أزمة العالم الفكرية
كان فولتير يعتقد أنه لا حاجة للدين فى المجتمع ولما اتسعت خبرته بالأهواء البشرية بدأ يسلم أنه أمر لا بد منه فلا يوجد قانون أخلاقى يمكن أن يكبح الغرائز البدائية فى النفس البشرية الا اذا دعمه ايمان شعبى عام بأن هذا القانون صادر عن اله بصير يثيب ويعاقب و فى كتاب الملحد والحكيم يقول الحكيم {سأفترض أن الانجليز كلهم ملحدون وأذهب الى أن هناك بعض مواطنين مسالمين هادئين بطبعهم أثرياء الى حد يمكن أن يكونوا معه أمناء يلتزمون مبادىء الشرف ويراعون قواعد السلوك الى حد أنهم يسعون جهدهم ليعيشوا معا فى المجتمع ولكن الملحد الفقير المعوز سيكون غبيا ان لم يقتل أو يسرق ليحصل على المال فهل تنفصم كل عرى المجتمع وروابطه وتطغى كل الجرائم الخفية على العالم وتنتشر مثل الجراد على الأرض .....اذن يكون اليمان باله يثيب على صالح الاعمال ويعاقب على الشرور ويغتفر ما دون ذلك من الأخطاء اليسيرة من أنفع الأشياء للانسان } ول ديورانت قصة الحضارة المجلد التاسع عشر
اذن لا بد أن نتفق مبدئيا على أهمية وجود منظومة أخلاقية تحكم المجتمع وتهذب غرائز البشر المتأججة وطباعهم الفوضوية حتى لا تتفلت الروابط بين عناصره وكما ينصح ميكافيللى دائما الحكام بضبط أخلاق رعيتهم ولكن هل المنظومة الأخلاقية تلك تقوم على أسس عقلية تعرف من خلالها قيمة الالتزام الخلقى ولكن العقل يضعف أمام لهيب الرغبة أم تكون على أسس قانونية و تشريعية قاسية ترهب الفرد وكل من تسول له نفسه الخروج على القانون ولكن النفس البشرية تستطيع أن تلتف وتتحايل على أى قانون أم تقوم المنظومة الأخلاقية على أسس دينية , منظومة منبعها ايمان باله خالق يحاسب الناس على تصرفاتهم وأفعالهم لتحمى كل فرد من تجاوزات الآخرين , الاجابة لا بد من وجود الثلاثة معا وهذا تجده قى دين الاسلام فتجد لقمان يربى ابنه ويوضح له حكمة كل خلق بطريقة عقلانية ويجعل أساس تربيته ثلاثة أركان علاقة الولد بربه لا تشرك علاقة الولد بأبويه ان اشكر لى ولوالديك وعلاقة الولد يالمجتمع والناس لا ترفع صوتك لا تمش مختالا ويوضح فى كل منها الفائدة , وشريعة عقابية تردع الأنفس الشاردة بلا وعى , واله عادل يثيبك عليه وكما قال نبى الاسلام أنا زعيم بيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه
وعلى ذلك فالأيديولوجية العلمانية الغربية لا تكفى لتهذيب طبائع النفوس والسيطرة عليها والتى أدت الى تخبط العالم أخلاقيا وتشريعيا
كما ان العالم يتخبط فى نمط الحياة الذى ينبغى أن يسود فالنمط الغربى انحاز الى المدرسة الابيقورية اليونانية القديمة والتى تختلف عن المدرسة الرواقية فكلا المدرستين تحاول أن تقدم الهداية لروح الفرد كيف يعيش وكيف يصل الى السكينة والهدوء النفسى بمعزل عن العالم المضطرب أو العواصف النفسية الداخلية فكما جاء فى كتاب تراث العالم القديم للمؤلف و.ج.دى بورج يقول أن الرواقى يرى تحقيق ذلك باتباع الفضيلة واخضاع العواطف والزهد فى مباهج الحياة وهذا النموذج الذى تأثرت به النصرانية فابتدعت الرهبانية التىلم تكتب عليهم فنشأت نتيجة تصارع الأساقفة على المناصب الكنسية العليا لما تدره عليهم من ربح وكما قال سيريان ان أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم فنشأ لذلك رد فعل عكسى مغاير تماما وخرجت طائفة تتمرد على هذا التناحر الدنيوى واتبعت سنة الرواقيين اليونانية فخرج بولس الناسك الى الصحراء المصرية معتزلا وعام 275 قضى راهب مصرى يدعى أنطونيوس ربع قرن من العزلة وعمت شهرته الآفاق وعمرت الصحراء بالنساك المنافسين له والذى يتابع الخطاب الدينى الاسلامى عبر الفضائيات يلاحظ أنها تتبع هذا الجانب الانعزالى عن المجتمع وعدم مناقشة قضاياه ويركز على جانب العبادات ألا يعلمون أن من سار فى حاجة أخيه حتى قضاها كاعتكاف شهر فى مسجدى هذا وأن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذى جيرانها فهى فى النار
أما نمط الحياة الابيقورى على النقيض منها تماما والذى يرى الاستجابة الكاملة لكل الرغبات الانسانية لتحقيق اللذة والسعادة وهو النموذج الذى اختاره الغرب ليكون أساس الامبراطورية المعاصرة واذا كان الابيقوريين كانوا يعيشون على مبدأ{دعنا نأكل دعنا نشرب لأن غدا نموت } فهم كانوا يرون أن خوف الناس من حياة مستقبلية فى أرض الأرواح المخيفة الأخروية هو مصدر القلق والألم على الناس فى الحياة وهذا يتفق مع المبدأ الأمريكى . enjoy your self ولكننا أوضحنا أن الناس كلهم لو عاشوا على هذا المبدأ الأبيقورى فانه انتحار للبشرية فاطلاق العنان لتلك الرغبات مدمرللنفس الانسانية ذاتها حيث بعد فترة يعتريها الملل و القلق وتكتشف أن هناك ظمأ روحيا يفتك بها كما أنه مدمر للتنظيم الاجتماعى لأن الرغبات الانسانية متقاطعة ومتناقضة مثل شبكة المرور فلابد لها من تنظيم حيث تكثر تعديات الأفراد بعضهم على بعض ويحدث كما أوضحنا سالفا انفراط عقد المجتمع خاصة أن البشرية حتى الآن لم تستطع أن تفرق بين ثلاثة أشياء الاستطاعة والرغبة والحق فليس كل ما تستطيعه حق لك وليس كل ما ترغبه حق لك فالاستطاعة مثلا يمكن لأى مسجل خطر أن يهددك بسلاح ويستولى على ما معك ولكن هل هذا حق له
تستطيع اسرائيل فى الظرف الحالى أن تبنى مستوطنات فى الضفة الغربية فى ظل معاونة اخوانهم من حركة فتح ولكن هل هذا حق لها كذلك الرغبة قد ترغب المرأة فى اظهار مفاتنها واثارة النظر اليها ولكن هل هذا حق لها
وفى السياسة قد ترغب اثيوبيا بناء سد لها يمنع مياه النيل فى مصر فهل هذا حق لها ولكن هل مافعلته د. مروة الشربينى حق لها هنا نقول نعم لأنه انقياد لمنظومة أخلاقية أمرها بها الدين تحمى المجتمع ولا تؤذى مشاعر أحد
ان عدم وجود معايير ثابتة وواضحة بين تلك المفاهيم الثلاثية يؤدى الى الفوضى لذلك فالنمط الأبيقورى لا يحكمه قانون الا قانون اللذة الشخصية فتتحول حياة البشر الى حلبة مصارعة يخسر فيها الجميع أما نمط المعيشة الذى يقدمه الاسلام فهو وسط بين الرواقية والأبيقورية فقال انكحوا ما طاب لكم من النساء وقال غضوا من أبصاركم قال ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة وقال لا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تجعل يدك مغلولة وقال لا تبسطها كل البسط قال امشوا فى مناكبها وقال سارعوا الى مغفرة من ربكم قال لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وقال كتب عليكم الصيام انه نمط فريد فى الحياة نمط يحقق المتعة والفضيلة السعادة والسكينة يحقق اللذة والرضا
أما أزمة العالم على مستوى الحكم والسياسة فمريعة تحت رعاية القطب الواحد الذى لم يرع الا مصالحه الخاصة وأباح لنفسه كل شىء
لقد قال نبى الاسلام أنه نصر بالرعب مسيرة شهر ولكن هل هذا يعنى أن يفتك بالناس لا بل اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فرغم قوة الرعب تخرج فضيلة العدل ورغم جحافل الجيش يخرج سيف الرحمة وقال بين الناس ولم يقل بين المسلمين فلا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ...اعدلوا هو أقرب للتقوى وهذا ما لم تفعله الامبراطورية الرومانية المعاصرة فما ان عادت لها القوة حتى اشتعل بداخلها ثأر الماضى فسحقت ميزان العدالة دون أى اعتبار
يقول أحد العلماء النابهين ان معظم ما يواجهه التاريخ هو مشكلتان الأولى كيف نفسر قيام الدولة الرومانية والثانية كيف نفسر سقوطها والأمر ليس بالصعوبة كما يراه هذا العالم , فالامبراطورية الرومانية لم تشيد فى يوم بل أكثر من ثلاثة قرون ولكنها انهارت فى بضع سنين كما هزمت هى الفرس فى بضع سنين فكانت غزوة مؤتة عام ثمانية هجرية وانسحب خالد بن الوليد ليعود مرة أخرى بعد سبع سنوات فى معركة اليرموك ثم تفتح بعدها الشام ومصر انهيار غريب وسقوط مفاجىء لن أفسر سببه , ولكننى سأفسر له لماذا ستسقط الامبراطورية الرومانية المعاصرة فى جملة واحدة وهى أن " استراتيجيتها أنها تفسد الآخرين لا أن تصلح من شأنها"
أما يعلمون أن الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها الى الأبد
- عزيزى القارىء معذرة بعد المقالة القادمة بمشيئة الله والتى ستكون بعنوان " بولس والمسيح " سأحصل على اجازة الصيف شهرا كاملا
كان فولتير يعتقد أنه لا حاجة للدين فى المجتمع ولما اتسعت خبرته بالأهواء البشرية بدأ يسلم أنه أمر لا بد منه فلا يوجد قانون أخلاقى يمكن أن يكبح الغرائز البدائية فى النفس البشرية الا اذا دعمه ايمان شعبى عام بأن هذا القانون صادر عن اله بصير يثيب ويعاقب و فى كتاب الملحد والحكيم يقول الحكيم {سأفترض أن الانجليز كلهم ملحدون وأذهب الى أن هناك بعض مواطنين مسالمين هادئين بطبعهم أثرياء الى حد يمكن أن يكونوا معه أمناء يلتزمون مبادىء الشرف ويراعون قواعد السلوك الى حد أنهم يسعون جهدهم ليعيشوا معا فى المجتمع ولكن الملحد الفقير المعوز سيكون غبيا ان لم يقتل أو يسرق ليحصل على المال فهل تنفصم كل عرى المجتمع وروابطه وتطغى كل الجرائم الخفية على العالم وتنتشر مثل الجراد على الأرض .....اذن يكون اليمان باله يثيب على صالح الاعمال ويعاقب على الشرور ويغتفر ما دون ذلك من الأخطاء اليسيرة من أنفع الأشياء للانسان } ول ديورانت قصة الحضارة المجلد التاسع عشر
اذن لا بد أن نتفق مبدئيا على أهمية وجود منظومة أخلاقية تحكم المجتمع وتهذب غرائز البشر المتأججة وطباعهم الفوضوية حتى لا تتفلت الروابط بين عناصره وكما ينصح ميكافيللى دائما الحكام بضبط أخلاق رعيتهم ولكن هل المنظومة الأخلاقية تلك تقوم على أسس عقلية تعرف من خلالها قيمة الالتزام الخلقى ولكن العقل يضعف أمام لهيب الرغبة أم تكون على أسس قانونية و تشريعية قاسية ترهب الفرد وكل من تسول له نفسه الخروج على القانون ولكن النفس البشرية تستطيع أن تلتف وتتحايل على أى قانون أم تقوم المنظومة الأخلاقية على أسس دينية , منظومة منبعها ايمان باله خالق يحاسب الناس على تصرفاتهم وأفعالهم لتحمى كل فرد من تجاوزات الآخرين , الاجابة لا بد من وجود الثلاثة معا وهذا تجده قى دين الاسلام فتجد لقمان يربى ابنه ويوضح له حكمة كل خلق بطريقة عقلانية ويجعل أساس تربيته ثلاثة أركان علاقة الولد بربه لا تشرك علاقة الولد بأبويه ان اشكر لى ولوالديك وعلاقة الولد يالمجتمع والناس لا ترفع صوتك لا تمش مختالا ويوضح فى كل منها الفائدة , وشريعة عقابية تردع الأنفس الشاردة بلا وعى , واله عادل يثيبك عليه وكما قال نبى الاسلام أنا زعيم بيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه
وعلى ذلك فالأيديولوجية العلمانية الغربية لا تكفى لتهذيب طبائع النفوس والسيطرة عليها والتى أدت الى تخبط العالم أخلاقيا وتشريعيا
كما ان العالم يتخبط فى نمط الحياة الذى ينبغى أن يسود فالنمط الغربى انحاز الى المدرسة الابيقورية اليونانية القديمة والتى تختلف عن المدرسة الرواقية فكلا المدرستين تحاول أن تقدم الهداية لروح الفرد كيف يعيش وكيف يصل الى السكينة والهدوء النفسى بمعزل عن العالم المضطرب أو العواصف النفسية الداخلية فكما جاء فى كتاب تراث العالم القديم للمؤلف و.ج.دى بورج يقول أن الرواقى يرى تحقيق ذلك باتباع الفضيلة واخضاع العواطف والزهد فى مباهج الحياة وهذا النموذج الذى تأثرت به النصرانية فابتدعت الرهبانية التىلم تكتب عليهم فنشأت نتيجة تصارع الأساقفة على المناصب الكنسية العليا لما تدره عليهم من ربح وكما قال سيريان ان أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم فنشأ لذلك رد فعل عكسى مغاير تماما وخرجت طائفة تتمرد على هذا التناحر الدنيوى واتبعت سنة الرواقيين اليونانية فخرج بولس الناسك الى الصحراء المصرية معتزلا وعام 275 قضى راهب مصرى يدعى أنطونيوس ربع قرن من العزلة وعمت شهرته الآفاق وعمرت الصحراء بالنساك المنافسين له والذى يتابع الخطاب الدينى الاسلامى عبر الفضائيات يلاحظ أنها تتبع هذا الجانب الانعزالى عن المجتمع وعدم مناقشة قضاياه ويركز على جانب العبادات ألا يعلمون أن من سار فى حاجة أخيه حتى قضاها كاعتكاف شهر فى مسجدى هذا وأن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذى جيرانها فهى فى النار
أما نمط الحياة الابيقورى على النقيض منها تماما والذى يرى الاستجابة الكاملة لكل الرغبات الانسانية لتحقيق اللذة والسعادة وهو النموذج الذى اختاره الغرب ليكون أساس الامبراطورية المعاصرة واذا كان الابيقوريين كانوا يعيشون على مبدأ{دعنا نأكل دعنا نشرب لأن غدا نموت } فهم كانوا يرون أن خوف الناس من حياة مستقبلية فى أرض الأرواح المخيفة الأخروية هو مصدر القلق والألم على الناس فى الحياة وهذا يتفق مع المبدأ الأمريكى . enjoy your self ولكننا أوضحنا أن الناس كلهم لو عاشوا على هذا المبدأ الأبيقورى فانه انتحار للبشرية فاطلاق العنان لتلك الرغبات مدمرللنفس الانسانية ذاتها حيث بعد فترة يعتريها الملل و القلق وتكتشف أن هناك ظمأ روحيا يفتك بها كما أنه مدمر للتنظيم الاجتماعى لأن الرغبات الانسانية متقاطعة ومتناقضة مثل شبكة المرور فلابد لها من تنظيم حيث تكثر تعديات الأفراد بعضهم على بعض ويحدث كما أوضحنا سالفا انفراط عقد المجتمع خاصة أن البشرية حتى الآن لم تستطع أن تفرق بين ثلاثة أشياء الاستطاعة والرغبة والحق فليس كل ما تستطيعه حق لك وليس كل ما ترغبه حق لك فالاستطاعة مثلا يمكن لأى مسجل خطر أن يهددك بسلاح ويستولى على ما معك ولكن هل هذا حق له
تستطيع اسرائيل فى الظرف الحالى أن تبنى مستوطنات فى الضفة الغربية فى ظل معاونة اخوانهم من حركة فتح ولكن هل هذا حق لها كذلك الرغبة قد ترغب المرأة فى اظهار مفاتنها واثارة النظر اليها ولكن هل هذا حق لها
وفى السياسة قد ترغب اثيوبيا بناء سد لها يمنع مياه النيل فى مصر فهل هذا حق لها ولكن هل مافعلته د. مروة الشربينى حق لها هنا نقول نعم لأنه انقياد لمنظومة أخلاقية أمرها بها الدين تحمى المجتمع ولا تؤذى مشاعر أحد
ان عدم وجود معايير ثابتة وواضحة بين تلك المفاهيم الثلاثية يؤدى الى الفوضى لذلك فالنمط الأبيقورى لا يحكمه قانون الا قانون اللذة الشخصية فتتحول حياة البشر الى حلبة مصارعة يخسر فيها الجميع أما نمط المعيشة الذى يقدمه الاسلام فهو وسط بين الرواقية والأبيقورية فقال انكحوا ما طاب لكم من النساء وقال غضوا من أبصاركم قال ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة وقال لا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تجعل يدك مغلولة وقال لا تبسطها كل البسط قال امشوا فى مناكبها وقال سارعوا الى مغفرة من ربكم قال لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وقال كتب عليكم الصيام انه نمط فريد فى الحياة نمط يحقق المتعة والفضيلة السعادة والسكينة يحقق اللذة والرضا
أما أزمة العالم على مستوى الحكم والسياسة فمريعة تحت رعاية القطب الواحد الذى لم يرع الا مصالحه الخاصة وأباح لنفسه كل شىء
لقد قال نبى الاسلام أنه نصر بالرعب مسيرة شهر ولكن هل هذا يعنى أن يفتك بالناس لا بل اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فرغم قوة الرعب تخرج فضيلة العدل ورغم جحافل الجيش يخرج سيف الرحمة وقال بين الناس ولم يقل بين المسلمين فلا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ...اعدلوا هو أقرب للتقوى وهذا ما لم تفعله الامبراطورية الرومانية المعاصرة فما ان عادت لها القوة حتى اشتعل بداخلها ثأر الماضى فسحقت ميزان العدالة دون أى اعتبار
يقول أحد العلماء النابهين ان معظم ما يواجهه التاريخ هو مشكلتان الأولى كيف نفسر قيام الدولة الرومانية والثانية كيف نفسر سقوطها والأمر ليس بالصعوبة كما يراه هذا العالم , فالامبراطورية الرومانية لم تشيد فى يوم بل أكثر من ثلاثة قرون ولكنها انهارت فى بضع سنين كما هزمت هى الفرس فى بضع سنين فكانت غزوة مؤتة عام ثمانية هجرية وانسحب خالد بن الوليد ليعود مرة أخرى بعد سبع سنوات فى معركة اليرموك ثم تفتح بعدها الشام ومصر انهيار غريب وسقوط مفاجىء لن أفسر سببه , ولكننى سأفسر له لماذا ستسقط الامبراطورية الرومانية المعاصرة فى جملة واحدة وهى أن " استراتيجيتها أنها تفسد الآخرين لا أن تصلح من شأنها"
أما يعلمون أن الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها الى الأبد
- عزيزى القارىء معذرة بعد المقالة القادمة بمشيئة الله والتى ستكون بعنوان " بولس والمسيح " سأحصل على اجازة الصيف شهرا كاملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق