clavier arabe

الأربعاء، 6 يوليو 2011

الحياة الجديدة


" الحياة الجديدة " قصة قصيرة
الشمس ترسل آشعتها الحارقة فى تأفف مشوب بالغيظ النسمات الباردة أعلنت اضرابا عن الهبوب الناس تتصبب عرقا فى الشوارع الحوائط والجدران تئن تريد أن تستريح نزل هو من سيارته المكيفة فى هدوء شديد يرتدى نظارة شمسية سوداء
يحمل حقيبة فى يده ألقى التحية على بعض الجيران فى الشارع بابتسامة صعد السلالم ليصل الى الشقة
فاجأه البواب أن زوجته وطفليه وأشقاءها قاموا بنقل الأثاث بعد خروجه للعمل فى الصباح مباشرة دخل الشقة فوجدها فارغة تماما ا أخذ يتحسس الغرف لا يوجد أى أثر لأى قطعة أثاث فى الردهة فقط الثلاجة, زر التكييف اليدوى معطل أخذ يبحث عن الريموت دون جدوى , أخرج مجلة من الحقيبة وضعها على الأرض وأسند ظهره للحائط , الشمس ترسل آشعتها اليه عبر النافذة لم يلق لها أى اهتمام , لقد صفع زوجته أمس بعدما احتد بينهما النقاش اتهمته بالسادية وأنه يتلذذ بتعذيب الأطفال انه لا يعطى الأطفال مصروفا يومين فى الاسبوع ولكن للامر فلسفة فان ادخروا من مصروفههم شىء لهذين اليومين فقد تعلموا فضيلة الادخار وان لم يكن فليتذوقوا بعض الظروف القاسية الخشنة فى الحياة فان النعمة لا تدوم انه أيضا يشترط أن يذهبا الى المدرسة يوما فى الاسبوع بمواصلات عامة حتى يحتكوا بالآخرين من الشعب ويعلموا أن هناك فئات أخرى تعانى ضيق الحياة و يتعلموا عند النضج كيف يمكن التعامل معها ولكنها ترى أن ذلك يسبب لها احراجا أمام النسوة فى العمارة
انه تذكرنى بأفلاطون حينما تحدث عن الطفل الذى ينشأ فى خلاف بين والدته التى تتصادم مع منطق أبيه فى التربية فيجذبه هو الى نور العقل وتدفعه هى نحو الماديات فينشأ متأرجحا بين جهتين متضادتين, ان الا نقسام عرفته البشرية منذ الأزل منذ قابيل وهابيل تحدث عنه المسيح ما جئت لأضع على الأرض سلاما بل انقساما داخل البيت الواحد تجد خمسة أفراد ينقسمون , اثنين على ثلاث وثلاث على اثنتين , يبدو أن الفيفا اتخذ هذا المثل شعارا له يقولها وهو يبتسم وهكذا ينقسم الولد على أبيه والاب على ابنه والاسرة كلها يعتريها الخلاف تجد الاشقاء فى الاسرة الواحدة يأكلون من طبق واحد ينشأون فى ظروف متشابهة وتجذب الحياة كلا منهم الى طريق أخر ترى ما السبب هل هو العلم نعم انه المشعل الذى يضىء لنا الطريق ولكن هناك من أضله الله على علم, اذن الاخلاص انه عامل آخر لا بد من تعميق الرقابة الذاتية تبتعد عن الخطأ وهو لا ينتظر أن يراه أحد وهو يعمل الامر الصحيح جرس الهاتف المحمول يرن يفتش جيوبه بسرعة لا يجده انه فى الحقيبة يخرجه انه زميله فى العمل يسأله عن بعض الأوراق يجيبه باقتضاب وينهى المكالمة , يقوم الى الثلاجة يبحث عن شىء هناك بعض العصير رائع أنها تركت شيئا يتناول بعضه ويقف فى الشرفة ينظر الى الشارع المزدحم ان تربية المجتمعات مثل زراعة الأرض من يتعهدها جيدا بالرعاية فان الناتج يكون جيدا وهكذا تقل معدلات الفشل ولكننا فى الحياة غير مسئولين الا عن أنفسنا فلا ينال منا انكسار البعض أو سقوطه فى درب الكفاح تلك هى ساحة معركة الحياة و ذاك هو الاختبار عاد الى الجلوس مرة أخرى انها أيضا فى الفترة الأخيرة بدأت تمارس بعض الامتناع والمتناع غير التدلل انه يعنى أن خزان العاطفة قد بدأ فى النفاد أو أنها بدأت تستغل لهب العاطفة لتحقيق مكاسب خاصة هنالك يكون الانفصال هو الخيار الأمثل حرارة الشمس انكسرت سيئا قليلا بعض النسمات الباردة تراجعت وعادت للهبوب قرر أن يتناول وجبة الغداء فى أحد المطاعم ويتوجه الى منزلها لانهاء الامر بالكلية
يفتح الباب يجدها أمامه ومعها الطفلان وفى يدها الريموت نظر اليها بأعين تنطق بغيظ مكتوم ثمة ضجيج على السلم أشقاؤها يوجهون عمالا يحملون أثاثا فاخرا ينظر اليها بأعين مندهشة تحمل الكثير من الاسئلة الحائرة الملحة
قالت وهى تبتسم
أثاث جديد.......... من أجل حياة جديدة

ليست هناك تعليقات: