clavier arabe

الخميس، 11 سبتمبر 2008

الشيطان وصلب المسيح

الشيطان وصلب المسيح
فى حوار مع احد المبشرين اخبرنى بان التوراة قد تكلمت عن المسيح وذلك فى النص التوراتى الشهير فى سفر التكوين { نسل المرأة يسحق رأس الحية } وتأويله من وجهة نظرهم ان المرأة هنا هى السيدة مريم والحية هى الشيطان اى ان المسيح سوف يسحق رأس الشيطان ورغم ان هذا النص كان يتحدث عن حواء ولكننى قلت له سافترض جدلا ان المرأة المعنية بهذا الامر هى بالفعل مريم رضى الله عنها ولكن هل حقا المسيح - بن المرأة - قد سحق الشيطان ام ان للانجيل رأى اخر
فمن وجهة النظر الانجيلية المتداولة حاليا الامر ينبىء بغير ذلك
فالانجيل لم يوضح لنا موقف الشيطان وقت صلب المسيح هل كان فرحا منتشيا ام اصابه الحزن والهم لان خطيئة البشر قد غفرت هل وقف اثناء الصلب يذرف الدموع ام انه قد نجح فى تخقيق غايته وهدفه لم يوضح لنا الانجيل ذلك ولكنه اشار الى نقطة اخرى هى فى غاية الخطورة وهى ان الشيطان كا هو السبب الرئيس وراء صلب المسيح كما يعتقدون فالمفروض لو ان المسيح عليه السلام قد اتى الى عالم البشر من اجل ان يقتل وينحر كما يقولون فداء لهم لكان الحواريون من باب اولى هم من يقومون بذلك ويعملون على تنفيذه والاشراف عليه اوليست تلك رسالته والهدف من مجيئه لان اتباع اى نبى هم من يقومون بنشر تعاليمه وتبنيها والعمل على اقامتها ولكن الحواريين لم يفعلوا ذلك بل ان بعضهم كما فعل بطرس بشهادة الانجيل نفسه انكر معرفته بالمسيح اطلاقا
ولكن العجيب ان من ساهم فى صلب المسيح تبعا للمعتقدات النصرانية هو يهوذا الاسخريوطى الملعون فى الادبيات المنسوبة الى بولس فقد دخل الشيطان الى جوف يهوذا الاسخريوطى وتمكن منه ودفعه دفعا الى ان يسلم المسيح بعد ان اكل مع المسيح فى طبق واحد واعطاه اللقمة بيده {فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطى فبعد اللقمة دخله الشيطان } يوحنا 13-27 اى ان لقمة المسيح لم تمنع الشيطان من ان يدخل الى يهوذا لم تمنع لقمة المسيح الشيطان من ان يسيطر على يهوذا ولم تتمكن اللقمة المباركة من الحيلولة بينه وبين تأثير الروح الشريرة عليه
فاى انتصار هذا { فدخل الشيطان فى يهوذا الذى يدعى الاسخريوطى وهو من جملة الاثنا عشر فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم } لوقا 22-3 اذن فنصوص الانجيل تبين ان ايعاز الصلب قد تم من الشيطان بل ان المسيح نفسه كان يهرب منه
بل اننى قد دعوت هذا المبشر ان يتخيل معى مشهدين اثنين تحدث عنهما الانجيل ويعيش معى تفاصيلهما المشهد الاول المسيح مع الحواريين فى العشاء الاخير وقبل عملية الصلب مباشرة يتحدث اليهم ويهم بتوديعهم ثم يختم كلامه قائلا { ولكن ثقوا انى قد غلبت العالم } يوحنا 16-33 المشهد الثانى المسيح كما تعتقدون على الصليب وقد انهكه العذاب والاعياء وتمكن منه الاعداء تخر الدماء من يديه ومن قدميه يصرخ كما فى الانجيل { الهى الهى لم خذلتنى } متى 27-46 يا لغرابة المشهدين معا
ان المسيح تؤذيه الرواية الانجيلية التى تتحدث عن انتصار الشيطان عليه وان الصلب عملية شيطانية
د. حامد انور
d.hamedanwar@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: