clavier arabe

الخميس، 10 ديسمبر 2009

عالم بلا مصداقية


- وحظرت سويسرا المآذن ولقد أثار الامر استغرابى ألا يمكن أن ينظر الى تلك المآذن على أنها طرز فنية معمارية راقية تعكس احترام الاسلام العالى للفنون ان ميادين اوروبا ومتاحفها ومدنها تحتفى بالحضارة الفرعونية بالمسلات برأس نفرتيتى بحجر رشيد فما لها لا تطيق الفنون الاسلامية كيف تتباهى بتماثيل الاغريق وآثار الرومان وتتآذى من سمو المآذن وشموخها كيف تتسع لاموال المسلمين الضخمة التى تنوء بالعصبة اولى القوة وتضيق بعمود خراسانى يعلو مساجدهم ما هذه الازدواجية الغربية وما هذه العين العوراء التى لا ترى الا أمرا واحدا وأحيانا لا ترى شيئا

- عندما سبق المصرى بن عمرو بن العاص وضربه لأنه سبق بن الأكرمين وحكم له عمر ووبخ عمرا فقد انتهج بن الخطاب مبادىء حضارية لم يصل لها الغرب بعد وربما لا يصل لم يمل الفاروق الى بن قبيلته وعرقه لم ينحاز الى من سار معه فى طريق الصعود السياسى لدولة الاسلام وبذلوا فيها الغالى والنفيس لم ينظر بن الخطاب الى ذلك كله وأعلى من قيمة العدل فوق كل الاعتبارات الاخرى و لكن عندما ننتقل كاميرا التاريخ الى عصر الفيفا والمنظمات الدولية المعاصرة نجد العجب العجاب ... فالعالم الآن لا يحكمه عمر , فلقد قرر الاتحاد الدولى البت فى تجاوزات مرتزقة الجيش الحزائرى وسدنة النظام المهترىء وسباب الاعلام الجزائرى السوقى الى فبراير ولا أدرى لم كان الفيفا فى عجلة من أمره الا اذا كان يقصد فبراير 2011 فهذا أمر آخر لقد استدعى الاتحاد الاوروبى منتخب الدانمارك عام 1992 فى بطولة اوروبا بدلا من اليوغوسلافيا وفازت الدانمارك بالبطولة فهل يفعلها الاتحاد الدولى مع منتخب الساجدين أم انه حقا عالم بلا مصداقية

- سبق الجاهليون العرب رغم انحرافهم العقدى والسلوكى وغلاظة طباعهم ادعياء الحضارة والتقدم فى الغرب حين توافقوا بينهم على رد الحقوق الى اهلها سبق قاطنو البداوة والتصحر فلاسفة العالم الحر حين أقاموا حلف الفضول فى دار بن جدعان وتعاهدوا على الوقوف بجوار المظلوم والسير معه حتى يسترد حقه سواء من قريش أو غيرها معان حضارية رغم جاهليتهم لا نرى اليوم لها وجودا لقد كان حلف الفضول أرقى من الامم المتحدة التى فشلت فى انهاء النزاعات فى العالم بل تغض الطرف عن مجازر غير مسبوقة وانتهاكات لا شبيه لها لم تعط يوما ذا الحق حقه لم يحدث التدخل فى البوسنة الا بعد خرابها ولم تدن يوما ما جرما فى الاراضى المقدسة بل كانت مطية رائعة للغزو العسكرى وحصان طروادة تختفى وراءه غايات مشبوهة واهداف ما كانت يوما ما مشروعة يا الهى لقد ملأت الامم المتحدة العالم جورا فمن يملأها الآن يا رب عدلا لقد أصبح عالم البشر أكثر وحشية من عالم الغاب يقال ان الفيلسوف الصينى الشهير كونفشيوس حين ارتحل عام 517 قبل الميلاد من ولاية لو Lu الى ولاية تسى Tsiالتقى هو وتلاميذه بامرأة تبكى عند قبر بعد ما أصابتها مصيبة ثلاثية فقد قتلت النمور حماها وزوجها وابنها فسألها كونفشيوس وهو يواسيها لم اختارت تلك البقعة للسكن فيها رغم خطورتها فقالت لأنه لا توجد فيها حكومة جائرة فالتفت الى تلاميذه وقال لهم دونوا " الحكومة الجائرة أشد وحشية من النمور "

ليست هناك تعليقات: