- فطر الانسان على الخوف والخوف الشديد سواء كان حاكما أو محكوما ملكا أو مملوكا رجلا كان أو امرأة غنيا يتبختر أو فقيرا يتعثر يقول سبحانه " ان الانسان خلق هلوعا " فكل البشر حالتهم الاساسية هى الهلع و هاجس الامن الاقتصادى والاجتماعى يتلاعبان بالنفس منذ الازل والخوف من المستقبل المجهول يطاردها دوما بالحاح ..بلا توقف ...وبلا رحمة وصدق من قال , وانى لمفن دمع عينى بالبكا حذار الذى كان أو هو كائن
ولكن هناك منظومة أخلاقية تدخل على هذا الكائن المرتجف تخرجه من طور الخوف الى رحابة الامن من حالة الهلع الى عالم الطمأنينة والسكينة يقول المولى سبحانه "الا المصلين " ثم يذكر مجموعة من الصفات ان ارتبطوا بها وارتبطت بهم تحقق المراد المنشود
ومن تلك الصفات رعوية العهد والامانة تخيل أن مديرا لاحد المخازن جاءه على حين غرة رجل يرتدى ملابس سوداء أنيقة ونظارة معتمة وقال له بصوت خفيض مخيف سنقوم بجرد الآن فان كان الرجل أمينا دفاتره سليمة فلن يهتز له جفن ولن يرتعش له ذراع أما لو كان الامر غير ذلك فحالة الهلع سترتسم على وجهه والتصبب عرقا سيحدث لا محالة بمجرد سماعه تلك الكلمات التى ستنزل عليه كأنها الصاعقة فى غير موعدها ان السياسة بلا أخلاق هى سياسة خائفة مرتعشة لا تثبت أمام العقبات أو النوازل والاختبارات ستنهار حين تحاكمها عدالة القدر و الرأسمالية العالمية تحت مظلة العلمانية جردت النفس البشرية من الاخلاق فأوقعتهم فريسة لسنابك أشباح الخوف الضارية
ان الانسان فى حاجة ماسة للمنظومة الاخلاقية ليس من أجل الآخرين ولكن من أجل راحته هو ولكن هذا لا يعنى أن الملائكة ستعيش على الأرض
-" وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها " هل بالفعل الفؤاد غير القلب فحين كان الحديث عن الفراغ العاطفى جاءت كلمة الفؤاد وحين كان الحديث عن الفعل والارادة جاءت كلمة القلب الفؤاد هو مستودع المشاعر والأحاسيس والانفعالات أما القلب فهو مركز الارادة والادراك ولكن طاقة الفؤاد الشعورية تنبع من حركة مضخة القلب المستمرة مادامت الروح تعانق الجسد فتلك الحركة ينتج عنها فيزيائيا طاقة يتم تسجيلها على اجهزة القياس وعندما تحدث الصدمات النفسية تنخفض دقات القلب عن طريق العصب الحائر The Vagus فيتنخفض الطاقة ويحدث الانقباض والاحساس بالفراغ العاطفى وعندما تحدث القرآن عن حال غير المؤمنين يوم القيامة قال "وأفئدتهم هواء "ليظهر كم نفوسهم وقتئذ مضطربة وهواء أفضل من خواء لأن حرف الهاء أعمق فى مخرجه من الخاء فالاضطراب والقلق بداخلهم أشد عمقا
- أختلف مع الادعاء بأن يوسف عليه السلام كان على عهد الهكسوس بل كان مبعوثا الى المصريين القدماء ألم يصف المولى الرجل الذى اشتراه بأنه من مصر وقال لاخوته ادخلوا مصر ان شأء الله آمنين " فكيف يتحقق الامن مع الاحتلال كما ان مؤمن سورة غافر قال للمصريين القدماء أن يوسف قد جاءهم من قبل بالبينات اذن فالصديق كان مبعوثا الى قدماء المصريين كما أن حديث مؤمن سورة غافر والذى لن تجده لا فى التوراة ولا فى الانجيل ولم يعثر عليه حتى الآن فى اى بردية ولكن القرآن الكريم خلد قصته فالكلمات الصادقة تبقى دوما خالدة ولا تذهب أبدا هباء يظهر الحالة الدينية عند المصريين حيث يتضح أنهم كانوا يعرفون قصة نوح والطوفان وقوم عاد كما يظهر معرفتهم بالحياة بعد الموت
وما دمنا تحدثنا عن نبى الله يوسف نلفت النظر الى حال النسوة حين نظرن اليه فقد استخدم القرآن اللفظ "أكبرنه " وهى تعنى لآينه فى أعينهن كبيرا وهى أولى درجات العشق عند النساء أن يرين الرجل كبيرا وهن صغارا اليه أما اولى درجات عند الرجل فقد استخد سبحانه مع نبى الاسلام لفظ "ولو أعجبك حسنهن " فالرجل يعجب بحسن المرأة والمرأة تكبر الرجل
- عندما عانى أحد تلاميذ كونفشيوس من خسارة شخصية ألمت به فك وثاق جوادا من جياد عربته وأهداه الى أسرة تلميذه وقال "اننى أكره ألا تكون دموعى يعقبها تعاطف عملى " اننا فى حاجة الى تجاوز مرحلة البكاء الى مرحلة الأفعال الصادقة الطيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق