لقد دخلت السياسة العالمية تحت الراية الامريكية الى نفق مظلم لا تستطيع الفكاك منه فهى تخرج من تخبط الى تخبط ومن اخفاق الى اخفاق
وولى النظم العالمى الجديد ظهره الى كل ما كان يدعى من قيم ومبادىء وأصبحت الاجهزة الامنية العالمية أشبه بشركات أمنية للحراسة تدافع عن مصالح ومكتسبات لفئة محدودة وأما الشعوب المغلوبة فهى تكافح من أجل البقاء
ومن أجل الحفاظ على تلك المكتسبات ينتهك كل شىء ويستباح أى شىء ويتم نشر الجهل وعدم الوعى وتزوير الحقائق واتباع كل السبل المشروعة وغير المشروعة وبدلا من أن نحلم بالفردوس اذا بنا نخلق الجحيم و نتهادى.. فى درك جهنم
فالسياسة العالمية التى تصنع فى مطابخ الغرب ومراكز صنع القرار تنكل بحياة البشر دون هوادة فيجب على البشر أن يعيشوا كما هو مخطط لهم لا كما تريد نفوسهم .. يجب أن يكونوا مستهلكين حتى تدور مصانعهم وترتقى معايشهم يجب أن ينظر الجميع الى الامور بأعينهم والا يتعدوا أكثر من ذلك أو يفكروا فى أن يتعدوا ذلك
يقول جاك الول فى كتابه خدعة التكنولوجيا الصادر عن مكتبة الاسرة وترجمة د.فاطمة نصر يقول أن هناك خطة عظمى تنفذ حتى يتم الاحاطة بالعالم
فيقول " واما المطلوب من الافراد فهو اربعة امور بشكل رئيس الاول هو تأدية عملهم على أكمل وجه وفى المواعيد المحددة والثانى هو عدم الاهتمام بالامور الجمعية وان يبتعدوا عن المشاركة والتدخل ويتركوا الامور يسيرها المؤهلون أى يتركوا السياسة للسياسيين والكنائس لنشر السكينة بينما يعالج الاطباء والمستشفيات
المرضىوكبار السن العب . ..العب وسنتولى نحن الامور كلها والامر الثالث أن يكون الناس مستهلكين جيدين و ان ندفع لهم أجورا جيدة كى ينفقونها لأن الاستهلاك هو الواجب الالزامى المطلق اذ بدون استهلاك تتبأطأ الامور والامر الرابع والاخير هو أن نتبع ما يروج له وسائل الاعلام من اراء وتبنى المعلومات والفكر المقترح والا نذهب بعيدا ان متطلبات الخطة العظمى التى فى طريقها للتحقق ستجعل من غير الممكن أن يكون للناس اراء منفردة عن حياتهم أو عن الواقع الذى يعيشون فيه ويكون الخيار الاعظم فى هذه الحالة هو الجهل "
وبالطبع هذه الخطة تواجه الآن عقبات ان دعاة الحرية جاءوا الينا بمزيد من القيود دع عنك أنهم يتنصتون علينا فى الشوارع فى المنازل دع عنك ذلك فقد انتهت الخصوصية منذ زمن وابدا لن تعود ولكنهم لا يريدون لنا أن نعزف سيمفونية أخرى غير سيمفونيتهم لانها ....لا تروق لهم لا يريدون لنا أن تكون لنا رؤية مختلفة غير رؤيتهم لا يريدون أن يسمعوا ترانيم أخرى غير ترانيمهم لا يريدون أن يروا معابد الا معابدهم والا فانك تعيش خارج اطار الواقع ولا تجارى ذلك العصر القاسى
ان السياسة العالمية سياسة هزلية تقوم على الدجل والخداع لا تقدم حلولا واقعية أو علاجا حقيقيا لجذور الاشكاليات التى تكاد تعصف بالارض تتعامل معها بشكل دعائى لا بشكل صريح فتكون النتيجة أن تظل النار تحت الرماد تنتظر مخرجا متنفسا لتعاود الاشتعال من جديد لقد قتلت السياسة العالمية الهوجاء براعم احلامنا الرقيقة فى خيالاتنا الخصبة سحقت بها دون رفق وهى تبتسم لأناشيد المستقبل واغتالت نسمات الامل قبل أن تتحول الى طاقة تشحذ النفوس وتحررالابدان
والنتيجة انهيار القيم وتفشى الانحراف الجميع يلهث.. الجميع يهرول نحو حاجياته ورغباته دون اعتبار لدين أو خلق أو لحقوق مجتمع واذا بالارض كلها تندفع نحو الانتحار ظلمات بعضها من بعض , بعضها فوق بعض فكانت النتيجة الحتمية كما جاء فى سفر هوشع فى الاصحاح الرابع
"اسمع قول الرب يا بنى اسرائيل ان للرب محاكمة مع سكان الارض لأنه لا أمانة لا احسان ولا معرفة الله فى الارض لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق يعتنفون ودماء تلحق دماء لذلك تنوح الارض ويذبل كل من يسكن فيها مع حيوان البرية وطيور السماء " هوشع 4:1 حقا دماء تلحق دماء لأن السلاح مهما كان ديدنه يرتد على من يستخدمه فالقائد الرومانى تيتس الذى هدم هيكل اليهود عام سبعين ميلادية انتقم منه اليهود بعدها بعشر سنين فقط وأحرقوا معبد الاله جوبتر فى العاصمة روما وقد تحول هو نفسه امبراطورا سواء بسواء ...ولكن يا ترى هل لنا طاقة بمحاكمة الرب لأهل الأرض
هذه هى السياسة العالمية المخزية التى تحكم واقعنا الآن صرحها الكذب والتلاعب بمصائر الشعوب
لذلك لم يصبنى الحزن صورة وزير المالية وهو يلعب على جهازه المحمول ابان مناقشة الجهاز المركزى للمحاسبات فهى تعبير صادق عن الواقع المر
- سأحكى بالتفصيل الممل ما تفعله معى وزارة الصحة المصرية بمشيئة الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق