المعروف فى تراثنا الشرقى أن شهريار ذلك القاتل الدموى لم يردعه عن القتل الا قصص ألف ليلة وليلة تلك القصص التى تلقيها على مسامعه شهر زاد كل ليلة فتحول هذا القاتل الدموى الى طفل أبله ينتظر حواديت قيل النوم بشغف ونجحت الاميرة الماكرة فى ترويضه والسيطرة عليه وهذا ما تفعله الدراما بعقول تلك الأمة فهى وسيلة الالهاء الاولى فى العالم الاسلامى كى لا تعرف الخطر المحدق بها من كل جانب بل انها تلعب دورا خطيرا فى التلاعب بعقولها وتغيير مفاهيمها وأفكارها
تلجأ الدراما الى استخدام أدوات من الواقع ثم تقديم رؤية لهذا الواقع غالبا ما تكون مختلفة عما تعارف عليه الناس لاحداث صدمة مشحونة بالعواطف والانفعالات قد تكون حزينة أو كوميدية مضحكة ثم يحدث بعدها التحول الفكرى فيما يشبه التطهير خذ مثلا مدرسة المشاغبين تلك المسرحية الشهيرة التى أفسدت العلاقة بين التلميذ ومعلمه الذى يقوده الى دروب المستقبل ويرشده الى مقاليد الحياة فجعلته مثارا للسخرية وفتكت بمنظومة التربية فى المدرسة احدى النقاط الحصينة فى التصدى للغزو الفكرى الجارف فقد استخدمت الدراما أدوات من الواقع مدرسة , طلبة, مدرسة فلسفة , ناظر ضعيف ثم قدمت معالجة هزلية ممقوتة تنتزع الضحكات الصارخة من المتفرجين وتشيع جوا من البهجة يحاول الطلاب بعد ذلك استنساخه فى مدارسهم فى فصولهم لنكتشف فى النهاية عمق المأساة التى هوينا اليها بسذاجة مفرطة , فقد أفسدنا مؤسسة مقدسة مؤسسة التعليم , فيا حسرة على العباد
قد يقول البعض ان عملا دراميا لا يغير مجتمعا ولا أفكارا المفروض أنها راسخة ولكن تكرار تقديم العمل و تقليده بشكل متقارب فى أعمال أخرى يصل الى تلك النتيجة المؤسفة وكما يقال فى المثل الدارج ان القرع على الآذان أشد تأثيرا من السحر انه سحر الدراما الخادعة
كما يوجد حاليا هدف مشبوه وهو تشويه صورة الأطباء لوجود عدد كبير منهم بالحركات الاسلامية فترى مسلسل " العيادة " احد مسلسلات السيت كوم والذى يضم أفشل العاملين فى هذا الحقل وهو المناسبة بتمويل أمريكى ضخم يضرب الصورة الراقية الراسخة للأطباء فى أذهان المواطنين ودراما رمضان هذا العام مليئة بدنس فكرى رخيص واسفاف ثقافى مقزز سوف نتعرض له عندما يفرغ أؤلئك اللاهون من بضاعتهم الجوفاء فالدراما هى القوة الناعمة التى يلجأ اليها الغرب لتسويق عفنه الثقافى بعدما فشل عسكريا وسفهاء القوم لدينا ينفذون له أجندته
كما أن آلة الاعلام الفاسد تسوق الينا اؤلئك العابثون على أنهم أبطال ونجوم وأضفوا عليه صفات التمجيد والتضخيم والتعظيم يسألون هم فى برامجهم عما يأكلون وعما يشربون وكأنهم ليسوا بشر وأعطوهم ألقابا السندريللا العندليب قطة السينما كأنهم آلهة اليونان الجديدة عادت الينا تطل من جديد بدلا من أفروديت وأبوللوس وأثينا وأغدقوا عليهم اموال الشعب البسيط الذى يطاحن الحياة فتطحنه من أجل المتطلبات الاساسية المفروض طبقا لمفهوم الدولة الحديثة أن الشعب يتنازل عن حقه فى الثروات والموارد الطبيعية للحكومة لتحسن ادارتها لا لتعيد توزيعها بهذا الشكل المخل فتعطى عامل النظافة الذى أرى أن دوره أهم ما لا يسد رمقه فى حين تعطى بلا حساب لتلك الجراثيم الثقافية التى تدمر قيم المجتمع فبئس الدولة الحديثة تلك
بئس الدولة الحديثة تلك التى تتآمر على قيم شعبها بئس الدولة الحديثة تلك التى تفتح فنادقها وقاعاتها الفخمة لرموز الثقافة العارية فى حين يتمزق غالبية الشعب فى العشوائيات والمقابر
بئس الدولة الحديثة تلك التى ترفع الوضيع وتضع الرفيع
بئس الدولة الحديثة تلك التى تفتح ذراعيها لروح شيطانية خبيثة تمزق تراثها الثقافى الأشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق