كان جالسا فى العربة الزرقاء المغطاة من كل جانب الا من فتحة صغيرة سنتيمترات فى سنتيمترات تكسوها شبكة من السلك يقف برأسه من خلفها وكأن فتحاتها الضيقة ثقوب فى جدران الذاكرة ينظر من خلالها الى فضاء الماضى المضطرب يستعيده حدثا حدثا ومشهدا مشهدا العربة كانت فى طريقها المعهود تحفظه من كثرة التكرار لم يقطع تتابع الاحداث بداخله الا صوت انفجار شديد انه اطار السيارة ..." حتى أنت أيها الاطار" قالها وهو يخرج معها هواء الزفير الذى تراكم فى صدره كأنه يأبى أن يخرج توقفت العربة أمام ملعب صغير يتقاذف فيه الأطفال الكرة بفرح ومرح نظر اليهم وأخذ يحدق النظر أعاد له استدارة الكرة المتأرجحة ذكريات مشهد جميل غاب عنه حين كان يلعب الكرة مع أقرانه فى ملعب صغير مثل هذا الملعب تماما
كانوا يلهون بالكرة وهى تلهو معهم يتقاذفونها وضحكاتهم البريئة تتصاعد فتضحك معهم ويفوح عبير الضحكات ليملأ أصداء المكان, أحلامهم الغضة تداعب ذرات الهواء فتحملها بعيدا بعيدا الى القمر فيهمسون في أذنيه يأحلى الأناشيد وأعذب الاصوات فينظر اليهم مبتسما ويتمنى لو أنه ينزل ويلهو معهم ولكن تلك الاحلام الغضة وجدوها مقتولة ذات صباح تحت سفح الجبل وما زال الجناة طلقاء يقتلون أحلاما أخرى
جباههم كانت صافية تشرق منها شموس المستقبل الذى يتراءى من بعيد لم يكونوا يعرفون ملامحه ولكنهم كانوا يبتسمون له مع كل فصل ربيع
كانوا يجهلون تعقيدات الحياة وكانت تجهلهم وكان جوال همومهم فارغا الا من دمعة حزن لانكسار اللعبة الجديدة سرعان ما تختفى مع ابتسامة لعبة أخرى
ويتذكر جيدا حين ركل أحد أصدقائه الكرة بعيدا فهرول خلفها كى يلحق بها فاصطدمت بعربة زرقاء مثل التى يركبها تماما فأقبل نحوها فوجد بداخلها شخصا يشبهه فنظر اليه وخصلات شعره تتدلى على جبينه وسأله ببراءة شديدة "هو انت قاعد هنا ليه يا عمو " فأجابه بابتسامة ممزوجة بالألم
ياه كيف غاب هذا المشهد عن ذاكرته كيف انمحت تفاصيله هكذا عجيبة تلك سفينة الحياة انها ترسو على نفس الشاطىء صبيحة كل يوم لتصطحب ضحايا جدد
يخدعنا مذاقها فتبتهج وننقاد وراء وسوستها فتتركنا وتمضى , نحاول اللحاق بها ..... فلا نستطيع
وفجأة صوت ارتطام خفيف انها الكرة وأقبل طفل نحوها وخصلات الشعر تتدلى على جبينه وسأله ببراءة شديدة "هو أنت قاعد هنا ليه يا عمو "
كانوا يلهون بالكرة وهى تلهو معهم يتقاذفونها وضحكاتهم البريئة تتصاعد فتضحك معهم ويفوح عبير الضحكات ليملأ أصداء المكان, أحلامهم الغضة تداعب ذرات الهواء فتحملها بعيدا بعيدا الى القمر فيهمسون في أذنيه يأحلى الأناشيد وأعذب الاصوات فينظر اليهم مبتسما ويتمنى لو أنه ينزل ويلهو معهم ولكن تلك الاحلام الغضة وجدوها مقتولة ذات صباح تحت سفح الجبل وما زال الجناة طلقاء يقتلون أحلاما أخرى
جباههم كانت صافية تشرق منها شموس المستقبل الذى يتراءى من بعيد لم يكونوا يعرفون ملامحه ولكنهم كانوا يبتسمون له مع كل فصل ربيع
كانوا يجهلون تعقيدات الحياة وكانت تجهلهم وكان جوال همومهم فارغا الا من دمعة حزن لانكسار اللعبة الجديدة سرعان ما تختفى مع ابتسامة لعبة أخرى
ويتذكر جيدا حين ركل أحد أصدقائه الكرة بعيدا فهرول خلفها كى يلحق بها فاصطدمت بعربة زرقاء مثل التى يركبها تماما فأقبل نحوها فوجد بداخلها شخصا يشبهه فنظر اليه وخصلات شعره تتدلى على جبينه وسأله ببراءة شديدة "هو انت قاعد هنا ليه يا عمو " فأجابه بابتسامة ممزوجة بالألم
ياه كيف غاب هذا المشهد عن ذاكرته كيف انمحت تفاصيله هكذا عجيبة تلك سفينة الحياة انها ترسو على نفس الشاطىء صبيحة كل يوم لتصطحب ضحايا جدد
يخدعنا مذاقها فتبتهج وننقاد وراء وسوستها فتتركنا وتمضى , نحاول اللحاق بها ..... فلا نستطيع
وفجأة صوت ارتطام خفيف انها الكرة وأقبل طفل نحوها وخصلات الشعر تتدلى على جبينه وسأله ببراءة شديدة "هو أنت قاعد هنا ليه يا عمو "
قصة قصيرة للدكتور حامد أنور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق