clavier arabe

الأربعاء، 10 فبراير 2010

صناعة الاصنام

لو أننى رآيت السيدة ليز لا جيوكاندا صاحبة لوحة الموناليزا الشهيرة فى الشارع فلن أفعل شيئا سوى اخراج ربع جنيه مثقوب من جيبى وأعطيها اياه وأمضى وأنا أهز رأسى هزة خفيفة ممتنا لما تتمتم به من عبارات الشكر والرضا والدعاء بالستر والصحة ولكن الغرب استطاع أنه يجعل من تلك السيدة العارية من الجمال حديث العالم ومن ابتسامتها الصفراء الباهتة لغزا حارت فيها العقول
ان الغرب يجيد صناعة الاصنام ويجيد تسويقها الينا لذا كان اعجابى بفتاة ايطالية فى احدى برامج السياحة المصرية المملة حين سألتها عن لوحة الموناليزا فقالت ببراعة فائقة "انها جميلة فقط من وجهة نظر من رسمها لكن ليس شرطا أن يراها الجميع هكذا "
ما زال هناك فى ايطاليا أناس يفهمون ولكننى بعدما عرفت أن زوج السيدة ليز لا جيوكاندا هو الثرى فرانشيسكو فيجب أن أعود اليها وأسترد ما جادت به يداى
لقد تعودت دوما أن أنظر الى مايبثه الغرب الينا مجردا من البروباجندا الاعلامية الضخمة والتطبيل الصارخ والضجيج المفتعل حتى أستطيع أن أرى الامور على حقيقتها انها مزرية للغاية انها لا تساوى شيئا ان مسابقات ملكات الجمال سوق نخاسة ولكنها فى الماضى كانت أرقى بكثير ان نابليون لا أراه أبدا مثلما تراه العيون الغربية فالغرب يسوق لنا نابليون على أنه القائد الاسطورة ويخلع عليه سجايا العظماء رغم أنه عندما ذهب لاحتلال سوريا حاول حشد الشعوب حوله لكنه فشل وبعد مذبحة يافا وقف عاجزا أمام مدينة عكا وخارت قواه خاصة بعد وفاة الجنرال كافريللى الذى كان يعبده الجنود وانتشر الطاعون وفقد ثلث جيشه فاضطر الى العودة بخفى حنين الى القاهرة ولكنه أعد استقبالا مظفرا وأصدر بيانا باللغة العربية أنه لم يترك فى عكا حجرا على حجر وبعد أن فشل فى استخدام ورقة العروبة عاد الى الاسلام مرة أخرى وتظاهر بأنه يحب الاسلام ويحترم رسوله وهى استراتيجية نقلها عنه الغرب فى اخفاء الخسائر والتلاعب بالاوراق المختلفة ولكن هذا الفشل النابليونى الذريع يعود الى أحمد باشا الجزار قائد المقاومة فى عكا والذى سحق هامة طفل أوروبا المدلل
أليس هو أولى بتلك الاساطير
بل عالم السينما أيضا لا يخلو من هذا الطبل ففيلم تيتنايك من الناحية الفنية أو الحبكة الدرامية لا يستحق كل هذه الضجة انه أقرب الى حدوتة مصرية ساذجة منه الى دراما حقيقية وهناك فى الغرب أفلام أخرى تفوقه بمراحل نعم الفيلم يحتوى على بعض الرموز التى لا يفهمها المشاهد العادى فالمرأة فى الاعمال الفنية والأدبية ترمز الى الأمة أو الدولة والسيدة روز ترمز الى أمة سيبذل الآخرون الغالى والنفيس من أجل نجاتها وخلاصها والموسيقيون كانوا يرددون وبينما السفينة تغرق فقرات من رؤيا يوحنا ثم رآيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الاولى والأرض الاولى قد زالتا ولكن غموض الرموز لا يمكن أبدا أن يكون سببا فى قوة الفيلم ان أفلاما أخرى مثل face off ,the gladiator وافلام توم هانكس وروبيرت دى نيرو ذات قيمة أكبربكثير ولكن بالطبع كل هذا يتضاءل ويتوارى خجلا أمام رائعة السينما المصرية "كلمنى شكرا "
وفى الاطار الفكرى الامر أشد صخبا وضجيجا ان الغرب يقدم لنا العلمانية بعدما يحيطها بهالة من القداسة والحلم الجميل ويفرض على العالم نموذج خادع و سراب كاذب ويمارس الارهاب الفكرى لكل من يرفضه أو لا يتجاوب معه فيتهمه بأنه يعيش خارج اطار العصر رغم أن كل مآسى البشر من العلمانية وهى منبع الخرافة انهم يريدوننا مثل القطيع دمى لا عقل لهم لا يفكرون لا لايسألون ان الاسئلة التى تطرحها العلمانية أكثر من الاجوبة والاشكالية التى تقدمها أشد وطأة من الحلول فهل من المعقول أنه من خلال نظرية دارون نفسر الصداقة بين أبى قردان والفلاح على أن كليهما من أصل واحد ان كتاب الطوطم والمحرم ملىء بالخرافات والخزعبلات التى تستحى منها اقل الأديان شأنا انها الدجل والشعوذة ولكن بالباسها زورا مسوح العلم وعلى المستوى السياسى تجد أنها أفرزت لنا نازية هتلر وفاشية موسولينى وديكتاتورية ستالين وجرائم أبى غر يب ان العلمانية هى أصل كل الشرور
أينما تولى وجهك فى هذا العالم ترى صناعة الأصنام البشرية والفكرية وأطروحات لم تزد حياة البشر الا بؤسا وشقاء

- اذا كان الصعود الى القمر صعبا فان تجديد الاجازة بدون مرتب فى مصر أشد صعوبة عراقيل وعقبات ورفض الموظفين لطلب تجديد الاجازة رغم ان سياسة وزارة الصحة تقوم على تطفيش الاطباء لقد صرح وزير الصحة المصرى العام الماضى "اللى مش عاجبه يخليه فى الشارع " سيادة الوزير لقد أعجبنى الشارع كثيرا وأريد أن أقضى فيه عاما آخر



ليست هناك تعليقات: