فى الثلاثين عاما من عمره قام بعمل المعجزات على يديه باذن اله يعقوب وأعلن للعالم البشارة بنهاية الامبراطورية الرومانية ومجىء مملكة السماء التى تقيم العدل استمرت دعوته ثلاث سنوات فقط ثم غاب عن الوجود وارتفع الى السماء
وبعدها انطلق الحواريون فى ربوع الامبراطورية الرومانية يحملون البشارة ويهيئون العالم لقدوم مملكة السماء
هل هذا هو السبب الرئيس لسقوط الامبراطورية هو احد الاسباب
فقد انتشر الاستعداد النفسى عند الشعب بعدم اسنمرارية الدولة وفقدوا الايمان بها بل امتد الامر الى القادة فقد قال هرقل فى حديثه لابى سفيان عن محمد رسول الله " ان كان ما تقوله حقا فسيملك تحت قدمى هاتين "
ما الذى هيأ الشعوب لتلقى تلك البشارة انه الاستبداد السياسى الرومانى الذى قتل روح المواطنة والانتماء عند جمهرة الشعب والاضطهاد الدينى لاصخاب عيسى بن مريم ومع كل اضطهاد كان أمرهم يزداد انتشارا وقبولا كما انتشر الفساد بين مجلس الشيوخ الرومانى وأصبح كل منهم بين مرتش وخاضع حتى قيل انهم عبيد فى أرواب سادة
ان أحد أهم عيوب القيادة الرومانية أنها لا تنزل الى رغبات الشعب وترى طلبات المعارضين لها لا تستحق الالتفات أو الاستجابة فيزداد الحنق وتتزايد الكراهية ويحدث الانفصال بين القيادة والشعب وينظر كل منهما للآخر نظرة ريبة
فى فيلم air force 1 والذى عرض فى مصر تحت عنوان اختطاف طائرة الرئيس الامريكى بطولة هاريسون فورد تعرضت طائرة الرئيس للاختطاف على يد مجموعة ارهابية ومن أحد المخابىء فى الطائرة يكلم الرئيس الامريكى نائبته عبر اتصال تليفونى "اذا طلب الفأر قطعة من الجبن واستجيب له ماذا سيطلب قالت كوبا من اللبن " يعنى عدم الالتفات لمطالب المعارضين لأها ستتزايد وهذا خطأ فالنظر اليهم على أنهم فئران سيجعل الآخرين ينظرون اليهم على أنهم مجموعة من الخنازير لا تستحق الحياة فى الاسلام حين أطال معاذ فى الصلاة انفصل أحد المصلين وصلى بمفرده فعنف الرسول معاذا وقال أفتان أنت بين الناس يا معاذ وكان عمر يغير الولاة نزولا على رغبات الشعوب واهل الامصار
ان الاستجابة لمطالب الشعوب مادامت شرعية ليس رضوخا بل التزاما من القادة نحو الجموع فالنصرانية ببشارتها ثم طوائفها والاضطهاد السياسى الرومانى كانا من أسباب الانهيار والسقوط
يقول ادوارد جيبون فى كتابه اضمحلال وسقوط الامبراطورية الرومانية نقلا عن كتاب التاريخ السياسى للامبراطورية الرومانية لللاستاذ سيد أحمد الناصرى "ان التسلط العسكرى الدكتاتورى قتل الفضائل التى كان يتحلى بها الرومانى القديم وجاءت المسيحية فاثبطت تلك الروح المعنوية وحولت الشعب الرومانى الى شعب سلبى انهزامى وجذبت الرهبنة الكنسية الآلاف من أبناء الرومان القادرين على العمل فى الدولة والصراعات الطائفية المسيحية هى المسئولة عن تفكك عرى الوحدة الوطنية للدولة وهى التى أدت الى انقسام الامبراطورية وتفككها كما أنها غرست فى ابنائها النجاة الفردية وليست الجماعية ودعت الى الزهد والتقشف والانعزال عن العالم المادى الذى سيفنى وتبقى مملكة الرب الخالدة وكانت الطوائف المضطهدة تساعد العرب القادمين ضد الرومان انقاذا من البطش الدينى البيزنطى "
وفى المعسكر الاسلامى لم تكن الامور أيضا على ما يرام فقد نزلت سورة التوبة والتى قال عنها أصحاب محمد انها لم تستثن أحدا وحدثت حركات ردة وتمرد على أيد الاسود العنسى ومسيلمة الكذاب ولكن لقوة تلك العقيدة ولترسيخ معنى الدولة التى تقوم على التوحيد والاخلاق عادت من جديد وهزمت الامبراطورية الرومانية كما أخبرهم نبى الاسلام واقيمت مدينة العدل التى بشر بها المسيح فلو كانت تلك العوامل السابقة كفيلة وحدها بانهيار الامبراطورية فى الشرق لسقطت على أيد الفرس ولكن الارادة الالهية بأن يحول الروم هزيمتهم الى نصر وبدلا من الانطلاق من جديد اذا بالسقوط المروع فقوة الايديولوجية القادمة من الخارج كانت السبب الرئيس مع العوامل السابقة
يقول ديورانت " ان المسيح كما ظهر فجأة اختفى فجأة " ......وأنا أقول لقد اختفى كى ... يعود
ان العالم الآن كله يتهيأ لعودة المسيح , ان مصير روما مرتبط بمصير المسيح
- عزيزى القارىءالاسبوع القادم اجازة للاستجمام النفسى
هناك تعليق واحد:
شكرا على الموضوع لم تقصر والمعلومات بأكملها صحيحة
إرسال تعليق