clavier arabe

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

البكاء على الجدران

لم نشارك فى بناء جدار برلين ولم نشارك فى انهياره ولكننا تحملنا وزر العملين معا أخذنا عبد الناصر الى الدفة الشرقية حين ارتضى بالشراكة مع الاتحاد السوفيتى وعبر بنا السادات الى الدفة الاخرى حين ارتضى بالشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية , لقد عبرنا الجدار قبل أن يعبره الآخرون , ولكن المحصلة لاشىء
كان المفروض أن تتحول الاحتفالية أمام جدار برلين الى محاكمة عالمية للولايات المتحدة على سنى قيادتها للعالم ومكاشفة علنية على ما اقترفته يداها بحق البشر كان المفروض أن تتحول الى محاولة للتطهر من جبال الاثم التى فعلتهاتجاه العالم المسكين
لقد جاء فى تقرير صادر عن منتدى دافوس يوجه الوضع فى العالم { ان الفقر يسمم حياة ما يقرب من نصف سكان المعمورة اخذ الدمار اللاحق يهدد قدرة الكوكب الارضى على تقديم متطلبات الضرورية لحضارة انسانية فالاوبئة الحديثة والقديمة ما عاد فى الامكان التصدى لها وذلك لأن مناعة الجراثيم للمضادات الحيوية تزداد انتشارا من يوم لآخر اضف الى ذلك أن ملايين البشر يئنون تحت وطأة تفاقم اللامساواة والضطراب الاقتصادى وشيوع الصدامات الدموية والعمليات الارهابية } هذا هو حال العالم تحت رايتك ايتها الامبراطورية فهلا تعقلت ولو لحظات
لقد انتصرت امريكا لسياسة ميكافيللى اللاخلاقية قد يجذب لها السلطة ولكنه غير كاف للاحتفاظ بها لقد انتصرت أمريكا للمصلحة على حساب العدالة فلم تحقق المصلحة ولم تأت العدالة وكانت المحصلة آهات الملايين وأنات الجماهير وصراخ المستضعفين ومازالت قاطرة الاقتصاد الحر تمضى فى طريقها الأعوج دون أى اعتبارات لحياة البشر
ان العالم مع القيادة الامريكية أشبه بسفينة تسير فى النهر بمفردها فانفردت به فأصابتها نشوة فرح غير حذر سكرة قوة بلا وعى فانطلقت تزيد من سرعتها دون ترو ولم تكن تدرك أن يدى النهر تدفعها بقوة مغموسة بالكراهية لقد كان هناك منحدر شلال فانقلبت السفينة عدة مرات وأصابتها شروخ تستعصى على الترميم
وفى الاراضى المقدسة يبكى اليهود على جدار آخر على حائط البراق مسرى النبى محمد فقد تحولوا الى طائفة دينية بلا معبد مركزى وجعلوا جل همهم الهيكل وفى سبيله أفرطوا فى التجاوزات حتى أجازوا قتل الرضع فى مخالفة صريحة لنصوص التوراة التى أوصت بالغريب واليتيم والارملة ومن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
والمسلمون يبكون على جدار الماضى حين كانوا قوة مهيبة يرتجف لها الحجر وأفئدة البشر ويتسم من فرط عدالتها رحيق الزهر يريدون العودة من جديد ولكن لا بد من بذل التضحيات فمثلهم كمثل مصارع ابتعد فترة عن حلبة القتال فترهل جسده وثقلت حركته فلما أراد أن يعود كان لزاما أن يقوم بالتدريبات العنيفة والتمارين القاسية حتى يتخلص من الشحوم الزائدة ويعود قويا يافعافيجب أن تشتعل بوتقة الابتلاءات حتى تتلاشى الشوائب والنفايات
وفى العراق يبكى الشيعة على جدران العتبات يلطمون صدورهم ويجرحون أنفسهم فى انتظار الطفل المخلص الجميع يبكى على جداره فمن يا ترى يبنى جدران العدالة لقد بنى موسى والخضر فى مصر جدارا لطفلين يتيمين يحفظ حقوقهما فمن يبنى جدارا يحفظ حقوق المستضعفين فى الأرض
من يا ترى يبنى جدران صرح العدالة المنتظر

ليست هناك تعليقات: