clavier arabe

الأربعاء، 23 فبراير 2011

شذرات من الحياة ... الجزء الثانى

- بعد تخرجى عملت مفتشا للصحة ألقى نظرة على الجثث المتوفية وأكتب تقريرا عن حالتها كانت هذه الفترة ذات أثر كبير فى نظرتى للموت والحياة و الخداع الذى يتقلب فيه معظم البشر ورآيت نماذج من الحياة شديدة الغرابة وتجارب
بشر تنتهى نهايات مأساوية أتذكر هذا اليوم جيدا حين توجهت الى المكتب فى الصباح فوجدت انتدابا من النيابة لتوقيع الكشف الطبى على احدى الجثث فى احدى المستشفيات فتوجهت لأجد العشرات فى انتظارى وبينما أهم بالدخول الى المشرحة اقتربت منى فتاة على قدر كبير من الجمال تستأذن فى الدخول معى
ان المتوفى هوزوجها ولقد مضى على زواجهما فقط شهرين وكانت فى انتظاره بالامس لتخبره كما أخبرها الطبيب أنهما فى انتظار حادث سعيد ولكنه لم يأت ...ولن يأتى أبدا انها تريد أن تحتفظ بخاتم الزواج معها فأذنت لها هنالك علا صوت أحد المتواجدين وقال بصوت جهورى ...لا يجوز لقد أصبح محرما عليها ...يا الهى لقد ضقت ذرعا بأولئك الذين ينطقون بغير علم ويتكلمون بصوت عال فى تبجح منفر أشرت له بالصمت ,أدخلتها لكى تلقى عليه نظرة وتحصل على خاتم الزواج الذى انتهى مبكرا وكان للموت فيه يد السبق كم هى مخادعة تلك الحياة ولكن هذا اليوم الآخر لا يمكن أن أنساه فقد تم الاتصال بى قبل الغروب لوجود حالة أخرى أسرعت الى المكتب ودخلت واضعا يدى فى جيبى راسما علامات التجهم لابداء بعض المهابة على ملامح وجهى الطفولى فوجدت وجوها أظن أننى أعرفها وقبل أن أجهد نفسى فى التذكر بادرنى أحدهم" هل كنت طالبا فى مدرسة زهراء حلوان الثانوية بنين " فأجبت بالايجاب فقال ان مدرس التربية الوطنية قد توفى فأسرعت بانهاء أوراقهم بأقصى سرعة ثم خلوت الى نفسى أتذكر هذا المدرس الهمام الذى كان ينصحنا دوما بالقراءة ويضع فينا قيما عليا كان مدرسا على قدر كبير من التبجيل ولكننى تساءلت هل كان يعلم أن شهادة وفاته سيسطرها أحد التلاميذ الجالسين أمامه هل كان يدرك هذا الامر جيدا عجيبة تلك الاقدار

- عندما كنت طالبا فى القصر العينى كنت أتوجه قبل الامتحانات بفترة طويلة أراجع ما أستطيع مراجعتهوأذكر جيدا فى احدى المرات بينما كنت منهمكا فى المذاكرة والتسميع أن جاءت فتاتان نصرانيتان بكوب من المياه الغازية دون سابق معرفة بينناورغم أنه كان من النوع الذى لا أفضله الا اننى لم أشأ احراجهما وبعد تخرجى بينما كنت فى أحد المراكز الطبية أعمل كطبيب استقبال فى احدى شهور رمضان وقبل الافطار بدقائق قليلة دخل شخصان يحملان طفلا دون العاشرة مصاب بجرح قطعى فى الساق يحتاج الى عشر غرز على الاقل وأثناء قيامى بذلك الامر اذا بهما يطلبان منه رقم الهاتف فهما لا يعرفانه وليس بينهما صلة وكان الطفل نصرانيا وهما مسلمان دقائق معدودة وجاءت ام الطفل واطمأن قلبها على وليدها.... ان التصرفات الهوجاء التى أتت الينا من الغرب أفسدت الكثير من العلاقات التى كانت تحتمى بروابط دينية عميقة

- أرى فى حياتى رؤى كثيرة وهذه رؤيا أقصها لأول مرة ففى يوم الاربعاء الذى كتبت فيه مقال الحرب العالمية الثالثة الجزء الثانى فى صبيحة هذا اليوم رآيت هذه الرؤيا ؟؟؟هناك فى حلوان شارعان شهيران أحدهما اسمه شارع منصور والآخر اسمه شارع عبد الرحمن رآيت وكأننى انتهيت من عملى ومتوجه الى شارع منصور فوجدت نفسى فى متاهة أبحث عن الطريق فسرت فى الطريق الاول فاذا به يؤدى الى حديقة وتعرض الى بعض الاطفال فابتعدت عنهم فتعرض الى قطيع من الخنازير فابتعدت عنه .....وذهبت ابحث عن طريق آخر فوجدت مغلقا والناس يقفزون من فوق الاسوار فأبيت أن اقفز معهم ثم ذهبت أبحث عن طريق ثالث فاذا بى فى منطقة شديدة الفقر والاوضاع فيها صعبة للغاية واذا بى معى شخصان فسألنا فتاة عن الطريق الى شارع منصور أو شارع عبد الرحمن فقالت "اصنع من موقفك هذا رقم سبعة وسر فى اى من الطريقين " فسرنا فى أحد الطريقين فاذا به ممهد بشكل غير مسبوق تكسوه خضرة رائعة ورأينا بائع خضريبيع كل أنواع الخضر ويبيع الدواجن أيضا ولفت نظرى وجود ديك رومى لديه فالتفت اليهما وقلت من الرائع أن ضللنا الطريق حتى نرى تلكم المشاهد شديدة الفقر...ثم سرنا فى الطريق.... نحوشارع منصور

- المقال القادم بمشيئة الله تعالى بعنوان مصر الجديدة

ليست هناك تعليقات: