يزعم الكثيرون ان العلمانية هى فصل الدين عن الدولة وهذا كذب بل هى رفض واحلال رفض للمنظومة التشريعية والاخلاقية للاديان ووضع منظومة أخرى جديدة ان الاساس الفلسفى للعلمانية عدائى للاديان , مناقض لها
وحيث أن القدرات العقلية البشرية متفاوتة فان الاقلية هى التى ستضع والغالبية هى التى ستنساق وتخضع أى أننا سنخرج من اطار أخلاقى أنزلته السماء الى اطار أخلاقى وضعته الارض يضعه أناس يزعمون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة والقدرة على توجيه الدفة البشرية ...ولكن نحو الغرق
يقول جان مسليه 1678 -1733 "لن أضحى بعقلى لأن عقلى وحده يمكنه التمييز بين الخير والشر بين الحق والضلال لن أتخلى عن الخبرة لان مرشدها أفضل بكثير من الخيال لن أرتاب فى حواسى ولست أتجاهل أنها يمكن أن تؤدى الى الخطأ ولكن من جهة أخرى أدرك أنها لن تضللنى دائما ان حواسى تكفى لتصحيح الاحكام والقرارات المتسرعة التى ملت الى اتخاذها "
ويقول ديدرو "ان أفكارنا عن الصواب والخطأ لست مستمدة من الله بل من خبراتنا الحسية ان فكرتنا عن الاخلاق نسبية " وكان فلاسفة الثورة الفرنسية يرون فى أنفسهم القدرة على وضع منظومة أخلاقية طبيعية مستقلة عن الاديان لا ترتبط بالثواب والعقاب بالجنة والجحيم ولكنها تحقق السعادة على الارض والامن للبشر وبعد قرنين من الزمان يحق لنا أن نتساءل هل تحققت السعادة وهل نشأ الامن أم أن معدل الجرائم فى ازدياد والاغتراب النفسى فى تصاعد وانهيار البنية الانسانية يواصل الهبوط انهم يرون بعد قرنين من الزمان أن الكلب أكثر وفاء والحيوان الاليف خير صديق والنقاب خطرعلى التعايش والمآذن ليست مقبولة أين عقلك يا مسليه أين خبراتك يا ديدرو ان فلاسفة فرنسا لم يكونوا صادقين
بالطبع فهذا كله دجل فقدرة العقل ليست مطلقة بل محدودة بمحدودية الحواس والعقل لا يقدر أن يميز بين الخير والشر فكم من أمر قد يحبذه ويرى فيه خيرا كثيرا فاذا به الهلاك بعينه وكم من أمر يراه قمة الضرر ويكون فيه خيرا كثيرا فقدرة العقل على التمييز بين النفع والضرر والضلال والرشاد ليست بلا حدود بل تكون قاصرة فى كثير من الاحيان كيف لم يفطن العقل الى أن القمار مضيعة للمال ومغامرة غير محسوبة كيف لم يستطع كفار مكة ادراك أن الخمر مفسدة وانتظروا الاسلام حتى يجىء ويحرمها وكيف ارتضى العقل البشرى برحيقها المر كيف يرتضى أن يقع أسيرا لمن يقوده نحو اللاوعى والغيبوبة
ان علب السجائر ملآى باعلانات التحذير والصور الكريهة ولم تفلح القوانين المغلظة فى التصدى لها ومنع المزيد من الضحايا الجدد كل عام وحماية العقل البشرى من السقوط تحت تأثيرها أين دور الخبرة فى منع الضرر
كيف لم تكتشف أوروبا خطورة الربا على الاقتصاد العالمى الا بعد الازمة العالمية وارتضى وحوش الاسواق العالميةببخس الربح و بأن تكون الفائدة صفر انها استغرقت زمنا طولا لتصل الى هذه الحقيقة التى أتت بها السماء من أربعة عشر قرنا ومن يدرى ألا يمكن من يأتى بعد ذلك ويرتد على عقبيه ويعيد الكرة مرة أخرى ان العقل البشرى لا يستفيد الا ما ندر من أخطائه و حتى من يستفيد فان هذا لن يمنعه من الوقوع فيها مرة أخرى وذلك لان العقل يخدعه شرك الهوى وتحرفه المشاعر عن الوصول الى أصل الحقيقة
مثلا ان حرية العقيدة أمر رائع ولكن حين يدخل الهوى تعمى الابصار فحرية العقيدة فقط هى فى الرجوع عن الاسلام رغم خصوصية العقيدة الاسلامة فى هذا الامر أما انتشار المظاهر الاسلامية والدينية ففيها ايذاء لمشاعر الآخرين وقراءة أحد القضاة لآيات قرآنية يضيق به البعض ذرعا أما افطار النصارى فى نهار رمضان فهو حرية شخصية مقدسة أليس فى ذلك خدش لمشاعر الجمهرة الصائمة.... انها أهواء فاسدة
ان العقل والهوى يتنازعان النفس البشرية ويتصارعان عليها ولكن العقل ينهار فى تلك المعركة بكل سهولة فلهيب الهوى يمحو قدرة العقل المحدودة سواء الهوى النابع عن الغرائز المشتعلة أو المفعم بنيران الكراهية سأضرب مثلا ضرب الزوجات حين تثار هذه القضية يتداخل فيها الجهل بالهوى يراه البعض همجية ووحشية ولا يجوز للانسان المتحضر أن يفعل رغم شيوع ذلك فى العالم المدعى لذلك وفى نفس الوقت الجهل بطباع النساء المتفاوتة
حين يضع الاسلام التشريعات لم يضعها لحالات فردة أو استثنائية بل للجموع المختلفة فى كل مكان وفى كل زمان ويراعى التفاوت بن البشر والطبقات الاجتماعية ووضع للتعامل مع المرأة درجات يبدأها بالوعظ وتتصاعد الى الهجر ثم الضرب وفى النهاية تسريح باحسان فهناك من النساء نظرة عتاب لهن أشد من ضربة سوط وهناك لا تتلذذ الا باستفزاز الرجال ومناكفتهم بل ان بعضهن قد يكن مصابات بما يعرف بالسادو مازوكيزم sadomasochismوهى التى لا تتحقق لها اللذة الا بمشاهد التعذيب والالم وقد تكون زوجة الرجل من تلك النوعية وهو لا يدرى ويكون الضرب وسيلة لتحقيق نشوتها ان هناك اختلاف بن البشر وينبغى مراعاة تلك الفروق
يقول ول ديورانت فى قصة الحضارة حين تحدث عن التيار الشرقى الجارف "استعاد الدين فى القرن الثانى بعد الميلاد ما كان له من سلطان منذ أقدم العهود حين أقرت الفلسفة بعد أن غلبتها الابدية والآمال البشرية بعجزها عن تحقيق تلك الابدية وهذه الآمال "
- مثلى ومثل هذا العالم الاحمق كرجل آتى من المستقبل عبر آلة الزمن على الطريقة الامريكية وقال ايتها الامم ايتها الشعوب سيحدث كذا وكذا هيا أصلحوا طرقكم وهرولوا نحو طريق النجاة واهرعوا الى سبل السلام حتى ننجو جميعا فنحن على شفا فتنة كبرى وأنا أولكم ولكنهم يبسطون لى ايديهم بالايذاء ويضيقون على
يذكروننى مع الفارق بأنطونينس أحد الملوك الذين اضطهدوا النصارى فكانوا يتسابقون على الموت فقال لهم أيها الخلائق التعساء ان كنتم تريدون الموت حقا هل عدمتم الحبال وأحرف الصخر العالية , ايتها الشعوب ايتها الامم امضوا الى طريق الانتحار ولا تغضبوا أنفسكم أبدا و حقا كما قال المسيح فى الانجيل للحواريين " سيبغضونكم بلا سبب كما أبغضونى بلا سبب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق