نظرا لأننا نعيش أجواء روحانية متشبعة بنسمات شهر شعبان ومفعمة بالهدوء والسكينة نعيد نشر هذا المقال عن نبى الاسلام محمد رسول الله
من حين لاخر تخرج الالة الاعلامية الغربية المجحفة تتبعها ابواق الضلال لتنال من شخص نبى الاسلام محمد بلا عقل او معرفة تحركها احقاد دفينة ونار غيظ لم تهدأ يوما فمن انت يا محمدلنبحر سويا فى ثنايا شخص محمد صلى الله عليه وسلم الذى يقض مضاجع الغرب ويهدد عروشهم الهشة والذى كان مبعثه لحظة فارقة فى تاريخ البشرفعندما اتأمل شخصية نبى الاسلام وتعامله مع العوام وتحمله لتجاوزاتهم وشطحاتهم واختلاف مستوى العقول بينهم لا املك الا ان اعترف بارتقاء شخصية الانبياء عن باقى بنى البشر رغم انهم مثلهم بشر وكنت اسأل نفسى دوما - ومن حقى ان اسأل لمعرفة الحكمة لا العلة - لماذا يا رب اخترت محمدا عليه السلام دون غيره من ابناء ادم لحمل تلك الرسالة الالهية لماذا اصطفيته هو ليكون سيد الخلق حاملا خاتم النبوة وعهد السماء الاخير الى اهل الارض فاذا بمواقفه عليه السلام ترد على بكل قوة .. لماذا كان محمد ؟
فالتعامل مع عوام البشر من اصعب المهام و التجاوب مع طبائع بنى الانسان اشق مهمة من تسلق نتوءات الجبال يأتيه رجل ويجذبه من ثوبه يقول يا محمد اعطنى فانك لا تعطنى من ما ل ابيك لو فعلها واحد مع احدنا هذه الايام لكانت فرصة سانحة ليخرج ما حفظته جعبتنه من احط الالفاظ ومشاجرة عنيفة تنقلها ذرات الهواء الى اسماع البشر ولكنه صلى الله عليه وسلم يحتوى الرجل بالرحمة والرفق ويجزل له العطاء , يعلم الناس ان الله قد كتب عليهم الحج ليحجوا فيسأله احد الجالسين افى كل عام يا رسول الله فيسكت النبى لعل الرجل يقلع ولكنه يستمر موغلا فى الحاحه أفى كل عام يا رسول الله ؟ فيسكت النبى و الرجل ماض , افى كل عام يا رسول الله فيقول له لو قلت نعم لوجبت ذرونى ما تركتكم , يريد الا يحمل النفوس فوق طاقتها ولكن النفوس تأبى الا المجادلة , يحدثهم عن سبعين الفا من امته سيدخلون الجنة بلا حساب فيقول عكاشة انا منهم يا رسول الله فيقره , يسأله اخر وانا يا رسول الله فيجيب اجابة عبقرية فلو قال نعم لفتح الباب على مصراعيه ولو قال لا لتضايق الرجل ولكن حكمته عليه السلام تجعله يقول سبقك بها عكاشة ... فمن انت يا محمد ؟ يمضى نحو الطائف يدعو الناس يريد ان يحررهم من معبودات الارض واغواء الشيطان وخرافات البشر فيجرؤون عليه سفهاءهم ليقذفوه بما تطوله ايديهم بلا وخزة ضمير فاذا به يدعو لهم , بل اكثر من ذلك لم يناشد ربه لم لم تمنعنى من البداية يا رب - وانت تعلم الغيب - حتى لا اواجه اولئك الحمقى والجهلاء ولكنه يتوجه اليه طالبا منه الصفح والمغفرة .... وينبغى هنا ان نشير الى نقطة هامة وهى ان الرسول عاد مرة اخرى الى الطائف بعد تسع سنوات وفتحها عنوة فالذى خرج منها يتقاذفه السفهاء بالحجارة عاد ومعه الاف المقاتلين محملين بالسيوف تماما كما فعل موسى عليه السلام فالذى خرج من مصر خائفا يترقب عاد اليها بعصا تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر وابدا لا يفلح الساحر حيث اتى كما ينبغى ان نشير انه فى لحظات الاستضعاف يجب ان تكون ثابتا راسخا على مبادئك حتى تنا ل تعاطف الجماهير اما فى حالة القوة ينبغى ان تكون عادلا لتحصل على نفس التعاطف ونشير ايضا ان استضعاف الرسول لم يمنعه من ان ينتقد المؤسسة الحاكمة فى مكة وان يكون قاسيا فى وصفها
اى رجل انت يامحمد ؟وعندما اتأمل حال الفلاسفة وما اتى بهم عقلهم الضعيف وفكرهم المظلم عن الحياة والكون والخلق تفيض العيون من الدمع الحمد لله ان بعث محمدا فتجد ان مالبرانش استاذ الفلسفة الجبرية يقول { ان الله هو الطاقة الكلية للكون وهو القوة الوحيدة وكل ما يتحرك ويفكر انما يفعل هذا لأن القوة الالهية تعمل من خلال العمليات البدنية او العقلية والحركة هى الله فى أشكال مادية والتفكير هو الله يفكر بداخلنا } اى انه يؤسس للحلول والاتحاد وبرأ الانسان من حمل الاوزار انه خلاص على الطريقة الكاثوليكية ولكنه بعيون الفلاسفة وجاء سبينوزا ورفاقه من بعده يؤسسون لاحلال ماكينة العالم محل العناية الالهية وجعلوا الله هو الطبيعة والطبيعة هى الله و استدعى اخرون نظريات ازلية المادة والية الكون وان الكون يسير الان بمفرده ضمن قوانين ارتضتها له الطبيعة ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ولكنهم لم يوضحوا لنا كيف تسيطر الطبيعة على الكون وكيف لتلك السيطرة ان تستمر؟ ان الالة التى يخلقها الانسان بيديه كثيرا ما يفقد السيطرة عليها وتتمرد على قوانينه ولكن لماذا الشمس اليوم تشرق فى نفس التوقيت الذى اشرقت فيه من الف عام من الفى عام دون اختلاف فمن الذى يحكم تلك السيطرة بلا خلل وكيف جعلت للشتاء محاصيل تختلف فى مكوناتها وفوائدها عن محاصيل الصيف ؟ بل لماذا لا يعجل الصيف يوما موعد مجيئه كلعبة تفاجئنا بها الطبيعة بدلا من هذا الروتين الممل وهل الزلازل والاعاصير لهو من الطبيعة مع بنى البشرولكننا فى هذه الظلم ينبلج لنا النور فنجد فى ايات القران المنزلة ما يهدم كل تلك الهرطقات العبثية فى اية واحدة , اية واحدة تمحو من العقل خرافات الفلاسفة { الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل } فالله خالق كل شىء تنفى ازلية المادة , وهو على كل شىء وكيل تنفى ان الكون يسير بطريقة الية بل يد الله تقوم عليه فى كل لحظة فلا يختل...... اى اعجاز هذا يا رب الحمد لله ان بعثك بالقران يا محمد
وعندما نتأمل تلك المعركة التى نشأت بين الفلاسفة حول الطفل حين يولد هل لديه قدر من المعرفة ام لا ورأى سقراط فى انه يولد عارفا ونظريته المعروفة { التوليد } حيث يقوم بتوليد المعانى من الشخص الذى امامه من خلال طرح الاسئلة عليه فيقول سقراط " ان المعرفة فطرية فى النفس وان مهمة المعلم تتلخص فى مساعدة الاخر على استخراج الكامن عنده وليس فى اضافة شىء جديد " ... وهذا محض هراء ,كما رأى فلاسفة الثورة الفرنسية ان عقل الانسان يولد خاليا من اى معرفة او مفاهيم وانه يولد صفحة بيضاء خالية من اى رسم او نقش وان اشياء الكون الموجودة فى عقل الانسان انما هو نابع من تصوره لها من خلال الحواس وليست بالضرورة حقيقة وجودها وطبيعتهاوهذا صحيح نوعا ما وليس بالكلية لذلك كان نعيم الجنة الموصوف لنا تقريبا وليس تحديدا ولكنهم لم يوضحوا لنا كيف ينشأ الوجدان والانفعال البشرىولكن ماذا يقول القران الذى نزل على محمد يوضح القرأن الكريم ان الطفل يولد لا يعلم شيئا بل هو صفحة بيضاء تماما ثم من خلال حاستى السمع والبصر يبدأ فى تلقى المعلومات عن هذا الكون الفسيح وحاستى السمع والبصر محدودة بقياسات معينة لذلك كانت المعرفة البشرية محدودة بتلك القياسات فأعظم البشر فينا بصرا لا يرى اشعة اكس واعظم البشر فينا سمعا لا يسمع الموجات الفوق صوتية كما أشار القرأن الى شىء اخر خلقه الله للانسان وهو الفؤاد وهو الوجدان او مستودع الانفعالات والمشاعر { وهو الذى أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة } اذن فالفؤاد هو مستودع الانفعالات والعواطف البشرية فترى الطفل يحزن ويبتسم يبكى ويضحك ويشعر بفقدان امه وهنا يبرز السؤال الاهم لاولئك الفلاسفة هل الطبيعة لديها احساس ام مجرد الة صماء جامدة فان قالوا انها الة صماء فكيف خلقت العواطف والانفعالات لبنى البشر ففاقد الشىء لا يعطيه فان قالوا انها تغضب وترضى اذن فابحثوا عما يغضبها واجتنبوه وابحثوا عما يرضيها وافعلوهوالفؤاد يتأثر بما يسمع وبما يبصر فاذا تم خداع البصر وتزييف السمع يتلوث الفؤاد ويتعكر الوجدان لذلك { ان السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا }وعلى ذلك فكل جيل من البشر يظهر للوجود مجردا من كل شىء ليبدأ رحلة اختبار وابتلاء له على ارض المعمورة له فيها مطلق الاختيار وتحديد الطريق الذى يركن اليه كما ان المهارات البشرية تكتسب وليست فطرية كما فى الحيوانات والحشرات لذلك كان الانسان يتميز بالبيان الذى يمكنه من تخزين تلك المهارات والعلوم ليكون تراثا تراكميا للبشرية تستفيد منه جيلا بعد جيل حتى اجل مسمى لذلك يبنى الحضارة { الرحمن خلق الانسان علمه البيان } لذلك كانت اهمية العلم ووصية الاسلام به فكيف حال امة انشغل الوالدان فيها عن ابنائهما وتركاهما فريسة سهلة لاعلام مضلل يزيف الوجدان ويتلاعب بالافكاروعلى ذلك فالمولود البشرى يولد مجردا تماما من العلم الا من الفطرة التى تهتدى الى الخالق وهذه مشكلة اخرى ..هل يولد الطفل وبداخله المعرفة بالله ام انها تكتسب من البيئة المحيطة هل الانسان يولد فطريا ملحدا جاهلا بربه ام يولد عارفا ربه فقال ديكارت ان فكرة الله اصيلة فينا اما جون لوك فينكر هذا الرأى لتغير الصور عن الالهة بين القبائل والشعوب المختلفة بدرجة كبيرة لدرجة اننا نرفض فكرة وجودها فينا بالفطرة او السليقة فماذا يقول القرأن الذى انزل على محمدالقرأن اثبت ولادة الطفل عارفا بربه وهذا هو ما يعرف فى علم العقيدة بميثاق الذر حين اخذ من بنى ادم من ظهورهم من ذريتهم واشهدهم على نفسه سبحانه الست بربكم قالوا بلى ثم يفسر سبب اختلاف صورة الاله بين الشعوب والقبائل فى حديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه اى ان الايمان بالله فطرة متأصلة فى النفس البشرية وتصورنا للاله ينتج عن البيئة المحيطة التى تغذى افكارنا ..... لله درك يا محمد فهل رأيتم اعظم مما بعث به محمد
وفى التوراة تجدها تنطق بمحمد تتسابق الى البشارة ببزوغ فجر الحق والنور المنزل على محمد ففى سفر التثنيةيخاطب الرب لاوى والذى كانت لديه التوراة مستأمنا عليها ان تمام امر الله ونوره لرجل لم ير اباه وامه وليس لديه اولاد وهو الذى سيعلم هو واتباعه الذين صانوا عهده واتبعوا شريعته بنى اسرائيل احكام الرب وتشريعاته وتدعو نصوص التوراة له بالنصر فيقول {وللاوى قال تميمك واوريمك لرجلك الصديق الذى جربته فى مسة وخاصمته عند ماء مريبة الذى قال عن ابيه وامه لم ارهما وباخوته لم يعترف واولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك يعلمون يعقوب احكامك واسرائيل ناموسك ...بارك يا رب قوته وارتض عمل يده احطم متون مقاوميه ومبغضيه حتى لا يقوموا } تثنية الاصحاح 33:8 فيا اهل الغرب هذا هو محمد