يقول أ. ف. توملين فى كتابه فلاسفة الشرق "وكوفىء أخيرا كونفشيوس فقد قرر حاكم ولاية لو LU توليته منصب القضاء فاذا بتحول أخلاقى مذهل وقد بلغ مستوى الاخلاق من السمو درجة لم يبلغها من قبل وبلغت الامانة مبلغا تاما حتى اذا سقطت الاشياء الثمينة فى الطريق العام تظل فى مكانها أو تعاد الى أصحابها وقد صار الناس فى دهشة من فضيلتهم أنفسهم كان الغش و ارتقى كونفشيوس الى درجة رئيس الوزراء فصار الغش والفساد خجلين وأخفيا أنفسهما وصار الايمان الصادق والولاء أخلاق الرجال والطهرة ودماثة الخلق صفات النساء ووفد الاغراب فى حشود من الولايات الاخرى }
ورغم ان السيد توملين لا يرى الامر يخلو من مبالغة الا انه يعلق قائلا ان هذا التحول ليس مستحيلا بل المستحيل حسب الطبيعة البشرية استمرار هذا الامر, وجاء التمزق من الخارج وليس من الداخل فقد أحس حكام الولايات الاخرى بالخطر فقد تسرى عدوى المطالبة بالفضيلة الى شعوبهم وقد ينادى المغلوبون على امرهم بانتهاج اسلوب كونفشيوس
فأرسل حاكم ولاية تسى Tsiثمانين مغنية شابة ومحظية ومائة وعشرين جوادا فعلم كونفشيوس بها ومنع ادخالها الى العاصمة الا أن احد موظفى القصر تسلل الى خارج العاصمة وعاد يروى رواية براقة وقدأفرط فى الوصفكثيرا , فاشتعل خيال الملك وتمكن منه لهيب الفضول والرغبة معا , ان التمزق من الخارج دوما لا بد أن تمد له ايد من الداخل العون والمساعدة واستسلم كونفشيوس لرغبة الملك وعادت الاحتفالات الى القصر ويبدو أن الامر فعلا كان يستحق ,, وتوقفت الاعياد الدينية حتى الاضحيات وآثر كونفشيوس الانزواء والنفى بعيدا وامتطى عربته واختار الرحيل
مما دفع الصينيون الى القول "ان الشهوات فى المقدمة والفضيلة خلفها " لم يا ترى انهار نموذج كونفشيوس الهش بهذه الطريقة البسيطة للغاية كيف أطاحت سيقان النساء بأسوار العدالة
ان الاسلام لا يصنع مع الشهوات ولهيبها صداما بل ينظمها ويحسن توجيهها مثنى وثلاث ورباع , ان عشق النساء ليس جريمة ولن يكون جريمة , بل صح عنه صلى الله عليه وسلم أنهن حببن اليه ولا يصبر عليهن ,
فالجريمة الا تكون فى اطار شرعى أو أن تكون سببا فى الحيد عن جادة الصواب والقعود عن القيام بالواجبات
ان النموذج الاسلامى أقامه رجال ذوى صفات معينة وان كان بن خلدون رآى فى مقدمته أن دولة الاسلام لا تخضع لقوانين لان نشأتها معجزة والمعجزات لا قوانين لها ولكن يحق علينا أن ندرس تلك المعجزة جيدا
لقد أوضحت سورة الفتح صفات أولئك الابطال بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم وكنت أتساءل اليس فى ذلك عنصرية وعداء لبعض بنى آدم و مع اخوة فى اطار الانسانية ولكن عندما نفكر قليلا يزول هذا الوهم فهؤلاء القوم كما وصفهم القرآن يحبهم ربهم ويحبونه والمرء عندما يرى شخصا يذكره بمحبوبه أو ذا صلة قرابة به يحتفى به ويحسن اليه انه يحرك شغاف القلب بالشوق الى من يحب واذا رآى شخصا يكن لمحبوبه بالكراهية والعداء لا يطيق رؤيته ولا التعامل معه هكذا المسلمون وربهم كما يبرون ويحسنوا الى من أحسن اليهم وان كان على غير هديهم
كذلك تختلف رؤية من ينظر الى الحياة كمرحلة منتهية ومن ينظر اليها على أنها ممر الى عالم آخر أكثر سعة ورحابة تؤثر تلك الرؤية فى أفكاره وتصرفاته وافعاله أفمن كان مؤمنا كم كان فاسقا ....لا يستون وفاسقا هنا تعنى غير مؤمن وليس عاصيا فكلنا نخطىء ولولم نفعل لذهب الله بنا لذلك جعلت هذه الآية على جهازى المحمول أستمع اليها كلما هاتفنى أحد ان المساواة المطلقة بلا ضوابط سذاجة فكر وسفاهة عقل لا تستقيم مع واقع البشر
لقد نشأ الاسلام فى جزيرة العرب كحركة سياسية ذات أساس عقدى فهؤلاء الرجال يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود فالاسلام حركة سياسية توحيدية أخلاقية وليست حركة تحرر بل أخلاق
هذه هى صفات الذين قامت على أكتافهم دولة الاسلام وهى بالمناسبة موجودة بالفعل فى التوراة الموجودة حاليا...
فما هى صفات الذين قامت على أكتافهم الامبراطورية الامريكية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق