clavier arabe

الأربعاء، 9 مارس 2011

أمن الدولة ....ورقصة الفلامنكو

لم تكن رقصة الفلامنكو الاسبانية الشهيرة الا تخليدا لمحاكم التفتيش وأساليب التعذيب الرهيبة التى اقترفتها الايادى الهمجية فى حق الموريسكيين انها تبدأ بطرقات على الأرض تشبه تلك الطرقات التى كانت تقرع الابواب ثم يخرج الغناء كأنه الصراخ والعويل ولم يكن هذا سوى صرخات اولئك المسحوقين الذين افتضح أمرهم والمضطهدين بسبب أدائهم للطقوس الدينية لقد جعلوا أوجاعنا نغمات يتراقصون عليها ... يا الهى وكأنى أرى الآن أحدهم يبكى من هول الروع والتعذيب ان مباحث أمن الدولة فى مصر كان يسير على هذا النهج الأعوج وهذا الدرب المقزز لقد اختار الجهاز لنفسه أن يقوم بدور الشرطى الشرير وقام بتأديته ببراعة شديدة انه يرضى بعض الغرور النفسى المريض يعطيك نفوذا غير مسبوق وصكا على بياض لتقترف ما تبغى يديك الملوثة دون مساءلة فهل هناك كرم يضاهى هذا الكرم
لقد كان يشبه ما يمكن أن يطلق عليه " السلخانة السياسية " التى تقوم بتصفية الحسابات مع المعارضين فيسطون على منازلهم فى ظلام الليل يستخفون تحت أجنحة الدجى يخشون وميض النور تماما جلودهم الشمعية اذا ما صادفها نور الفجر فانه يجعلها تنصهر.. تذوب ينطلقون كما كان يفعل المجرمون جنود فرناندو وايزابيلا فيهتكون أستار الأسر ويرهبون الأهل والأطفال ولا أدرى من أين استمد أولئك اللصوص شرعية أفعالهم

لذلك فان جهاز أمن الدولة وغيره من الأجهزة الأخرى ليس مجرد مقار تحرق ومبانى تقتحم انه منظومة أخلاقية متدنية تغلغلت فى المجتمع المصرى بشكل اخطبوطى ترقب نظرات المواطنين تتنصت على أنفاسهم تحلل كلماتهم وتثير الوقيعة بين لحمة المجتمع المتراصة انها استراتيجية الشيطان... انه يحوم حولك يدور॥ ويدور॥ يبحث عن نقاط الضعف عن مداخل يمكن من خلالها الايقاع بك والتأثير عليك يقوم باستفزازك واثارة مشاعر الضيق حتى يحل بك الوهن والضعف ومن ثم تصبح ألعوبة فى يده وتقع فى قتام الخضوع تنفذ ما يريد دون مناقشة و مقابل وعود بمنصب وهمى أو رغبات واهية انها تلك الاستراتيجية التى أشار اليها القرآن فى قوله تعالى فى سورة الاسراء "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الاموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا" ان أمن الدولة كان يمارس الرقص مع الشيطان
أعطى الحق للبواب فى أن يراقب سكان العمارة وللمخدومة أن تنقل أسرار مخدوميها أثار سحابات الرعب الدخانية بين الناس حتى يخافوا من الحديث من ممارسة التنفس بالكلمات من ترديد ترانيم الحرية من الاستمتاع بالمحاورات البناءة ان أخطر ما يخشاه أمن الدولة هو حرية الكلمة هو انتشار الثقافة الحقوقية هو التحرر من أشباح الخوف أن يعرف الشعب كلمة تسمى فى القاموس الانسانى الكرامة
من مستنقع الاذلال على الجميع أن يتجرع من بئر المهانة لابد أن تنال نصيبا مفروضا ان جهاز أمن الدولة وغيره من الاجهزة لم يكن يوما مبانى أو مقار انها منظومة حكم ترى فى الشعب هو العدو وفى المنظومة الاسلامية هى الخصم اللدود الذى يقاتل بكل شراسة فى أى خندق تحتشد يا أمن الدولة الطريف انهم الآن يتحدثون عن اعادة هيكلة هذا الجهاز الآثم ويقولون أن دوره فقط سيكون فى مكافحة الارهاب تلك الكلمة الفضفاضة التى لا تحمل معانى محددة والتى تعطى من الصلاحيات ما لا تمنحه كلمة أخرى فتبيح كل شىء انها الغلاف الواقى الذى يتحرك تحته المفسدون انهم يبغون حماية الشعب والدفاع عن مقدرات الوطن وتحت هذه المظلة الخرقاء يتم انتهاك كل الحقوق ببرود شديد والعصف بكل القيم وتدمير كل موارد الدولة وتوجيهها نحو هذا الوحش المسخ ...فلا ترى الا انهيارا تلو انهيار
ان أمن الدولة فى حاجة الى اعادة تقويم سلوكى وتحديد الاهداف وقبل كل ذلك اجراء محاكمات حقيقية لكل من ارتكب الفظائع والجرائم فى حق المختلفين معه فكريا وأن تكون تلك المحاكمات حقيقية والعقوبات تتم بشكل علنى كنت أتساءل دوما لم قام الاحتلال البريطانى فى حادث دنشواى بهذه الوحشية المفرطة وجعل العقوبات على مرآى ومسمع من المواطنين انها رسالة تهدف الى بث الرعب ولكن الأهم ان كثيرا من العقوبات يتم التصريح بها ولكنها لا تدخل فى حيز التنفيذ يتم نشرها على صفحات الاعلام ولا تكون الا حبرا على ورق ولكن البريطانيين يريدون أن يكون تنفيذ العقوبة فى حد ذاته رسالة و ليس فقط الاعلان عنها لذلك فالمرء يطارده العجب وينغص عليه تلك الدعاوى السافرة التى تتغنى بالعفو والتسامح انها جريمة تقترف فى حق المستقبل رسالة الى كل سارق الى كل مجرم فى حق الوطن والشعب ألا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون استمروا فى طريقكم الدنس فالشعب طيب القلب يتم خداعه بعبارت عاطفية ممزوجة بالشجن انها أخلاق الثعلب من أجل الفكاك من الفخ .. من أجل تجنب الوقوع فى الشراك
..... اننا لا نريد لبنى وطنى ثعالب جديدة

ليست هناك تعليقات: