clavier arabe

الخميس، 27 أغسطس 2009

مدينة المسيح

ذلك الحلم المنشود والفردوس المفقود الذى يلهب الخيال الغربى منذ القدم فمنذ الماضى البعيد وأحلامهم تدور حول مدينة تحقق العدالة والسعادة لمن يستظل بها ويعيش تحت رايتها وخرجت الأدبيات السياسية توحى بها وتدعو اليها منذ الجمهورية الفاضلة لافلاطون ومدينة الله لاوغسطين و"ملسوس شمايم " أى مملكة سماوية شيوعية عند طائفة اليهود الاسينية المتشددة وملكوت السموات فى الانجيل بشارة المسيح واجتهادات هوبز وجون لوك وانتهازية ميكافيللى تضع الاساس الفلسفى لتلك المدينة مدينة المسيح ولكن اختلط الأمر عليهم فانحدر العالم وهوى وضل بن آدم وغوى فالعقل الغربى يعانى من أزمة فى الفهم واشكالية فى استيعاب المصطلحات والقيم وآلية تطبيقها فباسم المساواة تناحرت طبقات المجتمع وباسم الحرية انفلت زمام الانسانية وعمت الفوضى وتغول البشر و بين مملكة المسيح بن مريم وبين عهد الدجال حدث الخلل فالايديولوجية الغربية ليست تلك التى سيسير عليها المسيح
ربما لا يعلم الكثيرون أن التوراة حذرت اليهود من المسيح الدجال المنتظر بعبارات قاطعة لا تقبل التأويل وكلمات واضحة لا تحتمل اللبس فالامر ليس هينا فقد جاء فى اسفر التثنية الاصحاح الثالث عشر{اذا قام فيك نبى أو حالم وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت تلك الآية او الأعجوبة التى كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ولم تعبدها فلا تطع هذا النبى أو الحالم انما ذلكم الرب يمتحنكم لكى يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم من كل أنفسكم وراء الرب تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وبه تلتصقون } تثنية 1:13 لذلك أصاب اليهود حين سخروا من النصارى لأنهم عبدوا المسيح فليست النصارى على شىءكما جاء التحذير قويا فى سفر اشعياء فى الاصحاح التاسع {فيقطع الرب من اسرائيل الرأس والذنب الشيخ المعتبر هو الرأس والنبى الذى يعلم بالكذب هو الذنب } اشعياء 13:9 وفى سفر هوشع الاصحاح التاسع أيضا {جاءت أيام العقاب جاءت أيام الجزاء سيعرف اسرائيل النبى فخ صياد } اذن فاليهود يعلمون جيدا أمر الدجال ولكنهم وقعوا فى شركه
بل ان المسيح أخبر النصارى أيضا عنه وحذرهم منه فيقول فى انجيل يوحنا فى الاصحاح الخامس {ان أتى آخر باسم نفسه فأنتم تقبلونه كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا من بعضكم البعض والمجد الذى من الاله الواحد لستم تقبلونه } يوحنا 43:5 فما ناضل اليهود من أجله وما يتوق النصارى اليه ليس الا وهم أضاعو أعمارهم فيه سراب تلألأ اليهم فى الساعات القاسية ظن فاسد لا يغنى من الحق شيئافاذا بهم يهيئون العالم لقبول الدجال وليس للايمان بالمسيح
وسيخرج الدجال من خلة بين العراق والشام ومن ينظر الى خريطة العالم الاسلامى يدرك بقليل من الجهد أنها محافظة الأنبار فربما تكون الأنبار موطن الدجال ولكن هل يعنى هذا أنه ليست هناك مدينة المسيح الحق
بلى هناك مدينة المسيح و سيعود ليحكم العالم ولكنها فترة مؤقتة لن تتعدى سبع سنين وستكون فترة تخرج فيها الارض بركاتها وتنزل فيها الخلافة الأرض المقدسة ويعم الاسلام المعمورة كلها ان مدينة المسيح أشار اليها النص التوراتى فى سفر اشعياء فى الاصحاح الحادى عشر { ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله تحل عليه روح الرب وروح المعرفة وروح الحكمة وروح المشورة ومخافة الرب تكون لذته فى مخافة الرب لا يحكم بنظر عينيه ولا سمع أذنيه بل يقضى بالعدل لمساكين الأرض يحكم بالانصاف للبائسين ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منقة متنيه والامانة منطقة حقويه فيسكن الذئب مع الغنم ويربض النمر مع الجدى ......ويضع الفطيم يده فى جحر الأفعوان } اشعياء 1:11 اذن فهذه هى مملكة المسيح كما رسمتها التوراة يحكم بالعدل والمشورة ولا يقيم منظومة قانونية من عند نفسه أو مما يرى بهواه أليس هذا ما بشر به المسيح الحواريين كما جاء فى انجيل يوحناوهى تتفق فى كل ما أخبرنا به نبى الاسلام ولكن الغرب أقام صرح الدجال ولم يقم مدينة المسيح أشاع الظلم وسرق الثروات ولم يحيى العدل وغرس نمط حياة لم ينادى به المسيح
وأخبرنا نبى الاسلام عن تلك المدينة ما لم يعرفه الغرب حيث أوضح بأنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويبدو أن المسيح لا يؤمن بفكرة قبول الآخر

ليست هناك تعليقات: