clavier arabe

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

أ خطاء الحضارة الغربية

من المدن الايطالية فى العصور الوسطى بدأ الوميض  الحضارة الرومانية المعاصرة توقد شعلتها انها حضارة حديثة تختلف عن ماضيها القاتم فالعقلية الرومانية فى الماضى كانت عقلية عسكرية فى الاساس لم تضف للعلم شيئا فتراجع العلم الاغريقى بشدة وتدهور تحت رايتهم
فالعلم مادة تراكمية  كل حضارة تضفى جزءا  الى سابقتها  ولكن الحقبة الرومانية كانت عقيمة الا من بعض الخطباء كشيشرون ولكن  حدث الزلزال وخرج المسلمون للعالم وانحنى العالم اليهم   فاستضاء بتنظيم اجتماعى راق  بين الاجناس دون تمييز ونهم للمعرفة لا يعرف الفتور ورغبة محمومة فى نشر الخير للبشرية جمعاء دون توقف  فكانوا هم أول من جعل العلم عالميا انه ملك لكل الخليقة
فأشعل فى الغرب  المهزوم الغيرة والرغبة فى دخول الحلبة من جديد  وتلك طبيعة النفس البشرية
وكان  الطبقة الوسطى والتى يشكلها تجار الصيارفة واصحاب المصانع فى ايطاليا بداية الشرارة
 حيث تزايدت الثروة فى ايديهم ورغبة منهم فى تحسين المنتجات ووقت الفراغ الذى نتج عن هذه الثروة دفعهم للتفكر فى المزيد
يقول ج.ج. كراوثر الكاتب الانجليزى فى كتابه قصة العلم والصادر مترجما عن مكتبة الاسرة انه حدث فى ايطاليا شىء مهم
"كان تزايد الثروة ذا أثار شتى من ضمنها أثران لهما أهمية عظمى ذلك أن أرباح التجارة والتصنيع جعلت الناس أكثر انكبابا على تحسين العمليات الفنية الاساسية لهم والثروة المتنامية أتاحت مزيدا من الفراغ للتأمل فى سائر العمليات الطبيعية والاصطناعية " اذن الرغبة والفراغ االبناء هما مفتاح أى تقدم

وانطلقت القاطرة لم يستطع أحد ايقافها انطلقت بسرعة تتزايد وتيرتها قرنا بعد آخرينظر اليها الجميع بذهول واعجاب و....انسحاق ايضا  وكان فلاسفة الثورة الفرنسية قد قاموا بوضع الاطارالاجتماعى و السياسى لهذا التشكل العالمى الجديد  أخوة عالمية لا تعرف العصبية الضيقة
ولكن كان هنالك خطآن بالغان وقعت فيهما تلك الحضارة المندفعة  بلا كوابح الاول هو اساس التنظيم الاجتماعى العالمى فالنظام العالمى  قائم على المصالح الاقتصادية المشتركة وتشابك العلاقات التجارية  المعقدة و ليس على مجموعة قيم ومبادىء أخلاقية استنادا الى مقولة البعض "انظر الى مدينة البندقية هناك يتاجر الجميع المسلم والمسيحى واليهودى الكافر هناك من لا يمتلك مالا "
 انه تعريف جديد للكفر وهذا خطأ كبير ولتنظر الادارة الامريكية الى تلك الوجوه التى تجالسها فى الامم المتحدة وجوه مسئولى الحكم فى العالم الآخر هل تعرف معنى القيم والمبادىء هل تعرف معنى تنظيم اجتماعى له رسالة حضارية انهم سارقو ثروات الشعوب

الخطأ الثانى هو عدم وجود ألية لمحاسبة السلطة الحاكمة ان أمريكا تقود العالم وتزعم أنه ملتزمة بمجموعة من القيم والمبادىء نحوه فمن الذى يحاسبها على مدى وجدية هذا الالتزام
ان الرب سبحانه لم يترك الانبياء أنفسهم دون محاسبة فهاهو نبى الله داوود والذى تحول من راعى غنم الى ملك يرسل اليه المولى خصمين تسوروا المحراب أدرك داوود أن الامر اختبار من الله له ومراقبة لأحكامه فخر راكعا وأناب وسليمان اختبر ومحمد رسول الله أتاه جبريل من السماء فى صورة رجل يجالس أصحابه يسأله عن الاسلام عن الايمان عن الاحسان لم يترك الرب الامور لأنبيائه هكذا " ولو تقول علينا بعض الاقاويل لأخذنا منه باليمين " اذن فما وقعت فيه الحضارة الغربية من أخطاء هو ان التنظيم الاجتماعى بين دول العالم القائم على المصلحة الاقتصادية التى ان انتفت انهارت معها اركانه والثانى أنه وضعت نفسها فوق المساءلة
ان السلطة الحاكمة التى تضع نفسها فوق المساءلة القضائية انما تنقش بأصابعها أسطر النهاية

ان السلطة القضائية فى أى دولة وهذا هو الخطأ الذى تم عبر التاريخ يجب أن تنقسم الى مؤسستين احداهما تفصل فى النزاع بين المواطنين فى المجتمع والثانية تفصل فى النزاع بين المواطنين والسلطة الحاكمة يجب أن تكون مؤسسة مستقلة بذاتها لا تكون القضايا بين المواطنين والدولة حالات فردية تقدم على سبيل الدعاية فى الغرب ولا تترك هكذا الامور كما حدث عبر التاريخ تبعا لأخلاقيات السلطة كما فى الخلافة الراشدة أوالحالة المزاجية للحاكم فى الصباح الباكرفى الانظمة الجائرة بل مؤسسة ذات كيان واضح لترسخ فكرة الحق لدى الرعية ولدى نفوس الاجيال الناشئة
 فلكل فرد حقوق يجب ان يعرفها ويدافع عنها وألا تتعرض للاهمال والتآكل عبر الزمن  
ولنوضح فكرة الحق قليلا كما يقول برنار غروتويزن فى كتابه فلسفة الثورة الفرنسية "اننى أعيش وأتنقل هنا وهناك وأتغذى وأتحدث وأبرم عقودا مع أناس آخرين ان هذا كله مشروع ولعمرى لا أشعر لدى كل تصرف من هذه التصرفات بأنى أمارس حقا ولكن ما ان يخطر ببال أحد أن حقى قد هضم حتى أشعر بحقى الطبيعى فى الحرية فان كان من حقى أن أعيش وأن أتكلم وأن أتغذى فليس ذلك بمقتضى قانون ما ان للحق المكان الاول وأما القانون فيأتى بعده "
اذن فالحق يأتى قبل القانون  وما وضعت القوانين الا لحماية الحقوق وليس للتعدى عليها


-










ليست هناك تعليقات: