أوهم اليهود وأوهموا العالم بأنهم شعب الله المختار ولكنهم لم يقدموا لنا الحيثيات ألأنهم أبناء ابراهيم فنحن أيضا ألأنهم نزلت فيهم التوراة فانهم لم يحملوها ان الذى قال فيهم وفضلتكم على العالمين قال فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم
ان نصوص التوراة تلعن اليهود بعبارات أشد قسوة من القرآن وتعلن بلا جدل أو مواربة أنهم لم يعودوا هم الشعب المختار {جيل أعوج أنفسهم ملتو ألرب تكافئون بهذا يا شعبا غبيا غير حكيم } تثنية 5:33 وأن الرب قد أراد التخلى عنهم {وقال أحجب وجهى عنهم وأنظر ماذا تكون آخرتهم انهم جيل متقلب أولاد لا أمانة فيهم } تثنية 20:33 وانتهى عهدهم مع ربهم فلن يكونوا أبدا هم الشعب الذى اختاره الرب فقد حلت عليهم النقمة الى أبد الآبدين {رجس هو الذى يختاركم } اشعياء 24:41 اذن فالادعاء اليهودى سراب قد بطل , والأوهام التلمودية قطعة جليد قد ذابت وهذا ما تشهد به نصوص توراتهم , وتعلن به كلمات أسفارهم , انها الامنيات الكاذبة التى يأبى صاحبها أن يستفيق والأحلام المغلوطة التى لا يريد عاشقها أن تتلاشى , والترهات الضبابية التى لن تصمد أمام ضياء الشمس فمتى يقتنع اليهود بسفر الحقيقة
لقد أخبرهم الرب بالتغيرات الجديدة والأمور المستحدثة فان شعبا خارجا من الصحراء والبداوة سيكون هو حامل لواء الرب وأمل البشرية المنتظر , اختاره الرب لنشر كلمته فى ربوع الأرض فلماذا لم تنضووا تحت رايته وتعزروه وتنصروه وتتبعوا النور الذى أنزل معه والله لن يخسر أحد غيركم ,
فقد قال لهم الرب فى سفر اشعياء متحدثا عن هذا الشعب {هأنذا صانع أمرا جديدا الآن ينبت ألا تعرفونه أجعل فى البرية طريقا فى الصحراء أنهارا .....لأنى جعلت فى البرية ماء , أنهارا فى الصحراء لأسقى شعبى مختارى هذا الشعب جبلته لنفسى يحدث بتسبيحى وأنت لم تدعنى يا يعقوب حتى تتعب من أجلى يا اسرائيل } اشعياء 18:43 نعم ان شعب البداوة والتصحر هو الواقع الجديد الذى أنكره بنو اسرائيل الحقيقة الناصعة التى يأباها بيت يعقوب ان شعب البداوة والتصحر هم شعب الله المختار انها حقيقة ما لها من مناص رغم أنف الحشرات الاعلامية التى تقتات على موائدكم
ان المسلمين نشروا كلمة الرب شرقا وغربا وكانوا أهلا لها و أهل البداوة والتصحر هم الذين أقاموا مباهج العمران فى العالم بغداد وسامراء والفسطاط والقيروان وأضاؤا مشاعل الأندلس فلماذا تبسط اليهم يدك بالشر لماذا تأتيهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى تصرفهم عن أمر الله لماذا يا بيت يعقوب تفعل كل ما تفعل لتحول بينهم وبين غايتهم تطلق عليهم الحمم الفوسفورية تضيق عليهم حياتهم الاقتصادية تحشد العالم كله ضدهم ألرب أمرك بهذا فكيف كنت تريد أن تظل شعب الله المختار وتحكى نصوص التوراة عن أماكنهم المقدسة فتقول { تفرح الأرض اليابسة وتبتهج الصحراء وتزهر كالنرجس .....حينئذ تتفتح أعين العمى وآذان الصم ...وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة لا يعبر فيها نجس بل هى لهم من سلك فى هذا الطريق حتى الجهال لا يضل } اشعياء 1:35 نعم فأماكنهم المقدسة محرمة على غيرهم وطريقهم الذى وضعه الرب اليهم مستقيم لا عوج فيه وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه وانظر الى قوله حتى الجهال انهم الأميون الذين بعث فيهم نبى آخر الزمان .... ولكن هنالك استدراك فالأمور ليست على تفلتها فخيرية هذه الأمة ليست مطلقة ليست صكا على بياض بل هى مشروطة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والايمان بالله كما ان خيريتهم ليست بابا مصفدا لا يدخله أحد غيرهم بل هو مفتوح للجميع ولو ءامن أهل الكتاب لكان خيرا لهم فجل فرحتهم حين يدخل شخص الاسلام فهو خير لهم من الدنيا وما فيها فلماذا ينقمون على المسلمين حبهم لدينهم
لقد قدم المسلمون أعظم نموذج للدولة خرج من رحم التاريخ تختلف عن سابقاتها من دول ان الجمهورية مثلا عند أفلاطون هى جمهورية شمولية يراها مثل الجسد البشرى الرأس فيه ترمز لطبقة الحكام لها القيادة والسيطرة على بقية الأعضاء والفرد مثل أى عضو آخر ينفذ ما يمليه من تعليمات ولا توجد مساواة بين الأفراد و لا تستوى أعضاؤه فالقلب ليس مثل الاصبع وهذا ما يقوم عليه النظام العالمى الجديد وقرية العالم الصغيرة
والدولة فى الاسلام أيضا هى مثل الجسد ولكنها "دولة الجسد الواحد " اذا اشتكى عضو يشاركه الجميع أحزانه ويعاونه فى همومه انها نظرة مختلفة نعم هناك مركز القيادة فى القلب لها السمع والطاعة وأجهزة الاستخبارات فى العقل تجمع كل ما يهم الجسد الانسانى من معلومات عنه وعن البيئة المحيطة والأعضاء الآخرون الذين يعرف كل منهم دوره ووظيفته ولكن هذا التقسيم فى الاسلام ليس تقسيما طبقيا بل اداريا وتنظيميا فقد وليت عليكم ولست بخيركم ويوصل القلب مركز القيادة الروافد لكل الأعضاء ليقدم لها ما تحتاجه من غذاء واذا مس الضرر عضو تداعى لها الاخرون انها " دولة الجسد الواحد " وهناك أمور يتصرف فيها العضو دون الرجوع الى الادارة المركزية مثل وخز دبوس أو لهب نار فيبتعد عنه برد الفعل الانعكاسى وهناك أمور يجب الرجوع فيها للادارة المركزية مثل النزف وكسر عظم فيجب أن يكون هناك قرار بالتحرك لعلاج سريع انها دولة الاسلام " دولة الجسد الواحد "دولة يتكاتف فيها المجتمع يقوم العلماء بدورهم ورجال السياسة بوظائفهم والجيش بالحماية والموظفون والمهنيون بأعمالهم قلوبهم مؤتلفة أهدافهم مشتركة الههم واحد فهل علمتم لماذا كان المسلمون هم شعب الله المختار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق