clavier arabe

الخميس، 9 أبريل 2009

الاخطاء الامريكية فى مصر

تقوم السياسة الغربية فى مصر على استنساخ نموذج الامارات الأندلسية التى انهارت واحداث خلل ثقافى واجتماعى واقتصادى تكون هى الشروخ القاتلة التى تضرب بنيان الدولة واركانها
فالخلل الثقافى يكون بتمجيد وتضخيم وتعظيم الماجنين والماجنات وتسليط الضوء عليهم ليكونوا هم نجوم المجتمع المتلألئة التى يهتدى بها أفراد المجتمع ويسيرون خلف سلوكياتها وتصرفاتها بلا وعى وتسفيه وتقزيم وتشويه الصالحين والرموز الحقيقية فيبتعد عنها المواطنون والعوام ويأبون السير خلفها واتباع منهجها
ان أى راقصة درجة ثالثة فى مصر لها كرامة أكبر من أى عالم ولو ساق الحظ كليهما لانهاء أمر ما فى قسم شرطة أو مصلحة حكومية فلتر ى ايهما ينال العناية والرعاية وأيهما يتم تعطيل أموره وينتظرامضاء أوتوقيع
اعلم أن هذا ذل الله لهم لأنهم ارتضوا بالتخاذل والنكوص
كما لعبت الدراما السينمائية دورا خبيثا فى ذلك حين تمجد العابثين واللاهين وتسخر من الجادين و المهذبين فتخرج أجيال وراء أجيال على نفس الدرب الممقوت
وأما الخلل الاجتماعى فيكون يابعاد ذوى الكفاءات وتقريب المتواضعين فكريا وقدراتيا فيحدث نوع من الصدمة الروحية والاحباط الداخلى يؤدى الى التقوقع داخل الذات والقرف والنفور من أحوال الناس وعدم التواصل مع المجتمع وتشتعل الفتنة والغيرة بين الأفراد وهذا ما حدث مع شعراء الأندلس ومثقفيها وكل ذى عقل وفكر فيقول المؤلف دكتور أشرف دعدور فى كتابه الغربة فى الشعر الاندلسى عقب سقوط الخلافة {فلقد أحس شعراء الاندلس ومثقفيها بالغربة عن الواقع الذى يعيشون فيه حيث رأوا أن محدودى القيمة والامكانيات يتبوأون المناصب ويشغلون أرفع الوظائف فشعروا بالضياع والغربة داخل مجتمع فقدوا فيه الاشباه والنظائر وانعزلوا عنه بالكلية حتى قال أحدهم : وانما العذر لى أنى جئت فى زمن لا الجيل جيلى ولا الأزمان ازمانى وقال اخر: ألا انا خلقنا فى زمان يشيب بهوله من لا يشيب
وان ما زاد الالم لدى الشعراء أن الطبقة التى احتلت مكانتهم التى كانوا عليها هم من الجهال الذين امتلكوا الجاه والمال وأصبحت الثروات فى أيديهم وان عدموا الفضائل طبقة ليس لها رصيد من نسب أو علم أو فضل هى ثمرة ضياع القيم وانقلاب الموازين فى عصر الفتن بل كانت مما أذكى الفتن وأشعلها } وهذا بالطبع يؤدى الى انفراط عقد المجتمع وتحلله
ويصبح المسلمون الذين هم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا لا يطيق بعضه بعضا ويعيش الجميع فى حالة توتر وتنافر
ان السياسات الامريكية فى مصر تهدد السلم الاجتماعى ان أستاذ الجامعة الذى من المفروض أن يخرج أجيالا تقود النهضة فى البلاد وتقيم صروح التنمية لو قام بفتح كشك سجائر لكان دخله أكبر ثم بعد ذلك يحدثونك عن التنمية والمستقبل وأن مصر ستصبح دولة عظمى أيها المخادعون ان مشكلة مصر سياسية وليست قيمية ان مشكلة مصر فى فشل القائمين عليها وليس فى منظومة القيم التى يدين بها أفراد الشعب والتى أوكل الى السيدة مشيرة خطاب لتغييرها ولكنى أنصحكم انها لا تتمتع بأى شعبية
أما الخلل الاقتصادى فيكون بغرس فى كل بلد مسئول مثل السيد يوسف بطرس غالى مهمته الأساسية تنغيص حياة المواطنين وتقليب جيوبهم فتنهار الاحوال ويزداد الضيق ويعلو الصراخ ويجأرون بالشكوى ينادون بالخلاص فيهاجرون خارج البلاد وتتمزق بينهم وبين المجتمع كل الروابط والصلات فتكون البلد كالثمرة التى نضجت وينتظر الجميع سقوطها فى أى وقت ولنرى حال قرطبة قبل سقوطها فيصف بن عذارى المراكشى ما أصاب الحياة المعيشية فى قرطبة بقوله {والسعر كل يوم يزداد غلاء والأمر يتفاقم بشدة والناس يتوجهون الى السواحل والبوادى واشتد حال قرطبة حتى أكل الناس الدم من مذابح البقروالغنم وأكلوا الميتة وكان قوم فى السجن فمات منهم رجل فأكلوه ومع هذه المحق فشرب الخمر ظاهر والزنا مباح ولا ترى الا مجاهرا بمعصية } والله انه يصف قرطبة لا مصر فى القرن الحادى والعشرين
وكانت كل أحوال الاندلس على هذه الشاكلة وكان التقرب الى ملوك النصارى وتقديم الولاء والطاعة والاموال مقابل النصرة ضد الخصوم احدى وسائل تحقيق الزعامة حتى صاروا لا هم لهم الا طلب رضاهم هذه هى السياسة الامريكية المعتمدة فى مصر لقد نجحت فى الأندلس ولكنها لن تنجح فى مصر
ولأنى موضوعى للغاية فسوف أقول لماذا وذلك لأن أيام الاندلس كان هناك خلافة اسلامية فى المشرق من الممكن أن يرحل اليها اؤلئك الرافضين والساخطين على هذا النمط من الحياة اما الان فلا يوجد حتى الغرب أقفل أبوابه خوفا من هجمات محتملة عليه خاصة أن طبيعة المصريين ترفض الغربة وهم مرتبطين بوطنهم وأرضهم انهم لم يخرجوا من وادى النيل الضيق أصلا لذلك فليس أمام المصريين الا المواجهة والتمرد والانفجار فى أى وقت واللجوء الى ربهم وليس عكس ما يتمنى الغرب لأن النفس البشرية حين تحاصرها المصائب والخطوب من كل جانب لن تعود الا الى خالقها وتحاول أن تتطهر من داخلها فهو الذى يجيب المضطر اذا دعا ه والحمد لله فقد جعلنا الحزب الوطنى كلنا من المضطرين
كما ان أصحاب الكفاءات المهضومة حقوقهم سينضمون الى جماعات أخرى لا ترضى عنها أمريكا وبذلك ستكون قد خسرت مرتين فهذه السياسة ستأتى فى مصر بنتيجة عكسية لأنها سياسة خاطئة وليست فقط سياسة مقززة
ولا يمكن أن نغلق الباب دون أن نشير الى حركة السادس من أبريل والتى أنشأتها المخابرات الامريكية لتقود العمل السياسى فى مصر فلو كان اضرابهم قد نجح لخرجت العناوين فى الصحف المستقلة التى تمولها المخابرات بشكل مباشر { هناك صحف مستقلة تمول من المخابرات الامريكية بشكل غير مباشر } ستجد تلك العناوين الشباب يطرقون أبواب المستقبل , الشعب المصرى يلبى نداء التغيير, الحزب الوطنى أصبح من الماضى وسيتم الضغط بعد ذلك على الحزب الوطنى للانسحاب من الحياة السياسية كما تم الضغط عليه لاطلاق سراح دكتور أيمن نور والسماح له بالسفر خارج البلاد , ويتم تعميد حركة السادس من أبريل لقيادة مصر ويتم تكرار نموذج الضباط الاحرار ولكن بشكل مدنى
هذه هى السياسة الامريكية فى مصر وهى سياسة خاطئة لاختلاف الوضع الجغرافى والطبيعة النفسية للمصريين عن الأندلسيين

ليست هناك تعليقات: