clavier arabe

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الثورة الحقيقية

يبدو أن الرسالة لم تصل بعد ويبدو أنت النظام كعادته ....ومن يقف خلفه لا تصل اليهم الرسائل الا متأخرا لقد قام النظام بأعجب أمر فى الفكر السياسى حينما قام بتقسيم الشعب الى قسمين الذين يجلسون فى البيت هم المؤيدون لبقائه أما الذين فى المظاهرات هم المعارضون ولو قام هذا النظام بتطبيق نفس المبدأ على نفسه لانتهى منذ أمد بعيد حينما فشل فى حشد الجماهير فى انتخابات مزورة قاطعها غالبية المصريين لو كان فعل ....لرحل ولكن رغم كل هذا نقول ان تلك المظاهرات تعبر عن الشعور العام الرافض بشدة لاستمراية الاوضاع الخاطئة , الشعور العام الغاضب بشراسة من سياسات عاجزة عن تحقيق ابسط الحقوق الاساسية ..كما أن فولتير كان دوما يرى ان الشعب يجب أن يقاد ويكفى اربعون الفا من الحكماء للقيام بتلك المهمة و نشر الاستنارة والتى عندما تغمر الطبقات الرئيسية ستنتشر وتهبط الى الطبقات الاخرى ان المفكرون والنخبة المثقفة عليهم أن يوجهوا الرأى العام ويقودوا شموع النور فى ظلام الطريق أما اؤلئك الذين هم مشغلون ومضللون فانهم يموتون جوعا قبل أن تضىء الاستنارة قلوبهم .... ولكن يبدو أن الرسالة لم تصل بعد
يبدو أن الرسالة لم تصل بعد حينما تم حصر التغيير المطلوب فى اجراءات اختيار الحاكم وليس فى منهجية الحكم ومنظومة ادارة شئون البلاد ان قانون الطوارىء كارثة حقوقية ونكبة انسانية أن تكون سلطة الحاكم فوق سلطة القضاء انها تحيل الشعب الى ملكية شخصية للحاكم عبيدا تحت قدميه ولكن العبودية قد ولت دون رجعة ان فلسفة الحكم فى مصر تقوم على الاستفزاز والخداع على مضايقة الشعوب حتى تئن وخداعها بتصريحات كاذبة تخالف الافعال على أرض الواقع فتزداد الاوضاع سوءا على سوء وتمر السنون وعندما نلتفت الى الوراء نجد أننا لم نبرح مكاننا بعد لقد كان يتم التعامل مع المعارضين من منطلق أنهم مختلون عقليا تتولى الاجهزة الامنية علاجهم و قمعهم والامر ليس على سبيل الدعابة فأساليب التعذيب المتبعة للاحاق الآذى النفسى والانكسار الداخلى بالمعارضين حتى يكونوا مواطنين أسوياء فلا يعلو لهم بعد ذلك صوت انهم متأثرون بقول لموسولينى فى مقدمة كتاب الامير "عليك أن تحتقر الانسان حتى تستطيع أن تفهمه " واذا بأولئك الذين يحتقرون الانسانية يملكون زمام الامر ويتقدمون طليعة الانسانية فأدخلوها فى حلقة مفرغة من الصراع المتبادل والكراهية اللامحدودة
دعونا نتحدث بصراحة ان الدور الذى كان مطلوبا من النظام المصرى فى المنطقة هو دور أمنى خالص ولكن هل نجح النظام حتى فى ذلك بقراءة بسيطة للأوضاع فى الثلاثين سنة الاخيرة داخليا أو خارجيا تجدالفشل الذريع يطل عليك مبتسما بسخرية فلقد حدثت فى مصر مواجهات داخلية هى الاكبر فى تاريخها
كما أن الصواريخ على الدولة العبرية لا تتوقف وضرب ميناء ايلات الاسرائيلى تم أكثر من مرة وحوادث الطرق بلغت أرقاما قياسية أما عن تردى الامن الاجتماعى والاقتصادى فحدث ولا حرج لقد وضع النظام المصرى الامن العالمى فى مهب الريح وهو بالفعل هكذا وسيدفع العالم كله فاتورة هذا النهج الفاسد الذى جعل الكرة الارضية كرة من لهب
فالامن لن يأتى الا بالرجوع الى المنهجية الصحيحة والطريق القويم الى القوة العادلة التى تحفظ الحقوق وتخيف العدو ليس الى القوة الغاشمة التى تؤجج الجماهير وتزيد غضبهم وكراهيتهم

ان الامان لا يمكن أن يكون مرتبطا بشخص مهما علت درجته حتى ولو كان موسى بن عمران فالامن يرتبط بمنهجية رشيدة عاقلة لقد كان التيه فى وجود موسى أربعين سنة فى الارض.. ان الثورة لا بد أن تحدث تغييرفى المنهجية فى المنظومة التشريعية والاجتماعية والاقتصادية بغية الوصول الى مبادىء عامة لا يختلف عليها البشر عدالة , حرية , كرامة , انسانية , حقوق أساسية ان الثورة ليست ازاحة حاكم والمجىء بآخر انها ثورات وهمية على نسق قرغيزيا وأوكرانيا ان الثورات الحقيقية هى اعادة بناء على أسس قويمة وجذور عميقة حتى يكون البناء راسخا , قويا , عاليا متلألئا ان تمثال الحرية الامريكى هو لامرأة ترمز الى الامة والرأس يعلوه قرص الشمس أما أسفل التمثال فهو ميثاق حقوق الانسان.... يجب أن نضع فى ميدان التحرير ميثاقا يكفل الخير والعدالة للجميع

ليست هناك تعليقات: