clavier arabe

الأربعاء، 20 أبريل 2011

فى فلسفة التملق

كان روسو محقا حين أبى أن يكون معهم حين رفض أن يختار درب الفلاسفة الفرنسيين فرفض التملق والتذلل وأطلق نداء الثورة المدوى فى كل أنحاء أوروبا وكما يقول ول ديورنت فى قصة الحضارة فى مجلد بعنوان " روسو والثورة "فى فصل روسو الفيلسوف " وبينما كان فولتير، وديدرو ودالامبير، ينحنون للملوك أو الإمبراطوريات، أطلق روسو على الحكومات القائمة صرخة احتجاج قدر لها أن تسمع من أقصى أوربا إلى أقصاها। وبينما اقتصر جماعة الفلاسفة، الغارقين في "الحالة الراهنة" على الدعوة لإصلاح تدريجي لشرور معينة، هاجم جان-جاك النظام الاقتصادي
، والاجتماعي، والسياسي بحملته، وبشمول بدا معه كل علاج مستحيلاً إلا على الثورة। ثم أعلن أنها آتية: "محال أن تعمر ممالك أوربا الكبرى أكثر مما عمرت। لقد كان لكل منها فترة مجدها، ومآلها بعدها إلى الاضمحلال...إن الأزمة تقترب، ونحن على شفا ثورة" ان التملق هو داء لا يغتفر حيث الكائنات الطفيلية التى تتقرب وتتزلف الى الاباطرة بغية الوصول الى مكتسبات لا يعود مردودها الا على فئة قليلة لذلك كان يعتب روسو على منتديات باريس التى لا يهمها الا المظاهر الخادعة انهم يرسمون لأنفسهم صورا مصطنعة مختلقة تلك التى يتمنى أن يراهم الناس بها لا صورتهم الحقيقية فأبى أن يتملق معهم

لقد كان روسوا يطارد الأحلام حيثما ذهبت وأينما تحط وكان فى كل ذلك صادقا مخلصا لها لذلك كانت قدم روسو فى ميدان السبق أسرع رغم جهدهم المذهل
وكان بن خلدون يرى أؤلئك المتملقين من ذوى الامكانيات المتواضعة هم الذين يحظون بالسعادة بينما قضى على أصحاب الكفاءات ومن أوتوا حظ المعرفة أن يعانوا الكد وشظف العيش لأن احساسهم الداخلى بالذات وتنسمهم لرائحة الحرية العطرة يحول دون هذا التملق فينعم أؤلئك الوصوليون بالرغد الرغيد بينما يحرم منها الآخرون ويتلظون بلهيب العيش ولكن ثلج السعادة الأبيض لن يعرف الى صدور أؤلئك القوم طريقا فلا يربح من يكسب العالم كله ويخسر فى ميدان الحياة نفسه يقول بن القيم فى كتاب الرائع اغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ناقما على تلك الفئة وأن ما يتقلبون فيه ما هو الا خداع الشيطان لهم فيفرطون فى ركائز الأمور وأساسياتها الصحيحة من أجل اعتبارات اجتماعية حمقاء لن تحقق أبدا ما تربو اليه أنفسهم فيقول فى فصل بعنوان كيده للانسان باعزاز النفس وصونها " ومن مكايده أنه يأمرك باعزاز نفسك وصونها حيث رضا الرب تعالى فى اذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر فيخيل اليك أن ذلك تعريض لنفسك لمواطن الذل وتسليط الأعداء وطعنهم فيك فيزول جاهك فلا يسمع منك ويأمرك باذلالها وامتهانها حيث تكون المصلحة فى اعزازاها وصيانتها فيأمرك بالتبذل لذوى الرياسات واهانة نفسك لهم ويخيل انك بذلك ترفع قدرها بالذل لهم " ان الكلمة حينما تكون صادقة فانها تزلزل أسماع الآفاق تهز جنباته دون ترفق وتنشرها ذرات الهواء... تحملها فى نشوة مضيئة وتمضى بها الى كل ربوع الأرض هكذا قاسى الفلاسفة المصلحون وهكذا عم تأثيرهم.... وظلالهم ثم يعرض الرجل فى فصل تال كيف كان محمد رسول الله يذهب الى السوق ويشترى حاجياته بنفسه وكيف كان أبو بكر يحمل الثياب ويبيع ويشترى وكيف كان أبو هريرة يحمل الحطب وهو أمير على المدينة ويقول " أفسحوا لاميركم أفسحوا لأميركم" انها نماذج بشرية حقيقية لم تنبت فى فضاء الخيال حين ترى أوروبا تحاكيها تشعر بالانبهار وترى سكرة الاعجاب تتلاعب برأسك رغم أنها بضاعتنا التى تنكرنا لها أفرزتها صرخات روسو المطارد وعقل فولتير المتوهج بينما انزلقت أقدامنا الى نقيضها المرذول ترى البعض تغمره السعادة حين يفسح له فى المجالس و يسارع البعض الى تقبيل أياديهم وهى بالمناسبة اجراءات متعمدة للحصول على تصريحات وآراء تخدم سياسات وأهداف معينة فيبيع فى سوق النخاسة نفسه دون أن يدرى ويهوى فى منحدر لا يعرف منه الفكاك ولكنه زمن التطهيرالملتهب الذى تتجلى فيه المعادن وتظهر فيه حقائق النفوس وكوامنها المتوارية جاء فى سفر دانيال يحدثنا عن هذا الزمن فى الاصحاح الحادى عشر


32 والمتعدون على العهد يغويهم بالتملقات. أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون
33 والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين. ويعثرون بالسيف وباللهيب وبالسبي وبالنهب أياما
34 فإذا عثروا يعانون عونا قليلا، ويتصل بهم كثيرون بالتملقات
35 وبعض الفاهمين يعثرون امتحانا لهم للتطهير وللتبييض إلى وقت النهاية. لأنه بعد إلى الميعاد " نعم انه التطهير والتبييض
ولكن لفظ " النهب" بصفة خاصة مس بداخلى جرحا غائرا........ لأنهم يبيعون لى السلع أغلى من أثمانها الحقيقية












الأربعاء، 13 أبريل 2011

الانسان والزمن و.....وعقاقير المخابرات

ترى لو كان آدم عليه السلام يعيش بيننا فى شباب وقوة هل سيكون عامل الزمن ذلك الهاجس المقلق أم ان الزمن سيفقد أهميته كعامل مؤثر فى حياة البشر لنقرب الامر أكثر كان الأنبياء دوما يطرحون الأسئلة ويسوقون المناشدات فيقدم لهم الخالق بلا تقريع أو لوم تجربة عملية تراها أعينهم لا تقبل التشكيك فمثلا يسأل ابراهيم ربه عن احياء الموتى ويناشد موسى ربه أن يراه بينما يتساءل الحواريون هل من الممكن أن نرى مائدة من السماء أحد أولئك الذين طرحوا الأسئلة كان العزير وهو أحد أنبياء بنى اسرائيل فيتساءل كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها فتكون التجربة العملية فى أروع ما تكون التجارب يموت هو ومعه الطعام والشراب والحمار ثم يتم البعث بعد مائة سنة ثم يطلب اليه أن يمعن النظر الى جسده الى طعامه الى حماره ويسأله الرب كم لبثت فيكون احساس الزمن اليه هو فقط يوما أو جزء من هذا اليوم هنا نحن أمام ثلاثة أجسام العزير لم يؤثر الزمن عليه الطعام والشراب وكأن شيئا لم يكن بينما الحمار قد مات وتحللت عظامه لقد وقع هو فقط تحت تأثير الزمن أما الباقون فلم ينل منهم عامل الزمن شيئا ان الزمن هنا تأثير وليس توقيت انه لم يؤثر على أهل الكهف اذن فالزمن يؤثر على الجسد البشرى والكائنات الأخرى لأن هناك عوامل فى الحياة على الأرض هى التى تجعل لمرور الوقت تأثيرا وبالتعامل معها يمكن تقليل تأثير الزمن فما تلك العوامل يا ترى سنتحدث عن عاملين فقط وسنتكتم على العوامل الأخرى لأسباب خاصة والعاملان هما الحرارة والبرودة وما يحدثانه من تأثير فى الجسد البشرى والمواد الأخرى على كوكب الأرض كلنا يذكر جيدا تلك العبارة العلمية الشهيرة التى نرددها بشكل ساخر " أن الاجسام تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة" كما أن مناخ الأرض يتأرجح بين مناطق حارة ومناطق أخرى باردة وفصول السنة تجتاحها نفس المتغيرات فشتاء قارص وربيع مشرق وصيف قاس وخريف حزين مما يحدث تغيرات فى كافة أنماط الحياة فيها وفى سلوكيات وأشكال البشر ولكنه لا يحدث تغيرا فى مفهوم القيم الانسانية فالخير والعدل والأمانة والمعاملة الحسنة لا يختلف مدلولها فى الشمال عن الجنوب فى المناطق الحارة عن المناطق الباردة فالقيم أبدا لا تتغير والجسد البشرى به جهاز داخلى لتنظيم الحرارة ليتأقلم مع تغيرات المناخ ترى لو كان المناخ حولنا نمطا واحدا لا يتغير هل تأثير الحرارة على أجسادنا سيكون له دور أم أنه سيتلاشى يقول المولى عن حياة الجنة "لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " ان الحياة فى الجنة فصل واحد لا تغيرات مناخية تتلاعب بالجسد البشرى وتخرجه من حالة الى أخرى