نود أن نؤكد لشركائنا التجاريين والاقتصاديين ولكل الجهات الفاعلة والمستثمرين بأننا نأمل أن يتحقق لدينا قريبا جدا الاستقرار و الظروف الصحيحة للاستثمار فى تونس " هكذا تحدث الجلاصى عضو المكتب التنفيذى لحزب النهضة عقب الفوز فى الانتخابات التونسية كانت الرسالة الاولى موجهة للاقتصاديين والمستثمرين وما سماها بالجهات الفاعلة ولم تكن الرسالة موجهة الى الشعب التونسى صاحب الانجاز العظيم فهل يا ترى تقع الشعوب العربية فى أسر جهات فاعلة جديدة و تشكل تلك الجهات الفاعلة المنتوج السياسى للربيع العربى أم تحدث تحولات أخرى غير متوقعة
من المعروف أن جهات الضغط هى التى تشكل المشهد السياسى بصورته النهائية وهى التى تحدد وتختار من ينوب عنها لتنفيذ مصالحها الخاصة يقول كريستيان دولا كامبانى فى كتابه الفلسفة السياسية اليوم "محترفو السياسة يمرون بأزمة هوية فهم يشعرون أنهم مضطرون فى تزايد للاستجابة للضغوط التى تمارسها عليهم جماعات الضغط اى اللوبى بالمعنى الامريكى هذه الجماعات تمثل مصالح خاصة ضخمة سواء مصالح اقتصادية أو مصالح قطاعات مختلفة .....لم تعد السياسة فى هذه الظروف الا شكل من أشكال العروض الترفيهية لم يعد رجل السياسة سوى ممثل فى لعبة من ألعاب الفيديو ما يفعله أقل بكثير مما يعتقد مشاهدو التليفزيون أنه فعله " وعندما تحدث تغييرات كبرى تكون تلك الجماعات هى المستهدف الاول من أجل بث الطمأنينة
لقد ذكرنى تصريح الجلاصى بالتصريح الذى صدر عن السادات فى السابعة صباح الثالث والعشرين من يوليو حين تحرك الجيش فجاء فى التصريح الاول كما ينقله روبير سوليه فى كتاب مصر ولع فرنسى "اننى حريص بنوع خاص على طمأنة اخوتنا الأجانب وعلى التأكيد لهم بأن الجيش يعتبر نفسه مسئولا مسئولية كاملة عن أشخاصهم وممتلكاتهم ومصالحهم "
ويستمر سوليه متسائلا " من هم هؤلاء الضباط الاحرار من أين يخرجون انهم لم يرونهم ولم يخالطوهم من قبل ان اللواء نجيب الباسم طيب القلب هو الوحيد الذى يتصدر الصفوف ويشيع بغليونه البريطانى وعصاه التى تحت ذراعه الطمأنينة وسرعان ما يدركون أنهم لم يشركوه فى الانقلاب الا فى آخر لحظة من أجل اشاعة الطمأنينة تحديدا " انها الطمأنينة اذن تلك التى يهرع اليها الجميع فى تونس وفى مصر فحين ننظر الى المشهد السياسى المصرى ترى التننازلات أيضا جماعة الاخوان تسير على خطى حزب النهضة , أحد الأحزاب السلفية التى كانت تأبى المشاركة الانتخابية تستعين بشيخ مشهور ليروج لهم استراتيجيتهم وسط جموع المتدينين لبث الطمأنينة ولكن هل تغيير الافكار يتطلب بث الطمأنينة ام اثارة حالة من الجدل والصخب حتى توضع الفواصل بين الجماعات المختلفة وأصحاب الرؤى الفكرية المتناحرة ان محمد رسول الله حينما كان فى مكة جاءه الكفار يعرضون عليه المال يعرضون عليه الملك كان من الممكن تحت وطأة الضغوط الرهيبة وشدة التعذيب المتصاعدة أن يقبل ان صرخات خباب لا تزال تهز أرجاء مكة ثم بعد ذلك يقوم بالتغيير التدريجى ولكنه أبى فهناك ثوابت لا يمكن أن تحيد عنها
ان الاستخبارات الامريكية فى المنطقة الآن تبحث عن حصان طروادة جديد تختفى خلفه ويدير مصالحها باخلاص عن حراس جدد بعما ضجت من حراسها القدامى الذين يجلبون لها المشاكل وعدم الاستقرار فمن يا ترى يكون حصان طروادة الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق