حيث يقول الرجل " لا ريب فى ان الصفات المحمودة للأمير ويدركها كل انسان أن يكون صادقا فى عهوده ووعوده التى يقطعها على نفسه وأن تكون حياته قائمة على الشرف والنبل والأخلاق الحميدة لا المكر والدهاء والخديعة " انه كلام رائع للغاية ولكن الرجل قرر مفاجأتنا فنكص على عقبيه وارتد بطريقة تثير العجب والاستغراب وينتصر للرأى الآخر... الرأى القائم على التحلل من كل العهود وعدم الالتزام بها والتنكر لها عند الضرورة فيقول الرجل " واذا نظرنا بامعان فى تجارب العصر الذى نعيشه فاننا نجد أن الامراء الذين استطاعوا القيام بأعمال جليلة وعظيمة لم يهتموا كثيرا بعهودهم والوفاء بها وتمكنوا عن طريق المكر والدهاء من الضحك على عقول الرعايا وارباكها واستطاعوا أخيرا التغلب على أقرانهم من الذين جعلوا الاخلاص رائدهم الذى يقودهم فى الحياة " ويستمر الرجل مبررا ما ذهب اليه "وعلى الحاكم العاقل اللبيب المتبصر ألا يعمل على المحافظة على عهوده ووعوده عندما يجد أن هذه المحافظة تؤدى الى الحاق الضرر بمصالحه وأن الاسباب التى حملته على اعطاء هذه الوعود لم تعد قائمة ولو كان جميع الناس طيبين " انها صفات النفاق يا ميكافيللى .....حقا انه لا أيمان لهم
لا بد من تغيير تلك المدرسة السياسية العالمية التى جعلت العالم كله فى حالة اضطراب فما سطرته أيدى الرجل أسوأ طريقة يمكن أن تحفظ حكما وتحمى أميرا فهذا يجلب له الكراهية ويعطى الخصوم سلاحا يوجهونه اليه والاخطر أنه يجعل من نفسية الحاكم مهزوزة مضطربة لا تثبت عند الشدائد والنزال لقد تبنى بنو اسرائيل هذا التوجه العالمى فى الحنث بالوعود والتنكر لها وعدم الالتزام بها لذلك كانت العاقبة كما جاءت فى فى سفر اشعياء يخاطبهم الرب فى الاصحاح الثلاثين "لأنه هكذا قال السيد الرب قدوس إسرائيل: بالرجوع والسكون تخلصون. بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم. فلم تشاءوا وقلتم: لا. بل على خيل نهرب. لذلك تهربون. وعلى خيل سريعة نركب. لذلك يسرع طاردوكم , يهرب ألف من زجرة واحد. من زجرة خمسة تهربون، حتى أنكم تبقون كسارية على رأس جبل، وكراية على أكمة
ولذلك ينتظر الرب ليتراءف عليكم. ولذلك يقوم ليرحمكم،" اشعياء 15:30 عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا

لذلك فان خداع الشعب ليس ذكاء والتحايل على متطلبات الجماهير أمر ممقوت وسيجلب اللعنات للحاكم دهرا طويلا فالحاكم المخلوع الذى خرجت المظاهرت فى مشرق الارض ومغربها تبارك رحيله وتتبادل التهانى والرسائل حين تولى مقاليد الامر فى البلاد أعلن بجسارة "ان الكفن ليس له جيوب " وهاهم الآن يفشلون فى تعقب ثروته الضخمة والمنتشرة فى مختلف بلاد العالم غير العقارات الفاخرة فى باريس ولندن ...يبدو أن زياراته المتكررة لأوروبا كانت لدفع الأقساط
لا بد من وضع آليات حقيقية وسياسات فاعلة تجعل للشعب القدرة فى المساءلة عن الوعود والتعهدات ومتابعة كل ما تتفوه به ألسنة السلطة ووضع ميثاق واضح لا يعرف الالتباس والذى لم يصدر حتى الآن حتى لا تضيع الحقوق وندور فى حلقة مفرغة من الخداع لا تنتهى أبدا معذرة ان يعقوب أخذ على أولاده موثقا من الله بعد أن أخلفوه ما وعدوه أول مرة انها أمور لا تعرف المجاملة أو المحاباة
فمثلا البيان رقم أربعة للقوات المسلحة استخدم تلك الكلمة عند الحديث عن أمور الداخل "التطلع " وعند الحديث عن العلاقات الخارجية استخدم كلمة "الالتزام " هل البداية التلاعب بالالفاظ والعودة الى الطريقة القديمة فى المراوغة والخداع ما هكذا تكون البدايات اننا لا نريد اجراءات على أهميتها ولكننا نريد اعادة تنظيم العلاقة بين السلطة الحاكمة والشعب ان الخديوى سعيد حينما تولى الامر قام باجراءت رائعة لتخفيف المناخ وتقليل الاحتقان فأعطى الفلاحين الحرية فى البيع والشراء وزراعة ما يحلو لهم وألغى المتأخرات الضريبية المستحقة عليهم وأصبح من حق كل شخص قام بزراعة أرض لمدة خمس سنوات أن يصبح مالكا لها ولكنه بعد ذلك باع قناة السويس من أجل طبق مكرونة هو الاغلى فى التاريخ ...لقد سئمنا الوجوه الكاذبة التى تغدر وهى تهمس بصوت الحملان
لقد بنى الاسلام على خمس والدولة الراشدة ينبغى أن تقوم هى الاخرى على خمسة أركان ...جيش محارب لا يعرف التراخى وامن داخلى قوى محبوب ..غير قاس واعلام جرىء غير وقح وقضاء مستقل غير خاضع وبحث علمى ذو ميزانية عالية , وأى جهد فى غير ذلك فهو مضيعة للوقت ...حتى نتخلص من تلك المدرسة العالمية الكاذبة

الأحد، 13 فبراير 2011


رقم أربعة له دلالات كبرى
عند البعض دلالة على رمز مقدس
فى الاسلام فترة امهال "فسيحوا فى الارض أربعة أشهر واعلموا ؟أنكم غير معجزى الله "
عدد الاشهر الحرم هو أربعة حيث لا ظلم ولا تعدى وعدد القصص فى سورة الكهف أربعة
ولكن البيان رقم أربعة الصادر عن القوات المسلحة لم يكن جيدا
انه البيان الصدمة
قريبا بمشيئة الله تعالى

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الثورة الحقيقية

يبدو أن الرسالة لم تصل بعد ويبدو أنت النظام كعادته ....ومن يقف خلفه لا تصل اليهم الرسائل الا متأخرا لقد قام النظام بأعجب أمر فى الفكر السياسى حينما قام بتقسيم الشعب الى قسمين الذين يجلسون فى البيت هم المؤيدون لبقائه أما الذين فى المظاهرات هم المعارضون ولو قام هذا النظام بتطبيق نفس المبدأ على نفسه لانتهى منذ أمد بعيد حينما فشل فى حشد الجماهير فى انتخابات مزورة قاطعها غالبية المصريين لو كان فعل ....لرحل ولكن رغم كل هذا نقول ان تلك المظاهرات تعبر عن الشعور العام الرافض بشدة لاستمراية الاوضاع الخاطئة , الشعور العام الغاضب بشراسة من سياسات عاجزة عن تحقيق ابسط الحقوق الاساسية ..كما أن فولتير كان دوما يرى ان الشعب يجب أن يقاد ويكفى اربعون الفا من الحكماء للقيام بتلك المهمة و نشر الاستنارة والتى عندما تغمر الطبقات الرئيسية ستنتشر وتهبط الى الطبقات الاخرى ان المفكرون والنخبة المثقفة عليهم أن يوجهوا الرأى العام ويقودوا شموع النور فى ظلام الطريق أما اؤلئك الذين هم مشغلون ومضللون فانهم يموتون جوعا قبل أن تضىء الاستنارة قلوبهم .... ولكن يبدو أن الرسالة لم تصل بعد
يبدو أن الرسالة لم تصل بعد حينما تم حصر التغيير المطلوب فى اجراءات اختيار الحاكم وليس فى منهجية الحكم ومنظومة ادارة شئون البلاد ان قانون الطوارىء كارثة حقوقية ونكبة انسانية أن تكون سلطة الحاكم فوق سلطة القضاء انها تحيل الشعب الى ملكية شخصية للحاكم عبيدا تحت قدميه ولكن العبودية قد ولت دون رجعة ان فلسفة الحكم فى مصر تقوم على الاستفزاز والخداع على مضايقة الشعوب حتى تئن وخداعها بتصريحات كاذبة تخالف الافعال على أرض الواقع فتزداد الاوضاع سوءا على سوء وتمر السنون وعندما نلتفت الى الوراء نجد أننا لم نبرح مكاننا بعد لقد كان يتم التعامل مع المعارضين من منطلق أنهم مختلون عقليا تتولى الاجهزة الامنية علاجهم و قمعهم والامر ليس على سبيل الدعابة فأساليب التعذيب المتبعة للاحاق الآذى النفسى والانكسار الداخلى بالمعارضين حتى يكونوا مواطنين أسوياء فلا يعلو لهم بعد ذلك صوت انهم متأثرون بقول لموسولينى فى مقدمة كتاب الامير "عليك أن تحتقر الانسان حتى تستطيع أن تفهمه " واذا بأولئك الذين يحتقرون الانسانية يملكون زمام الامر ويتقدمون طليعة الانسانية فأدخلوها فى حلقة مفرغة من الصراع المتبادل والكراهية اللامحدودة
دعونا نتحدث بصراحة ان الدور الذى كان مطلوبا من النظام المصرى فى المنطقة هو دور أمنى خالص ولكن هل نجح النظام حتى فى ذلك بقراءة بسيطة للأوضاع فى الثلاثين سنة الاخيرة داخليا أو خارجيا تجدالفشل الذريع يطل عليك مبتسما بسخرية فلقد حدثت فى مصر مواجهات داخلية هى الاكبر فى تاريخها
كما أن الصواريخ على الدولة العبرية لا تتوقف وضرب ميناء ايلات الاسرائيلى تم أكثر من مرة وحوادث الطرق بلغت أرقاما قياسية أما عن تردى الامن الاجتماعى والاقتصادى فحدث ولا حرج لقد وضع النظام المصرى الامن العالمى فى مهب الريح وهو بالفعل هكذا وسيدفع العالم كله فاتورة هذا النهج الفاسد الذى جعل الكرة الارضية كرة من لهب
فالامن لن يأتى الا بالرجوع الى المنهجية الصحيحة والطريق القويم الى القوة العادلة التى تحفظ الحقوق وتخيف العدو ليس الى القوة الغاشمة التى تؤجج الجماهير وتزيد غضبهم وكراهيتهم

ان الامان لا يمكن أن يكون مرتبطا بشخص مهما علت درجته حتى ولو كان موسى بن عمران فالامن يرتبط بمنهجية رشيدة عاقلة لقد كان التيه فى وجود موسى أربعين سنة فى الارض.. ان الثورة لا بد أن تحدث تغييرفى المنهجية فى المنظومة التشريعية والاجتماعية والاقتصادية بغية الوصول الى مبادىء عامة لا يختلف عليها البشر عدالة , حرية , كرامة , انسانية , حقوق أساسية ان الثورة ليست ازاحة حاكم والمجىء بآخر انها ثورات وهمية على نسق قرغيزيا وأوكرانيا ان الثورات الحقيقية هى اعادة بناء على أسس قويمة وجذور عميقة حتى يكون البناء راسخا , قويا , عاليا متلألئا ان تمثال الحرية الامريكى هو لامرأة ترمز الى الامة والرأس يعلوه قرص الشمس أما أسفل التمثال فهو ميثاق حقوق الانسان.... يجب أن نضع فى ميدان التحرير ميثاقا يكفل الخير والعدالة للجميع

السبت، 5 فبراير 2011

اعادة نشر ...البحث عن السعادة

لحظات نهاية أى نظام هى لحظات فارقة فى التاريخ لحظات نهاية عهد وظهور تباشير عهد أخر هى لحظات مفعمة بالانفعالات والعواطف ستجد كثيرين يصرخون وهم المستفيدون من فتاته وستجد الكثيرين يفرحون وهم الذين تسحقهم الآلة القمعية الفاشية ستجد من يتألم وستجد من تكسوه النشوة والعجيب أن تلك اللحظات تتكرر عبر التاريخ ولكن فى ظلام الضلالة يتلاشى نور الابصار يقول المولى سبحانه عندما يجد الظالمون الذين خدعهم ترف الحياة الدنيا سيف البأس القاسى يتلألأ أمامهم " حتى اذا أخذنا مترفيهم بالعذاب اذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم انكم منا لا تنصرون "
ثم يخاطب عواطف القوم الرقيقة قلوبهم حتى لا تأخذهم بهم رأفة "ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا فى طغيانهم يعمهون " ان ربك لا يظلم أحدا وتجد المسيح بن مريم يشير الى الامر نفسه فى اختلاف المواقف والانفعالات النفسية حين لحظة الميلاد وذلك فى انجيل يوحنا فى الاصحاح السادس عشر "الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لأنه قد ولد إنسان في العالم " يوحنا 21:16 حقا ان الام المخاض قد تكون شديدة موجعة ولكن حين يرى الجميع المولود يختفى كل شىء وينسى كل ألم دوما كنت أرى السعادة فى النضال وأرى المتعة فى التصدى لجحافل الظلم كم هى لحظات نشوة لا تتوقف, لا تقارن لذلك فاننى أعيد اليوم نشر مقال البحث عن السعادة والتى أخشى فقدانها عندما تزول قلاع الظلم العالمى والتى تقارب أوانها بشكل كبير بمشيئة الله تعالى

البحث عن السعادة
أخبرتنى الممرضة بأن شقيقتها قد ملت الحياة فى السويد وأنها تريد العودة الى مصر فأجبتها أجل لكى تقف فى طوابير العيشهذا الحوار المقتضب أثار فى داخلى مشكلة البشر الحائرة وهى مشكلة السعادة لدى الجنس البشرى تلك الغاية التى ينشدها الجميع على الأرض تلك الغاية التى يلهث الشرق والغرب خلفها يريد أن يظفر بها فما هى السعادة وهل ستتحقق بالفعل على الأرض هل ستتحقق فى عالم يقاتل من أجل المتعة الشخصية المادية فما بال كل منا يمزقه القلقوان لم يكن الذين يعيشون فى السويد يشعرون بالسعادة فمن يشعر بها اذنهذا التساؤل قد قفز قبل ذلك الى خاطرى عندما سمعت عن تلك المرأة البلجيكية التى أنعم الله عليها بالاسلام ثم انطلقت لتقوم بعملية استشهادية فى العراق كيف لها أن تفعل ذلك ما الذى كانت تبحث عنه ما هو احساسها وهو تسرع كى تفجر حزامها الناسف فى القوات الأمريكية ما الذى وجدته فى عملها هذا ولم تنعم به فى بلجيكا لذلك فلنناقش هذا الامر بكل صراحة البحث عن السعادة - يختلف تعاطى كل منا مع هذا الهدف تبعا لأفكاره وأهوائه و لكن ليس بالضرورة أن تكون صحيحة أو مشروعة وبالتالى ليس بالضرورة يحققها فبعدما يستجيب لأفكاره أو أهوائه التى غالبا ما ما تكون قاصرة لا يشعر بالسعادة قد يرى الروسى السعادة فى زجاجة فودكا ويراها الامريكى فى مواعدة فتاة فى حانة ويراها الانجليزى فى فوز مانشستر يونايتيد ويراها المصرى فى الفوز بفرصة عمل ولكنها سعادة لحظية وقتية لا تشبع نهما روحيا يبحث عن السكينة والهدوء - ان السعادة هى احساس داخلى ينتاب المرء فيشعر فيه بالرضا والاطمئنان يراها البعض فى اثبات الذات و ارضاء النرجسية النفسية والاحساس بالتعالى على الاخرين وميادين اثبات الذات تختلف من شخص لاخر من النساء أو المال أو الشهرة أو التفوق العلمى فترى الطاقات البشرية تتفجر لقوى دفع فى هذه المجالات المختلفة ولكن ويا للعجب بعد أن يصل الانسان الى مبتغاه يصاب بعدها بنوبة اكتئاب شديد سألت نفسى يوما ان ممثلات هوليود ينعمن بكل شىء .. كل شىء أموال شهرة حياة صاخبة ومع ذلك تراهن يكافحن القلق القاتل والاحباطات المتكررة وقد يدفع بعضهن الى الانتحار فكيف لا يشعرن بالسعادة- ذات يوم رأيت الناس مجتمعين على أحد المقاهى يتابعون احدى مباريات كرة القدم ولم يتبق الا دقائق معدودة والدورى يكاد يضيع الكل يترقب الجميع قد حبس أنفاسه المختلطة برائحة الدخان المنبعثة من أحجار الشيشة وفى الدقيقة 93 جاءهم الامل عبر هدف قاتل صرخ الجميع هلل الجميع هتف الجميع ثم بعد ذلك عاد الجميع الى أحزانهم يا الهى أين تكون السعادة اذن ان ما كانوا فيه نوع من الهروب من الواقع المحبط الى شىء يتم فيه افراغ الطاقات الهائلة دون ملاحقات أمنية وهذا ما يسمى بالالهاء الذى كا ن يعنيه باسكال { الالهاء هو تحويلنا عن التفكير فى أنفسنا وفى وضعنا البشرى وأيضا عن الطموحات الرفيعة وعن معنى الحياة والأهداف الأسمى } هذا لا يعنى ألا تشاهد مباريات كرة القدم بل الترويح مطلوب وهو المباح كما فعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان يشاهد ألعاب صبيان الحبشة ولكن لا يتحول الترويح الى الهاء مذموم يكون سبيلا لخداع البشر وصرفهم عن التفكير فى حياتهم اليومية الكئيبةولكننا لم نصل بعد الى مفاتح السعادة- يحدثنا جاك الول صاحب كتب خدعة التكنولوجيا عن النموذج البشرى المثالى الذى ينبغى أن يسود العالم ويقول انه ليس هناك فلاسفة أوعلماء اجتماع أو علماء نفس يخبروننا عن كنه النموذج البشرى المثالى الذى علينا اعادة انتاجه بواسطة أساليبنا التقنية نحن نعرف كيف ننتجه لكن من هو؟؟ وفى النهاية يصل الى أنه سيكون مجرد نموذج مبرمج على ما سيكونه كما أراد الذين أوجدوه وليس كما يريد هو أى أنه لن يتمتع بالحرية والحرية أمر غال وهل باستطاعة أى فرد أن يكون مثاليا دونها }وهذا أمر هام ما هو النموذج البشرى المرتقب هل هو النموذج المستهلك على الطريقة الرأسمالية لا هم له الا ارضاء الغرائز والرغبات الملحة فما لمشاهير العالم الرأسمالى فى العيادات النفسيةأم النموذج الاسلامى الذى يرى فى الحياة فترة انتقالية لغاية أكبر و أن له دورا نحو المحيطين به والساكنين معهعلى هذا الكوكبهل النموذج الرأسمالى الغربى يتمتع بالحرية رغم كثرة الحديث عنها أم أنه ينصاع دون أن يدرى الى ما يمليه عليه الاعلام الموجه والمدفوع من بعض القوى والاتجاهاتأم النموذج الاسلامى الذى لا يرى سلطانا على الانسان الا خالقه ولا حاكما له الا كتابه- تقول الأبحاث الغربية الحديثة أن الانسان يشعر بالسعادة عندما ينفق من ماله ويعطى الاخرين أو يعيش لهدف اخر أكبر من نفسه وهذه حقيقة فهل الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وتخلفوا عن القيام بأدوارهم الحقيقية فى سبيل متاع زائل أو هدف رخيص هل يشعرون بالسعادة بالطبع لالذلك فان الكفاح من أجل الحرية سعادة وفى رأيى أكبر من الحصول على الحرية ذاتها لأنه بعد الحصول عليها ستشعر بعدها بفترة من الفتور والملل وقد تشتاق نوعا ما الى أيام الاستبداد وألاعيب الحزب الوطنى لتكافح من جديد هذه حقيقة فبعد الوصول الى الهدف قد تبحث عن هدف جديد فان لم تجد فان أنياب الملل ستقتلك فيا أيها المكافحون من أجل الحرية استمتعوا بكفاحكم أما أؤلئك الخانعون فلا سعادة لهم البتة- عندما تأملت حال القاعدين عن غزوة تبوك الذين تخلفوا عن رسول الله يصف لنا القرأن الكريم حالتهم النفسية بقوله {فرح المخلفون } نعم انهم يشعرون بفرح ولكنه مؤقت فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا فحال الفرح العارض سيتبدل الى بكاء وحزن دائم , قد يكون سبب قعودهم وتخاذلهم هو الحرص على الدنيا , منصب كبير سيارة فخمة , أولاد لهم مستقبل باهر فيقول لنا المولى {ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله أن يعذبهم بها فى الدنيا } فى الدنيا نعم فى الدنيا ستجد السعى وراء المال يرهقه و تربية الأولاد غمة عليه ووبالا ما له من مناص فما للمتدافعين على الدنيا يتقاتلون على السراب فالخانعون والمتخاذلون ليس لهم الا الشقاء الأبدى