يحكى لنا مانفريد كلاوس فى كتابه عن مدينة الاسكندرية عندما قامت ثورة اليهود فى عام مائة وخمسة عشر فى عصر القيصر تراجان فيوضح لنا وضعهم المعيشى فى الاسكندرية وما اقترفته أيديهم بعد ذلك فيقول "وقد كان اليهود يشعرون قديما بالقهر منذ عدة عقود بسبب الأحداث التى وقعت فى فلسطين وتدمير المعبد وفرض الضرائب عليهم وبسبب التهكم عليهم بقصص ساخرة الى أقصى درجة وكانت تطل عليهم من بعيد ذكريات عصور أمجاد مضت كانوا فيها منتصرين ومن تلك الايام يسطع مصباح بسيط من الفخار على هيئة شمعدان له سبعة أذرع ويظهر رمزا قديما معروفا من الانجيل يصور لنا جالوت مسلحا بالرمح والدرع فى مواجهة داوود وهو يقذف بمقلاعه وهكذا حاول اليهود أصحاب المصباح بالاسكدرية أن يضعوا تصورا لمن يرغبون فى رؤيته فى هذه المعركة فى وضع جالوت هل اليونانيون أم الرومان أم المصريون أم السكندريون لقد تحمل اليهود طويلا من الهوان والضغوط التى تثقل كاهلهم والآن جاء دورهم ليردوا على ذلك وكان انتقامهم رهيبا وقد استرسل المؤلف اليونانى كاسيوس ديو فى وصف الفظائع وقال "بدأ اليهود بقتل اليونانيين والرومان وأكلوا لحمهم وصنعو لأنفسهم أحزمة لأحشائهم ودهنوا أجسادهم بدمائهم وصنعوا من جلدهم ملابس وفاقت أعمالهم كل تصور ع وحشية البشر " ويحكى الكاتب اليونانى أبيان كيف أفلت من فرقة يهودية بالقر من الفرما فى الدلتا وفى تقارير عدة تصف ما حدث من ترويع يأتى خطاب أم أحد الجنود تدعو ابوللونيوس وترجوه ليمنع اليهود من شواء ابنها فى النار وكان حربا أهلية اكتست فيها الاسكندرية بالحمرة ودمرت معابد عدة بأيدى اليهود ولكن الامر لم يدم طويلا ولم تستمر نشوة النصر الا فترة قليلةفقد استعادت الفرقة الرومانية المتمركزة فى الاسكندرية زمام الامر ووقع اليهود بالالاف ضحية المذابح وتناقصت أعدادهم بشكل كبير وكان المار يعانق الاسكندرية فصارت أطلالا فأمر القيصر باعادة بناءها من جديد ويحكى قائد رومانى فى مرسوم صدر عام مائة وخمسة عشر معركة كبرى بين اليهود والرومان وانتصر الرومان فيها
كانت الامور فى الاسكندرية لا تخلو من المشاحنات والتوترات العنيفة وكان لهب المواجهة ما ان يخمد حتى يندلع من جديد أشد ضراوة وقسوة فبعد ذلك بثلاثة قرون حدث أمر آخر جلل لا يقل ترويعا وارهابا حيث قام اليهود بعمل مذبحة ضد بعض النصارى فكلفوا عددا من رجالهم بالخروج الى الشوارع وهم يصيحون قائلين أنقذوا كنيسة الاسكندر أنقذوا كنيسة الاسكندر انها تحترق عند ذلك خرج المسيحيون من منازلهم فى فزع وأسرعوا الخطا نحو الكنيسة تسبقهم رغبات محمومة فى التضحية ومشاعر دينية مشتعلة وعندما اجتمع المسيحيون فى مكان واحد لم ينتظر اليهود و هجموا عليهم هجمة رجل واحد وأعملوا فيهم القتل والذبح وحتى لا يضار اليهود المهاجمون فانهم وضعوا حول أجسامهم غطاء غليظا من لحاء الأشجار حتى يتعرفوا على بعضهم البعض من خلاله وفى اليوم التالى انتفض المسيحيون وانطلقوا فى عاصفة هوجاء يتقدمهم البطريرك المسيحى كريل بنفسه وهجموا على منازل اليهود ونهبوها حتى لم يبق بها شىء نافع واتجهوا الى معابد اليهود وأوسعوها هدما وصارت خرابا عليهم وأصبحت حطاما ينعيها الحالمون بعودة المجد المفقود وبلغ الاسفاف مبلغه حتى ان المسيحيين أركبوا أحد اليهود الذى تظاهر بالمسيحية عله ينجو أركبوه حمارا أبيضا وداروا به على أنقاض المعابد اليهودية وكانت هذه المذبحة ضربة مدوية لتعايش الطوائف المختلفة فى مدينة الاسكندرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق