سلسلة مقالات اهداء الى أمى
- جاء فى كتاب تاريخ الامبراطورية الرومانية للاستاذ سيد الناصرى أن الامبراطور أغسطس {اوكتافيوس } أنه أدرك أهمية وسائل الدعاية والاعلام فكون لها جهازا خاصا أشرف عليه ماكيناس كانت مهمته التبشير ونشر ما يريد من أفكار فى رؤوس الجماهير بصرف النظر عن استعداد الناس السيكولوجى والفطرى لها وكانت وسيلة ماكيناس هى الادب والشعر لسهولة دخولها الى قلب الجماهير وعقلها ولجأ الى الفنون لأنها وسيلة المعرفة المنظورة التى تترك أثرا محفورا فى الجماهير وهذا ما يحدث فى عصر العولمة المعاصر وقد استبدلت العمارة بعناصر الصورة فى السينما والتليفزيون والشعر حلت محله القصة كما لجأ أغسطس الى النقود ووضع عليها ما يريد من شعارات وما يريد للناس أن يعرفوه لسهولة تداولها بين الناس ولكن هذا الزخم الاعلامى المعاصر سيتبخر أمام بصيص نور من نفحات الفجر بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فوسيلة الاعلام مهما بلغ انتشارها وتأاثيرها فان سحرها سيزول من صورة أو مشهد صادق بلا خداع العجيب أن لقب أغسطس يعنى المهيب فى اللغة الرومانية والعجيب أيضا أن شهر أغسطس الذى سمى على اسم ذلك الامبراور كان أكثر الشهور دموية فى أفغانستان هذا العام
- العائدون الى المسيحية عنوان تصدر المواقع الاعلامية فى الفترة الماضية ....وما زال يتصدروهو عنوان مخفف لمصطلح المرتدون وقد لجأ النصارى فى مصر الى هذه الحيلة الساذجة لوقف النزيف الديموغرافى فى أعدادهم , فأرادوا أن يظهروا لعوامهم أن البعض بعد دخول الاسلام يعود للنصرانية مرة أخرى لاعادة الاعتبار للعقيدة المنهارة وهذا نوع من التلاعب بالعقائد والمقدسات لا يقبله ذو عقل واع أو خلق راق وهى حيلة قديمة لجأ اليها اليهود فى مجتمع المدينة الاول عندما قالوا لنؤمن بالذى أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار ثم يكفرون آخره لغاية خبيثة وهدف مشبوه وهو زعزعة العقيدة الراسخة فى النفوس لعلهم يرجعون ان حرية العقيدة تحت راية العولمة لا تعنى أن يتحول المعتقد الى قطعة من العلك يمضغها الفرد فترة ثم يلقيها وكأن شيئا لم يكن أو قد يلجأ اليه البعض بشكل متدن لعلاج خلل فى عقيدته نعلم جميعا أن النصرانية تعانى من مأزق ,من اشكالية كبرى ولكن الحل يكون بالمكاشفة بالمصارحة بعرض القضية على الاتباع بشفافية تامة لا باللجوء الى حيل متدنية تسىء الى أصحابها أكثر مما تسىء الى غيرهم
- كنت أتمنى التعرض الى قصة سليمان وبلقيس بشىء من التفصيل لعرض المراسلات بين الحكام والملوك فى عالم السياسة وتحليلها والتى تتبعها العولمة المعاصرة بشكل يقبت أن البشر هم البشر وان مرت القرون والسنون وتوالت عليهم رحى الايام ولكن لضيق الوقت وأشياء أخرى سنكتفى بعرض هذا المشهد من تلك القصة الرائعة فبعد أن أخرجت بلقيس قرار الحرب من حساباتها خوفا من المصير الغير مضمون على أيدى سليمان وجنوده فقد أصابها الضعف والخوار وقالت ان الملوك اذا دخلوا قرية وهم منتصرون فسيسحقون الطبقة الحاكمة الاخرى ويجعلونهم أذلة ...وكذلك يفعلون أى هذا ما سيقدم عليه سليمان وجنده لذلك لجأت الى اسلوب القوة الناعمة ومحاولة شراء سليمان وأن ترسل اليه هدية ثم تنظر رد الفعل ونتيجته من هذا الملك القوى فسليمان كان لها شخصية غامضة لا تعرف مداخله ومخارجه ما هى نقاط ضعفه حتى يمكنها أن تخضعه فكان قرار ارسال الهدية ولكن مثل سليمان لا يشترى فعندما رآها سخر قائلا أتمدوننى بمال عليك السلام يا نبى الله كم من دول ضاعت بهدايا وحقوق بشر انتهكت بأموال , ثم قال عليه السلام أن نعمة الله وفضله عليه خير مما لديكم ثم أطلق قولا أسأل الله أن يوضع شعارا على قصر الخلافة الاسلامية الكبرى ...بل أنتم بهديتكم تفرحون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق