clavier arabe

الخميس، 2 أبريل 2009

الامراء الاندال

لميكافيللى فى كتابه الأمير فصل بعنوان {الذين يصلون الى الامارة عن طريق النذالة } وضرب مثلا لملك يدعى اغاتوكليس ارتقى عرش سراقوسة بالرغم من أنه نشأ فى أحط الطبقات وأدناها فى البلاد فقد ارتقى الى درجة قاضى القضاة ثم قرر أن يكون أميرا وبمساعدة قائد الجيش أرسل الى أهل سراقوسة ومجلس شيوخها يدعوهم الى مقابلته للتشاور فى قضايا بالغة الاهمية وعند اجتماعهم فى الوقت المحدد أعطى لجنوده الاشارة المتفق عليها فقاموا بذبح جميع الشيوخ وأثرياء المدينة وبذلك تمكن من احتلال المدينة وحكمها دون أن يخشى النزاعات الداخلية ويرى ميكافيللى مؤسس علم النذالة ان ما فعله هذا الرجل من قتل لرعاياه وخيانة أصدقائه وتنكره للعهود والمواثيق ليس من الفضيلة فى شىء وأنها قمة النذالة
وهذه الوسيلة المتدنية للوصول الى الحكم والسيطرة عليه قام العديد من حكامنا فى التاريخ المعاصر بتطبيقها واتخاذها قنديلا فى عتمة الدهاليز السياسية ولكن بئس القناديل فقد لجأ اليها محمد على حين امتلك زمام الحكم فى مصر وعصف بكل من أوصلوه حتى يجلس على العرش منفردا لا ينازعه هو وأسرته أحد حين جمع المماليك وذبحهم , ثم يخدعونك بأنه عصر النهضة
لجأ اليها عبد الناصر مع الاخوان حين تظاهر أنه منهم , فرد مثلهم ينصهر تحت رايتهم , يحبهم ويحبونه , حتى أوصلوه الى الحكم ثم انظر بعدها ماذا فعل بيوسف صديق ومحمد نجيب ومحكمة الشعب الشهيرة وكم من الجرائم يقترفها الامراء تحت أستار الشعب, والعجيب ان بعض الكتابات السفيهة تحمل الضحية مسئولية بطش الجلاد , كما ان الغموض يحيط بمقتل الذين ساعدوا السادات فى حرب أكتوبر حين قتلوا فى حادث طائرة
و صدام حسين لجأ اليها حين أجبر احمد حسن البكر على الاستقالة فى 16 يوليو عام 1979 ثم عقد اجتماعا لقيادات حزب البعث فى 22 يوليو وقام بقتل كل معارض له أو من تسول له نفسه المريضة يوما ما بأن يكون له معارضا
ثم يستمر الحاكم طوال فترة حكمه بتدمير كل مقدرات الدولة وهدم كل كفاءاتها حتى لا يظهر يوما من يمكن أن ينافسه على الحكم فمثله كمثل رجل قام بتجريف كل الارض الا من قطعة صغيرة بها شجرة فيأوى الى ظلالها الجميع وتتجمع فى أعشاشها طيور السماء فلا بديل اخر وكل الابواب موصدة الا باب القصر
وتصبح الدولة هى من تملك مفاتح الثروة والرزق وكل مواردها تحت تصرف الحاكم وزمرته مع أنها ملك الجماهير وحقهم المسلوب فلا تعطى الا لمن يسبح بحمدها ويدور فى فلكها وبذلك يحافظ الحاكم على حكمه ويضمن من الجميع الولاء فيقول ميكافيللى موضحا كيف يسيطر هؤلاء على الحكم بعد ذلك {وأما بالنسبة للمنافع فيجب أن تعطى على فترات قطرة... قطرة حتى يشعر الرعايا بمذاقها ويتلذذون بها } لذلك جاء الاسلام كى يحرر الشعوب كى يشجع على التصدى لمعاول الظلم ومخالب الدول المتجبرة فجعل رزقى تحت رمحى واذا كان مصيرك الموت فان دائرة الرزق لا تنقطع فهم شهداء عند ربهم ......يرزقون
أعلم أيضا أن هناك من الحركات الاسلامية من يماثل اؤلئك الحكام فى الندالة ولكن من قال أننا نعطى العصمة لأحدفمن أحدث النماذج التى ظهرت على السطح السياسى من تلك الفئة فئة الأندال المدعو شيخ شريف شيخ أحمد الذى تولى عند الزحف وهرب حين المواجهة وبعدما بذلت الرعية دماءها وأرواحها يأتى بكل تبجح ليطالب بالامارة فيا أيها الحياء اين حمرتك وسيلجأ هذا الاحمق الهارب الى وسائل التقرب والتودد ومنح الهدايا والرشى لشراء العملاء وسيلجأ كما نصح هوبز الى انشاء مؤسسة دينية تخلع عليه تاج الملك , انهم مثل الكهنة فى الماضى حين يضفون الشرعية على الحاكم ويخدعون الشعوب بأن الالهة هى التى اختارته , حيل مكررة وأساليب ملتوية فمتى تتحرر الشعوب من مخالب هوبز وميكافيللى واذا به ينادى بزيادة القوات الافريقية تماما ولكنها بلا فائدة وتحوى مخاطر جمة فكما قال ميكافيللى { اذا وجدنا أميرا يتعرض للمشاكل والصعوبات التى يعجز عن مواجهتها مما يجعله مضطرا للجوء الى جاره القوى ليطلب مساعدته والدفاع عنه بقواته العسكرية فان هذه القوات تسمى قوات اضافية وهى تشبه قوات المرتزقة فى عدم جدواها كما أنها ستكون شديدة الخطورة على من يستعين بها } فقوات المرتزقة لا عقيدة قتالية لها فان رغبة القتال عندها واهية واهنة ولو انتصرت فانها ستسيطر على هذا الاحمق الذى استعان بها لذلك عصفت أمريكا بقوات الصحوة
اننا نتطلع الى الدولة الراشدة وليست الدولة الظلامية الدولة التى يختار رعاياه من يحكمهم ويتوافقون عليه لا أن يستعين بالغرباء والاعداء كى يمكنوا له حكمه
اننا نتطلع الى الدولة الراشدة وليست الدولة الظلامية التى تحكمها منظومة قوانين وتشريعات لا تخضع لهوى الحاكم وتتأثر بالحالة المزاجية والنفسية له او اراء العوام المتقلبة , والمنظومة التشريعية فيها فوق الجميع
اننا نتطلع الى الدولة الراشدة لا الدولة الظلامية التى يجمع فيها الامير ورعيته هدف واحدة وغاية واحدة هى أعظم من الامير وأكبر من الشعب

ليست هناك تعليقات: