ترى لو كان آدم عليه السلام يعيش بيننا فى شباب وقوة هل سيكون عامل الزمن ذلك الهاجس المقلق أم ان الزمن سيفقد أهميته كعامل مؤثر فى حياة البشر لنقرب الامر أكثر كان الأنبياء دوما يطرحون الأسئلة ويسوقون المناشدات فيقدم لهم الخالق بلا تقريع أو لوم تجربة عملية تراها أعينهم لا تقبل التشكيك فمثلا يسأل ابراهيم ربه عن احياء الموتى ويناشد موسى ربه أن يراه بينما يتساءل الحواريون هل من الممكن أن نرى مائدة من السماء أحد أولئك الذين طرحوا الأسئلة كان العزير وهو أحد أنبياء بنى اسرائيل فيتساءل كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها فتكون التجربة العملية فى أروع ما تكون التجارب يموت هو ومعه الطعام والشراب والحمار ثم يتم البعث بعد مائة سنة ثم يطلب اليه أن يمعن النظر الى جسده الى طعامه الى حماره ويسأله الرب كم لبثت فيكون احساس الزمن اليه هو فقط يوما أو جزء من هذا اليوم هنا نحن أمام ثلاثة أجسام العزير لم يؤثر الزمن عليه الطعام والشراب وكأن شيئا لم يكن بينما الحمار قد مات وتحللت عظامه لقد وقع هو فقط تحت تأثير الزمن أما الباقون فلم ينل منهم عامل الزمن شيئا ان الزمن هنا تأثير وليس توقيت انه لم يؤثر على أهل الكهف اذن فالزمن يؤثر على الجسد البشرى والكائنات الأخرى لأن هناك عوامل فى الحياة على الأرض هى التى تجعل لمرور الوقت تأثيرا وبالتعامل معها يمكن تقليل تأثير الزمن فما تلك العوامل يا ترى سنتحدث عن عاملين فقط وسنتكتم على العوامل الأخرى لأسباب خاصة والعاملان هما الحرارة والبرودة وما يحدثانه من تأثير فى الجسد البشرى والمواد الأخرى على كوكب الأرض كلنا يذكر جيدا تلك العبارة العلمية الشهيرة التى نرددها بشكل ساخر " أن الاجسام تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة" كما أن مناخ الأرض يتأرجح بين مناطق حارة ومناطق أخرى باردة وفصول السنة تجتاحها نفس المتغيرات فشتاء قارص وربيع مشرق وصيف قاس وخريف حزين مما يحدث تغيرات فى كافة أنماط الحياة فيها وفى سلوكيات وأشكال البشر ولكنه لا يحدث تغيرا فى مفهوم القيم الانسانية فالخير والعدل والأمانة والمعاملة الحسنة لا يختلف مدلولها فى الشمال عن الجنوب فى المناطق الحارة عن المناطق الباردة فالقيم أبدا لا تتغير والجسد البشرى به جهاز داخلى لتنظيم الحرارة ليتأقلم مع تغيرات المناخ ترى لو كان المناخ حولنا نمطا واحدا لا يتغير هل تأثير الحرارة على أجسادنا سيكون له دور أم أنه سيتلاشى يقول المولى عن حياة الجنة "لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " ان الحياة فى الجنة فصل واحد لا تغيرات مناخية تتلاعب بالجسد البشرى وتخرجه من حالة الى أخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق