clavier arabe

الأربعاء، 23 مارس 2011

الحواريون

تنتاب دوما جسدى رجفة كلما تعقبت نضالهم تتوهج فى فضاء البصيرة شمعة كلما جال خاطرى فى اثرهم هم أناس صعد نبيهم الى السماء وتركهم وحدهم يحملون على كواهلهم الضعيفة عبء ايصال الكلمة ونشر البشارة بقدوم المملكة الراشدة حيث يرفل العدل فى جنباتها كان المجتمع حولهم قاسيا غليظا لا يقبل تواجدهم والامبراطورية الحاكمة الغاشمة لا تتورع عن المطاردة العنيفة فكانوا كحملان وديعة يطاردها أبناء أبى مذقة "أحد أسماء الذئب "
وصلت أعدادهم بعد فترة وجيزة الى مائة وعشرين لم يكن أحد وقتها يستشعر خطورتهم فى سنوات قلاقل وصلت الى عدة آالاف فقاموا بتنظيم أنفسهم واتسعت دوائر تأثيرهم فرآى المحيطون أن شرارات الخطر بدأت تتطاير فاذا بجحافل المردة تتحرك فكانت المحاكمات والمطاردات وكانت أصابع الشر تحوم حولهم فكتب بعضهم رسالات يتواصون بها على صحيح السبيل والتمسك بالميادىء فكانت رسالتى بطرس حوارى المسيح الأكبر ذلك الحوارى الثائر الذى سطر بعينى الراصد الثاقب أحوال المجتمع من حوله ولم يكن يدرى وقتها أنه يسطر أيضا معالم وتفاصيل المشهد القاتم فى هذا العصر كان المشهد يتأرجح بين أناس يتشدقون بالحرية يقدمون أنفسهم على أنهم كهنتها المدافعين عنها وأناس آخرين يتاجرون بالنصوص المقدسة فيسوقون القوم نحو طريق أعوج فيقول الرجل فى رسالته الاولى الاصحاح الثانى " لأنه هكذا مشيئة الله أن تفعلوا الخير لتسكتوا جهالة الناس الأغبياء كأحرار ولكن ليس الحرية عندهم كستار للشر بل كعبيد لله " فكانت الحرية هى غطاء الشر الذى يتوارى خلفه فرسان الجهالة فيميلون مع الهوى حيثما يميل يخرجون من ظلمة لينغمسوا فى أخرى ويبدو أن الامر كان على درجة من الشيوع دفعت الرجل الى الاشارة اليهم مرة أخرى فى رسالته الثانية فى الاصحاح الثانى "واعدين اياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد " ثم يستدير الرجل الى الصنف الآخر واذا به يوضح لنا كيف خرجت الفرق الضالة فى التاريخ النصرانى والعقيدة الاسلامية كيف خرج عبد الله بن سبأ وواصل بن عطاء والجهم بن صفوان فيقول " ولكن، كان أيضا في الشعب أنبياء كذبة، كما سيكون فيكم أيضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا
وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق
وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة " حقا أؤلئك الذين يدسون الاقوال الباطلة ويلبسونا بهالة من النصوص المقدسة فيعلمون الناس الاباطيل ويقدمونها على أنها من صحيح السبيل فاذا انتقلنا الى مشهد الاستفتاء المصرى على التعديلات الدستورية الأخيرة تجد العجب العجاب يخرج علينا البعض بالقول " الله هو الذى أسقط النظام " وأن هذه الثورة صنعها الله " وهى كلمة حق لم يرد بها ولم يرد الا من خلالها الباطل فالامر كله لله ولكنهم يرددون هذا القول للسطو على جهد الآخرين وسرقة ثمرات تضحياتهم فغزوة بدر صنعها الله فهل مقاتلو بدر لا يؤجرون ولا يكون لهم ما قال الرسول فى حقهم "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اصنعوا ما شئتم " والنصر ما هو الا من عند الله فهل لاهذا يعنى أنم نبخس المقاومة العراقية البطلة حقها و يهدر أؤلئك الخانعون الخاضعون الأذلاء حقها ما هذا الهراء أيها الكذبة ؟ مثل هؤلاء كمثل لص سطا على أموال رجل فصرخ المسكين أيها اللص مالى ....مالى أيها اللص فنظر اليه الرجل باستغراب شديد : ايه يا أخى لا تكفر ان المال هو مال الله ألم تقرأ قوله تعالى "وأنفقوا من مال الله الذى آتاكم " انه مال الله الذى آتاك اياه
ان التعديلات الدستورية تتعارض مع عالمية الاسلام انها تحرم عمرو بن العاص وصلاح الدين الايوبى من تولى زمام الامر فى مصر فكيف يقال أن نعم من عند الله أى تدليس هذا الذى يتفوه به أؤلئك المتقهقرون لقد أرادوا أن يخدعوا الناس فجعلوا نعم اسلامية ولا علمانية
ثم يتوجه هذا الحوارى المتألم لأصحابه ناصحا ومحذرا من الوقوع فى شرك الشيطان الذى يتجول بيننا بحثا عن صيد ثمين يعود به أو هدف يطمح الى السيطرة عليه فيقول فى رسالته الاولى الاصحاح الخامس

"اصحوا واسهروا। لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه، راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم "



ليست هناك تعليقات: