الأربعاء، 26 يناير 2011
هروب القيصر
" هروب القيصر " مسرحية من فصل واحد
الشخصيات : القيصر , الوزير الاول , البستانى , رئيس الحرس
"بعدما أحرق أحد الباعة نفسه فى سوق المدينة المركزى أثناء مرور موكب القيصر عاد بسرعة الى القصر وكان يسير فى الحديقة بصحبة الوزير الاول "
القيصر - من هذا البائع الذى أحرق نفسه اليوم
الوزير الاول - انه شاب يعول اسرته المكونة من ثمانية أفراد
القيصر - لماذا يفعل ذلك هذا الاحمق ان تجارة الخضر تدر ربحا ..هل كان يدفع الضرائب
الوزير الاول - بالطبع يا مولاى ولكن يبدو انه كان مدفوعا من جهات خارجية تريد أن تشوه انجازات القيصر
القيصر - كل الممالك تحقد على القيصر .. ايها الوزير "يقولها وهو يتأمل بناية القصر "
اريد أن اقوم بهدم هذا القصر واعادة بنائه من جديد
الوزير الاول - انها فكرة رائعة يا مولاى... ذهن مولاى يتفتق دوما عن أفكار خلاقة
القيصر -أريد أن أزيد عدد الغرف... واريدك أن تأتى بالاثاث من أجود أنواع الاخشاب..
"أصوات عالية متقطعة تنغص عليهما الحديث ينظر الى مصدر الصوت "
القيصر - ماذا يفعل هذا البستانى الاحمق احضره لى
"البستانى يأتى مضطربا "
البستانى - امرك يا مولاى
القيصر - ماذا تفعل
البستانى - اقطع شجرة
القيصر - تقطع شجرة..... المفروض أن تقوم بغرس الاشجار لا أن تقطعها ايها البستانى
البستانى - انها شجرة لا تخرج ثمرا ولا تنتج ظلا ...انها تشوه منظر الحديقة يبدو أن من غرسها كان قلبه مفعما
بالكراهية ... من يغرس فسائل الكراهية لن يجنى غيرها ايها القيصر
القيصر - من أين جئت بالحكمة ايها الرجل ....أشك فى كونك بستانيا
البستانى - لا لا يا مولاى ... "يقولها باضطراب " ...ولكن للاشجار لغة لا يفهمها الا البستانى
القيصر - كيف تعيش أنت واسرتك ايها البستانى
البستانى - ان والدى لا يجد ثمن الدواء , واطفالى يساعدون امهم المجهدة فى الحقل, وأنا هنا أعمل بكلتا يدى
ان الفقر يفتك بنا
القيصر - ولكن هنالك دوما أغنياء وفقراء أيها البستانى.... هذه هى طبيعة الحياة
البستانى - ان الفقراء يعيشون بالامل ومنه يتولد الحلم ولكن حين يقتل الأمل غيلة يتلاشى الحلم وتكون الحياة بلا معنى
عندها يكون العيش والموت سواء
القيصر - ايها البستانى أيهما أفضل الحاكم الضعيف الذى يطلق الحريات فتصبح الامور فوضى ...أم المستبد المستنير
الذى يقود مسيرة الحضارة
البستانى -ان الاستنارة تفقد معناه حين تكون رؤية فرد وان القوانين تفقد جدواها عندما لا يتم تطبيقها بحيادية
اننى افضل الحاكم الذى يطبق القوانين ...على الجميع ...دون استثناء
القيصر - وهل هذا أيضا علمته اياك لغة الاشجار
"ينظر اليه متوعدا ويتحدث وهو يشير باصبعه اليه مهددا "
ولكن الشعب يحب القيصر
الشعب يحب القيصر ..أتنكر هذا
البستانى - لا لا ..يا مولاى
بالطبع الشعب يحب القيصر .."يقولها بنبرة ملتوية "
"لحظة صمت ينظر فيها القيصر الى البستانى بعين الوعيد "
القيصر - ايها الوزير اجلدوا هذا البستانى
اجلدوا هذا الرجل
اجلدوه
"يدخل رئيس الحرس مسرعا وأصوات صاخبة تعلو شيئا فشيئا
رئيس الحرس - مولاى القيصر ....لا بد من الهرب
الشعب يزحف نحو القصر
الشعب يزحف نحو القصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق