clavier arabe

السبت، 8 أغسطس 2009

بولس والمسيح


لا أملك الا أن أسجل اعجابى بشخصية بولس أو شاول سابقا فالرجل على قدر كبير من الذكاء جيد المراوغة يستطيع الخروج من أى مأزق شغب جماهير يسيطر عليه عقاب رومانى ينجو منه محاكمة يهودية يعلم أن بعضهم يؤمن بالقيامة وآخرون لا فيقول انه يؤمن بالقيامة فيثير الشقاق بينهم ويستميل قلب بعضهم فى صفه كان يحارب أتباع المسيح بكل ضراوة ولكنه وجد أن أمرهم يتزايد يوما بعد يوم فقرر أن يغير التكتيك أن يخترقهم فزعم أن المسيح تراءى له وقرر أن يفسد أمر المسيح من الداخل ان لكل نبى عدو وبولس هو عدو المسيح وان لكل أمة بولس وبولس هذه الأمة عبد الله بن سبأ ولكن شتان بين الرجلين وشتان بين الكتابين ان اعجابى ببولس لا يعدو اعجابا بذكاء مجرم أو مهارة لص فعندما خطب فى الاثينيين استخدم عبارات قيلت فى حق الاله زيوس معبود الاثينيين من أنشودة لأحد رجال المدرسة الرواقية وهو اقلينش وهذا ما أورده و.ج. دى بورج فى كتابه تراث العالم القديم {ان الله لا يسكن فى هياكل مصنوعة وأنه صنع من دم واحد جميع أمم الناس ليسكنوا كل وجه الأرض }
ولد بولس فى طرسوس أحد مراكز المدرسة الأرفية و هى مدرسة يونانية نشأت على يد رجل غريب عنها أتى اليها من تراقيا فى القرن السادس قبل الميلاد وتعتقد تلك المدرسة بأأن الله الذى يعبدونه قد مات من أجلهم ثم قام من قبره وأنه اذا دعى بايمان حق وطقوس صحيحة استجاب لهم وأنجاهم من الجحيم وكما يقول ديورانت أن تلك الأديان الغامضة الخفية هى التى أعدت اليونان لاستقبال بولس
كان اليونانيون يعبدون الأصنام وجعلوا لكل شىء الها وربا كان كبير الآلهة عندهم هو زيوس ولكنه كان ذا مغامرات جنسية فتزوج اخته الالهة ريا وأنجب منها ابنته برسيفونى التى اغتصبها وأنجب منها ديونيسس اله المدرسة الأورفية والذى كان أحب أبناء زيوس الى نفسه و كانت تلك المدرسة منتشرة فى مدينة طرسوس مسقط رأس بولس ولكن هذا المعبود ديونيسس تآمرت عليه قوى الشر التيتان الجبابرة فحوله أبوه زيوس الى خروف ثم ثور ولكن التيتان كشفوه فأخذوه وعذبوه ومزقوه اربا اربا و سلقوه وأكلو لحمه ولكن أباه زيويس أهلكهم وأعاد ابنه الى الحياة مرة أخرى لذلك كان أبناء تلك المدرسة يقيمون عشاء ربانيا مقدسا ويأكلون فيه ثورا نيئا ويشربون دمه معتقدين أنهم سيتوحدون معه وكان يقام لديونيسس عيد فى اليونان وأعياد اليونان كانت تشبه الموالد عندنا وكان عيد ديونيسس يبدأ مع بداية الربيع ويحكى لنا ديورانت طقوس هذا العيد فى فصل آلهة اليونان فيقول {فتخرج نساء اليونان الى التلال حيث يزهر الكروم ليقابلن الاله حين يولد من جديد ويقضين يومين كاملين يحتسين الخمر بلا حساب ويرهفن آذانهن لسماع قصته التى يعرفنها جيدا حق المعرفة وما لاقاه الههن من عذاب وموت وبعث وكن أثناء احتسائهن الخمر يرقصن ويهتجن اهتياجا يتحللون فيه من كل شىء وكن يمسكن بماعز أو خروف أو رجل فى بعض الأحيان يرين أن الاله قد تقمصه ويمزقنه اربا وهو على قيد الحياة احياء لذكرى ديونيسس ويأكلن لحمه يتخذنه عشاء ربانيا مقدسا يعتقدن أن الاله سيدخل بهذه الطريقة الى أجسامهن ويستحوذ على أرواحهن ويصرن هن والاله شيئا واحدا وتسمى هذه الحالة ecstases أى النشوة واستسلم ديونيسس لوارثه المسيح } وقد انتقلت هذه الطقوس بكاملها الى النصرانية ولكن العجيب أن النص الانجيلى هنا يعانى من أزمة وهو لماذا لم يأكل الحواريون بالفعل المسيح ألم يكن بينهم قد يكون الأمر-كما يدعون - مقبولا لمن لم ير المسيح ولكن من عايشه وآمن به كان المفروض أن يفعل ذلك أما الادعاء بأن المسيح قدم لهم كسرة خبز وقال هذا جسدى وكأس وقال هذا دمى فهذا تنصل مما قاله بأن {جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق ..من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه } يوحنا 55:6 كما أن بطرس لم يثبت بل أنكر المسيح ثلاث مرات والحواريون هربوا وهو الأمر الذى دعا فولتير للسخرية من هذا المسمى العشاء المقدس قائلا{ الكاثوليك يصرحون بأنهم يأكلون الرب لا الخبزواللوثريون يلتهمون الرب والخبز كليهما معا والكلفنيون يأكلون الخبز فقط لا الرب واذا روى أحد شيئا من هذا الاسفاف والجنون بين الهوتنتوت والكفار لقلنا انه يخدعنا }
وورث ايسس ديونيسس وايسس هو المسيح عيسى بن مريم باللغة اليونانية ربما كان أيضا هذا التشابه الموسيقى فى الاسم سهل المهمة على بولس فعيسى بالعبرية يسوع ويترجمه ديورانت معين الله ولكنى أفضل ناصر الله وهذا هو اللفظ القرآنى من أنصارى الى الله ولينصرن الله من ينصره وناصر الله لا تعنى كما يروج السذج أن الله ضعيف يحتاج الى من ينصره ولكن تعنى أنه ينصر سبيل الله ودين الله ضد سبيل الشيطان فمن يفعل ذلك يدخله الله الجنة – اللهم اجعلنى منهم - ومن لا يفعل فهو مع الشيطان فى جهنم وترجمة ايسس الى العربية هى عيسى لأن اللسان الأعجمى ينطق العين المكسورة ألفا مكسورة وتحذف السين التى فى آخر الكلمة كما هى العادة فى الأسماء اليونانية ويا ليت الأمر توقف عند المسيح وفقط

بل ان أعمال الرسل تقص علينا أمرا عجيبا وهو أن بولس توجه الى مدينة أفسس لأن الجماهير هناك كانت تعبد أرطاميس وكانت الأعياد اليونانية تشبه كما قلت ما يعرف حاليا بالموالد حيث كان هناك صناع يصنعون لها التماثيل وتجار وبشرمريدين و مستهلكين من كل آسيا أى حركة اقتصادية كاملة فوجدوا أن تجارتهم سوف تبور فحدث شغب من أجل أرطاميس ولكن الحقيقة من أجل مكتسباتهم فحدث اضطراب فى المدينة وأخذوا يصرخون {عظيمة هى أرطاميس الأفسيين } أعمال الرسل 34:19 وأرطاميس تلك كانت عند اليونانيين الهة الصيد العذراء التى ليس لديها وقت لحب الرجال وكانت نساء اليونان وآسيا يستعينون بها عند آلام الولادة فتخفف عنهم آلام الوضع وكانت فى مدينة أفسس تلك المذكورة هى الهة الاخصاب والأمومة فاختلطت فكرة العذراء بالأم ويقول ديورانت {أن الكنيسة حولت عيد الحصاد الذى كان يقام لارطاميس فى منتصف أغسطس الى عيد انتقال العذراء الى السماء }
أى أن عبادة أرطاميس تحولت الى عبادة مريم لذلك كانت الآية القرآنية {ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى الهين من دون الله قال سبحانك }
ان ما فعله بولس هو أنه ألبس ديونيسس معبود اليونانيين ثوب المسيح وأعطاه الى اليونانيين من جديد ...
وأخرج أتباعه من نور التوحيد الى ضلالات الثقافة الهلينية
لذلك كان بولس هو عدو المسيح

ليست هناك تعليقات: