كان الناس أمة واحدة مجتمعين على مجموعة من القيم والمبادىء تكون دوما الكفر والضلال ومجموعة من السلوكيات الخاطئة فيأتى النبيون يدعونهم الى الهدى والحق فيختلفوا ويحدث الاستفطاب
فيتبع المستضعفون النبيين ويجادل ويناطح المترفون بحثا عن مكاسب خاصة ومنافع شخصية كما هو واضح فى حديث هرقل الشهير مع أبى سفيان ثم يأتى أمر الله فى النهاية
فالامة تجمع الشعوب والقبائل تحت مجموعة من المبادىء المشتركة مجموعة من الاهداف المشتركة والخيركل الخير أن تكون قيما نبيلة تذوب معها الفوارق وليست مصلحة مادية مثل ما يدعى المصلحة الوطنية بنهايتها تنتهى عوامل التجمع البشرى أو مصلحة رخيصة تشعل الصراع بينهم بدلا من أن توحدهم
والامة الاسلامية تجمعها مجموعة من القيم المثلى ومبادىء سامية أجملها القرآن فى آية واحدة "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فأمتنا يجمعها التعاون على الخير وتتصدى للانحرافات الخلقية والسلوكية وتجتمع تحت راية التوحيد ان أمتنا هى أمة التوحيد الأخلاقى أمة لها رسالتها الفكرية والسلوكية ليست فوضوية تعيش هكذا دون غاية أو تموت دون سبيل
واذا حافظت أمتنا على تلك القيم فستكون بها خير أمة أما اذا تخلت عنها وتولت الى غيرها فلن تكون سوى مثل غيرها من الامم التى تلاحقها اللعنات اينما حطت وهوت الى درك لا خلاص منه الا بالعودة السليمة واتباع النهج الرشيد
ويخطىء الآخرون حين يتبعون مع أمتنا استراتيجية الفئران والصدمات وهى تعنى باختصار أن مجموعة من الفئران حينما كانوا فى مصيدة ويتعرضون لصدمات كهربائية متتالية فى بادىء الامر كانت تنتابهم حالة هياج فيتدافعون ولكن دون جدوى وفى النهاية استسلموا تماما بعدما ضاع الامل وفقدوا الحراك مهما تعرضوا من صدمات فقد فقدوا طريق الخلاص
ونقول انها استراتيجية خاطئة وذلك لأن الوضع داخل المصيدة الصغيرة يختلف عن بقاع الارض الواسعة ثانيا وهذا هو الاهم أن مصدر الصدمات للفئران لم يكن معروفا ولو عرفوه واستطاعوا الوصول اليه لتغير الحال فكون مصدر الصدمات واضح للعيان لا يجعله بمنأى عن دفع الفواتير ثالثا قدرات الفئران فربما لو يملكون القدرة على تدمير المصيدة والفرار منها فلربما يفعلها أحدهم كما تدخل أيضا العوامل الايديولوجية فى افشال الاستراتيجية تماما لذلك فهذا أسلوب غير لائق للتعامل مع الامة الاسلامية أمة التوحيد الاخلاقى وربما خطره يكون كبيرا
أما بالنسبة لما حدث فى مباراة مصر والجزائر فأصابع الاستخبارات الفرنسية واضحة للغاية ورائحتها العفنة تزكم الانوف هم يريدون الوقيعة بين أبناء الكنانة واحفاد طارق بن زياد والاتحاد الدولى ويا للعجب يعجز عن تنظيم مباراة لو اسندت لمركز شباب امبابة لأحسن تنظيمها على خير وجه ورصيد الاتحاد الدولى من الفساد المالى والادارى لا يخفى على أحد والتلاعب فى المباريات ورشى الحكام أمور يعرفها الجميع ولقد صرح جو هافيلانج الرئيس السابق للاتحاد قبل بلاتر بالتلاعب فى كأس الاعالم عام 1966 و1974 لمجاملة انجلترا والمانيا , اذن فالاتحاد الدولى هو المسئول عما حدث فلابد أن نتجه دوما الى الرأس وليس الى الذنب الى العقل المحرك وليس الى الذراع والاطراف
كما جامل الاتحاد الدولى فرنسا فى بطولة عام 1998 مكافأة لها بمناسبة مرور مائتى عام على حملة نابليون على مصر وربما نفتح ملف الفساد فى الاتحاد الدولى وملف تلك البطولة بالذات كرد جميل للاستخبارات الفرنسية فالاتحاد الدولى شأنه مثل كل المنظمات الدولية ذات الرصيد المحزن والمؤسف ضد المسلمين فاذا كان الاتحاد الدولى يريد ايقاع العداوة والبغضاء بيننا بسبب مباراة تؤدى للمونديال وافساد ديننا والروابط التى تجمع بيننا فهو يستحق بالفعل افساد بطولات أوروبا وافساد المونديال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق